جمعت 3.2 مليار دولار.. قفزة في شركات التكنولوجيا المالية بمصر وهذه حكايتها
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
كشفت بيانات البنك المركزي المصري ارتفاع عدد الشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية في مصر بنحو 5 مرات ونصف المرة، من 32 شركة في 2017 إلى 177 شركة في 2022.
أعداد شركات التكنولوجيا الماليةوأظهرت كذلك البيانات أن 30% من تلك الشركات توسعت باتجاه الأسواق الخارجية، بموازاة بلوغ عدد عملائها 100 مليون عميل من الأفراد والشركات المصرية.
وحول أهم المؤشرات الواردة بتقرير منظور التكنولوجيا المالية لعام 2022، قال البنك المركزي في تقرير حديث له انه تم جذب نحو 800 مليون دولار تقريبا تمثل إجمالي الاستثمارات الذي تمكنت الشركات الناشئة التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية ومقدمو خدمات الدفع الإلكتروني.
ووصل إجمالي قيمة الاستثمارات التي تم ضخها في الأسهم الخاصة بالشركات الناشئة المصرية التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية في عام 2022 نحو 7.437 مليون دولار مليون دولار.
الرقابة المالية: سوق رأس المال تعزز قدرات الشركات العائلية لتطوير أعمالها كيفية تعزيز دور التكنولوجيا المالية في الجلسة الأولى لمؤتمر لجان الأيسكوونما استثمارات رأس المال المغامر بنحو 8.358 مليون دولار والتي تضاعفت بنسبة قدرها 28.7 ضعف خلال ثلاثة أعوام فقط.
وقدر البنك المركزي الاستثمارات غير مباشرة التي قامت بها البنوك ومقدمي البنية التحتية ومشغلي أنظمة الدفع في الصناديق أو صندوق الصناديق أو برامج مسرعات الأعمال نحو 1.241 مليون دولار.
وقامت البنوك ومقدمي البنية التحتية ومشغلي أنظمة الدفع في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية بضخ 2.49 مليون دولار استثمارات مباشرة.
ونجح البنك المركزي في تحقيق طفرة بخدمات الدفع الرقمية في السوق المصري من خلال زيادة أعداد بطاقات الدفع الإلكترونية إلى أكثر من 62 مليون بطاقة وزيادة أعداد نقاط البيع الإلكترونية إلى أكثر من 1,200,000 ألف نقطة بيع مع زيادة أعداد ماكينات الصراف الآلى إلى ما يقرب من 23,000 ألف ماكينة وزيادة أعداد محافظ الهاتف المحمول إلى أكثر من 36 مليون محفظة وزيادة عدد عملاء تطبيق إنستا باي إلى أكثر من 2,6 مليون عميل.
وأطلق البنك المركزي منظومة ميزة ديجيتال الخاصة بمحافظ الهاتف المحمول وذلك بهدف تحقيق التوافق البيني لكافة محافظ الهاتف المحمول وتيسير إتمام المعاملات المالية. وإطلاق منظومة الدفع الوطنية للبطاقات "ميزة" وذلك لتوفير الخدمات المالية للمواطنين ضمن جهود البنك المركزي في مجال الدفع.
البنك المركزي التفاعل مع الابتكارات والتطوراتويذكر أن الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد استطاعت جذب تمويلات ضخمة، حيث جمعت أكثر 50 شركة ناشئة تمويلًا نحو 3.2 مليار دولار في عام 2022، مقارنة بـ 3 مليارات دولار في عام 2021.
وقد أصدرت فوربس قائمة أكثر 50 شركة ناشئة تمويلاً بالمنطقة، وقد هيمن قطاع التكنولوجيا المالية على قائمة هذا العام بـ 21 شركة، جمعت 1.3 مليار دولار.
يليه قطاع التجارة الإلكترونية بـ 10 شركات حصدت 576.7 مليون دولار، ثم 4 شركات بقطاع النقل والتوصيل جمعت 299.6 مليون دولار فيما جمعت 3 شركات في قطاع الخدمات اللوجستية 292 مليون دولار.
