الكتاب: تنوير المقدّس.. مقاربات في كلام الله
الكاتب: د. الأسعد العيّاري
الناشر: الأمينة للنشر و التوزيع تونس، الطبعة الأولى ـ مارس 2022.
(207 صفحة من القطع الكبير)

مثل النص الديني مجالا خصبا للإبداع الفكري على مدار العصور، حيث لم يخل عصر من العصور من اجتهادات فكرية وفلسفية تحوم في مجملها حول النص الديني، وعلاقة المقدس منه بالدنيوي.



ولعله من اللافت للانتباه أن تشهد تونس حركة فكرية متراكمة جعلت من النص الديني مدارا لها، وربما كان من اللافت أيضا أن جزءا من هذه الحركة الفكرية ذهب بعيدا ليس في فهم النص الديني وتشريحه فحسب، فتلك كانت واحدة من أهم المعالم الفكرية التي تأسست لها جامعة الزيتونة، التي كانت واحدة من أهم منارات العالم الإسلامي في مجال التنوير، وإنما أيضا في محاولة المقارنة بين التراث والحداثة أو قل بين الغيبي والمادي العيني..

الكاتب والإعلامي التونسي توفيق المديني، يقدم نموذجا عينيا لهذا السجال الدائر في تونس حول النص الديني وعلاقته بالإنسان وبالحداثة.. من خلال قراءته لكتاب "تنوير المقدّس.. مقاربات في كلام الله"، للكاتب والباحث التونسي الأسعد العياري وهو متخصص في الدراسات المقارنة في الحضارة وعلم الأديان، ثم في إجراء مقارنة بينه وبين الكاتب التونسي يوسف الصديق، وكلاهما له اجتهادات مختلفة في قراءة النص الديني..

وهذا هو الجزء الثاني من هذه القراءة:

من وجهة نظر الكاتب د. الأسعد العيّاري تطرح دراسة القداسة والحداثة إشكالات عديدة يتصل بعضها بالمفاهيم وبعضها الآخر يتعلق بالمضامين والدلالة، ولعل أكثر المفاهيم التي أثارت جدلاً كبيراً في المباحث العربية والمقاربات الغربية هي تلك التي تناولت بالتعريف مصطلح القداسة في سياق حقوق معرفية مختلفة، وقد أجمعت عديد المراجع التي نظرت في موضوع القداسة والمقدّس على وروده في سياقات متداخلة واستعمالات غير متجانسة.

 وبذلك يرى الكاتب أنَّه لا يمكن فهم المقدس إلا برده إلى نقيضه المدنس، بما هو نظام معارض له، والتعريف اللغوي لكلمة مقدس تعني (الطاهر المنزه من العيوب والنقائص) ويقال: (قدسه الله، طهره وبارك عليه)، ولم تقتصر صفة القداسة في النص القرآني على الذات الإلهية (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس)، كما لم تقتصر على الإحالة على الملك جبريل: (إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم الناس في المهد وكهلاً)، وإنما طالت أيضاً لتشمل القداسة بمعناها الطهارة والعظمة بعض الأزمنة والأمكنة، باعتبار أن المقدس بينهما، وقد صاغ مرسيا إلياد هذا التعاقد والتفارق بين المجالين في قوله: (المقدس مختلف نوعياً عن الدنيوي، فهو يتجلى بكيفيات مختلفة في عدة أماكن من العالم الدنيوي)، فهل تدحض الدراسات الحديثة هذه التعريفات المتصلة بالقداسة من أجل صيغة تعريف جديد ينزع عن الذات الإلهية والملائكة والوحي والأنبياء والأمكنة والأزمنة كل لبوس غيبي ميتافيزيقي مفارق أسنده الدين لها؟ وهل للحداثة ومنجزاتها الفكرية قداسة تتحدد في سياق ما يمارسه العقل البشري من تفكير ومرجعات وإعادة النظر؟ يعني جدلاً، هل جاءت الحداثة إلى العالم العربي والإسلامي لتهديم مقولة القداسة في الدين وتصنع لنفسها قداسة خاصة بها هي مقولة القداسة في العقل؟

