سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على ما وصفتها بـ "العلاقات العميقة" التي تربط رجل الأعمال المصري، وائل حنا، المتورط في قضية الرشوة المتهم فيها السيناتور الأمريكي، بوب مينينديز، بالحكومة المصرية، مشيرة إلى أن تلك العلاقات شملت ترتيبه لشحن معدات عسكرية بملايين الدولارات من الولايات المتحدة إلى القاهرة.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن حنا انتهز الفرصة، خلال عام 2015، حينما قررت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، إلغاء قرار، استمر عامين، بتجميد المساعدات العسكرية إلى مصر، ليتم استئناف المساعدات السنوية المقدّر حجمها بنحو 1.3 مليار دولار، وشملت مقاتلات ودبابات ومروحيات.

ففي أواخر عام 2015، شهد ميناء بحري في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، عملية شحن لمروحيات عسكرية أمريكية تصل قيمة الواحدة منها لنحو 40 مليون دولار، إلى الحكومة المصرية.

وتوجهت وزارة الدفاع المصرية آنذاك إلى شخصية غير متوقعة للمساعدة في عملية ترتيب النقل، وهو رجل الأعمال المصري الأمريكي، وائل حنا، الذي لم يكن له أي خبرة في مجال الشحن، بل عمل قبل ذلك في مجال النقل ومحطات الوقود.

ونقلت الصحيفة عن متعاون سابق مع حنا، يدعى عصام يوسف، والذي يدير شركة نقل بحري في نيوجيرسي، قوله إنه ساعد حنا في ترتيبات شحن الصفقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، موضحا: "كان الأمر غريبا. لم يكن يعلم أي شيء عن الشحن، لكن كان من الواضح أن الحكومة المصرية تثق فيه".

وبعد 8 سنوات، أصبحت العلاقة العميقة بين الحكومة المصرية وحنا تحت التدقيق القوي، على أثر قضية السيناتور الديمقراطي، بوب مينينديز.

ويواجه مينينديز وزوجته اتهامات بقبول رِشا نقدية وسبائك ذهبية وسيارة فاخرة من 3 رجال أعمال في نيوجيرسي، أرادوا من السيناتور المساعدة والتأثير في الشؤون الخارجية الأمريكية.

ووفق مذكرة الاتهام، فإن مينينديز وزوجته ويوسف التقوا، في مايو/أيار 2019، مسؤولا في الاستخبارات المصرية بمكتب السيناتور في مجلس الشيوخ بواشنطن، وناقشوا قضية مواطن أمريكي أصيب بشكل خطير في غارة جوية شنها الجيش المصري في 2015 باستخدام مروحية أباتشي أمريكية الصنع.

اقرأ أيضاً

وصفها بالسخيفة.. السيناتور الأمريكي مينينديز يدفع ببراءته من تهمة العمالة لمصر

وبعد لقاء واشنطن بوقت قصير، أرسل المسؤول المصري رسالة نصية لحنا، يقول فيها: "إن ساعد مينينديز في حل المشكلة، فسيشعره ذلك بالراحة الجمة"، ورد حنا مؤكدا أن "الأمر سيتم"، بحسب مذكرة الاتهام.

وقال يوسف إن "حنا طلب منه المساعدة في تنسيق عملية شحن معدات عسكرية لصالح وزارة الدفاع المصرية"، وأضاف أنه "وافق على التعاون معه، مقابل الحصول على نصف العائد المادي الذي سيحصل عليه حنا نظير تسهيل عملية الشحن".

وأضاف أنه "عقد وحنا عدة لقاءات في مقر وزارة الدفاع المصرية في واشنطن لمناقشة عملية الشحن"، لافتا إلى أنه ساعد الأخير في "الحصول على عروض من شركات شحن، وتفاوض على عقد الشحن في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015".

كما أشار يوسف إلى أنه حينما وصل ميناء جاكسونفيل، "شاهد 3 مروحيات عسكرية تبلغ قيمة الواحدة منهما ما بين 35 و40 مليون دولار، يتم تحميلها ضمن شحنة متجهة إلى ميناء الإسكندرية شمالي مصر".

يذكر أن حنا يملك شركة "IS EG Halal Certified" التي تشير بياناتها على الإنترنت إلى أن مقرها هو مدينة إيدجوتر في فلوريدا، وأنها "الجهة الوحيدة المرخص لها حصريا من قبل الحكومة المصرية للتصديق على صادرات اللحوم الحلال في جميع أنحاء العالم".

وتشير مذكرة الاتهام في قضية مينينديز، إلى أن السيناتور الأمريكي أبلغ المسؤولين المصريين، في أوقات مختلفة بين عامي 2018 و2022، من خلال زوجته نادين مينينديز و/أو حنا و/أو (رجل الأعمال فريد) دعبس، بأنه "سيوافق على أو يلغي القيود على التمويل العسكري الأجنبي ومبيعات المعدات العسكرية إلى مصر، من خلال دوره القيادي في لجنة الشؤون الخارجية".

وفي مقابل موافقة السيناتور البارز على اتخاذ هذه الإجراءات وغيرها، وعد حنا نادين بدفع أموال، بما في ذلك مدفوعات قدمتها شركته.

وأثناء تفتيش منزله في يونيو/حزيران 2022، عثر المحققون على أكثر من 480 ألف دولار نقدا، معظمها مخبأ في مظاريف داخل وخزائن وملابس، بما في ذلك سترة مزينة بشعار مجلس الشيوخ، وفق مكتب المدعي العام في نيوجيرسي.

