يوم الشهيد .. فخر الماضي وإلهام المستقبل
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
وراء كل شهيد من شهداء هذا الوطن الفسيح ملحمة
المواطنة الصالحة معيار صادق للحق والواجب الذي يدين به أبناء الوطن جميعًا، وتخليد ذكرى "يوم الشهيد" يمثل مناسبة خاصة لإبراز مدى تعلُّق الشعب الإماراتي بهذا اليوم المجيد، وعزمه المستميت على الدفاع عن مقدَّساته وثوابته ووحدته، ويكشف عن أصالة المجتمع الإماراتي وتعاضده وقوة نسيجه.
كما أن دولة الإمارات تحرص على إرساء أسس التنمية والأمن والاستقرار والسلام في المنطقة؛ انطلاقا من مبادئ راسخة، تؤكد مسؤوليتها عن ذلك في محيطها العربي والخليجي؛ لذا كان لا بدَّ من إعلاء هذه المبادئ الثابتة؛ كي تظل دائمًا عنوانًا للوفاء، وتجسيدًا للأخوة والنجدة للأشقاء.
إن يوم الشهيد يمثل بحقٍّ ميلادًا جديدًا للوطن والمواطن، ففي هذا اليوم تتفتح النفوس وعيًا، وتزداد معاني النضال والتضحية، لأنه يوم الجود والإكرام، وهل هناك أجود ممَّن يجود بروحه في سبيل أمته؟ ولهذا أصبح يوم 30 نوفمبر(تشرين الثاني) من كل عام يومًا للشهيد؛ تخليدًا له ووفاء بتضحيات شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظلَّ راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفَّاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه، في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
والشهادة أنبل الطرق وأنجعها في جهادنا ضد أعداء السلام والحرية، وهي منزلة علوية خالدة، لا يصل إليها إلا من اختاره الله، فالشهيد لا يصبيه نصب ولا مخمصة في سبيل الله، ولا يخاف في الله لومة لائم، والشهداء جادوا بأرواحهم من أجل الأرض.
الفرد الإماراتي يتطلع دائماً إلى السعي إلى آفاق أرحب، وإلى مستقبل أرغد، وهذه الأهداف والغايات لا تأتي إلا بإعلاء صروح الوطن، وصيانة وحدته، والحفاظ على هويته ومقوِّماته، وهل من سبيل إلى ذلك إلا بالتضحية والفداء.
وستبقى أسماء الشهداء محفورة في الذاكرة الوطنية، فقد سالت دماؤهم الذكية من أجل الحرية والكرامة والسؤدد، فعلينا أن ننحني في هذا اليوم بكل إجلال وهيبة أمام أرواحهم الطاهرة، لاستلهام ما تنطوي عليه هذه المناسبة من قيم سامية، ومن غايات رفيعة؛ لإذكاء التعبئة الشاملة، خصوصًا أن هذه المناسبة تأتي في سياق متغيرات دولية فارقة.
لا أبالغ إذا قلت إنّنا أمام رهان كبير وتحدٍّ لحياة ومستقبل تشوبه الاضطرابات والأزمات، في منطقة تتراجع فيها الانتماءات الوطنية، ويتم خرق الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، فلا بدَّ إزاء هذا أن تنصرف الشعوب إلى حب الوطن، والارتباط به، وتعميق الشعور بالهوية الوطنية، من خلال ترسيخ المسؤوليات والالتزامات والواجبات، لا سيما تعميق روح المواطنة بوصفها سلاحًا فعالًا في مواجهة الانقلابيين والإرهابيين والمتطرفين الذين أصبحوا الأكثر عنفًا ودمويّة.
يوم الشهيد ذكرى تحمِّلنا مسؤولية وطنية، يتحملها كل فرد يحيا هذه الأرض؛ لكى تكون سراجًا مضيئًا ومآثر وطنية؛ فعلى كلِّ مواطن وأبٍ ومعلم ومربٍّ ان يؤطر فى أبنائه تمجيد يوم الشهيد بكل الفخار والسؤدد، وأن يزرع فيهم الاقتداء بخطوهم الشريف، وأن يتعهد أمامهم بمواصلة الدرب على خطى الشهداء الكرام من أجل الحفاظ على قيم وثوابت الأمة والدفاع عن رسالة الشهداء؛ من أجل الحفاظ على أوطاننا حرة عزيزة تنعم بالاستقرار والرفاهية.