انبنت اتجاهات الحداثة على تنوعها واختلاف توجهاتها على الإيمان المطلق بالعقل وبمركزية الإنسان، ووجّهت نقدها المباشر إلى كل أديان الوحي الإلهي من حيث تشريعها لسلطة المطلق على الكائن واتخاذها مفهوم الميثاق رابطاً بين الخالق والمخلوق، واعتبرت أن تاريخ الحداثة هو تاريخ للحظات مغامرة الإنسان في سعيه إلى السيطرة على الطبيعة وعلى الكونويؤكد الكاتب أنَّه يجب التمييز بين التفكير في الماضي باعتباره آلية إدراك تاريخي لخصوصية الذات الإنسانية في أبعادها الثقافية والحضارية وبين الإذعان للماضي واحتوائه برمته باعتباره سبيلاً لتحقيق الخلاص في عالمي العباد والميعاد، ويصير نموذجاً تاريخياً أعلى من التاريخ، وهو ما يتعارض مع جهود الحداثة في تحرير العقل من سجن المقدس وتحريره من سلطة التقليد بغير عقل ولا تدبر أو تفكر، وفي هذا المجال يذهب صاحب المنار إلى القول بإن: (من رُبّيَ على التسليم بغير عقل، ولو عمل صالحاً، بغير فقه، فهو غير مؤمن)، ويبرر حكمه في ذلك بقوله: (لأنه ليس القصد من الإيمان أن يذلل الإنسان للخير، كما يذلل الحيوان، بل القصد منه أن يرتقي عقله وتتزكى نفسه بالعلم بالله والعرفان في دينه، ويكون فوق هذا على بصيرة وعقل في اعتقاده).

والواضح أن ظاهرة النظر في مراجعة التراث الديني بسبب من التحولات العنيفة والهادئة التي يشهدها الفكر عبر التاريخ، لا تقتصر فحسب على الموروث الإسلامي، وإنما نجد هذه الصيحة في الديانة اليهودية، حيث يصف المفكر أرنولد توينبي التراث الديني والحضاري لليهود بأنه متحجّر نظراً لاعتقادهم الزائف بأنهم شعب الله المختار، فتحوّلت بذلك هذه العقيدة الدينية من شريعة كونية عالمية إلى فكرة معزولة قابعة في وعي فردي محكوم بصيغة الذاتية، الأمر الذي جعلهم عرضة لاضطهاد العالم ونقمته المتواصلة عليهم).

يقول الكاتب في هذا الصدد: "إن من الشروط الجوهرية لعملية التحديث المتعلقة بالفكر الإنساني عامة أن لا تخضع لتكرار النموذج والمثال، وأن لا تكون محمولة على التقليد أو الاستجابة لأنظمة ثابتة ومستقرة في الزمن الماضي، وإنما هي محمولة على القطع مع الماضي ومع ثقافة تمجيد الموروث، وذلك عبر فعل استحضار هذا الموروث في موضع التساؤل والنقد وإعادة ترتيب مكوناته ومرتكزاته بما يتلاءم مع مكتسبات العصر الفكرية والمعرفية.

1 ـ إن الجدل الذي كان وما زال قائماً في الفكر الحداثي العربي يتعلق أساساً بمفهوم العقيدة وموقعها في كيان الإنسان، فلئن ذهب الفكر الإسلامي إلى القول بأن العقيدة تمثّل ركناً أساسياً لجوهر الإنسان، فلقد تعالت أصوات المحدثين منادية بأن العقيدة ليست من جوهر الإنسان وهي ليست مقوماً من مقومات الشخصية الإنسانية وإنما هي فكرة طارئة ومتحركة وهامشية شأنها شأن اللون والزمان والمكان واللغة والفن، بحيث من التهكم المتطرف أن يقع تقييم الإنسان على أساس عقيدته ومدى حرصه على التحلي بالعمل الصالح في مقابل العمل غير الصالح، تقول البينة: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}، فالحداثة لا تفرض العقائد رفضاً قطعياً وإنما هي تدعو إلى حمايتها من المرجعيات التقليدية التي تؤمن بجمود العقيدة وركونها إلى الركود، وترفض الحداثة مبدأ الإقرار الذي استقرّ في الضمير الأصولي الإسلامي والذي يقول باحتكار العقيدة لجوهر الحقيقة المطلقة، وهو ما ينجرّ عنه تضييق آفاق القراءة فالفهم فالتأويل(ص29).