وفي هذا الصدد، قال المهندس كيرلس صبري، عضو هيئة الصناعات الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمدير التنفيذي لشركة مايكرو لتكنولوجيا المعلومات والتطوير البرمجي، إن الزيادة الكبيرة في عدد شركات التكنولوجيا المالية الناشئة في مصر تمثل قفزة تنموية ملحوظة.
وأوضح صبري ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذه الزيادة تشير إلى التفاعل الإيجابي مع الابتكارات والتطورات التكنولوجية في مجال الخدمات المالية، وتعكس أيضًا الطموح الكبير للشركات الصاعدة في هذا القطاع، وبالنظر إلى هذا النمو الكبير، يظهر أيضًا أهمية مراعاة الأبعاد الأخرى لهذا القطاع المتنامي، مثل تحديات الأمن السيبراني وضمان حماية المعلومات الشخصية للعملاء، بالإضافة إلى ذلك تشير هذه التطورات إلى ضرورة تعزيز البنية التحتية الرقمية والتعليم المالي لدعم نمو هذا القطاع المهم.
وأكد أن تحقيق التوازن بين الابتكار والتنظيم يمثل تحديًا حيويًا في سبيل استمرار نجاح هذا القطاع وتعزيز دوره في تعزيز الاقتصاد المصري والعالمي على حد سواء، كما أن تطور الشركات التكنولوجية المالية في مصر يمثل نقلة نوعية تتجاوز حدود الأعمال المحلية، حيث تجسدت هذه الزيادة الكبيرة في عدد الشركات بارتفاعٍ كبير في حجم المعاملات ورأس المال، ومع توسع هذا القطاع نحو الأسواق الخارجية وزيادة عدد العملاء إلى 100 مليون عميل، تبرز أبعاد جديدة للتنافسية والاستدامة.
وواصل: هذا النمو يعكس قوة الابتكار والطموح في تقديم خدمات مالية مبتكرة، ويجسد دورًا مهمًا في تحقيق التنمية الاقتصادية ودعم الاقتصاد الرقمي في مصر وخارجها.
وأكمل: من المعروف أن الشركات التكنولوجية المالية في مصر تسعى للتوسع عبر الحدود، وعادةً تستهدف الشركات الناشئة في هذا المجال الأسواق الإقليمية أولاً، وقد تكون الدول العربية المجاورة كالسعودية والإمارات والأردن وجهات محتملة للتوسع، بالإضافة إلى الأسواق الأفريقية مثل كينيا ونيجيريا التي تشهد تطورًا سريعًا في هذا المجال.
واختتم: يبدو أن مصر تشهد طفرة حقيقية في مجال التكنولوجيا المالية، وهذا يعد إشارة إيجابية لتطور السوق المالي والابتكار في البلاد، بالإضافة إن هذه القفزة في عدد الشركات الناشئة تعكس الحركة الديناميكية والنمو المتسارع في هذا القطاع الحيوي، وتجعلنا نتطلع بتفاؤل إلى مزيد من التقدم والتطور في المستقبل.
المهندس كيرلس صبريمصر سوق جاذبة للمستثمرينوفي وقت سابق، أكد حسن عبد الله محافظ البنك المركزي، أن مصر سوق واعد وجاذب للمستثمرين المحليين والدوليين خاصة في مجال التكنولوجيا المالية، حيث تمتلك مصر كافة مقومات النجاح التي تؤهل مصر لاحتلال مركز ريادي في مجال التكنولوجيا المالية على الخريطة الإقليمية والعالمية، ومن أهم تلك المقومات سوق كبيروبنية أساسية مناسبة، ومناخ داعم ومحفز على الابتكار.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إننا نعيش في عالم تقني ومتغير بسرعة، والتكنولوجيا المالية والاستدامة والإبداع أمور مهمة لتعزيز الشمول المالي، لافتا إلى أن مصر اعتمدت برنامج إصلاح اقتصادي لتعزيز التنمية والاستدامة الاقتصادية.
وتابع رئيس الوزراء، أن البرنامج نجح في توفير البنية التحتية والخدمات للقطاع الخاص وخلق مزيد من فرص العمل للشباب والنساء وتوفير التمويل.
حققت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية في مصر قفزات كبرى خلال العاميين الماضيين، وقادت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية قطاعات أخرى من حيث جمع تمويلات رأس المال في مصر.
