الجزيرة:
2024-12-22@14:56:06 GMT

لماذا لن يشجع الفلسطينيون مكابي حيفا؟

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

من التعقيدات التي خلّفها الاحتلال البريطاني هي موجات الهجرة إلى بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية من مستعمرات بريطانية سابقة، والسؤال الذي عادة ما يُوجَّه للمهاجرين إلى المملكة المتحدة من الهنود والعرب والأفارقة هو: "لماذا أنتم هنا؟"، غالبا ما يُرد عليه بـ: "لأنكم كنتم هناك"، هكذا ببساطة.

ولأن المستعمِر والمستعمَر كليهما بشر، أو بمعنى أصح ليسوا "حيوانات بشرية" كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي (1)، بمعنى أنهم في نهاية اليوم كائنات تتفاعل فيما بينها؛ تتعاون تارة، وتتقاتل تارة أخرى، تتناظر مرة، وتتفق مرة، لذا، فكما أنها تستطيع أن يكره أحدها الآخر من باب الصراع لتحقيق القيم والمصالح التي يسعى لها كل طرف، فهي تستطيع كذلك أن تقع في الحب من باب المواءمة، بل وأن تتزوج.

نؤكد أن هذه المداخلة النظرية عن الانتماء المشترك الذي سيحدث بين طرف معتدٍ وطرف مُعتدى عليه، والحديث عن الكيفية التي سيتبلور بها وعي كليهما حتى يتمكنا من العيش معا، تنبع في الأساس من رغبة الفريقين في الإفلات من قبضة "الحيونة" -إن جاز التعبير- على السلوك البشري، وسيطرتها على إدراكه. بعبارة أخرى، حتى يحدث هذا فعلى البشر أن يقرروا أن يكونوا بشرا، أما مع "الحيوانات البشرية" التي تستخدم القنابل العنقودية تاركة وراءها ألغاما أرضية ستظل حتى بعد انتهاء الحرب (2)، أو تلك التي تقصف البراميل المتفجرة بالفسفور الأبيض لتزيد أجساد الأطفال اشتعالا، فهي تخضع لنظرية أخرى سنخوض فيها.

من آسيا إلى إنجلترا.. ومن غزة إلى إسرائيل كان غريبا ما حدث في مباراة سلتيك الأخيرة ضد أتلتيكو مدريد؛ إذ تزين ملعب الفريق الإسكتلندي بأعلام فلسطين. (الأناضول)

رجل باكستاني يصل إلى الأراضي الإنجليزية في الستينيات، يقابل سيدة كينية جميلة، ويتفقان على الزواج. ومثل أي مهاجر لا يريد أن يمر أطفاله بما مر به هو وزوجته من صعوبات، يقرر الأب أن الابن لا بد أن يتلقى تعليما جيدا في أفضل مدارس غلاسكو. بعد التخرج في الجامعة، ينخرط الولد في السياسة، يتدرج في المناصب، من مساعد برلماني إلى عضو في البرلمان الإسكتلندي، ومن وزير إلى رئيس وزراء إسكتلندا.

في 2019، بعد أن أصبح حمزة يوسف رئيسا لوزراء إسكتلندا (3)، يقابل نادية النقلة. نادية، بدورها، هي بنت ماجد النقلة، وهو رجل فلسطيني مهاجر وقع في حب ممرضة إنجليزية رقيقة اسمها إليزابيث. ثم في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يسافر الفلسطيني والد زوجة رئيس وزراء إسكتلندا وقرينته إلى قطاع غزة لزيارة قريبه المريض، ليصبحا لاحقا جزءا من صفقة لدخول المساعدات إلى القطاع مقابل خروج الأجانب منه (4).

إذا تأملنا هذه القصة فربما نفهم ما حدث في مباراة سلتيك الأخيرة ضد أتلتيكو مدريد؛ إذ تزين ملعب الفريق الإسكتلندي بأعلام فلسطين، فما الذي دفع ممرضة إسكتلندية أن تتزوج من مهاجر فلسطيني لينتهي بها الأمر في غزة وهي محاصرة؟ ولماذا تدثر ملعب في "بريطانيا العظمى" بأعلام بلد عربي لم يذهبوا إليه قط؟

إجابة هذا السؤال تقع في تاريخ بريطانيا ذاته، فالمملكة المتحدة لم تكن دوما متحدة (5)، وإسكتلندا، التي تُعَدُّ حاليا أحد أربعة بلدان تُشكِّل معا هذه المملكة، كان لديها تاريخ طويل من الحروب مع إنجلترا، امتدّ من أوائل القرن الرابع عشر حتى نهاية السادس عشر، حتى إن جماهير سلتيك أظهرت أنها ما زالت تتذكر هذا كله بعد نعيها للملكة إليزابيث، عن طريق الهتاف في المدرجات بأغانٍ مُهينة استهدفت العائلة المالكة.

