عواصم - الوكالات

مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي  شنتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"  في قطاع غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر 2023، والتي شملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، تصدرت "حماس" تصدرت "حماس" مانشيتات الصحف ونشرات الأخبار حول العالم.
ووفي السطور التالية سنلقي الضوء على مؤسس "حماس" (أشهر حركة مقاومة في القرن الـ 21) وهو شيخ المقاومة الفلسطينية أحمد ياسين.



ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في يونيو 1936 في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية، وقد مات والده وعمره لم يتجاوز 5 سنوات، والتحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس.

وفي عام 1948 عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة، وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاما، وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء أكان هذا الغير الدول العربية المجاورة أم المجتمع الدولي.
يتحدث الشيخ ياسين عن تلك الحقبة فيقول "لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث".

ولم تستثن النكبة هذا الطفل الصغير فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة مرارة الفقر والجوع والحرمان، شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك.

وكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد على حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم، وترك الدراسة مدة في عام (1949-1950) ليعين أسرته المكونة من 7 أفراد بالعمل في أحد المطاعم في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى.

في عام 1952 عندما بلغ الـ 16 من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت حتى مماته، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة، وإضافة إلى الشلل التام ظل ياسين يعاني من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية عند سجنه، كما عانى من ضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن، وحساسية في الرئتين، وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.

 شارك أحمد ياسين وهو في الـ20 من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956، وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.

 كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954.

 ظل ياسين حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر، ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.

بعدها اعتنق الشيخ أحمد ياسين أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي أُسّست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928.

وبعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

 أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية فأمرت عام 1982 باعتقاله، ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة).

حركة حماس

في عام 1987 اتفق الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين.

وأطلقوا على التنظيم اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس"، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت أصبح الشيخ ياسين الزعيم الروحي لتلك الحركة.

في أغسطس  1988 مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت بهدم منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان، ولما ازدادت حوادث قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 مايو 1989 باعتقاله مع مئات من أعضاء حركة حماس.

وفي 16 أكتوبر1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة بتهمة التحريض على اختطاف جنود إسرائيليين وقتلهم وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

في 13 ديسمبر 1992 حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) الإفراج عن الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنّين الآخرين، فقامت بخطف جندي إسرائيلي قرب القدس، وعرضت حماس على إسرائيل مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرض وشنّت هجوما على مكان احتجاز الجندي، أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.

وفي أكتوبر 1997 أفرج عن الشيخ ياسين في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمّان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.


وفي سبتمبر 2003 تعرض الشيخ أحمد ياسين لمحاولة اغتيال إسرائيلية لدى استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية، ولم تكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن بالقاتلة.

استشهاده
وفي 14 مارس  2004  شكلت عملية ميناء أسدود التي نفذها شابان من غزة ينتميان لكتائب القسام وأودت بحياة 10 إسرائيليين وجرح 20 بداية العد التنازلي لتوقيت الاغتيال، وحمّلت إسرائيل الشيخ شخصيا مسؤولية تنفيذها، ووصفت الهجوم بـ"الضربة الإستراتيجية والعملية النوعية".

 أعقب العملية تسلسل لأحداث ميدانية أدت في النهاية إلى اغتيال الشيخ، ففي اليوم التالي لعملية ميناء أسدود قطع وزير الأمن شاؤول موفاز زيارته لواشنطن واجتمع بقيادات أمنية وعسكرية، وقرر "إلغاء الفروق في الاستهدافات بين القيادة العسكرية والروحية لحماس".

ففي  16 مارس 2004  التأم المجلس الوزاري المصغر لاتخاذ قرار بتنفيذ عملية دراماتيكية اتضح لاحقا أنها اغتيال الشيخ، وبين 17 و21 من الشهر نفسه نفذ الجيش حملات عسكرية على مدن رفح وخان يونس وغزة قتل فيها أكثر من 15 فلسطينيا.