وتمثل التكنولوجيا المالية في مصر خطوة مهمة في القطاع المالي في البلاد، وبفضل السياسات الحكومية الداعمة، وقاعدة متنامية من المستهلكين المهتمين بالتكنولوجيا، وتدفق المواهب في مجال ريادة الأعمال، تتمتع مصر بمكانة جيدة لتصبح مركزًا رائدًا للتكنولوجيا المالية في المنطقة وخارجها.
ولا يقتصر هذا التطور إلى تعزيز الشمول المالي فقط، بل يساهم أيضا في النمو الاقتصادي الأوسع للبلاد، مما يمهد الطريق لمستقبل مالي أكثر شمولاً وتقدمًا من الناحية التكنولوجية.
وفي سياق آخر، كشف تقرير منظور التكنولوجيا المالية لعام 2023، الصادر عن مبادرة فينتك إيجيبت التابعة للبنك المركزي المصري، تواجد نحو 317 شراكة قائمة بالفعل مع البنوك العاملة في مصر والمؤسسات المالية.
محمد فريد: التكنولوجيا المالية محرك أساسي لتطوير الأسواق وتعزيز مستويات الشمول مدبولي: التكنولوجيا المالية والاستدامة والإبداع أمور مهمة لتعزيز الشمول الماليوأشار إلى أنه في المتوسط، تمتلك كل شركة ناشئة أكثر من إتفاقيتي شراكة مع البنوك العاملة بمصر أو المؤسسات المالية؛ بهدف تمكينها من نشر حلولها التكنولوجية في السوق.
كما أوضح أن هناك نحو 115 شركة ناشئة في شراكة قائمة مع البنوك العاملة في مصر أو المؤسسات المالية بنسبة 65% من إجمالي الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، فيما يتواجد نحو 62 شركة دون شراكات.
أما عن الشراكات بين الشركات الناشئة ومقدمي خدمات الدفع، فتوجد نحو 366 شراكة قائمة بين الشركات الناشئة التى تعمل في مجال التكنولوجيا المالية والقطاعات المغذية لها.
وكشف تقرير منظور التكنولوجيا المالية، أنه يتم حاليًا إطلاق حلول مبتكرة بالسوق المصري من خلال 177 شركة ناشئة تعمل في مجال التكنولوجيا المالية؛ والقطاعات المغذية لها؛ ومقدمي خدمات الدفع، من بينها 139 شركة ناشئة تقوم بتقديم حلول خاصة بالتكنولوجيا المالية فقط؛ بينما يتم تقديم حلول مغذية لخدمات التكنولوجيا المالية من خلال 38 شركة.
وخلال السنوات الخمس الماضية، نما عدد الشركات الناشئة التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية ومقدمي خدمات الدفع المبتكرة، ليصل إلى 5.5 ضعف، وذلك نتيجة لزيادة الطلب على الحلول التي يتم إطلاقها من قبل شركات التكنولوجيا المالية والقطاعات المغذية لها بالسوق المصري.
البنك المركزيالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التكنولوجيا المالية البنك المركزي المصري شركات التكنولوجيا المالية البنك المركزي مجال التكنولوجيا المالية محافظ البنك المركزى شرکات التکنولوجیا المالیة التکنولوجیا المالیة فی البنیة التحتیة المالیة فی مصر البنک المرکزی خدمات الدفع ملیون دولار عدد الشرکات إلى أکثر من هذا القطاع شرکة ناشئة ناشئة ا فی هذا
إقرأ أيضاً:
ما هو سر دعم شركات التكنولوجيا العملاقة لترامب؟
قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن رئيس شركة ميتا مارك زوكربيرغ كان من أشد الناقدين لدونالد ترامب في الماضي، لكنه يتحول اليوم نحو الرئيس ويعيد تشكيل أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم. ولاحظت الصحيفة بحسب تقرير لها ترجمته "عربي21" أن التغير يأتي في وقت تحقق فيه شركة ميتا أرباحا مالية.
وأضافت أنه "قبل أن يبدأ الرئيس ترامب ولايته الثانية، اتخذ رئيس منصات ميتا زوكربيرغ خطوة كبيرة أخرى نحو إعادة ضبط الأمور مع الرئيس الجديد".