مع ذلك، تمكنت إنجلترا وإسكتلندا وأيرلندا الشمالية وويلز من تكوين دولة اتحادية تحت نظام ملكي دستوري، خوَّلها إنشاء اقتصاد موحد وجيش مشترك، وصولا إلى الرياضة التي قررت فيها الدول الأربع أن تخوض الألعاب الأولمبية تحت اسم بريطانيا العظمى. فكيف حدث هذا؟

إجابة الأسئلة أعلام فلسطين مرفوعة داخل ملعب الفريق الإسكتلندي "سلتيك" في مباراته الأخيرة ضد أتلتيكو مدريد. (الأناضول)

الاندماج، يُعرّف الكيميائيون الاندماج بأنه العملية التي تندمج على إثرها نواتان ذريتان خفيفتان لتكوّنا نواة ذرية واحدة أثقل وزنا. أما اجتماعيا وسياسيا، فالاندماج هو حالة الاستقرار التي تصل إليها جماعات مختلفة إثنيا ودينيا تقبع في منطقة جغرافية واحدة بعد تطور وعيها الجمعي، الذي يصل بها إلى تكوين قناعة مفادها أن الدولة التي تعيش فيها تلك الجماعات هي كيان "فوق-هوياتي" بإمكانه أن يتولى مسؤولية حماية حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن قوميتهم وأعراقهم وأديانهم.

لقد اندمجت في الدولة البريطانية في نهاية الأمر شعوب مختلفة لديها أسباب عدة لمعاداة هذه الدولة، ونحن هنا لسنا بصدد إجراء عملية تجميل للاستعمار الإنجليزي الذي تبنى القوة والقسر لفرض ثقافته ولغته، وجنى من مستعمراته أضعاف ما جنى من ثورته الصناعية، ولكننا نريد أن نفهم السبب الذي جعل الاستعمار الاستيطاني الصهيوني يفشل في الوصول إلى النتيجة ذاتها مع الفلسطينيين بعد مرور ثمانين عاما على الاحتلال.

بمعنى آخر، لقد نجح العرب إلى حدٍّ ما في تجاوز جرائم الاستعمار الإنجليزي، والآن يشجع المصريون ليفربول في البريميرليغ، فهل سيستطيع الفلسطيني أن يشجع مكابي حيفا يوما ما؟ وهل سيتمكن مشجع كرة القدم الفلسطيني في المستقبل من أن يقفز ويرقص ويهتف ويشعل "الشماريخ" ليحفز فريقَ كرة قدم إسرائيليا؟ كما يفعل الجزائريون الآن مثلا مع مارسيليا رغم الاستعمار الفرنسي والعداء القديم الذي راح ضحيته مليون جزائري؟

"نعرف ونتظاهر بأننا لا نعرف" نحن أمام جماعة بشرية تمتلك هوية دينية تحللت إلى موروث ثقافي، ومكون هذه الهوية الرئيسي هو ببساطة إثنية تقوم بإبعاد الفلسطيني بالأخص، وغير اليهودي بالأعم. (رويترز)

ينبغي الإشارة أولا إلى واقع أن إسرائيل هي الدولة الدينية الوحيدة في العالم. بمعنى أنها الدولة الوحيدة التي لا تزال حتى هذه اللحظة تمنح بشرا في أي مكان على الأرض جوازات سفرها بسبب ديانتهم (6). المفارقة هنا أن اليهود المتدينين في إسرائيل هم أقلية، مقابل أكثرية يرون أن اليهودية بالنسبة إليهم أقرب إلى مسألة عِرق وثقافة أكثر مما هي دين يُعتنق وطقوس تُمارس (7). هذا التناقض الواضح داخل المجتمع الإسرائيلي المشحون بإرث الاضطهاد في أوروبا منذ عهد قريب يجعل كثيرين يرون أن إسرائيل دولة تتغذى على "كراهية الفلسطينيين"، لأنها إذا لم تكره إسرائيلُ الفلسطينيين فستكره نفسها.

