بانتظار العبور.. مصريون عالقون في غزة يبحثون عن بصيص أمل
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
يواجه مصريون عالقون في قطاع غزة، والذين لم يتمكنوا من العودة إلى وطنهم، من ويلات الحرب، فيما لا يزالون يمنون النفس بأن يعبروا معبر رفح الحدودي، دون أن تلوح أي بارقة أمل بشأن ذلك حتى الآن.
ومع توقف حركة العبور، يتساءل مصريون عن آلية المغادرة، وإلى متى سينتظرون عند الجانب الفلسطيني من بوابة معبر رفح الحدودي، قبل إخراجهم من القطاع الذي شهد قصفا مكثفا وعمليات برية للجيش الإسرائيلي، منذ أن شنت حركة حماس هجمات في السابع من أكتوبر.
وأسفرت تلك الهجمات غير المسبوقة على إسرائيل، عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.
في المقابل، ردت إسرائيل بقصف مكثف على القطاع الفلسطيني المحاصر، إلى جانب توغل بري، مما أدى إلى مقتل أكثر من 16 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.
الخوف على مستقبل الابنةومن الذين يعانون آلام الانتظار، الفلسطينية التي تحمل الجنسية المصرية، غادة زكي، التي كانت قد دخلت إلى قطاع غزة قبل الحرب بأيام، لتواجه مصيرا غامضا رفقة ابنتها عند معبر رفح.
وقالت زكي لمراسلة الحرة: "جئت إلى غزة يوم 24 سبتمبر في زيارة لأهلي كان من المفترض أن تمتد لأسبوع، لكنهم قالوا لي إنه علي إصدار بطاقة تعريف لابنتي المصرية، وفور صدورها حجزت عبر صالة أبو خضرة (صالة تسجيل المسافرين العابرين لمعبر رفح)، وعلمت أن موعد السفر سيكون يوم 12 أكتوبر، لكن قبل يوم عودتي بدأت الحرب، في 7 أكتوبر".
وتابعت: "كل ما كان قبل الحرب تم إلغاؤه، وتعرضت للقصف في البيت الذي كنت فيه، لكني والحمد لله نجوت من الموت أنا وابنتي".
إسرائيل في زمن الحرب.. عشرات المتطوعين من الخارج يعملون على "ملء الفراغ" أطلقت منظمة إسرائيلية غير ربحية برنامجا لنقل عشرات المتطوعين إلى البلاد لملء فراغ تركه إسرائيليون انضموا للمجهود الحربي، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.وزادت: "ابنتي طالبة في جامعة عين شمس بالقاهرة، ومستقبلها يضيع أمام عيني.. إخوانها وأخواتها في مصر.. ونحن وحدنا هنا".
وناشدت زكي "الجهات المسؤولة النظر إلينا بعين الرحمة، من أجل الذهاب لأولادنا.. أنا لا أطلب أكثر من هذا".
وفيما إذا كانت قد تواصلت مع الجهات المسؤولة، أكدت المتحدثة أن "أبناءها تواصلوا مع وزارة الهجرة في مصر ووزارة الخارجية، وكان الرد أن أعداد العالقين كبيرة".
وتابعت: "والد ابنتي المتوفي كان مصريا، وابنتي لا علاقة لها بفلسطين.. بالنسبة لي فقد جئت لزيارة أهلي في القطاع لمدة قصيرة، وليس لابنتي أي ذنب أنني من أصول فلسطينية".
وتابعت بأسى: "لو كنت أعلم أن مصيرنا سيكون بهذا الشكل، لم أكن لآتي إلى هنا. أشعر أن مستقبل أبنائي ينهار".
وبشأن عدد الأشخاص الذي يعيشون نفس أوضاع زكي، قالت المتحدثة: "التقيت في المدارس بعدد كبير من الأشخاص الذي لديهم نفس وضعي، فهناك عدد كبير من حملة الجنسية المصرية الذين يقيمون في غزة ويريدون المغادرة".
"الوضع ساء كثيرا بعد 7 أكتوبر".. معتقلون فلسطينيون يشكون سوء المعاملة بسجون إسرائيل شكا المعتقلون الفلسطينيون من سوء المعاملة في السجون الإسرائيلية وأن الوضع أصبح أكثر سوءا بعد هجمات حماس على إسرائيل التي أشعلت شرارة الحرب، وفقا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.وختمت بالقول: "بالنسبة لي فإن وضعي مختلف لأنني مقيمة في مصر وحياتي كلها هناك، وابنتي طالبة جامعية هناك، وكل زملائها سيجرون الامتحانات باستثنائها".
