فتاوى وأحكام

هل ترك النبي لفعل يكون دليلا على حرمته؟.. الإفتاء ترد
حكم من أحرم ثم مات قبل أداء المناسك.. دار الإفتاء تجيب
هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل ؟
هل شراء أشياء من ماركات غالية الثمن إسراف؟
علي جمعة: لا يجوز تغيير النية بعد الدخول في الصلاة وإلا تبطلها
 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في التقرير التالي.

فى البداية .. ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (أخبرني أحد أصدقائي بأنه سمع شخصًا يقول: كل ما تركه النبي عليه الصلاة والسلام يكون محرمًا؛ فما مدى صحة هذا الكلام؟ وهل ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفعل ما يدلّ بمجرده على تحريمه؟.

وقالت دار الإفتاء، إنه من المقرَّر شرعًا لدى علماء الأصول أنَّ فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدلّ على عدم التحريم فقط، ويتَّسع للأحكام الأربعة الأخرى الوجوب والندب والإباحة والكراهة؛ فقد صلى الفريضة وهي واجبة، وصلَّى الراتبة وهي مندوبة، وأكل وشرب وهو مباح، وشرب قائمًا وبال قائمًا وهو مكروه؛ ليدلّ على الجواز.

وفي المقابل تَرْك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفعلٍ ما يدل على عدم الوجوب فقط ويتَّسع للأحكام الأربعة الأخرى وهي الحرمة والكراهة والإباحة والندب، فقد ترك الكذب وهو حرام، وترك الإسراف في الوضوء وهو مكروه، وترك أكل الضب وهو مباح، وترك صيام داود عليه السلام يوم ويوم وهو مندوب.

وفي ذلك يقول الإمام أبو عبد الله التلمساني في "مفتاح الوصول في بناء الفروع على الأصول": [ويلحق بالفعل في الدلالة الترك؛ فإنَّه كما يستدل بفعله صلى الله عليه وآله وسلم على عدم التحريم يُستدل بتركه على عدم الوجوب] اهـ. (ص: 25، ط. مكتبة الكليات الأزهرية).

وقالت إنه إذا ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا فيحتمل وجوهًا غير التحريم منها:

1- أن يكون تركه عادة: قُدِّم إليه صلى الله عليه وآله وسلم ضبٌّ مشويّ فمدّ يده الشريفة ليأكل منه؛ فقيل: إنه ضب، فأمسك عنه، فسُئل: أحرام هو؟ فقال: «لَا، ولكنَّه لَمْ يَكُنْ بأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أعَافُه» والحديث في "الصحيحين"، وهو يدل على أمرين:

أحدهما: أن تركه للشيء ولو بعد الإقبال عليه لا يدل على تحريمه.

والآخر: أن استقذار الشيء لا يدل على تحريمه أيضًا.

2- أن يكون تركه نسيانًا، فقد سها صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة، فترك منها شيئًا، فسئل: هل حدث في الصلاة شيء؟ فقال: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي» أخرجه البخاري ومسلم.

3- أن يكون تركه مخافةَ أن يُفرض على أمته، كتركه صلاة التراويح حين اجتمع الصحابة ليصلوا معه.

4-أن يكون تركه؛ لعدم تفكيره فيه، ولم يخطر على باله، فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يخطب الجمعة إلى جذع نخلة، ولم يفكر في عمل كرسي يقوم عليه ساعة الخطبة، فلما اقترح عليه عمل منبر يخطب عليه وافق وأقره؛ لأنه أبلغ في الإسماع، واقترح الصحابة أن يبنوا له دكة من طين يجلس عليها؛ ليعرفه الوافد الغريب، فوافقهم ولم يفكر فيها من نفسه.

5- أن يكون تركه لدخوله في عموم آيات أو أحاديث، كتركه صلاة الضحى وكثيرًا من المندوبات؛ لأنها مشمولة بقوله تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77]، وأمثال ذلك كثيرة.

