خبراء لـ"عمان": تكلفة الإنتاج المرتفعة وصعوبات النقل والشحن تعيق نمو سوق الهيدروجين الأخضر -

سلطنة عُمان في المركز الثاني عربيا من ناحية عدد المشروعات المعلنة بنحو 11 مشروعا -

حمد الوهيبي: هناك مساعٍ لتقييم وإعادة تأهيل محطات تصدير الغاز المسال لاستعمالات الهيدروجين الأخضر -

د. خليل الحنشي: منافسة السيارات الكهربائية للهيدروجينية أعاق توفرها بكثرة في الأسواق -

علي الريامي: استخدام الهيدروجين الأخضر في إنتاج الطاقة محليا ليس مجديا اقتصاديا؛ لأنه أعلى من تكلفة الغاز -

بالرغم من النمو الكبير الذي يشهده قطاع الهيدروجين الأخضر في العالم، إذ بلغت نسبة نموه 4.

8% في الفترة بين 2018 إلى 2022، كما لامست قيمته السوقية نحو 2.8 مليار دولار في العام الماضي، إلا أن تحديات كثيرة تواجه الدول في عملية إنتاجه ونقله وتخزينه.

وتوقع تقرير صادر عن مجموعة بوسطن الاستشارية (بي سي جي) الأمريكية العالمية المعنية بالاستشارات الإدارية ارتفاع تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر في وسط أوروبا من 5.26 إلى 8.42 دولار/كغم في عام 2030، نظرا لارتفاع سعر الكهرباء المتجددة، وتحديات أخرى متعلقة بسلاسل توريد طاقة الرياح وأجهزة التحليل الكهربائي.

وأكد خبراء تحدثت "عمان" إليهم أن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر المرتفعة أدت إلى عدم توفره بكميات كبيرة في الأسواق العالمية، إضافة إلى تحديات أخرى تتعلق بعدم وجود محطات مجهزة لتصديره، ومنافسة الصناعات الأخرى منزوعة الكربون. متأملين انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول 2030 مع ظهور تقنيات جديدة أكثر تطورا وأقل تكلفة.

ودعا الخبراء الحكومات إلى استحداث تشريعات وسياسات لتمكين هذه الصناعة بحيث تتكامل مع مصادر الطاقة الأخرى.

وقال م. حمد بن محمد الوهيبي، خبير في مجال الطاقة: يقدر حجم الإنتاج العالمي للهيدروجين بكل أنواعه قرابة ٩٥مليون طن وفق تقرير نشرته وكالة الطاقة الدولية، وهو ما يشكل قرابة 3% من إجمالي إنتاج الطاقة بالعالم، وتتمثل أغلب الاستخدامات في المصافي والأسمدة والصلب وكوقود للمحركات.

وحول طريقة إنتاج الهيدروجين بكافة أنواعه، تحدث الوهيبي عن الأضرار البيئية التي تسببها الانبعاثات الكربونية الناتجة من عملية الإنتاج وهو لا يتوافق مع التوجهات العالمية الحالية لتحقيق الحياد الصفري بحلول 2050. مشيرا إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم لا يتجاوز 1% فقط وهو يتم عن طريق التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس أو الرياح.

وأوضح الوهيبي التحديات التي تواجه صناعة الهيدروجين الأخضر وهي التكلفة العالية في عملية الإنتاج، وصغر حجم السوق أي الدول التي لديها القابلية لاستيراده، إضافة إلى محدودية البنية الأساسية لنقل وتوزيع الهيدروجين، وانعدام السياسات والتشريعات التي تساعد على نمو القطاع.

وقال: إن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر تعتمد بشكل أساسي على تكلفة توليد الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح، وهو ما يرفع تكلفة إنتاجه إلى 3 أضعاف مقارنة بالأنواع الأخرى. كما أن سعر أجهزة التحليل الكهربائي عالٍ جدا وهو ما يستدعي البحث والابتكار؛ لتحسين كفاءة هذه الأجهزة وتقليل تكلفتها.

