مبنىً “سي إنستيتيوت” حيادي الانبعاثات يُلهم العمل المناخي العالمي من قلب المدينة المستدامة بدبي
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
يفخر معهد “سي إنستيتيوت”، الذي يقع في المدينة المستدامة بدبي، بكشف النقاب عن مبنىً جديد يحقق صافي صفرية الانبعاثات، والذي يُعدُّ إنجازاً ثورياً داعماً للعمل المناخي العالمي، ونموذجاً لكيفية تحويل المباني من منشآت مستهلكة للطاقة إلى منشآت مُنتجة للطاقة ومحايدة للانبعاثات.
يقع مبنى “سي إنستيتيوت” على مساحة 5000 متر مربع داخل المدينة المستدامة بدبي، وينتهج مساراً استراتيجياً لتحقيق هدفه المتمثل في تحقيق صافي صفرية الانبعاثات بحلول العام 2030، من خلال تعويض انبعاثات البناء والتشغيل.
تم تطوير المبنى من قبل مجموعة “سي القابضة”، وصُممَ بأسلوب مبتكر يزيد من كفاءة الطاقة ويقلل الأحمال الكهربائية من خلال مزيج من عناصر التصميم البيئي والأنظمة الفعالة. ويسهم هذا النهج في خفض الانبعاثات الناتجة عن عمليات البناء عبر استخدام أنظمة متطورة ومواد بناء منخفضة الكربون وواجهات خفيفة الوزن، إضافةً إلى مواد معاد تدويرها مُستجلبة من مصادر محلية.
وبفضل اعتماده أحدث التقنيات، يتميز مبنى سي إنستيتيوت بتقنيات الطاقة الشمسية المتكاملة والتي تشمل نظام الواجهه الشمسية النشطة وأنظمة التبريد الهجينة ونظام إدارة المبنى الشامل الذي يُخضع جميع العمليات لمراقبة دائمة. كما يلتزم المعهد بحلول النقل المستدامة، وينعكسُ ذلك من خلال المواقف المخصصة للمركبات الكهربائية التي تعمل بالطاقة الشمسية.
وقال فارس سعيد، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجوعة “سي القابضة” ومؤسس معهد سي إنستيتيوت: “لقد استثمرنا خبراتنا على مدى عقدين من الزمن في مجال تطوير المدن والبنية التحتية المستدامة في تصميم هذا المبنى الاستثنائي الذي سيعمل على تسريع الوصول إلى مستقبل حيادي الانبعاثات؛ فنحن لا ننظر إلى ” سي إنستيتيوت” باعتباره مجرد مبنىً، بل نعتبره جسراً يصل بنا إلى مستقبل مستدام. إننا نؤكد التزامنا بالاستفادة من هذه المساحة إلى أقصى درجة، ونحرص على مشاركة معارفنا وخبراتنا مع الشركاء ودعمهم بالأدوات والأفكار والاستراتيجيات لتعزيز توجههم نحو بلوغ صافي الانبعاثات الصفرية، بما يتماشى مع “مبادرة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050″ والحاجة العالمية الملحة إلى التخفيف من آثار تغير المناخ”.
إلى جانب مؤهلاته ومزاياه البيئية المذهلة، يُعدُّ معهد “سي إنستيتيوت” مركزاً لأبحاث الاستدامة والتعليم وحاضنة للأعمال. ومن خلال مشروعاته البحثية والمؤتمرات العالمية والخبرات التعليمية المهمة، يتعاون المعهد مع الحكومات وقادة الصناعة والأوساط الأكاديمية، ويعمل بصورة مكثفة للتماشي مع أهداف مؤتمر الأمم المتحدة المَعني بتغيّر المناخ COP28، وتعميم مفهوم وممارسات الاستدامة، والمساعدة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة 2050.
يركز مبنى سي إنستيتيوت كذلك على التعليم والتوعية الثقافية، ويستضيف مجموعة متنوعة من الفعاليات الفنية والتجارب التفاعلية الرقمية لفتح آفاق جديدة للتفكير تشكل مصدر إلهام لإحداث تغيير إيجابي. وتضع تجارب التعلم الإبداعية هذه الأساس للجمهور لتبني أسلوب حياة أكثر استدامة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بماذا ردت صنعاء على العرض الأممي الجديد للسلام الذي حمله “غروندبرغ”؟
تقرير/ الوحدة نيوز:
قررت القيادة السياسية، إنهاء مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، غداة وصوله إلى العاصمة صنعاء ضمن جولة إقليمية بدأها من العاصمة العمانية مسقط، على خلفية رفض اليمن لمحاولات واشنطن المستميتة لمقايضة ملف غزة بملفات إنسانية واقتصادية وسياسية في اليمن.
عرقلة خارطة الطريق
وقال حسين العزي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “زيارة غروندبرغ بمثابة محاولة للتغطية على تنصل الأطراف الأخرى عن خارطة الطريق وتبييض صفحاتها المليئة بالأعمال العدائية عسكرياً واستخباراتياً”؛ في إشارة ضمنية إلى تزامن الزيارة مع ضبط خلايا استخباراتية تابعة للسعودية وبريطانيا.
