الجزيرة:
2025-04-26@03:56:15 GMT

أماني البابا.. رسّامة فلسطينية كرّست فنها للقضية

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

أماني البابا.. رسّامة فلسطينية كرّست فنها للقضية

تعد أماني البابا واحدة من أشهر الرسامات الفلسطينيات اللواتي كرسن فنهن للدفاع عن القضية الفلسطينية، تارة باللوحات الفنية، وأخرى بالرسوم الموجهة للأطفال، وذلك عبر المهرجانات والفعاليات الفنية المختلفة منذ العام 1998 وحتى الآن، وفي جميع أعمالها هناك فكرة أساسية تسيطر عليها طوال الوقت هي: كيف يمكن للفن أن يخدم قضية بلدها الأم فلسطين؟

وقد التقتها الجزيرة نت وأجرت معها الحوار التالي:

برأيك كيف لفن الرسم أن يخدم القضية الفلسطينية؟

الفن لغة عالمية، ووسيلة للتعبير عما يمر به الشعب الفلسطيني من مجازر وأهوال، هو لغة بصرية مؤثرة تختزل الكثير من المعاني، ولا تحتاج ترجمة، كما أنها سريعة الانتشار، وتوصل الفكر للجميع عبر مواقع التواصل، ونلاحظ أن الرسومات التي تخص الحرب الظالمة على غزة تطغى على أغلب المنشورات، حتى وإن تم حجب أو منع بعض الفيديوهات، فإن الرسومات تخترق المنع بنجاح.

وبما أن الفن يعبر عن الفنان وعن المجتمع الذي يمثله الفنان، فهو مرآة لما يدور في فكر الشعوب، ومن ثم فهو إما محفز أو معبر أو أداة للمواساة، عبر اللون والقلم واللحن، يصل الفكر، والفكر المقاوم الحر هو جزء أصيل من روح أي فنان.

أماني البابا: الفن لغة عالمية، ووسيلة للتعبير عما يمر به الشعب الفلسطيني من مجازر وأهوال (الجزيرة) ما أبرز الأعمال التي يمكن الإشارة إليها في هذا السياق؟

الحقيقة أن كل الفنانين الفلسطينيين عبروا عن القضية الفلسطينية، ومثّل فنهم شكلا من أشكال المقاومة، أذكر منهم سليمان منصور وإسماعيل شموط وتمام الأكحل، وكثير من الفنانين التشكيليين، فضلا عن فناني الكاريكاتير العرب وغير العرب أيضا، فقد تابعنا العديد من رسامي العالم الغربي أيضاً يساندون القضية بفنهم، لا يوجد ما يمكن أن ندعوه بالأبرز، فالجميع  يساهم بفنه، لأن الفن لغة مقاومة بالأساس.

فقد الفن الفلسطيني كثيرين من أهله حيث استشهد العديد من الفنانين خلال الأحداث الأخيرة، هل لك أن تخبرينا عن أبرزهم؟ وما تمثله خسارتهم؟

كثيرون ممن أعرف كزملاء في نفس المجال فقدناهم تحت هذا القصف المجرم، فمن الفنانين التشكيليين استشهدت الفنانة الفلسطينية هبة زقوت وأبناؤها، تلك الفنانة التي عرفتُ أعمالها ورسمنا معا لمؤسسة في طولكرم تدعى دار قنديل، كانت هبة فنانة شابة ومعلمة وأم، والحقيقة أنني أصبت بصدمة كبيرة عندما سمعت خبر استشهادها وأطفالها، لا يوجد فلسطيني في الخارج إلا واستشهد من أقاربه وأهله ومعارفه عائلات بالكامل، وأنا لا أدري حقا هل هناك ضمير في هذا العالم؟

أماني البابا: الفن يعبر عن الفنان، وعن المجتمع الذي يمثله الفنان (الجزيرة) ما الدور الذي تلعبه رسوم كتب الأطفال لترسيخ قضية فلسطين في أذهان الصغار؟

تلعب دورا كبيرا جدا، ولكن كي تصل القضية وتترسخ بشكل سليم في نفوس أطفالنا فإن هناك واجبا على الكتّاب والفنانين وأيضا دور النشر، حيث صار من الواجب إصدار كتب للمراحل المختلفة من أجل زرع قيم الوطن وفلسطين والحرية، لأننا فعليا نعيش حرب قيم بطرق مباشرة وغير مباشرة، وأطفالنا معرضون لقيم غريبة عن مجتمعاتنا وعن ديننا، عبر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل، لذا فإن من واجبنا الاهتمام بتشكيل الوعي، وهو ما يبدأ من زرع الوعي في عقول الأطفال والأهالي عبر القوة الناعمة وهي الفن بمختلف أنواعه.