ففي محادثة استمرت ما يقرب من ثلاث ساعات مع جو روغان، وهو مقدم بودكاست شهير ومؤيد صريح لترامب، تحدث زوكربيرغ عن قرار عملاق وسائل التواصل الاجتماعي التوقف عن استخدام مدقق الحقائق لمكافحة المعلومات المضللة.
وبدلا من ذلك، سيترك للمستخدمين مهمة مراقبة بعضهم البعض. وانتقد زوكربيرغ وسائل الإعلام والإدارة المنتهية ولايتها، قائلا إن مسؤولي بايدن كانوا ينتقدون بشكل روتيني العاملين في الشبكة الاجتماعية أثناء وباء كورونا مطالبين بسحب ما اعتبرته الحكومة معلومات مضللة حول لقاحات كوفيد-19.
ولدى روغان، ملايين المستمعين، لكن رسالة زوكربيرغ عن التوجه الجديد في ميتا وصلت بالفعل إلى الشخص الذي ربما كان يهتم به أكثر من غيره.
فقبل أيام قليلة من بث البودكاست، علق ترامب بأنه سعيد بالتغييرات في ميتا. وقال إن الشركة "قطعت شوطا طويلا".
وكان الظهور في البودكاست مجرد أحدث تطور في تمرين واضح في إعادة صياغة العلامة التجارية للشركات من قبل أحد أكثر الشخصيات نفوذا في صناعة التكنولوجيا.
وهو تحول تسارع في الأشهر الأخيرة حيث وجد زوكربيرغ نفسه في مواجهة واقع سياسي جديد، وهو الذي أطلق بعد فوز ترامب الأول في الانتخابات عام 2016 برنامج التأكد من الحقائق، وتحداه بشأن قضايا مثيرة للجدل مثل الهجرة.
ورفعت شركة ميتا، الجمهوري جويل كالان لقيادة السياسة العالمية وتبرعت بمليون دولار لحفلة تنصيب ترامب وقامت بتعديل المحتوى وشطبت سياستها المتعلقة بالتنوع والمساواة والشمول.
وانضمت دانا وايت، أحد حلفاء ترامب والمديرة التنفيذية لـ "التيمت فايتنغ تشامبيونشيب" كعضو في مجلس إدارة ميتا.
ولا يعد زوكربيرغ الزعيم التقني الوحيد الذي يحاول استرضاء ترامب، حيث تتنافس شركات أخرى مع ميتا لقيادة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تعيد تعريف وسائل الإعلام والصناعات الأخرى.
ومع علمهم بأن ترامب قد يساعد أو يعيق جهودهم، فقد بذل مؤسس أمازون جيف بيزوس والمدير التنفيذي لـ "أوبن إي آي" سام ألتمان، والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، الذين أنفقوا أكثر من 200 مليون دولار لدعم حملة إعادة انتخاب ترامب، قصارى جهدهم لوضع أنفسهم في موقف جيد مع الرئيس.
وعلقت كاتي هارباث، المديرة التنفيذية لشركة "أنكور تشينج"، وهي شركة استشارات تكنولوجية ومديرة السياسات العامة السابقة في فيسبوك لفترة طويلة: "عندما يكون الفوز حاسما وترى شخصا مثل إيلون ماسك يتمتع بمثل هذا النفوذ ويتواجد في الغرفة، إذا كنت مارك، فأنا أريد التأكد من وجودي على الطاولة".
وبدا التدافع لاسترضاء إدارة ترامب الجديدة واضحا بعد إعلان شركة تكنولوجيا صينية عن "ديبسيك" في المحادثة للذكاء الإصطناعي والذي قالت إنه طور بكلفة أقل من تكلفة البرامج الأخرى الموجودة التي طورتها الشركات الأمريكية المنافسة.
وقال زوكربيرغ إنه يتوقع أن يقوم "ميتا إي آي" توفير الخدمة لأكثر من مليار مستخدم في عام 2025. وفي منشور على فيسبوك، قال إن عملاق التواصل الاجتماعي يخطط لاستثمار ما يصل إلى 65 مليار دولار في النفقات الرأسمالية وتنمية فرق الذكاء الاصطناعي وبناء مركز بيانات ضخم.