يذكر أنه تم التوصل لاتفاق بين حركة حماس، المصنفة على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة ودول أخرى، وإسرائيل، لوقف إطلاق النار لمدة 4 أيام، تم تمديده ليومين إضافيين، في مقابل الإفراج عن رهائن مختطفين في القطاع، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
ورغم الهدنة، التي تم تمديدها يومي الثلاثاء والأربعاء، فإن مراسلة الحرة ذكرت أن إطلاق نار وقع، الثلاثاء، في قطاع غزة، يشتبه في أنه ناتج عن اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين.
وقالت المراسلة إنه "في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وبالتحديد بحلول الخامسة فجرا، كان هناك إطلاق نار في حي الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ شمالي قطاع غزة"، مضيفة أن ما حدث كان "على ما يبدو اشتباكات" انتقلت فيما بعد إلى مناطق جنوبي القطاع، وتحديدا في رفح وخان يونس.
وأشارت إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو وفيات من السلطات الفلسطينية، فيما لا يتضح سبب تلك الاشتباكات حتى الآن.
ومع ذلك، تظل الهدنة قائمة، حيث لم يحلق طيران إسرائيلي حربي في سماء القطاع، أو أطلق المسلحون الفلسطينيون صواريخ من غزة نحو إسرائيل.
من جانبها، قالت الفصائل الفلسطينية المسلحة، في بيان الثلاثاء: "نتابع هذا الخرق للهدنة، ونطالب بإلزام إسرائيل بتلك الهدنة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة.. إسرائيل تجبر المرضى على إخلاء مستشفى بشمال غزة
قتل 32 فلسطينيا بقصف إسرائيلي لمناطق متفرقة وسط وجنوب قطاع غزة، وسط تعرّض المستشفيات في شمال القطاع لغارات مكثفة منذ أمس الاثنين.
وفي شمال القطاع طال قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف الطابق الثالث في مستشفى “العودة” في تل الزعتر، وسط إطلاق نار بشكل مباشر على مرافق المستشفى. وأجبرت القوات الإسرائيلية الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.
فيما تقدمت عدد من الآليات في محيط “المستشفى الإندونيسي” في تل الزعتر شرقي مدينة جباليا شمالي القطاع،
تزامنا مع غارات جوية وإطلاق نار مكثف. وأصيب أكثر من 20 شخص في صفوف الكادر الطبي والجرحى داخل مستشفى “كمال عدوان” جراء تفجير القوات الإسرائيلية “روبوت مفخخ” في محيطه. وطال قصف مدفعي على مدينة بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا.
وفي مدينة غزة: نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف مبان سكنية جنوبي حي الزيتون جنوب شرقي المدينة. وقتل 4بينهم سيدتين وطفل في قصف استهدف منزلا لعائلة صيام بالقرب من سوق الذهب وسط المدينة. وسط إطلاق نار من آليات إسرائيلية في محيط منطقتي دولة والمصلبة جنوبي حي الزيتون، جنوب شرقي المدينة.
أما وسط القطاع: أدى قصف مدفعي إسرائيلي شرقي مدينة دير البلح لوقوع قتيل وإصابة آخرين جراء غارة جوية على شمال مخيم النصيرات.
أما جنوب القطاع، أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية نيرانها باتجاه المناطق الشرقية لرفح.
من جهتها قالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في تصريح صحفي إن قوات الاحتلال تجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمال غزة.
وأضافت: نناشد كافة المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لحماية المنظومة الصحية في قطاع غزة أمام هذه الهجمة الشرسة من الاحتلال عليها.
فيما قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إن قطاع غزة حاليا “المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، حيث أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة”.
وأضاف فليتشر في بيان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في القطاع، “حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة”.
من جهته قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”: إن السلطات الإسرائيلة هدمت 1787 منشأة فلسطينية بين 7 أكتوبر 2023 و15 أكتوبر 2024، منها 800 مسكن مأهول.
وذكر أن عمليات الهدم أدت إلى نزوح 4498 شخصا، فضلا عن تضرر نحو 531593 آخرين جراء هدم منازلهم أو منشآتهم التجارية والصناعية والزراعية.