ونوّه الوهيبي إلى ضبابية وشكوك مستقبل صناعة الهيدروجين الأخضر؛ نظرا لحجم الإنتاج القليل خاصة في الوقت الحالي، وعدم وجود سوق موحد للبيع، الأمر الذي يقلل بدوره من جاذبية الاستثمار في مشاريع هذا النوع من الهيدروجين.

ولفت الوهيبي الانتباه إلى أن صناعة الهيدروجين الأخضر تحتاج إلى إيجاد خطوط أنابيب من مصانع الإنتاج إلى محطات التصدير، وهو ما يتطلب وجود استثمارات جديدة وطويلة المدى. كما أن هناك مساعيَ لتقييم وإعادة تأهيل محطات تصدير الغاز المسال لاستعمالات الهيدروجين الأخضر ولكن لا يزال ذلك قيد الدراسة.

وأكد الوهيبي أن صناعة الهيدروجين الأخضر تحتاج إلى استحداث السياسات والتشريعات الحكومية لتمكين هذه الصناعة وتكاملها مع مصادر الطاقة الأخرى.

منافسة الصناعات الأخرى

وأوضح د. خليل الحنشي، خبير في الطاقة المستدامة أن ارتفاع إنتاج الهيدروجين الأخضر من أهم التحديات التي تواجه توفره بكميات كبيرة في الأسواق في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن التكنولوجيا والتقنيات المتطورة ستؤدي إلى التقليل من كلفة الإنتاج، ليصبح سوق الهيدروجين الأخضر بحلول 2030 بكميات أكبر.

ولفت الحنشي الانتباه إلى تحدٍ آخر يتعلق بالمنافسة من الصناعات التي تعتمد على الكهرباء النظيفة ومنزوعة الكربون وتخدم أهداف الحكومات في مجابهة التغير المناخي الناتج من الانبعاثات الكربونية في الوقت نفسه. موضحا أن السيارات الكهربائية أصبحت تنافس السيارات الهيدروجينية التي تعتمد على الهيدروجين الأخضر مما أعاق تقدمها ووجودها بكثرة في الأسواق، وهو ما ينطبق على الصناعات الأخرى مثل الأسمدة الهيدروجينية.

وقال الحنشي: إن بعض الدول حول العالم مترددة نوعا ما في استيراد الهيدروجين الأخضر بسبب تكلفته العالية، ولكن بالرغم من ذلك ستكون كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر متوفرة وتضخ في الأسواق العالمية.

تحديات في النقل

وأوضح علي الريامي، خبير في قطاع الطاقة أن الهيدروجين الأخضر نوع جديد من الطاقة الذي ظهر مؤخرا في الأسواق، وتحاول الدول على مستوى العالم استغلاله بطرق مختلفة لإنتاج كميات كبيرة منه لإدخاله في صناعات عديدة بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية المضرة بالبيئة.

وقال الريامي: يعد الهيدروجين الأخضر من الأنواع الصعبة من ناحية الإنتاج مقارنة بالأنواع الأخرى من الهيدروجين، كما أنه ذو تكلفة عالية نظرا للتكنولوجيا أو التقنية المستخدمة في فصل الهيدروجين عن الأكسجين، إضافة إلى وجود تحديات عديدة متعلقة بنقل الهيدروجين المنتج إلى الأسواق العالمية.

ولفت الريامي الانتباه إلى أن استخدام الهيدروجين الأخضر في إنتاج الطاقة محليا في الوقت الحالي ليس مجديا من الناحية الاقتصادية باعتباره أعلى تكلفة من الغاز. متأملا أن تكون التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج الهيدروجين النظيف أقل تكلفة في 2030، ويمكن إنتاجه بكيمات كبيرة.

وأشار الريامي إلى أن سلطنة عمان تسعى إلى أن تكون الرائدة في قطاع الهيدروجين الأخضر، حيث تمتلك كافة المقومات اللازمة لإنتاجه، أهمها المساحات الشاسعة، وطاقتا الشمس والرياح، إضافة إلى الموقع المتميز لسلطنة عُمان، وتطور البنية الأساسية من موانئ وغيرها. ولذلك تم التوقيع في الفترة الماضية مع شركات ضخمة لإنتاج حوالي 50 مليون طن في 2050.