إن العقيدة في الفكر الحداثي العربي لا يعدو كونها تمظهراً اجتماعياً ونمطاً ثقافياً، وفي هذا المستوى تتنزّل دعوة المفكر محمد أركون إلى ضرورة عدم التمييز بين الأديان على أساس الوثني والسماوي باعتبار أن جل الأديان بمختلف عقائدها هي جذور تاريخية وحضارية؛ ويرى أن التفريق بينها (هو عبارة عن مقولة تيولوجية تعسفية تفرض شبكتها الإدراكية أو رؤيتها علينا بشكل ثنوي دائماً).

من محورية الله إلى مركزية الإنسان

في هذا القسم من البحث مسألة يتناول الكاتب نظرية تتعلق بالجدل القائم  بين محورية الله بوصفه مرتكزاً نصياً مقدساً في الأديان التوحيدية وبين مركزية الإنسان باعتباره مطلباً أساسياً في الفكر الحداثي، فالنظرية الإسلامية القائمة على ما تقوله الأعراف: (إنّ ربّكم  الله الذي خلق السماوات والأرض).

تؤمن بوجود خالق لهذا الوجود وله استحقاقات الربوبيّة على الإنسان: (إنَّ هذه أمّتكم أمة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون). إن الإسلام ينتصر إلى مقولة  التوحيد وأنَّ لا سلطة فوق سلطة الله، فهو المطلق الذي لا حدود له، وهو الأكبر الذي ليس فوقه شيء. وما الإنسان إلا بعض من خلقه، يخضع إلى سلطة السماء التي تقدر له الأقدار وتسطّرله المصائر ليستحيل الإنسان وق هذه النظرية الدينيَّة مقيدًا بأغلال السماء ومكبلاً بأحكامها وإرادتها، وهو ما ساعد الدراسات الحداثية إلى معالجته بمقاربات تقوم أساساً على إطلاق الحرية للإنسان ورفض كل قيد من خارج إرادته ليتحول هذا الكائن المحور والمركز والأصل بعد قتل المفهوم التقليدي للإله وما يتبعه من تراكمات الربوبية المنشئة لعبودية الإنسان بمقدار ارتباطه والتزامه بالحدود الإلهية، تقول الطلاق: (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه).

يقول الكاتب :"في حين انبنت اتجاهات الحداثة على تنوعها واختلاف توجهاتها على الإيمان المطلق بالعقل وبمركزية الإنسان، ووجّهت نقدها المباشر إلى كل أديان الوحي الإلهي من حيث تشريعها لسلطة المطلق على الكائن واتخاذها مفهوم الميثاق رابطاً بين الخالق والمخلوق، واعتبرت أن تاريخ الحداثة هو تاريخ للحظات مغامرة الإنسان في سعيه إلى السيطرة على الطبيعة وعلى الكون، من خلال اعتماد فعل فكري ومعرفي داخل نسق حضاري متحرك مناقض للنسق التقليدي الساكن، ويهتم بحياة الإنسان في دنيا المعاش دون التوغل في المسائل الغيبية التي هي من شأن الدين والعقيدة، وفي ضوء هذا المعنى يكون الإنسان هو الإله، وهو المطلق، وليس الكائن المحدود الذي يخضع لمطلق فوقه، إنها النظرة الفردانية التي تعتبر الإنسان الفرد هو المقياس لكل حقيقة، فهو الذي يحدد الفواصل بين الخير والشر والحق والباطل والموجود واللاموجود، وبالتجربة يستطيع الإنسان أن يمنح القيمة والمعنى والغاية لكل الموجودات في هذا العالم الناشئ على الفوضى وعلى العدمية، وهو ما يتعارض مع الرؤية الدينية التي تقول بأن الله أكم خلق العالم والكائنات حسب هندسة معينة"(ص33).