ودفع الزوجان مينينديز بأنهما غير مذنبين، فيما دفع حنا بأنه غير مذنب أمام قاض فيدرالي في منطقة مانهاتن، وأمر القاضي بإطلاق سراحه بكفالة شخصية بقيمة 5 ملايين دولار وبشروط صارمة، من بينها تسليم جواز سفره وارتداء جهاز مراقبة "جي بي إس".

واستند تقرير الصحيفة إلى تسجيلات ولقاءات مع عشرات الأشخاص، الذين يعرفون حنا أو عملوا معه من قبل.

يشار إلى أن واشنطن جمدت المساعدات العسكرية لمصر في أعقاب الإطاحة عسكريا بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد (محمد مرسي) من الحكم عام 2013، وجاء إلغاء التجميد لمساعدة مصر في مواجهة المتطرفين في المنطقة، ومن بينهم مسلحي تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء.

اقرأ أيضاً

عباس كامل وأحمد حلمي.. ن. تايمز: تفاصيل شبكة التجسس المصرية مع السيناتور مينينديز

المصدر | واشنطن بوست/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر بوب مينينديز وائل حنا محمد مرسي الحکومة المصریة رجل الأعمال إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصناعات الكيماوية: يجب وضع الصناعة في مقدمة الأولويات الوطنية بالحكومة الجديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب أحمد إسماعيل صبره، عضو غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات المصرية، عن تطلعاته وآماله من حكومة الدكتور مصطفى مدبولي الجديدة، مشددا على أهمية وضع الصناعة في مقدمة الأولويات الوطنية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. 
قال صبره: "نحن في فترة حاسمة تتطلب من الحكومة الجديدة اتخاذ خطوات جريئة ومدروسة لدعم الصناعة الوطنية. الصناعة هي العمود الفقري للاقتصاد، ومن خلال تعزيزها يمكننا تحقيق نمو اقتصادي مستدام وزيادة الصادرات الصناعية. هناك عدة أولويات وإجراءات يجب التركيز عليها لتوطين الصناعة وتحقيق التقدم المنشود."

وحول الأولويات والإجراءات المقترحة لتوطين الصناعة وزيادة الصادرات الصناعية اكد صبره  اهمية تحفيز الاستثمار الصناعي
 من خلال تقديم حوافز ضريبية و جمركية للمستثمرين المحليين والأجانب في القطاع الصناعي.
 وتوفير التمويل المناسب للمشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة بفوائد منخفضة بالإضافة الي تيسير اجراءات و حركة البضائع والمواد الخام وتعزيز شبكات الكهرباء والمياه لضمان استمرارية الإنتاج.

وطالب بضرورة  توفير الأراضي الصناعية من خلال تخصيص أراضٍ صناعية بأسعار مخفضة وتوفيرها للشركات الناشئة والمصانع الصغيرة وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة لإنشاء المصانع.

كما طالب بضرورة الاهتمام بتحديث التكنولوجيا والتدريب ودعم الشركات في تبني التكنولوجيا الحديثة وتطوير خطوط الإنتاج وإنشاء مراكز تدريب لتأهيل العمالة وتزويدهم بالمهارات الفنية اللازمة.

وشدد صبره على ضرورة اهتمام الحكومة الجديدة بتحسين البيئة التشريعية والتنظيمية من خلال تبسيط الإجراءات البيروقراطية وتسهيل الإجراءات الإدارية للمصانع  بالإضافة الي مراجعة وتحديث القوانين المتعلقة بالتصنيع والتجارة بما يتماشى مع المتغيرات العالمية.
وفيما يتعلق بتعزيز الصادرات قال عضو غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات المصرية: من المهم العمل علي فتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية وتقديم الدعم اللوجستي للشركات المصدرة والاهتمام بالمشاركة في المعارض الدولية وترويج المنتجات الصناعية المصرية في الخارج.


واختتم صبره تصريحه قائلاً: "إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والقطاع الخاص. نحن على ثقة بأن حكومة الدكتور مصطفى مدبولي ستواصل جهودها لدعم الصناعة وتطويرها، مما سيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ويزيد من قدراتنا التنافسية على الصعيد الدولي" .

مقالات مشابهة

  • “واشنطن بوست”: العديد من ممثلي الحزب الديمقراطي يعتبرون كامالا هاريس مرشحا رئيسيا بدلا من بايدن
  • "واشنطن بوست": الولايات المتحدة وطالبان تبحثان إطلاق سراح سجينين أمريكيين في أفغانستان
  • ولي العهد يستعرض مع السيناتور الأميركي كوري بوكر أوجه التعاون
  • ولي العهد يستقبل السيناتور الأمريكي كوري بوكر ويستعرضان أوجه التعاون
  • الصناعات الكيماوية: يجب وضع الصناعة في مقدمة الأولويات الوطنية بالحكومة الجديدة
  • صرف الدولار الأمريكي في اليمن اليوم الأربعاء 3- يوليو 2024م
  • واشنطن بوست: على بايدن التحلي برؤية واضحة بشأن الانتخابات المقبلة بسبب فرنسا وبريطانيا
  • واشنطن بوست: قرار المحكمة العليا انتصار لترامب
  • صرف الدولار الأمريكي في اليمن اليوم الثلاثاء 2-7-2024م
  • واشنطن بوست: قطاع غزة لن يشهد انفراجة طالما نتنياهو في السلطة