أيقونة المقاومة الفلسطينية.. من هو الشيخ أحمد ياسين مؤسس "حماس"؟
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
عواصم - الوكالات
مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في قطاع غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر 2023، والتي شملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، تصدرت "حماس" تصدرت "حماس" مانشيتات الصحف ونشرات الأخبار حول العالم.
ووفي السطور التالية سنلقي الضوء على مؤسس "حماس" (أشهر حركة مقاومة في القرن الـ 21) وهو شيخ المقاومة الفلسطينية أحمد ياسين.
ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في يونيو 1936 في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية، وقد مات والده وعمره لم يتجاوز 5 سنوات، والتحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس.
وفي عام 1948 عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة، وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاما، وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء أكان هذا الغير الدول العربية المجاورة أم المجتمع الدولي.
يتحدث الشيخ ياسين عن تلك الحقبة فيقول "لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث".
ولم تستثن النكبة هذا الطفل الصغير فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة مرارة الفقر والجوع والحرمان، شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك.
وكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد على حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم، وترك الدراسة مدة في عام (1949-1950) ليعين أسرته المكونة من 7 أفراد بالعمل في أحد المطاعم في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى.
في عام 1952 عندما بلغ الـ 16 من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت حتى مماته، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة، وإضافة إلى الشلل التام ظل ياسين يعاني من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية عند سجنه، كما عانى من ضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن، وحساسية في الرئتين، وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.
شارك أحمد ياسين وهو في الـ20 من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956، وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.
كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954.
ظل ياسين حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر، ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.
بعدها اعتنق الشيخ أحمد ياسين أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي أُسّست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928.
وبعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.
أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية فأمرت عام 1982 باعتقاله، ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة).
حركة حماس
في عام 1987 اتفق الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين.
وأطلقوا على التنظيم اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس"، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت أصبح الشيخ ياسين الزعيم الروحي لتلك الحركة.
في أغسطس 1988 مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت بهدم منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان، ولما ازدادت حوادث قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 مايو 1989 باعتقاله مع مئات من أعضاء حركة حماس.
وفي 16 أكتوبر1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة بتهمة التحريض على اختطاف جنود إسرائيليين وقتلهم وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.
في 13 ديسمبر 1992 حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) الإفراج عن الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنّين الآخرين، فقامت بخطف جندي إسرائيلي قرب القدس، وعرضت حماس على إسرائيل مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرض وشنّت هجوما على مكان احتجاز الجندي، أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.
وفي أكتوبر 1997 أفرج عن الشيخ ياسين في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمّان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.
وفي سبتمبر 2003 تعرض الشيخ أحمد ياسين لمحاولة اغتيال إسرائيلية لدى استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية، ولم تكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن بالقاتلة.
استشهاده
وفي 14 مارس 2004 شكلت عملية ميناء أسدود التي نفذها شابان من غزة ينتميان لكتائب القسام وأودت بحياة 10 إسرائيليين وجرح 20 بداية العد التنازلي لتوقيت الاغتيال، وحمّلت إسرائيل الشيخ شخصيا مسؤولية تنفيذها، ووصفت الهجوم بـ"الضربة الإستراتيجية والعملية النوعية".
أعقب العملية تسلسل لأحداث ميدانية أدت في النهاية إلى اغتيال الشيخ، ففي اليوم التالي لعملية ميناء أسدود قطع وزير الأمن شاؤول موفاز زيارته لواشنطن واجتمع بقيادات أمنية وعسكرية، وقرر "إلغاء الفروق في الاستهدافات بين القيادة العسكرية والروحية لحماس".
ففي 16 مارس 2004 التأم المجلس الوزاري المصغر لاتخاذ قرار بتنفيذ عملية دراماتيكية اتضح لاحقا أنها اغتيال الشيخ، وبين 17 و21 من الشهر نفسه نفذ الجيش حملات عسكرية على مدن رفح وخان يونس وغزة قتل فيها أكثر من 15 فلسطينيا.