وفي مقابلة روغان وأماكن أخرى قال زوكربيرغ إن التغييرات التي طرأت على سياسات التأكد من الحقائق في ميتا تم إجراؤها لتعزيز حرية التعبير من قبل المستخدمين والحد من أخطاء تعديل المحتوى.
ورفضت الشركة التعليق أكثر من ذلك. ولكن مغازلة ترامب المثير للانقسام ليست خالية من بعض المخاطر.
فقد يتردد بعض المعلنين في الإعلان خوفا من ظهور علاماتهم التجارية جنبا إلى جنب مع محتوى زائف أو مسيء أو التردد في التعامل مع شركة ينظر إليها على أنها تستخف بالدقة والسلامة عبر الإنترنت.
لكن مع وجود أكثر من 3 مليار شخص يستخدمون واحدا من تطبيقاتها يوميا، فإن أي ضربة للإعلانات التجارية الخاصة بعملاق وسائل التواصل الاجتماعي ستكون على الأرجح ضئيلة، بحسب محللين.
وتقول ياسمين إنبرغ، نائبة رئيسة "إي ماركت"، والمحللة الأساسية فيها والتي يشمل عملها منصات التواصل الاجتماعي: "إنهم على استعداد لتحمل بعض هذه المخاطر في أعمالهم الأساسية لأنهم يعتمدون على حقيقة أن فيسبوك وإنستغرام من المنصات الأساسية للمعلنين".
وواجه زوكربيرغ وترامب بعضهما البعض ولعدة سنوات. ففي عام 2016 وقبل ولاية ترامب الأولى، سخر زوكربيرغ بشكل غير مباشر من ترامب، الذي دعا إلى بناء جدار بين الحدود الأمريكية والمكسيكية.
وقال في مؤتمر مطوري فيسبوك في ذلك العام: "أسمع أصواتا خائفة تدعو إلى بناء الجدران وإبعاد الأشخاص الذين يصفونهم بالآخرين".
وفاز ترامب بالرئاسة ذلك العام، حيث فاجأ مدراء شركات التكنولوجيا الكبرى الذين دعموا منافسته الديمقراطية. وفي محاولة لكسر الجليد مع ترامب، نشر مسؤولون في شركات التكنولوجيا ومنهم ماسك وبيزوس صورة عن لقائهم معه في برجه بعد انتصاره.
لكن التقارب لم يعمر طويلا، فقد حاول ترامب منع المسافرين من دول ذات غالبية إسلامية إلى أمريكا وبدأ حملة قمع ضد المهاجرين غير الشرعيين في أمريكا.
وفي عام 2017 لجأ زوكربيرغ الذي أنشأ مجموعة تركز على المهاجرين باسم "أف دبليو دي دوت يو أس" إلى منصات التواصل الاجتماعي لمشاركة مخاوفه، قائلا إن "ملايين الأشخاص غير المسجلين الذين لا يشكلون تهديدا سيعيشون في خوف من الترحيل".
وفي ذلك العام، قام زوكربيرغ أيضا بجولة في الولايات المتحدة، مما أثار شائعات بأنه يريد الترشح للرئاسة.
وأطلقت شركة فيسبوك وبعد ضغوط وتأكيد بأنها ليست "الحكم على الحقيقة" برنامج التأكد من الحقائق عام 2016. وبينما حاولت فيسبوك الحد من انتشار المعلومات المضللة، اتهم ترامب مرارا وتكرارا وسائل التواصل الاجتماعي بممارسة "التمييز التام ضد الأصوات الجمهورية / المحافظة".
واشتعلت التوترات من جديد بعد أن أوقفت فيسبوك ويوتيوب وتويتر حساب الرئيس الجمهوري على منصاتها في عام 2021 بسبب مخاوف من أن تؤدي تصريحات ترامب إلى المزيد من العنف بعد هجوم 6 كانون الثاني/ يناير على مبنى الكونغرس.
وقال زوكربيرغ مبررا قرار منع ترامب في منشور من أن: "قراره [ترامب] باستخدام منصته للتسامح مع، بدلا من إدانة تصرفات أنصاره في مبنى الكونغرس أزعج الناس في الولايات المتحدة وحول العالم".