الإنتاج العالمي

لا يتجاوز إنتاج الهيدروجين الأخضر عن 1% من إجمالي إنتاج الهيدروجين العالمي، في الوقت الذي تسعى الدول فيه إلى الوصول بهذه النسبة إلى 50% في 2030؛ لتحقيق الحياد الكربوني والحفاظ على البيئة.

وكان إنتاج الهيدروجين الأخضر بلغ حوالي 700 ألف طن بنهاية العام الماضي، وهو ما يقل بصورة كبيرة جدًا عن الأهداف الإنتاجية المطلوبة بحلول عام 2030، التي تتراوح بين 70 و125 مليون طن سنويًا.

الدول الرائدة

في عام 2022 برزت أمريكا الشمالية كواحدة من أهم الدول الرائدة في سوق الهيدروجين الأخضر، كما تعد أستراليا واليابان أكبر المساهمين في نمو هذا القطاع بالمنطقة. وتعمل توشيبا اليابانية حاليا على بناء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بسعة محلل كهربائي قدرها 100 ميجاواط، وهو ما يمكن استغلاله في استعمال الهيدروجين بتطبيقات النقل المتعددة.

أما سلطنة عُمان تأتي في المركز الثاني عربيا بعد مصر من ناحية عدد المشروعات المعلنة في قطاع الهيدروجين الأخضر بنحو 11 مشروعا، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة ب10 مشروعات تنوعت بين إنتاج الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق والأمونيا الخضراء والزرقاء.

وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز الرابع بـ9 مشروعات، تلتها المغرب بـ7 مشروعات، والجزائر بـ4 مشروعات، ثم موريتانيا بنحو 3 مشروعات، مع مشروعين في كل من جيبوتي والعراق، بجانب مشروع واحد في كل من قطر والأردن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صناعة الهیدروجین الأخضر إنتاج الهیدروجین الأخضر قطاع الهیدروجین الأخضر الهیدروجین الأخضر فی تکلفة إنتاج فی الأسواق إضافة إلى فی الوقت إلى أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد السعودي ينمو بأسرع وتيرة في عامين

شمسان بوست / متابعات:

تسارع نمو الاقتصاد السعودي إلى 4.4% خلال الربع الرابع من العام 2024 على أساس سنوي مسجلا أسرع وتيرة في عامين، وفقا للهيئة العامة السعودية للإحصاء.

وجاء ذلك بدعم نمو القطاع النفطي بنحو 3.4% على أساس سنوي، في ثاني نمو ربعي على التوالي مع تلاشي أثر خفض إنتاج النفط، إضافة إلى نمو القطاع غير النفطي 4.6%.

وتحول الاقتصاد السعودي للنمو في 2024 بنسبة 1.3% بعد انكماشه في 2023، حيث نتج ذلك بعد نمو القطاع غير النفطي 4.3%، بينما انكمش القطاع النفطي للعام الثاني على التوالي مسجلا 4.5% مع خفض إنتاج النفط.

نمو الاقتصاد السعودي في 2024 جاء أعلى من توقعات وزارة المالية البالغة 0.8%، لكنه أقل قليلا من توقعات صندوق النقد الدولي.

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال السفير الهندي: نستهدف التعاون مع مصر في إنتاج الهيدروجين الأخضر
  • الاقتصاد السعودي ينمو بأسرع وتيرة في عامين
  • سفير مصر في لاباز يبحث مع وزير الطاقة البوليفي التعاون في الهيدروجين الأخضر
  • أوبك+ تناقش خطط ترامب لزيادة إنتاج النفط
  •  «أوبك+» تناقش خطط «ترامب» لزيادة إنتاج النفط
  • “أوبك”+.. تناقش خطط ترامب لزيادة إنتاج النفط
  • وفد اقتصادي بافاري يبحث فرص الاستثمار في الهيدروجين الأخضر بمصر
  • اكتشاف نفطي جديد بخليج السويس يكشف عن مخزون متوقع بنحو 8 مليون برميل
  • مصر تتصدر مشهد الأمونيا الخضراء باتفاقيات 33 مليار دولار وخطوات نحو التحول الأخضر
  • معلومات الوزراء: مصر تمتلك فرصا واعدة في قطاع صناعة الأمونيا الخضراء