إقرأ أيضا: كيف تفاعلت الحداثة مع المقدس الإسلامي؟ قراءة في كتاب

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب تونس الفكري عرضة تونس كتاب فكر عرض كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی هذا وهو ما

إقرأ أيضاً:

حصاد شئون القرآن 2024… جهود متواصلة في خدمة كتاب الله

شهد عام ٢٠٢٤ مبادرات بارزة من الأزهر الشريف، للتشجيع على حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وذلك من خلال العديد من الفعاليات والمسابقات التي نظمتها الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهريّة، برعاية وتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يولي عناية خاصة بالقرآن الكريم وتدريس علومه، وتعزيز مكانة كتاب الله تعالى في قلوب الأطفال والشباب المصريين والوافدين.

افتتاح 620 مكتبًا جديدًا لتحفيظ القرآن الكريم بمختلف محافظات الجمهورية:

تم افتتاح 620 مكتبا جديدا لتحفيظ القرآن الكريم، في حين تقدم (1850) محفظاً للحصول على ترخيص العمل تحت إشراف الأزهر الشريف، وتم اختبارهم وفق منظومة الاختبارات الموثقة والمعتمدة من الأزهر الشريف، بالإضافة إلى تطوير ومتابعة مكاتب التحفيظ الأهلية التي تعمل تحت إشراف الأزهر الشريف، وعددها  10863 مكتباً والتي يحفظ بها أكثر من 659,400 تلميذاً من تلاميذ التربية والتعليم والتي يتم متابعتها بكل دقة من خلال التقارير الشهرية والجوالات الميدانية  والتي بلغت 12 جولة خلال العام.

- مبادرات قرآنية
نفذت إدارة شؤون القرآن الكريم العديد من المبادرات القرآنية المجانية على مدار عام ٢٠٢٤، أبرزها مبادرة «السرد القرآني»، والتي انطلقت للمرة الأولى بشكل جماعي وشارك فيها (٦٢٢٥) تلميذا، ختموا القرآن الكريم كاملاً تسميعا في يوم واحد، واستمر التسميع على مدار اليوم من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء، وتم إعلان يوم 31 من شهر أغسطس من كل عام يومًا سنويًا للسرد القرآني الأزهري.

«تأهيل الطلاب للمشاركة في المسابقات الدولية في القرآن الكريم»
كما أطلقت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بالأزهر، مبادرة «تأهيل الطلاب للمشاركة في المسابقات الدولية في القرآن الكريم»، وذلك من خلال اختيار مجموعة من الموهوبين من الأوائل في مسابقة الأزهر الشريف، بينما كانت مبادرة «فاتحة الهداية»، بمثابة مصدر إلهام للطلاب لفهم أعمق لمعاني سورة الفاتحة، بما يعزز ارتباطهم بالقرآن الكريم من خلال تقديم شرح مبسط وشامل يساعدهم على تطبيق معاني السورة في حياتهم اليومية. 

«مشروع حافز التفوق القرآني»
أطلقت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، خلال عام (٢٠٢٤) عددا من المشروعات القرآنية لتشجيع الطلاب المصريين والوافدين على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، منها «مشروع حافز التفوق القرآني» لطلاب الشهادة الثانوية الأزهرية، والذي يمنح الطلاب المصريين والوافدين الناجحين في امتحانات شهادة إتمام الدراسة الثانوية الأزهرية الحاصلين على المراكز الأربعة الأولى في المستوى الأول (حفظ القرآن الكريم كاملًا) في مسابقة الأزهر السنوية للقرآن الكريم، أو أية مسابقة دولية معترف بها في مصر، درجات تضاف إلى المجموع الكلي  تتراوح من 24 درجة وحتى 4 درجات تبعًا لنوع المسابقة ومستوى المتسابق.