وفي ذلك العام، سجل زوكربيرغ نفسه كديمقراطي، مع أنه لم يحدد في السابق مواقفه الحزبية، وفقا لسجل الناخبين في مقاطعة سانتا كلارا. وقد وصف قطب التكنولوجيا نفسه ذات يوم بأنه "مؤيد لاقتصادالمعرفة"، وتبرع لكل من الجمهوريين والديمقراطيين، وفقا لبيانات "أوبن سيكرت".
وبعد طرده من فيسبوك، رفع ترامب دعوى قضائية ضد الشبكات الاجتماعية وأنشأ شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال"، و أشار إلى زوكربيرغ عدة مرات واصفا إياه بـ "زكرباكس" واتهمه بالتدخل في الانتخابات.
وكان ترامب قد توقع في كتابه "إنقاذ أمريكا" الصادر عام 2024 بأن زوكربيرغ سيقضي بقية حياته في السجن، لو فعل أمرا غير قانوني في انتخابات العام الماضي.
وكانت العلامة الأولى لتصحيح مسار ميتا والموقف من ترامب قد حدثت في تموز/ يوليو 2024 عندما تعرض ترامب لمحاولة اغتيال في أثناء تجمع انتخابي.
وقال زوكربيرغ لوكالة بلومبيرغ إن رؤية ترامب يلوح بقبضته في الهواء بتحد والدم يسيل على وجهه كان "أمرا رائعا" و"كأمريكي، من الصعب ألا تتأثر عاطفيا بهذه الروح وهذه المعركة"، ولكن زوكربيرغ لم يؤيد بايدن أو ترامب للرئاسة.
وبعد فوز ترامب، أعلن الملياردير البالغ من العمر 40 عاما في مقطع فيديو في كانون الثاني يناير أن ميتا ستنهي برنامج التأكد من الحقائق التابع مع الناشرين من خلال طرف ثالث.
وبدلا من ذلك، ستستخدم الشركة نهجا تبنته منصة إكس المعروفة سابقا بتويتر، حيث يتطوع المستخدمون بكتابة "ملاحظات مجتمعبة" تحت المنشور المضلل.
وفي ترديد واضح لخطاب ترامب وأنصاره، قال زوكربيرغ إن هناك "رقابة مفرطة"، ويريد العمل مع الرئيس "للرد على الحكومات في جميع أنحاء العالم التي تلاحق الشركات الأمريكية وتدفع إلى فرض المزيد من الرقابة". وقال في الفيديو: "كان مدققو الحقائق متحيزين سياسيا ودمروا المزيد من الثقة أكثر من تأكيدها، وبخاصة في الولايات المتحدة".
ورد شركاء ميتا على مزاعم التحيز في فحص الحقائق. وقال ألان ديوك، المؤسس المشارك ورئيس تحرير فحص الحقائق في "ليد ستوريز" "قمنا بفحص كل الأطراف، بعيدا عن ولائهم في الطيف السياسي، فنحن مع الحقائق وليس السياسة". كما أجرت شركة ميتا تغييرات أخرى، قائلة إن حظر إزالة المحتوى من مواقعها سيكون أعلى بكثير من ذي قبل.
وتأتي التغيرات في المواقف في وقت تشهد فيه شركة ميتا زيادة في الإيرادات في عام 2024 حيث بلغت إيرادات 164.5 مليار دولار، بزيادة 22٪ مقارنة بعام 2023، حسبما ذكرت الشركة يوم الأربعاء.
ونما صافي دخل عملاق وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي بنسبة 59٪ إلى 62.36 مليار دولار. وارتفعت أسهمها، التي أغلقت يوم الجمعة عند أعلى بقليل من 689 دولارا، بأكثر من 76٪ خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
وخلال المكالمة الهاتفية للأرباح الفصلية للشركة، أشاد زوكربيرغ بترامب مرة أخرى. وقال: "لدينا الآن إدارة أمريكية فخورة بشركاتنا الرائدة، وتعطي الأولوية للتكنولوجيا الأمريكية الفائزة وستدافع عن قيمنا ومصالحنا في الخارج وأنا متفائل بشأن التقدم والابتكار الذي يمكن أن يؤدي إليه هذا".