وفي يوم 22 مارس 2004 استشهد الشيخ أحمد ياسين إثر قيام مروحيات الأباتشي الإسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ عليه وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة، وقدـ استشهد في هذه العملية 7 من مرافقي الشيخ وجُرح اثنان من أبنائه، و أشرف على تنفيذ الاغتيال قائد هيئة أركان الجيش موشيه يعلون ووزير الأمن شاؤول موفاز، وحصلا على ضوء أخضر من رئيس الوزراء أرييل شارون بإطلاق صواريخ عدة نحو السيارة التي كانت تقلّ الشيخ بعد صلاة الفجر، فتركته أشلاء متناثرة؛ لتنهي بذلك رحلة أيقونة المقاومة الفلسطينية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الشیخ أحمد یاسین الشیخ یاسین قطاع غزة فی غزة فی عام
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية تدمر 5 آليات للعدو الصهيوني في محاور التوغل بغزة (فيديو)
يمانيون../
تواصل المقاومة الفلسطينية عمليات التصدي لقوات العدو الصهيوني في محاور التوغل شمال ووسط قطاع غزة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، وسرايا القدس اليوم الأحد، عن تنفيذ عدة عمليات في مناطق قطاع غزة، شملت قنص جندي إسرائيلي، وتدمير 5 آليات عسكرية، وقصف بصواريخ 107.
وفي بلاغ لها، قالت القسام إن مقاوميها تمكنوا من قنص جندي في منطقة الخزندار شمال غرب مدينة غزة، وأصابوه إصابة مباشرة.
كما استهدفت كتائب القسام، دبابتي ميركافا وجرافة صهيونية بقذائف “الياسين 105” شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، بالإضافة لاستهداف جرافتين عسكريتين من نوع “D9” بقذيفتي “تاندوم”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/video_2024-11-17_15-12-25.mp4
فيما أعلنت سرايا القدس تدمير آلية عسكرية، بالقرب من الدوار الغربي، غرب بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، بتفجير عبوة من نوع (ثاقب) شديدة الانفجار ومجهزة مسبقا.
كما أعلنت قصف مرابض المدفعية الإسرائيلية في موقع “فجة” العسكري بصواريخ 107.
وبثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، مساء السبت، مشاهد من استهداف آليات الاحتلال الإسرائيلي في محاور التوغل شرق وغرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وظهر أحد مقاتلي “القسام” في بداية الفيديو قائلا: “رغم إصابتي كتائب القسام: استهدفنا جرافتين عسكريتين من نوع “D9” بقذيفتي “تاندوم” شرق مخيم البريج وسط قطاع غزةإلا أنني أحمل عبوتي وأتجه نحو العدو بإذن الله”.
وتضمنت المشاهد استهداف دبابة “ميركافا” بعبوة العمل الفدائي من مسافة الصفر بشارع العجارمة، ثم استهداف جرافة D9 بقذيفة الياسين 105.
كما وثقت المشاهد استهداف جرافة D9 بقذيفة الياسين 105 بشارع السكة، واستهداف ناقلة جند بقذيفة الياسين 105 بشارع العجارمة، واستهداف دبابة “ميركافا” بقذيفة “تاندوم” شرق مفترق الصفطاوي غرب مخيم جباليا.
وشملت المشاهد استهداف جرافة D9 بقذيفة الياسين 105 قرب مدرسة شادية ابو غزالة غرب مخيم جباليا، واستهداف دبابة “ميركافا” بقذيفة الياسين 105 قرب مدرسة الفاخورة غربا.
وعرضت كتائب القسام رشاش Mag اغتنمه مقاتلوها بعد استهداف الدبابة قرب مدرسة الفاخورة، واعتلائها والإجهاز على طاقمها.
وتستمر المقاومة الفلسطينية في غزة، على اختلاف أطرها، بالتصدي للعدوان الإسرائيلي المستمر، وتنفيذ الكمائن للجنود والآليات، وتكبيدها خسائر فادحة، يضطر الاحتلال للإعلان عن بعضها، ويتكتم عن الأخرى.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/Sequence%2001.mp4
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 408 على التوالي، في ظل استمرار ارتكاب المجازر بحق المدنيين والعائلات الفلسطينية في مختلف أنحاء القطاع.
ويستمر العدوان الإسرائيلي الواسع على شمالي القطاع، مخلفًا أكثر من 2000 شهيد و6 آلاف جريح، لليوم الـ 44 على التوالي، تزامنًا مع منع الدفاع المدني من العمل هناك لليوم الـ 26 تواليًا.