كان ذلك واضحا قبل اندلاع "طوفان الأقصى"؛ إذ قام العلمانيون والمتدينون الصهاينة بدهس بعضهم بعضا في الشوارع بسبب محاولة الحكومة الحالية التي تحوي عددا من الوزراء المتطرفين لتقليص صلاحيات المحكمة العليا (8)، حدث هذا بعد خفوت القضية الفلسطينية عن الساحة السياسية الإسرائيلية واطمئنان إسرائيل للتطبيع مع جيرانها العرب. إذن نحن أمام جماعة بشرية تمتلك هوية دينية تحللت إلى موروث ثقافي، ومكون هذه الهوية الرئيسي هو ببساطة إثنية تقوم بإبعاد الفلسطيني بالأخص، وغير اليهودي بالأعم، وإقصائه عن تلك الجماعة، ليس فقط لأن الفلسطيني سيئ من وجهة نظرهم، ولكن لأن إسرائيل بحاجة دائما إلى عدو.

إسرائيل/غزة – الدليل الإرشادي للرجل الأبيض هناك مشاريع قوانين إسرائيلية يبدو أن الغرض منها ليس منع الفلسطينيين من تملك الأراضي أو حتى طردهم منها، ولكن الهدف دوما يكون قهر الفلسطيني وإذلاله. (الأناضول)

في الواقع، فإن إسرائيل لم تلتزم حتى بالنموذج الإنجليزي-الفرنسي في الاستعمار، فبينما قام أحفاد سايكس وبيكو بانتهاج سياسات عملت على إضعاف القدرة المادية لسكان المستعمرات وتقويض إرادتهم، قامت إسرائيل بسحق الوجود المادي للفلسطينيين في غزة تماما، وبينما قام الفرنسيون والإنجليز باستغلال سكان المستعمرات في العمل لديهم، لم ترغب إسرائيل حتى في فعل ذلك إلا بنسب وشروط، لذلك فنسبة البطالة في قطاع غزة تُعَدُّ من النسب الأعلى في العالم.

بمعنى آخر، قام الاستعمار الإمبريالي بتجريد المستعمَرين من حقوقهم بوصفهم جماعات، مع إعطائهم مساحة لاحقا بوصفهم أفرادا يتمتعون بالحد الأدنى من الحقوق المدنية والسياسية، التي مكّنتهم -ولو نسبيا- من إنتاج مشاعر انتماء للمستعمِر وخداع أنفسهم بكونهم جزءا من كيان ما ربما يكون أكثر تطورا منهم، وهكذا في حالة الهجرة إلى أوروبا، يقوم مواطن العالم الثالث بترجمة التهميش الذي يتعرض له إلى تأطير أو تبرير تحت إطار التباين الثقافي بين العالم الثالث "المتخلف" والعالم الغربي "المتحضر".

أما استعمار إسرائيل الاستيطاني فلم يستطع حتى أن يمنح هذه الرفاهية للفلسطينيين على المستوى الفردي، إذ إن هناك مشاريع قوانين إسرائيلية يبدو أن الغرض منها ليس منع الفلسطينيين من تملك الأراضي أو حتى طردهم منها، فكل هذا ضروري لأجل التعاونيات الزراعية اليهودية، ولكن الهدف دوما يكون قهر الفلسطيني وإذلاله كفرد كما يقول الفلسطينيون أنفسهم. ومثال ذلك هو القانون الذي يمكّن العربي من شراء بيت في القدس في حالة جلبه لموافقة عشرة يهود من جيرانه، فما هذا الإصرار العجيب على الازدراء؟ ومَن الذي سيفعل ذلك أصلا؟ (9)

أطفال يقتلون أطفالا.. فأين المشكلة؟

بالطبع قام كلٌّ من الاستعمار الإمبريالي والاستيطاني، على حدٍّ سواء، بقتل السكان الأصليين واستهداف حياة المدنيين، ولكن حتى حينما فعل الإنجليز والفرنسيون ذلك، فإنهم لم يستهدفوا الأطفال -على الأرجح- كما فعلت إسرائيل. وحتى في سربرنيتشا، عندما قام الصرب بإبادة 6 آلاف طفل من البوسنة، فعلوا ذلك خلال حرب دامت ثلاث سنوات.