وفي يوم 22 مارس 2004 استشهد الشيخ أحمد ياسين إثر قيام مروحيات الأباتشي الإسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ عليه وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة، وقدـ استشهد في هذه العملية 7 من مرافقي الشيخ وجُرح اثنان من أبنائه، و أشرف على تنفيذ الاغتيال قائد هيئة أركان الجيش موشيه يعلون ووزير الأمن شاؤول موفاز، وحصلا على ضوء أخضر من رئيس الوزراء أرييل شارون بإطلاق صواريخ عدة نحو السيارة التي كانت تقلّ الشيخ بعد صلاة الفجر، فتركته أشلاء متناثرة؛ لتنهي بذلك رحلة أيقونة المقاومة الفلسطينية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الشیخ أحمد یاسین الشیخ یاسین قطاع غزة فی غزة فی عام

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى

تحدثت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، صباح اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025، عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى إسرائيليين من قطاع غزة .

وقالت مكان نقلاً عن تقارير إعلامية، إن "إسرائيل كانت تسعى لإطلاق سراح المختطفة أربيل يهود من غزة قبل يوم الخميس، لكنها وافقت على تأجيل ذلك بعد أن أبدت حماس استعدادها لإطلاق سراح ثلاثة مختطفين إضافيين في دفعة جديدة يوم السبت المقبل".

إقرأ أيضاً: ترامب: أرجح قبول الرئيس المصري وملك الأردن استقبال الفلسطينيين من غزة

وأضافت أن "ذلك جاء نتيجة ضغوط مارستها الولايات المتحدة وقطر لدفع الطرفين إلى تسوية متبادلة".

وتابعت "تعني التسوية أن ثلاثة مختطفين سيتم إطلاق سراحهم في وقت أبكر مما كان متوقعًا. ووفقًا للاتفاق، من المقرر أن يتم إطلاق سراح أربيل يهود، أغام بيرغر، ومختطف آخر يوم الخميس، بينما سيتم إطلاق سراح ثلاثة مختطفين آخرين يوم السبت".

وسمحت إسرائيل صباح امس، ب فتح ممر "نيتساريم" لتمكين سكان غزة من التوجه شمالًا، وهو ما اعتبرته حماس انتصارًا سياسيًا وعملية تعزز سيطرتها المدنية والعسكرية في القطاع. بحسب مكان

وأشارت إلى أن قرار تسريع إطلاق سراح المختطفين جاء استجابةً من حماس لضغوط من الشارع الغزي لفتح الممر، إضافةً إلى رغبة الحركة في تسريع تنفيذ الصفقة خشية انهيارها.

وأوضحت أن "حماس تسعى لتعزيز نفوذها في شمال القطاع من خلال إدخال عناصر أمنية وعسكرية، إضافة إلى استعادة السيطرة على مراكز حدودية مثل نقطة جنوب ممر "نيتساريم"، التي تعيد تأكيد سيادتها داخل القطاع.

وبدأت إسرائيل وحماس مناقشات حول إطار المرحلة الثانية من صفقة التبادل، ومن المتوقع عقد قمة في قطر الأسبوع المقبل.

وفي سياق متصل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة التطورات المحتملة.

وبحسب "مكان"، "تتطلع حماس إلى فتح معبر رفح الأسبوع المقبل، مما سيمكنها من إرسال جرحى جناحها العسكري لتلقي العلاج، وإعادة اللاجئين الغزيين الذين غادروا القطاع خلال الحرب".

المصدر : وكالة سوا - هيئة البث الإسرائيلية "مكان" اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية وزير إسرائيلي يلغي سفره لبروكسل خشية اعتقاله سموتريتش يُصر على عودة الحرب وتشجيع هجرة الغزّيين مسؤول أميركي: إعادة إعمار غزة أسهل بكثير مع رحيل سكانها مؤقتا الأكثر قراءة الحرب تنتهي بنتنياهو مطلوباً للعدالة "رجب" يتحدث عن أبرز إنجازات قوى الأمن في جنين الأسبوع الماضي إصابة مواطنيْن أحدهما خطيرة برصاص الاحتلال في غزة استمرت 470 يوما - أهم إحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • شاهد | المقاومة الفلسطينية تنتزع حرية أسراها رغماً عن العدو الإسرائيلي
  • من منزل "السنوار" إلى "الصليب الأحمر"..المقاومة الفلسطينية تبدأ تسليم الأسيرين الإسرائيليين
  • عاجل:- المقاومة الفلسطينية تطلق سراح أسيرة إسرائيلية في غزة وتستعد لتسليم أسرى آخرين
  • المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • حماس: صمود الشعب الفلسطيني في غزة جعله أيقونة عالمية للتحدي والمقاومة
  • مرض والدة آسر ياسين .. اعرف أهم المعلومات عنه
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى