تعرف على تفسير قول الله "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين و{الطَّلَاق} أَيْ: التَّطْلِيق الَّذِي يُرَاجِع بَعْده {مَرَّتَانِ} أَيْ: اثْنَتَانِ {فَإِمْسَاك} أَيْ: فَعَلَيْكُمْ إمْسَاكهنَّ بَعْده بِأَنْ تُرَاجِعُوهُنَّ {بِمَعْرُوفٍ} مِنْ غَيْر ضِرَار {أَوْ تَسْرِيح} أَيْ: إرْسَالهنَّ {بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلّ لَكُمْ} أَيّهَا الْأَزْوَاج {أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ} مِنْ الْمُهُور {شَيْئًا} إذَا طَلَّقْتُمُوهُنَّ {إلَّا أَنْ يَخَافَا} أي: الزوجان {أَ} ن {لَا يُقِيمَا حُدُود اللَّه} أَيْ: أَنْ لَا يَأْتِيَا بِمَا حَدَّهُ لَهُمَا مِنْ الْحُقُوق، وَفِي قِرَاءَة: "يُخَافَا" بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ، فَأَنْ لَا يُقِيمَا بَدَل اشْتِمَال مِنْ الضَّمِير فِيهِ، وَقُرِئَ بالفوقانية في الفعلين {فَإِنْ خِفْتُمْ أَ} ن {لَا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} {فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} نَفْسهَا مِنْ الْمَال لِيُطَلِّقهَا؛ أَيْ: لَا حَرَج عَلَى الزَّوْج فِي أَخْذه وَلَا الزَّوْجَة فِي بَذْله، {تِلْكَ} الْأَحْكَام الْمَذْكُورَة {حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
كان الطلاق في الجاهلية، واستمر أول الإسلام، يطلِّق الرجل زوجته بلا نهاية، فكان إذا أراد مضارتها طلقها، فإذا شارفت انقضاء عدتها راجعها، ثم طلقها وصنع بها مثل ذلك أبدًا، فيحصل عليها من الضرر ما الله به عليم، فأخبر تعالى أن {الطَّلاق} أي: الذي تحصل به الرجعة {مَرَّتَانِ} ليتمكن الزوج إن لم يرد المضارة من ارتجاعها، ويراجع رأيه في هذه المدة، وأما ما فوقها، فليس محلًا لذلك؛ لأن من زاد على الثنتين، فإما متجرئ على المحرَّم، أو ليس له رغبة في إمساكها، بل قصده المضارة، فلهذا أمر تعالى الزوج أن يمسك زوجته {بِمَعْرُوفٍ} أي: عشرة حسنة، ويجري مجرى أمثاله مع زوجاتهم، وهذا هو الأرجح، وإلا يسرحها ويفارقها {بِإِحْسَانٍ}، ومن الإحسان أن لا يأخذ على فراقه لها شيئًا من مالها؛ لأنه ظلمٌ وأخذٌ للمال في غير مقابلةٍ بشيء، فلهذا قال: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلا أَنْ يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} وهي المخالعة بالمعروف، بأن كَرهت الزوجة زوجها، لِخَلقِه أو خُلُقِه أو نقصِ دينِه، وخافتْ أن لا تُطيع اللهَ فيه، {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ}؛ لأنه عِوض لتحصيل مقصودها من الفُرقة، وفي هذا مشروعيةُ الخلع، إذا وُجِدت هذه الحِكمة. {تِلْكَ} أي ما تقدم من الأحكام الشرعية {حُدُودُ اللَّهِ} أي: أحكامه التي شرعها لكم، وأَمَرَ بالوقوف معها، {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} وأيُّ ظلمٍ أعظمُ ممن اقتحم الحلال، وتعدى منه إلى الحرام، فلم يَسَعْهُ ما أحل الله؟.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشة؟.. 3 أسباب ينبغي أن تعرفها
لاشك أن الاستفهام عن لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشة ؟ يفتح إحدى بوابات أسرار هذه السورة العظيمة ، والتي لا ينبغي الاستهانة بها حيث إنها من الكنوز ، فهي كلام الله تعالى، والذي ينبع من حروفه الخيرات والنفحات والرحمات والبركات والفضل ، كما أن هذا السؤال عن لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشة ؟ فيه دلالة على فضائل خفية لهذه السورة، لذا لا ينبغي للبيب التغافل عن السبب وراء لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشة ؟.