إلى أي مدى نجحت كتب الأطفال في توصيل الرسالة

نجحت إلى حد كبير، فأنا أرى ذلك بوضوح في صورة كثير من الأهالي وأولياء الأمور الذين يحرصون على اقتناء كتب وقصص تتحدث عن فلسطين لأبنائهم.

ما هي أهم رسالة تحرصين على توصيلها باستمرار عبر أعمالك؟

في الواقع هي ثلاث رسائل أساسية، أو بالأحرى قيم، هي الحرية والجمال والعدل، وأنا أحاول وسوف أستمر في هذا العمل كإنسانة وأم أتوق في أعمالي وأعبر خلالها عن الحرية والجمال وعن عالم عادل إيجابي.

أماني البابا: يجب أن يفهم الأطفال ما يحصل في العالم، لكن بما يتناسب مع أعمارهم (الجزيرة) برأيك ما الدور الذي يلعبه أطفال اليوم ممن راحوا يرسمون أعلام فلسطين ويتابعون ما يجري عن كثب في السنوات القادمة؟

نحن نعيش حرب وعي، والأطفال يجب أن يفهموا ما يحصل في العالم، لكن بما يتناسب مع أعمارهم، فزراعة القيم في سن صغيرة مهم جدا لخلق مجتمع واع يدعم قضايا عادلة كقضية فلسطين، ولنعرف مكاننا في هذا العالم، وفيم نتميز، وكيف نزيد نقاط القوة، فالأطفال بالفطرة يحبون الحق ويعرفون الباطل، ذلك أن فطرتهم نقية ونابعة من قلوبهم.

ما هي أقرب أعمالك إلى قلبك ولماذا؟

كل كتبي الموجهة للأطفال أحبها جدا، وبالذات كتاب دعسوقة وشموسة، هذا الكتاب صدر عن دار في الخليل اسمها دار العماد للنشر، وقد قام الاحتلال قبل أيام بالتهجم على دور الطباعة والنشر في الخليل.. هذا الكتاب مرسوم على صور صوّرها وائل سلايمة في القدس: المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وأبواب القدس، وهو مرسوم خصيصاً لفئة عمرية صغيرة، وتصلني دائما أخبار وقراءات باستخدام هذا الكتاب.

أحد الأعمال الفنية للرسامة الفلسطينية أماني البابا (الجزيرة) حدثينا عن مشروعك الفني وعن أهدافك للفترة القادمة؟

بالنسبة للأيام القادمة، فقد أنشأنا مجموعة من الكتاب والرسامين والمؤديين باسم "بذر بطيخ"، بنيت فكرتنا على ما قام به الكاتب المقدسي زياد خداش بالتواصل مع أبناء صديقه في غزة لتخفيف الخوف وتسليتهم في هذه الحرب الإجرامية، وصار يسجل لهم قصصا عن عصفورة تهرب من صياد، وقد قامت الصديقة ديما سحويل الفلسطينية المقيمة في ألمانيا بطرح الفكرة. وبدأ مجموعة من الكتاب العرب في التجمع لإكمال قصة العصفورة، والرسامون يرسمون، والمؤدون يسجلون أصواتهم لتصل لأبطال القصص، وهم أطفال غزة الرائعين جوري وجود وعبود وكنزي، ونحن مستمرون في العمل لأجلهم عبر مجموعة بذر بطيخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

الكتاب أصل الأشياء

وأنا أشاهد فـيلم (هاري بوتر وحجر الفـيلسوف) الذي جرى عرضه فـي دار الأوبرا السلطانية مسقط، مصحوبًا بعزف موسيقيّ حيّ أدّته أوركسترا الدولة السيمفوني فـي أرمينيا، استحضرت الجزء الأول من رواية (هاري بوتر) للكاتبة البريطانية جوان رولينج، التي بنى عليها الفـيلم أحداثه، وهي من الروايات التي نالت شهرة عالمية كبيرة، إذ بيعت منها ملايين النسخ منذ صدور جزئها الأول فـي منتصف 1997 وترجمت إلى العديد من اللغات،

ويكفـي أن الجزء السادس من الرواية الذي حمل عنوان (هاري بوتر والأمير الهجين) بيعت منه 10 ملايين نسخة يوم صدوره، وكان لا بدّ للسينما العالمية أن تستثمر هذا النجاح، فأنتجت 8 أفلام من أجزائها، كلّها حققّت أرقاما قياسيّة فـي الإيرادات.