6- أن يكون تركه خشية تغيير قلوب الصحابة أو بعضهم:

قال صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها: «لَوْلاَ حَدَاثَةُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ ثُمَّ لَبَنَيْتُهُ عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإِنَّ قُرَيْشًا اسْتَقْصَرَتْ بِنَاءَهُ» وهو في "الصحيحين"، فترك صلى الله عليه وآله وسلم نقض البيت وإعادة بنائه حفظًا لقلوب أصحابه القريبي العهد بالإسلام من أهل مكة، ويحتمل تركه صلى الله عليه وآله وسلم وجوهًا أخرى تعلم من تتبع كتب السنة، ولم يأت في حديث ولا أثر تصريح بأنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا ترك شيئًا كان حرامًا أو مكروهًا] اهـ.

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الحج لمن أحرم ثم مات قبل أداء المناسك؟ فقد أحرَم شخصٌ بفريضة الحج، ثم توفي قبل أداء شيءٍ مِن المناسك، فما حكم حَجِّهِ شرعًا؟ وهل على ورثته أن يُكمِلوا الحجَّ عنه.

وقالت دار الإفتاء، إن الحج ركنٌ مِن أركان الإسلام، وهو فرضٌ على كلِّ مكلَّفٍ مستطيعٍ في العُمر مرةً واحدةً؛ قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97].

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في "صحيحيهما".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وأشارت إلى أن مَن وَجَبَ عليه الحجُّ، فخَرَج مِن بيته قاصدًا أداءَ ما فَرَضه الله عليه مِن عبادةٍ، ثُم مات في الحج، كَتب الله له أَجْرَ الحج كاملًا دون أنْ يَنقص مِن أجره شيءٌ، سواءٌ كان الموت قَبل الإحرام أو بَعده؛ لأنَّ الشُّروع في الطاعة طاعةٌ.

وقد بيَّنت السُّنَّة النبوية المطهَّرة أنَّ المسلم إذا همَّ بعَمَلِ طاعةٍ كَتب الله له أجرَها، فإنْ عَمِلَها ضاعف الله له الأجر فيها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه".

وفي خصوص ثُبوت أَجْرِ الحج لِمَن خَرج قاصدًا حجَّ بيت الله الحرام وأداء فَرْضِهِ، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرَ الْحَاجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» أخرجه الأئمة: البيهقي في "شعب الإيمان"، والطبراني في "المعجم الأوسط"، وأبو يعلى الموصلي في "المسند" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَوَقَصَتْهُ -أَوْ قَالَ: فَأَوْقَصَتْهُ-، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُحَنِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّ اللهَ يبْعَثُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا» متفق عليه.

أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن سؤال ورد اليه عبر صفحته الرسمية فيسبوك، مضمونه:"هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل؟".

ليرد موضحا ان الله عز وجل يقول في القرآن الكريم: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } إذًا هي دائرة ؛ فهناك أشياء يفعلها البشر وما يفعله البشر دائر بين الإيجاب هي الحب والرحمة ، وإما بالسلب كالتدمير، والتفجير ، والتكفير، والكراهية، والغضب.

والله تعالى في دين الإسلام يسمي هذا حلالا، وهذا حراما، فإذا كان الإنسان يسير على الحلال ويسير على رضا الله على مجموعة الأخلاق التي تزكي النفس؛ فالله يغيره من حال إلى حال أفضل منه، والتغيير الإلهي غير التغيير البشري؛ فالتغيير البشري مناطه الاختيار، والتغيير الإلهي مناطه الخلق.

فمن المفروض أكون دائما وأنا سائر في رحلة حياتي تفكيري كله مناط الخير، لأن الله تعالى هداني النجدين حيث قال: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ} إذًا هو تعالى أمرنا بتحرير البشرية فأمرنا بكل إيجابية ، أمرنا بكل ما هو مليح ؛ أمرنا بالصلاة والبر والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن ننتهي عن كل سلب ، فنحن إن فعلنا هذه الأوامر غيَّرَ الله حالنا من الحال التي نحن عليها إلى أحسن منها.

ولننظر إلى حال المسلمين وهم في مكة أول الأمر عندما رأى منهم حالهم الإيجابيِّ غيَّر الله حالهم إلى الحبشة التي فيها غيَّر حالهم إلى الأمن بعد الإضطراب ، وإلى الاستقرار بعد القلق النفسي ، وبعد ذلك زاد تمسكهم وارتباطهم بخالقهم سبحانه وتعالى غير الله حالهم من الحبشة إلى المدينة التي بها تكونت دولتهم وبدأت فتوحاتهم وتوسعاتهم من الشرق إلى الغرب وسادوا العالم ، فهو  جل شأنه القائل: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } بالفعل الله تعالى غير حالهم إلى أفضل ما كانوا عليه.

فمثلا تجد سيدنا عبد الرحمن بن عوف قال له الربيع - رضي الله عنهما - اختر ما شئت من مالي وزوجاتي إلا أن عبد الرحمن بن عوف قال له: بارك الله لك في زوجاتك وفي مالك ، لكن أرشدني على السوق ؛ فأرشده على السوق. وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرا ناجحا فعندما مات لم يستطيعوا أن يعدوا ثروته من كثرتها ، حتى أن النبي - ﷺ - قال: {إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا} فقال بعض أصحاب النظرة القاصرة والقلوب القاسية : إن عبد الرحمن بن عوف لكثرة ماله لم يكن الله راضيا عنه ، إلا أن أهل الله فسروها تفسيرا رائقا وجميلا فقالوا: إن الذي يحبو هو الطفل الصغير فكأن عبد الرحمن بن عوف سيكون في براءة الأطفال ليس عليه شيء يؤاخذ عليه عند دخوله الجنة.

فهذا التفسير الذي قرأه أهل الله جاءهم عن طريق البصيرة التي رزقهم الله إياها ..فالتغيير الذي يتم من الخلق مناطه الإختيار ، وما يتم من الله مناطه الخلق ؛ فالله سبحانه هو المحيي المميت وهو الخالق وهو الموفق ، وكلما اتقينا الله وخفنا الله وغيرنا أنفسنا ؛ فالله تعالى يغير حالنا إلى أحسن حال ويفتح لنا أبواب الخير والسعة والأمن والأمان.

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن الله عز وجل جعل الإسراف أمرا سلبيًا، وغير مرغوب وغير إيجابي، قال تعالى"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رحمة الله".

وأضاف جمعة، في منشور سابق له، أن الله عز وجل قال “إنه لا يحب المسرفين”، والمسرفين يجرمون في حق أنفسهم والآخرين، والإسراف جريمة كبرى يجب علينا أن نضع لها حل وإلا آذينا أنفسنا والآخرين والنبي يقول: ”لا ضرر ولا ضرار".

وتابع: “فالإغراق والإسراف مصيبة كبرى، وقد أتى سيدنا محمد ليوسع الأمر لكى يرفع من النفس البشرية أي نوع من أنواع حب الإسراف أو التوجه إليه”.

وأشار الى أنه فى حديث لسعد بن أبي وقاص “رضى الله عنه”، أنه كان يتوضأ فمر عليه رسول الله فقال: "ما هذا يا سعد أكل هذا في الوضوء؟ أى أنه يسرف فى الماء – هذا سرف، فقال له أفي الوضوء سرف، فقال “نعم ولو توضأت من نهر جار” وقال تعالى “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا”.

وأوضح أنه لو قال شخص: “أنا أحب اشترى الأحذية الغالية أو الساعة الفلانية وسعرها مرتفع أو العربية نوع كذا وأيضا هي غالية الثمن فهل هذا إسراف؟ فلو واحد قادر دون الإخلال بمقتضيات الحياة أن يشترى الساعة أم 100 ألف مثلا، فيكون غير مسرف لأنه لم يخل، والسرف نسبي”.

وذكر مثالا آخر أن الرجل لكى يستطيع أن يقوم بوظائفه الحيوية يحتاج إلى 3200 سعر حراري فى اليوم، المرأة تحتاج إلى 2200 سعر حراري مثلا، فما يحتاجه جسم الشخص سواء كان ضخما أو رياضيا أو ما إلى ذلك يحسب على الوزن، فنجد شخصا يريد كمية أكل أكبر من الآخر، فالسرف هنا يكون لو أكل الشخص فوق هذا الاحتياج.

وأشار إلى أن الله عز وجل نصب الإنسان حارسا وخليفة في الكون، وجعله مهيمنا على ما فيه من منافع وتسخيرات حتى يظل سيدا وخليفة فلا يُحْتَكَمُ عليه من غير جنسه، وهي مسئولية يحاسب عليها في الآخرة، ويجازى بمقتضى فعله فيها إن خيرا وصلاحا فخير وإن شرا وفسادا فشر.