«منهج ميسر للتجويد في المرحلة الابتدائية»
قدمت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم، خلال عام ٢٠٢٤، «منهج ميسر للتجويد» يدرس لطلاب المعاهد الأزهرية مادة التجويد لأول مرة في المرحلة الابتدائية، وسيتم تدريسه اعتبارًا من بداية العام المقبل بمشيئة الله تعالى.

«المشروع القرآني الصيفي»
نفذت إدارة شؤون القرآن الكريم خلال عام (٢٠٢٤)،     «المشروع القرآني الصيفي»، حيث استفاد منه (٢٨,٢٢٨) تلميذا، منهم (١٥,٧٠٥) من تلاميذ التربية والتعليم في محور (عشرة آلاف خاتم)، و (٥١٩,١٢) من تلاميذ المعاهد الأزهرية في محور (احفظ مقررك)، بالإضافة إلى    «مشروع تسجيل مصحف الطلاب المرتل»، عن طريق اختيار أفضل الطلاب المتقنين للحفظ والتجويد والفائزين في مسابقة الأزهر الشريف لتسجيل المصحف الشريف كاملاً، و«مشروع تسجيل المصحف المعلم» لطلاب الأزهر الشريف.

- دعم فني وتنمية بشري
أولت الإدارة    العامة لشؤون القرآن الكريم، خلال عام (٢٠٢٤) عناية خاصة بجهود الدعم الفني والتنمية البشرية لأعضائها المنتشرين في جميع المحافظات المصرية، حيث تم تدريبهم على أعمال الرقمنة، وذلك بالتعاون مع إدارة التدريب التربوي بقطاع المعاهد، من أجل تيسير الأعمال وسرعة نقلها من وإلى الإدارات المختلفة، كما تم    اختيار عدد (30) موجهًا جديدًا لشئون القرآن الكريم، بالإضافة إلى مراجعة وتدقيق كتب تجويد القرآن الكريم والقراءات، وهيكلة منهج القراءات للطلاب المكفوفين في المرحلتين الإعدادية والثانوية، و    تغيير الوزن النسبي لمادة تجويد القرآن الكريم في المرحلة الإعدادية، كما تمت     الاستعانة بأعضاء الخدمة العامة والوعاظ لسد العجز بالمعاهد.

- مسابقات قرآنية 
كما نظمت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم، خلال عام (٢٠٢٤)، عددا من «المسابقات القرآنية»، على رأسها «مسابقة الأزهر الشريف السنوية في حفظ القرآن الكريم»، والتي تقام برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وهي أكبر مسابقة من حيث عدد الطلاب المشاركين وقيمة الجوائز، حيث تقدم لها في نسخة 2023 /2024م (148317 ) طالبًا، وكان مجموع الجوائز 25.655.000، وفاز بها (20177) طالب وطالبة من مختلف مناطق الجمهورية، وحصلت الطالبة الفائزة بالمركز الأول على مستوى الجمهورية على مبلغ (250) ألف جنيه.

كما تم تنظيم مسابقة قرآنية بالتعاون مع هيئة البريد المصري في حفظ القرآن الكريم للعاملين بالبريد وأسرهم  وقد تقدم لهذه المسابقة عدد (1025) طالبًا موزعون على جميع المناطق الأزهرية، بالإضافة إلى     تنظيم مسابقة لطلاب معهد القرنيين بالمنوفية، بالتنسيق إدارة الحسابات الخاصة بمشيخة الأزهر الشريف، وتنظيم مسابقات المكاتب الأهلية. 