روايات أخرى شقّت طريقها إلى السينما، لعلّ من أبرزها رواية (العرّاب) للكاتب الأمريكي ماريو بوزو الصادرة عام 1968م التي أخرجها للسينما المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، بدءا من جزئها الأول عام 1972م وكان من بطولة مارلون براندو وآل باتشينو، أعقبه بجزأين آخرين، وقد اعتبر نقّاد السينما الجزء الثاني من الفـيلم ثالث أفضل فـيلم فـي تاريخ السينما،

وكانت هوليوود قد اشترت حقوق تحويل الرواية إلى فـيلم قبل انتهاء الكاتب من كتابتها، وحقّق الفـيلم شهرة مدوّيّة حتى عاد فريق العمل، وأنتج الجزء الثالث عام 1990م، وكلّنا نعرف أن الرواية تتحدث عن نفوذ إحدى عائلات المافـيا الإيطالية، وتحكّمها فـي مجريات الأمور، لتشكّل دولة داخل الدولة.

وبعيدا عن (هاري بوتر)، و(العرّاب)، باعتبارهما ظاهرتين فـي تاريخ الأدب العالمي والسينما، لو ألقينا نظرة على أهم الأفلام التي أنتجتها السينما العربية والعالمية لرأينا أنّها استندت إلى روايات عالمية أخرى، كـ(البؤساء)، و(أحدب نوتردام) لفـيكتور هوجو، و(زوربا اليوناني) لكازنتزاكي، و(بائعة الخبز) للفرنسي كزافـييه دومونتبان، وروايات دوستويفسكي وأجاثا كريستي، وتشارلز ديكنز، وماركيز، ومن أسماء الكتّاب العرب الذين تحوّلت أعمالهم إلى أفلام: نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس ويوسف السباعي، والطيّب صالح، رغم أن المخرجين يأخذون من الروايات ما يحتاجون إليه فـي أفلامهم، ويستغنون عن صفحات كثيرة، فلغة السينما التي تقوم على الصورة،

تختلف عن لغة الرواية التي تستند إلى الكلمة المكتوبة، فهناك قواعد فـي الفن السينمائي ينبغي مراعاتها عندما تدخل السينما حرم الرواية، وهذه تعتمد على عوامل عديدة أبرزها رؤى المخرجين، والإنتاجيات المرصودة، لتنفـيذ تلك الأفلام، وكم من مشهد بصري قصير اختصر صفحات عديدة دبّجها الكاتب فـي وصف ذلك المشهد! وهذا موضوع متشعب، «لكن، لولا النجاح الباهر لتلك الروايات،

وقوة حبكتها السردية، والتوقعات العالية لإيرادات شباك التذاكر، هل كانت لتحظى باهتمام المنتجين وتلفت أنظارهم؟»؟ أرقام تلك الإيرادات تجيب عن هذا السؤال، فالسينما صناعة، وأنجح الأفلام وحتى المسلسلات التلفزيونية، والمسرحيات، هي تلك التي قامت على روايات ناجحة، فمنها يستلهم المخرجون رؤاهم،

وبين حين وآخر، يعود المنتجون إلى كتب الروايات، التي تحقّق أرقاما عالية فـي الكتب الأكثر مبيعا، يتصفّحونها، ويفكّرون فـي تحويلها إلى أفلام وكم من رواية عاد القرّاء إليها بعد مشاهدتها فـي السينما! فاستثمر الناشرون نجاحها وأعادوا طباعتها، فاستفادوا من الشهرة التي حقّقتها السينما لتلك الروايات التي تبقى نتاج عبقريات فذّة، وتجارب حياتية كبيرة، ومخيّلة خصبة، ولهذا شقّت طريقها إلى السينما ولولا الجهد الذي بذله كتّابها لتكدّست فـي المكتبات ولم يلتفت إليها أحد.

وإذا كان الفـيلسوف اليوناني أرسطو طاليس يرى بأن الماء هو أصل الأشياء،

فالورق الجيد يقف وراء نجاح أي فـيلم جيد، فهو الأصل، والورق بلغة المشتغلين بالسينما هو النص، والنص نجده فـي بطون الكتب ومن هنا فالكتب أصل الأشياء.

مقالات مشابهة

  • استشهاد عائلة فلسطينية في قصف إسرائيلي على خان يونس
  • استشهاد عائلة فلسطينية في قصف العدو خيمتهم في مواصي خان يونس
  • أمين مساعد جامعة الدول: الدعم العربي للقضية الفلسطينية جيد جدا
  • هيئة الكتاب تحتفل بأعياد الربيع في مركز الشروق الثقافي بفعاليات مبهجة تجمع بين الفن والتعليم
  • مواقف البابا فرنسيس تجاه القضية الفلسطينية والصراع في غزة.. مناهضة للاحتلال ودعوات مستمرة للسلام
  • السفارة الإيرانية: أماني أكد ‎حرص الجمهورية الاسلامية الثابت على دعم استقلال لبنان وسيادته
  • مصادر فلسطينية: 30 شهيدا في غارات الاحتلال على غزة اليوم
  • مصادر طبية فلسطينية: 30 شهيدا في غارات الاحتلال على غزة منذ فجر اليوم
  • "الخريجي": أمن المنطقة يتطلب إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية
  • الكتاب أصل الأشياء