حماس وحزب الله في ظل مشاريع جيوسياسية كبيرة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور خوداكوف، في "فوينيه أوبزرينيه، حول الدور الذي تلعبه حماس وحزب الله في المشاريع الإقليمية.
وجاء في المقال: السؤال الذي يطرحه كثيرون الآن هو لماذا لا يسارع حزب الله الشيعي إلى دعم حركة حماس السنية وفتح جبهة ثانية على الحدود الشمالية لإسرائيل.
إذا كانت حركة حماس جزءا من مشروع جيوسياسي عالمي، فهو مشروع بريطاني تركي.
سبق أن كتب المستعرب ألكسندر كوزنتسوف، في 2005، عن السعي لإنشاء ما يسمى بـ "الهلال الشيعي" من إيران والعراق وسوريا ولبنان. ومن الواضح أن قطاع غزة يقع على هامش مثل هذه الخطط، ومن الممكن أن تصبح حماس الرفيق التكتيكي لحزب الله هنا، ولكن ليس شريكه الاستراتيجي.
ومع ذلك فإن حماس قادرة نظريًا، في المستقبل، على الاضطلاع بدور أكثر جدية من مجرد هيكل عسكري سياسي يقتصر نشاطه على قطاع غزة، ما لم يهزمها الجيش الإسرائيلي، طبعا. لكني شخصيا أرى حلا دبلوماسيا للصراع في المستقبل القريب.
واشنطن لا تدعم حماس. ولكن في الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة، التي تحوّل مركز ثقل استراتيجيتها الجيوسياسية من الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، سوف تواصل، بطبيعة الحال، مسارها لردع إيران. وسيجري تنفيذ ذلك، وفقا لألكسندر كوزنتسوف، بإثارة التناقضات السنية الشيعية بدعم من الحركات الإسلاموية السنية.
ومن هنا السؤال: هل ستحاول الولايات المتحدة بناء صيغة علاقات مفيدة لها مع حماس، وتصالحها مع إسرائيل، وتعيد توجيه الحركة نحو المواجهة مع حزب الله؟
ففي نهاية المطاف، إذا نجح الأمر، فسيشكل ضربة لمصالح إيران في الشرق الأوسط. وهنا، بالمناسبة، يعتمد الكثير على الخطوات القادمة في المنطقة، ليس فقط من جانب الجمهورية الإسلامية نفسها، إنما ومن جانب روسيا، بما في ذلك في إطار الحوار مع كل من حماس وحزب الله.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: تل أبيب حركة حماس حزب الله طوفان الأقصى وحزب الله
إقرأ أيضاً:
الطفل الفلسطيني عبد الله اليازوري يحمل بي بي سي مسؤولية مصيره
استجابت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" للضغوط من مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي، وسحبت فيلم يحمل عنوان "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب"، من منصة "آي بليير" الخاصة بها.
ووجد الطفل عبد الله اليازوري (13 عامًا)، وقد شهد الموت والدمار في قطاع غزة على نطاق لا يمكن لمعظم الناس تخيله، نفسه في قلب خلاف وطني في بريطانيا، بسبب دوره في سرد الفيلم.
وبعد أن نجا من الحرب الإسرائيلية المميتة على غزة، والتي قتلت حتى الآن أكثر من 48 ألف فلسطيني، فإن حلم عبد الله هو دراسة الصحافة في بريطانيا البعيدة، حيث حصل والده على درجة الدكتوراه.
وتحدث عبد الله عن قضاء ساعات في التصوير في الجيب المحاصر أثناء الحرب، قائلا: إنه كان يأمل أن يتمكن الفيلم الوثائقي من "نشر رسالة المعاناة التي يشهدها الأطفال في غزة"، بحسب مقابلة مع موقع "ميدل إيست أي".
Exclusive: "If anything happens to me, the BBC is responsible."
Abdullah al-Yazuri, the 13-year-old narrator of Gaza: How to Survive a War Zone, speaks to MEE after the BBC pulled the documentary.
"I worked for nine months, and it was all wiped." pic.twitter.com/JbbcHc19Ys — Middle East Eye (@MiddleEastEye) March 5, 2025
وبدلاً من ذلك، بعد أربعة أيام فقط من بث الفيلم الوثائقي في 17شباط/ فبراير، سحبته هيئة الإذاعة البريطانية من منصة البث الخاصة بها، بعد حملة مكثفة شنتها جماعات مؤيدة لـ"إسرائيل" ووسائل إعلام بريطانية منافسة.
وركزت انتقاداتهم على الكشف عن أن والد عبد الله، أيمن اليازوري، هو نائب وزير الزراعة في حكومة غزة التي تديرها حماس.
وقد وصف المعلقون والمؤسسات الإخبارية في بريطانيا يازوري على نطاق واسع بأنه "زعيم حماس" و"مسؤول حماس" و"زعيم الإرهاب".
وأكد الموقع أن اليازوري الأب في الواقع تكنوقراطيا بخلفية علمية وليست سياسية وعمل سابقا في وزارة التعليم الإماراتية ودرس في الجامعات البريطانية.
وقد اقترن سحب الفيلم الوثائقي بسيل من المضايقات والإساءة عبر الإنترنت التي تستهدف عبد الله وعائلته.
وقال عبد الله، الذي أمضى حوالي 60 ساعة في الحصول على اللقطات: "لقد عملت لأكثر من تسعة أشهر على هذا الفيلم الوثائقي حتى تم مسحه وحذفه.. لقد كان الأمر محزنًا للغاية بالنسبة لي".
وأضاف "لقد كان الأمر مخيبا للآمال ومحزنا للغاية أن أرى هذا الرد العنيف ضدي وضد عائلتي، وهذا التحرش.. لقد حاول بعض الأشخاص المجهولين، على سبيل المثال، إخفاء المعاناة الحقيقية لأطفال غزة من خلال مهاجمتي وعائلتي".
وأكد أن هذه القضية تسببت له في "ضغوط نفسية" خطيرة وجعلته يخشى على سلامته، كاشفا أنه يحمل هيئة الإذاعة البريطانية مسؤولية مصيره.
وقد تعرض سلوك هيئة الإذاعة البريطانية طوال هذه الفترة لانتقادات من شخصيات إعلامية بارزة ودبلوماسيين سابقين وسياسيين.
وقال السير فينسنت فين، الذي كان القنصل العام البريطاني في القدس بين عامي 2010 و2014، إن هيئة الإذاعة البريطانية والمنتجين "لديهم واجب حماية كرامة ورفاهية صبي بريء يبلغ من العمر 13 عامًا.
وقال: "لقد فشلوا، إنه يتلقى رسائل كراهية، وصحته العقلية تعاني.. هو لم يفعل شيئًا يستحق هذا، عار عليهم".
والثلاثاء، قال رئيس هيئة الإذاعة البريطانية، سمير شاه، لأعضاء البرلمان إن الكشف عن الفيلم الوثائقي كان "خنجرًا في قلب ادعاء هيئة الإذاعة البريطانية بأنها محايدة وجديرة بالثقة".
وفي حين اتُهمت هيئة الإذاعة البريطانية ببث "دعاية حماس"، لم يكن هناك أي دليل على تأثير حماس على محتوى الفيلم.
وقال عبد الله إن روايته كانت من تأليف شركة الإنتاج المكلفة بالفيلم الوثائقي دون مساهمة أي ممثلين خارجيين.
وعندما علم عبد الله البالغ من العمر 13 عامًا أن الفيلم قد تم حذفه، أصيب بالصدمة لكنه أضاف أن هيئة الإذاعة البريطانية لم تتواصل معه للاعتذار.