وكما أن التاريخ يعج بتصريحات خرقاء من مسؤولين كبار، لكن من الصعب أن نجد تصريحا كالذي أدلت به عضوة في الكنيست الإسرائيلي، تُدعى ميراف بن آري، عندما قالت منذ أسابيع إن أطفال غزة هم الذين جلبوا هذا إلى أنفسهم، مشيرة إلى قتل آلاف الأطفال منذ بدء العدوان على القطاع، لدرجة أن منظمات المجتمع المدني في غزة باتت تواجه صعوبة في عد الجثث (10).

My former boss MK @AidaTuma said in Knesset that no child, neither Jew nor Palestinian, is guilty and that no child should be a victim of this blood cycle.
MK Merav Ben-Ari, a member of Lapid’a party, responded: “The children in Gaza brought it upon themselves.“ pic.twitter.com/xIp3GgdbEB

— Nimrod Flaschenberg (@Nimrod_Flash) October 16, 2023

ربما تكون خطيئة الغرب الكبرى هي إنجابه لإسرائيل ثم دأبه على معاملة الصهاينة كأطفال لا يكبرون أبدا، فكانت المأساة أن الإسرائيليين يؤمنون في هذه اللحظة بعدم إمكانية محاسبتهم أبدا، لدرجة الجهر رسميا بتصريحات تقول إنهم يمكنهم إيذاء أطفال الآخرين دون الشعور بالذنب.

الشعب الإسرائيلي يُمنطِق قتل الأطفال الآن لأنه يؤمن في قرارة نفسه أنه طفل الغرب المشاكس، وإذا قام بإيذاء أطفال فلسطين، فالكبار لا يمكنهم التدخل بين الصغار إذا تشاجروا. حتى هؤلاء الرضع هم ليسوا رضعا في حقيقة الأمر، هم فقط إرهابيون لم يكبروا بعد، وفي حالة عدم ذبحهم، فمن المؤكد أن أجسادهم ستنمو، وعندها سيتحولون إلى "نازيين"، أو ما هو أسوأ.

ولأن الأمم لديها ذاكرة مثل الإنسان، فلن يتمكن الفلسطيني (الإنسان/الأمة) أبدا من نسيان ما فعلته إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولن يقدر في المستقبل على إنتاج أنماط ساهية تُمكِّنه من تناسي جرائم إسرائيل، بعدما ألقت الأخيرة كل العقد النفسية البشرية على غزة بطريقة عجيبة في شهر واحد. لذلك، فالفلسطيني الذي أظهرت الكاميرات عشقه لكرة القدم خلال كأس العالم الأخيرة لن ينجح في تشجيع مكابي حيفا. أولا لأن النادي الإسرائيلي سيظل نادي درجة ثانية مقارنة بنظرائه في أوروبا، وثانيا لأن من المحتمل جدا بعد ما أنجزته المقاومة أن يعود الفلسطينيون يوما ما إلى حيفا فور زوال إسرائيل، ليكون لهم فريق لكرة القدم يشجعونه بحماس.

———————————————————-

المصادر

وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن حصارا كاملا على غزة: لا كهرباء، لا غذاء، لا وقود تعريف القنبلة العنقودية السيرة الشخصية لحمزة يوسف رئيس وزراء إسكتلندا  أحماء حمزة يوسف يعودون إلى إسكتلندا بعد الهروب من غزة تاريخ إسكتلندا  لماذا أصبحت إسرائيل ملاذا آمنا للمليارديرات الروس؟ تقسيمة المجتمع الإسرائيلي الدينية إيهود أولمرت: إسرائيل تتجه نحو حرب أهلية تجاوز عتبة: السلطات الإسرائيلية وجرائم الفصل العنصري والاضطهاد آخر حصيلة للقتلى في غزة.. الصحة الفلسطينية تجدد أرقامها

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة التی ت

إقرأ أيضاً:

“آكشن إيد”: الفلسطينيون في غزة يواجهون صعوبة في البقاء على قيد الحياة

الثورة نت/..

اكدت مؤسسة “آكشن إيد” الدولية”، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون صعوبة كبيرة في البقاء على قيد الحياة، إذ يقتات العديد منهم على أقل من رغيف خبز واحد يوميًا، بسبب نقص الغذاء الحاد الذي أجبر المخابز والمطابخ المجتمعية (التكايا) على الإغلاق.