-بنوك الأسئلة والنماذج:  
قامت الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بمعاونة الإدارة العامة لرياض الأطفال التي تضطلع بتنفيذ مسابقة «الأزهري الصغير» في حفظ القرآن الكريم، بإعداد بنوك الأسئلة في القرآن الكريم والسنة النبوية لمسابقة الأزهري الصغير، وذلك من خلال عملية تقييم دقيقة؛ ووضع بنك أسئلة لكل مستوى ، ومعيار دقيق في التحكيم ، ومراجعة دقيقة لفيديوهات التوثيق، كما قام موجهو شئون القرآن بالتحكيم في المسابقة، كما قامت الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بعمل ورش عمل لجميع واضعي الامتحانات على مستوى الجمهورية  لشرح المعايير التي يجب مراعاتها عند وضع امتحان مادة ( حفظ القرآن الكريم وتجويده ) وتدريبهم عليها، بما يحقق العدالة والمساوة  والوزن النسبي والفروق الفردية لدى التلاميذ، بالإضافة إلى مراجعة السجلات والبيانات الخاصة بمكاتب التحفيظ الأهلية مراجعة دقيقة، ومراجعة ملفات جميع المحفظين بها. 

كما قامت الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بتحديث بنك الأسئلة الخاص بامتحانات القرآن الكريم لطلاب معاهد القراءات، بالإضافة إلى إعداد معايير الورقة الامتحانية الخاصة بمادة ( حفظ القرآن الكريم وتجويده ) للجميع الصفوف من الصف الثالث الابتدائي وحتى الثاني الثانوي ، والتوزيع الدقيق للأسئلة والفقرات ، وتم حديث هذه المعايير بما يناسب النظام الجديد المعتمد.

نماذج استرشادية لطلاب المعاهد:
وتيسيرا على التلاميذ والمعلمين، قامت الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بعمل نماذج استرشادية لامتحان مادة ( حفظ القرآن الكريم وتجويده )  لجميع الصفوف سواء في ذلك الامتحانات الشهرية أو الفصلية وفق المعايير المعتمدة، حيث تم عمل عدد ( 40) نموذجا استرشادياً لاختبارات شهري أكتوبر ونوفمبر 2024 ، واختبارات الفصل الدراسي الأول ، وفقاً للنظام الجديد المعتمد. 

انتشار إعلامي: 
خلال عام (٢٠٢٤) لوحظ زيادة كبيرة في أعداد متابعي الصفحة الرسمية لإدارة شؤون القرآن الكريم على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث تجاوز عدد المتابعين ال( 100 ) ألف متابع في عام واحد بعد أن كان 37 ألف في العام الماضي، وذلك بعد تفعيل دورها، و    نشر العديد من المقاطع القرآنية لطلاب موهوبين في الأداء بغرض تشجيعهم وتحفيز غيرهم على الحفظ والترتيل؛ مما جعل العديد من وسائل الإعلام المصرية والعربية على نقل تلك المقاطع وتداولها، إضافة إلى نشر العديد من المنشورات التثقيفية والدعوية، كما تم تنظيم ونشر مسابقة رمضانية في فهم القرآن الكريم على صفحة شئون القرآن، مما جعل المتابعين يحرصون على قراءة الأجزاء القرآنية والتفاعل حول فهم الآيات.

مقالات مشابهة

  • كتاب جديد لـ «تريندز» يسلط الضوء على أدوار مراكز الفكر وتحدياتها
  • مفتي الجمهورية: الفقر والجهل والمرض ثلاثية خطيرة تُغذي الفكر المتطرف
  • "بسيوني": الشائعات تهدف إلى التأثير على الصورة التي تقدمها مصر في مجال حقوق الإنسان
  • حصاد شؤون القرآن ٢٠٢٤.. جهود متواصلة في خدمة كتاب الله
  • حصاد شئون القرآن 2024… جهود متواصلة في خدمة كتاب الله
  • وزير الأوقاف: تضافر جهود المؤسسات الدينية في مصر لنشر صحيح الفكر الإسلامي
  • السفير عبد الله الرحبي: العربية لغة كتاب مقدّس وشارة هوية ولسان ثقافة
  • ماذا يفعل الأمي الذي لا يحفظ إلا قصار السور؟
  • القضية الفلسطينية أمام مخاطرالتصفية.. قراءة في كتاب
  • قراءة في كتاب: “ممّا على طُرَر المخطوطات”