ونوه إلى أن إعمار الكون والمحافظة على البيئة عملية تقوم على بعدين: البعد الأول يتعلق بالتصورات العقائدية التي ترسم العلاقات بين الإنسان والكون والإله. والبعد الثاني يتعلق بالتصورات الفقهية التي تصدر عنها الأحكام الشرعية والتي تنظم العلاقات بين الإنسان والكون وبين الإنسان والخالق.

وأوضح أن هذا المنهج يعكس ما جاء في الإسلام من تصورات عقائدية وأحكام فقهية جعلت الإنسان مطالبا وقادرا ومدفوعا إلى المحافظة على بيئته الإنسانية، والمشاركة والتعاون على عدم الإفساد فيها، بل التوضيح للعالمين أن الشرع الإسلامي لم يقف عند حدود المحافظة، بل تعداها إلى التنمية والإصلاح وغير ذلك، لأن الإسلام حض على العمل والتفكر والبحث عن أسرار الكون استدلالا على الوجود الإلهي ووصولا إلى المحبة.

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إنه لا يجوز تغيير النية في الصلاة بصفة عامة، ولكن يجوز تغيير النية في النافلة كأن يدخل شخص للمسجد وينوي صلاة تحية المسجد ثم يغير نيته ويجعلها ركعتي السنة القبلية وفي هذه الحالة يجوز.

وأضاف جمعة، فى إجابته عن سؤال « ما حكم قلب نية العصر إلى ظهر؟»، أنه لا يجوز للإنسان بعد أن شرع في صلاته أن يغير نيته فى الصلاة من صلاة عصر إلى ظهر أو من مغرب الى عشاء، فلابد للإنسان أن ينوى ما يريد أن يصليه قبل دخوله في الصلاة، فلا يصح تغيير نيته من صلاة لصلاة أخرى.

وتابع: أنه لا يجوز تغيير النية في صلاة الفريضة فمعها تبطل الصلاة كان ينوي شخص صلاة سنة الظهر وبعد الدخول في الصلاة يغير نيته ويصلي العصر فهذا صلاته باطلة.

ورد سؤال إلى صفحة دار الإفتاء الرسمية يقول صاحبه: " بدأت في صلاة سنة الظهر القبلية ثم فوجئت بشخص يقف بجواري للصلاة جماعة ، فهل يجوز تغيير النية من سنة الظهر الى فرض الظهر للحصول على ثواب الجماعة ؟".

رد الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بـ دار الإفتاء قائلا: "لا تغير نيتك في الصلاة ولكن عليك استكمال صلاتك وستؤجر على صلاة الجماعة بالقدر الذي صليته مع المأموم".

ورد سؤال للدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مضمونه "هل يجوز تغيير النية أثناء الصلاة؟".

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء ، في فتوى مسجلة له"، إن في صلاة الفرض لا بد أن تكون النية واحدة، فلا يجوز للمسلم إذا أقبل على الصلاة وكان يريد صلاة الظهر أن يغير نيته وينوي خلال صلاته أن يصلى العصر.

وأضاف أمين الفتوى، أنه لا بد أن تكون النية مقارنة لتكبيرة الإحرام، أي مع الهمزة من "الله أكبر" وبذلك ينوي صلاة معينة، وهذه النية هي التي تحدد العمل، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وآله وسلم یجوز تغییر النیة رضی الله عنه أمین الفتوى دار الإفتاء الله عز وجل الله تعالى فی الصلاة ى الله ع یدل على على عدم لا یجوز ک النبی ل الله ا الله ن الله الله ل

إقرأ أيضاً:

كيفية صلاة العيد.. عدد التكبيرات لكل ركعة وطريقة أدائها

كيفية صلاة العيد وعدد التكبيرات في كل ركعة بيّنتها دار الإفتاء المصرية حيث إن صلاة عيد الفطر لها عدد ركعات كما وضّحت كذلك صيغة التكبير الصحيحة لصلاة عيد الفطر 2025، لافتة إلى أن صلاة العيد سُنة مؤكدة وواظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بها الرجال والنساء بأن يخرجوا لصلاتها.