وقالت في بيان صادر عنها، اليوم السبت، أن العديد من الأسر تعتمد على المطابخ المجتمعية كأمل وحيد للحصول على وجبة واحدة في اليوم، إلا أن بعض هذه المطابخ اضطرت الآن إلى إغلاق أبوابها، ما ترك الناس بلا أي مصدر يلجأون إليه في ظل محدودية المساعدات إلى غزة نتيجة القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل خيالي.

وأشارت المؤسسة، إلى أنه لا تعمل في غزة سوى أربعة مخابز يديرها برنامج الأغذية العالمي، كما أن الطلب كبير للغاية جعل الناس يضطرون للبدء في الاصطفاف منذ الساعة الثالثة صباحًا أمام المخابز وشاحنات الطحين في محاولة لتأمين حصتهم.

ولفتت إلى أن سعر كيس الطحين الذي يزن 25 كغم يصل إلى نحو 1000 شيقل في دير البلح، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في شمال غزة.

وتابعت: تم قطع الإمدادات الغذائية لنحو 75,000 مواطن تقريبا بشكل كامل لأكثر من 70 يومًا في شمال قطاع غزة، كما أن الأطباء والمرضى في مستشفى العودة في شمال غزة يعيشون على وجبة واحدة فقط يوميا.

وشددت المؤسسة، على أن الجوع وسوء التغذية في شمال غزة يتزايدان بسرعة، وأن عتبة المجاعة قد تم تجاوزها بالفعل، ورغم ذلك، لم تصل المساعدات إلا بشكل محدود للغاية إلى المنطقة.

وأكدت، أنه مع استمرار الاحتلال في قصف قطاع غزة بأكمله، أصبح مجرد الخروج للبحث عن طعام لأفراد العائلة يعني المخاطرة بحياة الأفراد، ففي في الأول من الشهر الجاري، استشهد 13 مواطنا وأُصيب 30 آخرون في غارة جوية شنها الاحتلال بينما كان مواطنون ينتظرون استلام طرود غذائية.

وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في المؤسسة، ريهام جعفري “مع استمرار استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة، يصبح من الصعب أكثر فأكثر على الناس الحصول على ما يكفي من الطعام لإبقائهم على قيد الحياة. شركاؤنا والعاملون في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لتأمين طرود غذائية ووجبات ساخنة حيثما أمكن، ولكن مع الإمدادات المحدودة للغاية التي يُسمح بدخولها، أُجبرت حتى المطابخ المجتمعية على إغلاق أبوابها”.

وأضافت: مع عدم وجود مكان آمن في غزة، يواجه الناس خيارا مأساويا: إما الموت جوعا، أو المخاطرة بالتعرض للقتل، أو الإصابة أثناء انتظارهم في طوابير الطعام، لا يمكن للعالم أن يواصل المشاهدة بصمت بينما يذبل سكان غزة، إن وقف إطلاق النار الدائم هو السبيل الوحيد لضمان وصول المساعدات بأمان إلى أكثر من مليوني شخص محتاج ومنع حدوث مجاعة واسعة النطاق.

مقالات مشابهة

  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • الفلسطينيون في خان يونس ينتظرون ساعات للحصول على وجبة يومية وسط القيود الإسرائيلية
  • “آكشن إيد”: الفلسطينيون في غزة يواجهون صعوبة في البقاء على قيد الحياة
  • النائب أيمن محسب: اعتماد الأمم المتحدة قرارًا يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره يُزيد من عزلة إسرائيل وحلفائها دوليا
  • وكيل «عربية النواب»: دعم الأمم المتحدة للحق الفلسطيني يُزيد من عزلة إسرائيل دوليا
  • صور تظهر ما نجم عن صاروخ الحوثي الذي استهدف إسرائيل وفشلت باعتراضه
  • العمل الوطني الفلسطيني: يجب الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات لغزة
  • ما قصة نسيم خليبات الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية الذي سلمه المغرب لإسرائيل؟
  • إعلام عبري: اليمنيون هم الجهة التي تجد إسرائيل صعوبة في ردعها
  • الرئيس السيسي ونظيره الفلسطيني يؤكدان رفضهما لانتهاكات إسرائيل في الضفة