ماذا يحدث لمن يقرأ سورة الإخلاص 50 مرة؟.. عجائب لا يعرفها كثيرون أسرار سورة الإخلاص.. لها 20 اسما عجيبا و12 معجزة تحدث للمدوام عليها لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشةورد عن مسألة لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشة ؟، أنه ذكر الزمخشري في الكشاف أنها وسورة الكافرون تسميان المقشقشتان، أي: المبرئتان من الشرك، ومن النفاق، وذكر هذا الاسم الطبرسي في تفسيره ، وجمع من المفسرين تقدم ذكرهم في سورة (الكافرون) ، كما ذكرها البقاعي في نظمه.
كما تقدم معنى المقشقشة وسبب التسمي بها والمقشقشة: من قشقش إذا برأ من المرض، والمقشقشتان: قل يأيها الكافرون، والإخلاص، أي: المبرئتان من النفاق والشرك، أي كإبراء المريض من علته، أو تبرئان كما يقشقش الهناء الجرب فيبرؤه، والهناء: القطران يطلى به، وسُميت بالمقشقشة، لأنها تقشقش من النفاق والشرك، أي: تبرئان منه.
سورة الإخلاص مكتوبةبسم الله الرحمن الرحيم. قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (1) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (4).
سبب تسمية سورة الإخلاصورد أن سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم يرجع إلى بيانها وحدانية الله -تعالى-، ونفي الشريك عنه -سبحانه وتعالى-، والتأكيد على أن الله -سبحانه وتعالى- يجيب دعوة السائل ويقضي طلب المحتاج، بالإضافة إلى أنه لم يلد، ولم يولد، ولا نظير له ولا شبيه، مما يوجب صرف العبادة له وحده دون شريك، ولأنها تضمّنت الإخلاص لله تعالى، والإيمان بها يُعد إخلاصاً لله عز وجل، ولأنها مُخلَصة لله تعالى، فقد أخلصها الله تعالى لنفسه، بحيث لم يذكر فيها شيئاً من الأحكام الشرعية، ولا من أخبار الغيب، وإنما خص فيها الحديث عن نفسه عز وجل، فمن آمن بما فيها من الإخلاص والتوحيد كانت له نجاةً من النار.
أسماء سورة الإخلاصورد أنه مما يدل على عظم هذه السورة الكريمة كثرة أسمائها، فقد ذكر أهل العلم ما يقارب عشرين اسماً لسورة الإخلاص، وأشهرها عند الصحابة -رضي الله عنهم- سورة قل هو الله أحد، وقد أطلق عليها العلماء أسماء أخرى منها:
سورة التجريد، وسورة التفريد، وسورة التوحيد.سورة النجاة؛ لأن الإيمان بما جاء فيها نجاة من الكفر في الدنيا، ومن عذاب جهنم في الآخرة.سورة الولاية؛ إذ إن قراءتها والإيمان بما جاء فيها سببٌ لنيل الولاية من الله -تعالى-.سورة النسبة؛ لأنها نزلت رداً على الذين قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انسب لنا ربك".سورة المعرفة؛ لأنها باب لمعرفة الله -سبحانه-.سورة الجمال.سورة المقشقشة؛ والتقشيش هو الشفاء، حيث يُقال تقشيش المريض أي: شفاؤه.سورة المعوّذة.سورة الصمد.سورة الأساس.سورة المانعة.سورة المحضر؛ لأن الملائكة تحضر لسماعها.سورة المنفّرة؛ لأنها تُنفّر الشياطين.سورة المذكّرة؛ لأنها تذكر بالتوحيد الخالص.سورة البراءة؛ لأنها سببٌ للبراءة من الشرك، والبراءة من عذاب النار.سورة النور؛ لأنها تنير قلب قارئها.سورة الأمان؛ لأنها سببٌ للأمان من عذاب الله -تعالى-.ورد لسورة الإخلاص عدد كبير من الأسماء، وسميّت بسورة الإخلاص لإنّها تضمنت الإخلاص إلى الله تعالى في التوحيد.