إن وراء كل شهيد من شهداء هذا الوطن الفسيح ملحمة، وبطولة وأمجادًا ستفتخر بهــا أجيال الغد، وتتباهى بسجلهــا الذهبي كل الأجيال المتعاقبة، فإن عباراتنا وأشعارنا وكتاباتنا عن التضحية للأوطان تظلُّ ميتة هامدة، حتى إذا ما استُشهد في سبيلها شهيد، انتفضت هذه الأرواح الزكية لتحيا بين الأحياء ملهمة تشعل فينا فتيل الأمل والخير.
الشهداء هم النور الساطع الذى أنار درب الكرامة والاستقرار؛ وهم رجال الوطن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ فقد سالت دماؤهم الزكية من أجل الحرية والكرامة والسؤدد؛ فالوطن الذي تملك شعوبه التضحية من أجل الحرية والكرامة، هو ذلك الوطن الذي يملك القدرة على الانتصار للقيم الوطنية، والفداء من أجل عزة الأوطان، والشهادة تجعل الأوطان رايتها خفاقة وشامخة.
نحن جميعًا مشاريع شهداء في سبيل عزة الوطن وكرامته، وهذا اليوم هو يوم وطني حافل فى سجلات الوطن المضئية التي تستحقُّ الاعتزاز والفخار، من خلال الانتصار للقيم العليا التى تنتهجها الإمارات فى سبيل إرساء الشرعية والأمن والأمان للجزيرة العربية والخليج العربى.
كلماتنا عن التضحية والولاء للوطن تصبح لا معنى لها إلا بالشهادة والفداء من أجل جهادنا ضدَّ أعداء الحرية والسلام، أولئك الذين يكيدون للوطن، ويشوهون دوره الكبير في محيطه الإقليمي، وإن هذه المكائد الرخيصة لن تثني دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها الحكماء عن أداء واجبهم تجاه الأشقاء ونصرتهم في حفظ الأمن والاستقرار، ومواجهة دعاة الفوضى والتخريب، وحماية الحاضر والمستقبل، فهو موقف ثابت لا يتغيَّر؛ لأنه يستند إلى منطلقات راسخة وواضحة.
عاش الشهيد حيًّا في جنات ربه، وعاش الوطن حرًّا عزيزًا بتضحيات أبنائهم في مجالات الحياة كافة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات یوم الشهید هذا الیوم فی سبیل من أجل
إقرأ أيضاً:
الشهيد ينهش بغزّة من الحيوانات
#الشهيد ينهش بغزّة من #الحيوانات
#ليندا_حمدود
شوارع غزّة تملؤها شهداء تركت طعاما للقطط والكلاب في عصر حديث بتفرج العالم و الأمة الإسلامية و العربية!
هذا ما وصل إليه الخذلان و الخيانة والغدر.
ممنوع الإقتراب لتكفينها أو حملها حتى فسيصادفك القناص وتجد نفسك شهيدا تحمل نفس المصير .
شهداء في أرض جهاد تحمل من الألم و القهر على ما ألات إليه الأمة في تخلي وخيانة.
أرض تدافع لليوم الرابع و الأربعين بعد الأربع مائة لوحدها بجسد مرهق ،فاقد للٱحبة، جريح ،بسلاح الشرف أظلم جيوش العالم بترسانة عسكرية متطورة دون دعم أو مساندة.
بعدما ترك الجائع والجريح والصامد بغزّة لمصيره من الأمة الإسلامية و العربية اليوم يترك الشهيد على زقاق الطرقات تنهشه الكلاب و القطط ولا تتدخل هذه الأمة حتى للتبليغ أو التحرك في طرد سفراء الكيان الصهيوني على أرضها.
وصل الذل في التخلي عن الشهيد ومشاهدة توثيق نبشه بوسائل إعلام تنقل الصورة وتوثق الجريمة لعالم حقير لن ينصر الحق ولن يدافع عن الإنسانية.
مرت المحارق والمجازر والإغتيالات والإعتقلات والتعذيب على هذا المجتمع الدولي بدون تحريك ضمير أو تأنبيه
وستمر مشاهد الشهداء منبوشة اللحم ،منخوعة العظام أيضا لأن العالم يحكمه نظام ظالم خاضع للكيان الصهيوني.