كيفية صلاة عيد الفطر

وكشفت دار الإفتاء، عبر موقعها، أن صلاة العيد ركعتان وينوي بها صلاة العيد، مبيّنة أن الركعة الأولى يكبر فيها سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع، وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرةِ القيام والركوع، والتكبيراتُ قبل القراءة.

واستشهدت دار الإفتاء، بـ "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا، سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلاةِ" أخرجه الدارقطني، والبيهقي.

وأضافت أن السُنة أن تُصلى صلاة العيد في جماعة؛ وهي الصفة التي نَقَلها الخَلَفُ عن السلف، فإن حضر المصلي وسبقه الإمام بالتكبيرات أو ببعضها لم يقضِ؛ لأنه ذكر مسنون فات محلُّه.

وتابعت أن من السُنة أن يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة؛ لما روي عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الْجَنَازَةِ وَالْعِيدَيْنِ" أخرجه البيهقي.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن السُنة أن يقرأ بعد الفاتحة بـ"الأعلى" في الأولى، و"الغاشية" في الثانية، أو بـ"ق" في الأولى و"اقتربت" في الثانية؛ كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ثبت في صحيح مسلم، وأن يجهر فيهما بالقراءة لنقل الخلف عن السلف.

واستطردت الإفتاء "إذا فرغ المصلون من الصلاة أن يخطب على المنبر خطبتين، يَفْصِل بينهما بجَلْسة، والمستحب أن يستفتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبعٍ، ويذكرَ اللهَ تعالى فيهما، ويذكرَ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ويوصي الناس بتقوى الله تعالى وقراءة القرآن، ويعلِّمهم صدقة الفطر، ويُسْتَحَبُّ للناس استماعُ الخطبة" لأن الخطبة من سنن العيد.

احذر .. خطأ شائع في صلاة العيد يبطلها ويضيع ثوابهاحكم صلاة الرجال إلى جوار النساء في صلاة العيد.. مركز الأزهر يجيبماذا أفعل إذا فاتتني صلاة العيد.. تعرف على الحكم والكيفيةبعيدا عن المخالفات الشرعية.. وزارة الأوقاف تطلق حملة إعلامية لضبط صلاة العيد

تكبيرات عيد الفطر 2025

ووضحت دار الإفتاء، الصيغة الشرعية الصحيحة والتي وصفها الإمام الشافعي - رضي الله عنه - بالحُسْن.

نوهت بأن صيغة تكبيرات العيد تكون كالتالي: " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا ".

وقت صلاة عيد الفطر

أشارت إلى أن وقتُ صلاة العيد عند جمهور العلماء يبدأ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب رؤية العين المجردة -وهو الوقت الذي تحلُّ فيه النافلة- ويمتدُّ وقتُها إلى ابتداء الزوال.

صلاة العيد في البيت

وكانت أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال يقول سائله "ما حكم صلاة العيد في البيت للمنفرد بدون خطبة؟ فكثيرًا ما تفوتني صلاة العيد في المصلى، فهل يجوز لي أن أصلي العيد بدون خطبة في البيت؟".

وأكدت دار الإفتاء، عبر موقعها، أن صلاة العيد سُنة مؤكدة ويستحب أن تكون في جماعةٍ مع الإمام سواء في المسجد أو الخلاء، موضحة أنه إذا لم يتمكن المرء من ذلك جاز له أن يُصلِّيها في البيت منفردًا بلا خطبةٍ تقليدًا لمن قال بذلك.

مقالات مشابهة

  • حكم زيارة القبور أول يوم عيد الفطر.. الإفتاء: يجوز بشرط
  • كيف تصلي صلاة العيد في البيت للرجال والنساء فردا وجماعة؟.. بـ5 خطوات
  • صلاة عيد الفطر بالمسجد للنساء.. 10 محظورات لمن تستعد للخروج الآن
  • صلاة العيد.. كيف تؤدى وصيغة التكبيرات الصحيحة لها
  • موعد صلاة العيد.. توقيتها بالساعة والدقيقة في 33 مدينة
  • موعد صلاة عيد الفطر فى القاهرة وجميع محافظات الجمهورية
  • كيفية صلاة العيد.. عدد التكبيرات لكل ركعة وطريقة أدائها
  • فتاوى يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • صلاة العيد.. أحكامها وسننها وآدابها في الإسلام