وجدد العزي تأكيده استمرار الولايات المتحدة بعرقلة تنفيذ خارطة الطريق في اليمن عبر ربطها بما وصفها بمشكلة “إسرائيل”.
وقلل العزي من محاولة غروندبرغ تصوير الأمر وكأن الكرة في ملعب صنعاء، واصفا ذلك بـ”المؤسف وغير المقبول”.
يأتي ذلك وسط استمرار القوات المسلحة بمهاجمة البوارج الامريكية والمدن المحتلة بفلسطين؛ في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة رد على العرض الذي حمله غروندبرغ إلى صنعاء.
تحركات غير جادة
ولم تقتصر ردود الفعل على العزي بل شارك فيها قيادات بحزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء؛ حيث قال حسين حازب، عضو اللجنة العامة للحزب في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “المخطط السعودي مع بريطانيا والذي كشفته الاستخبارات اليمنية يؤكد أن السعودية غير صادقة بالصلح مهما أظهرت من رغبة”؛ في إشارة إلى عدم جدية أي تحركات بشأن إحلال السلام في اليمن.
واعتبر حازب أن “الرياض تحاول اقتناص الفرص للإضرار باليمن وإضعافه”.
ضغوط عسكرية
والإثنين الماضي، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى العاصمة صنعاء، في سياق تحركات أممية لاستئناف المفاوضات بين صنعاء والرياض والبدء بتنفيذ خارطة طريق، في أعقاب إقرار أمريكي بصعوبة ممارسة الضغوط على صنعاء عسكرياً، وفشل عرض واشنطن لصنعاء، بوقف العمليات المساندة لغزة، مقابل السير لإبرام اتفاق سلام شامل في البلاد، وسط تقارير إعلامية عن مساعي غربية تقودها فرنسا لتوقيع اتفاق جديد باليمن.
وأفاد مكتب المبعوث الأممي في بيان نشره على حسابه بموقع “تويتر”، تابعته “الوحدة”، زيارته إلى صنعاء، تأتي في إطار جهوده المستمرة لاتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.
ويخطط غروندبرغ لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها.
ولم يحدد البيان مدة زيارة المبعوث الأممي، التي تعد الأولى له إلى صنعاء منذ أكثر من عام ونصف.
مقترحات جديدة
وتشير تقارير إلى أن المبعوث الأممي سينقل خلال هذه الزيارة، التي ستشهد لقاءات له مع قيادات سياسية في صنعاء، مقترحات وأفكاراً جديدة بشأن الدفع بملف الحل السياسي، وفي مقدمتها ما يتعلق باستئناف تصدير النفط، وتبادل الأسرى.
كما تأتي الزيارة في مرحلة أكثر تعقيداً يمر بها ملف السلام في اليمن، وسط تقارير إضافية تتحدث عن استعدادات لحرب شاملة تستهدف اليمن بذريعة إيقاف الهجمات البحرية والأخرى التي تستهدف العمق الإسرائيلي، وهو ما فشلت فيه ضربات وغارات التحالف الأمريكي البريطاني لمدة عام، الأمر الذي ارتفعت معه نبرة التهديدات الإسرائيلية باستهداف مدمر؛ ما يضع هذه الزيارة في زاوية ضيقة، عما يمكن أن تحققه في ظل هذا الوضع المعقد.
وقَدِم الدبلوماسي الاممي من العاصمة العمانية مسقط، عقب مباحثات أجراها مع وكيل وزارة الخارجية العمانية خليفة الحارثي، وعدد من كبار مسؤولي الدولة الخليجية، والوفد الوطني المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام، في إطار تظافر الجهود لتعزيز السلام باليمن.
وشدد المبعوث الأممي على “أهمية خفض التصعيد واتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية شاملة”.
في حين ذكرت وزارة الخارجية العُمانية في تغريدة على حسابها بموقع “إكس” أن “اللقاء استعرض التطورات في المنطقة، ومستجدات القضية اليمنية، والجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي لها”.
قضايا جوهرية
وطوال العام 2024 لم يحرز ملف السلام في اليمن أي تقدم، بل ظهرت تعقيدات جديدة مع ارتفاع نبرة الخطاب الإعلامي والسياسي باتجاه التصعيد، وسط مساعٍ إقليمية ودولية مكثفة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء في أبريل العام الماضي.
وبالرغم من إعلان غروندبرغ عن توافق الأطراف اليمنية على خارطة طريق لإحلال السلام، إلا أن العدوان الإسرائيلي على غزة، دفع القوات المسلحة اليمنية إلى الإعلان عن عملية طوفان الأقصى، إسناداً لغزة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر 2023م، وبدأت خلالها باستهداف السفن المتجهة إلى اسرائيل في البحر الأحمر وشن ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي، ما دفع واشنطن لإعاقة ترتيبات التوقيع على الخارطة، مطالبة أولاً بإيقاف الهجمات البحرية.
وسبق أن أعلن غروندبرغ في ديسمبر 2023، التزام الأطراف اليمنية بحزمة تدابير ضمن “خارطة طريق” تشمل وقفاً شاملا لإطلاق النار، وتحسين الظروف المعيشة للمواطنين، وحتى اليوم لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة.
وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل التدابير الاقتصادية، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وبدء عملية سياسية شاملة.