ابتكار مادة كيميائية تساعد في تطوير ألواح الطاقة الشمسية والسيارات ذاتية القيادة
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
هل تذكر تجربة انكسار الضوء لإسحق نيوتن التي درسناها في المرحلة الابتدائية، حين كنا نستخدم فيها المنشور الزجاجي لتحليل الضوء الأبيض إلى 7 ألوان (الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي والنيلي)؟ تجربة نيوتن هذه كانت تعد النواة لدراسة الضوء وخصائصه.
اليوم، وفق ورقة بحثية جديدة نشرتها دورية "نيتشر كيمستري" (Nature Chemistry)، تمكن فريق يضم باحثين ومهندسين من عدة جامعات أميركية من ابتكار مادة كيميائية جديدة يمكنها امتصاص الضوء الأحمر وتحويله إلى الضوء الأزرق.
تتكون المادة الجديدة من جزيئات نانوية صغيرة جدا من السيليكون (مادة غير عضوية تستخدم في الألواح الشمسية وفي عديد من أشباه الموصلات) وجزيئات من الأنثراسين (مادة عضوية ينبعث منها ضوء أزرق).
وقد عمل الفريق البحثي بدأب منذ سنوات على تحويل الضوء الأحمر إلى ضوء أزرق، وفي ورقة بحثية سابقة تمكنوا من ربط جزيئات السليكون وجزيئات الأنثراسين معا.
أما في هذه الورقة، فقد تمكنوا من ابتكار طريقة توصيل جديدة لربط الجزيئات ببعضها، حيث شكل الباحثون جسورا موصلة كهربائيا توصل بين جزيئات الأنثراسين وجزيئات السيليكون النانوية، وذلك لرفع سرعة تبادل الطاقة بين الجزيئات.
من جانبه، قال شون روبرتس أستاذ الكيمياء المشارك في جامعة أوستن -في البيان الصحفي الذي نشره موقع "فيز دوت أورغ" (Phys.org)– إن "هذه العملية تعطينا طريقة جديدة تماما لتصميم المواد، حيث تمكنا من دمج مادتين مختلفتين تماما: مادة عضوية ومادة غير عضوية، وربطهما بقوة كافية ليس لإنشاء خليط فحسب، بل لإنشاء مادة هجينة جديدة تماما بخصائص تختلف تماما عن كلا المكونين".
ويمكن للهياكل الهجينة المتكونة بين الجزيئات العضوية والجزيئات غير العضوية أن تحقق تحولات فيزيائية ضوئية فريدة من خلال الاستفادة من خصائصها المتباينة.
خصائص المادة الجديدة وتطبيقاتهامن بين خصائص المادة الجديدة قدرتها على تحويل الضوء الأحمر -وهو ذو طاقة منخفضة ويميل إلى الانتقال بشكل جيد عبر الأنسجة والسوائل- إلى الضوء الأزرق، وهو ذو طاقة مرتفعة ويستخدم في أجهزة الاستشعار. وقد ضاعفت الجسور الكهربائية من كفاءة المادة في تحويل الضوء ذي الطاقة المنخفضة إلى ضوء ذي طاقة مرتفعة.
وحسب الباحثون، فإن تطبيقات المادة الجديدة واعدة في عدة مجالات منها التصوير الحيوي، وتطوير الطباعة ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تطوير أجهزة استشعار الضوء التي يمكن استخدامها لمساعدة السيارات ذاتية القيادة على الحركة عبر الضباب.
وأوضح روبرتس أن "هذه المادة قد تكون قادرة على إنشاء أنظمة يمكنها الرؤية في الأشعة تحت الحمراء، مثلا في المركبات ذاتية القيادة وفي أجهزة الاستشعار وأنظمة الرؤية الليلية".
كما يمكن أن ترفع المادة من كفاءة الخلايا الشمسية من خلال السماح لها بالتقاط الأشعة تحت الحمراء القريبة التي تمر عادة عبرها، وقد تسهم في تخفيض أعداد الألواح الشمسية بنسبة 30%.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مصر تعزز إنتاج الغاز والطاقة| 7 حقول بترول جديدة.. و300 مليون دولار حجم الأعمال
تواصل مصر جهودها لتعزيز موقعها كمركز إقليمي للطاقة، إذ تستعد للإعلان عن سبعة اكتشافات غازية جديدة ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تعظيم الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة.
وتأتي هذه الاكتشافات في إطار خطة متكاملة لتنشيط قطاع البترول والغاز، مدعومة بحوافز استثمارية وسياسات حكومية تشجع الشركات العالمية على توسيع أعمالها داخل مصر.
اكتشافات تعزز مستقبل الطاقة في مصروتشير التقارير المتخصصة إلى أن مصر تمتلك مخزونًا استراتيجيًا واعدًا من النفط والغاز، لا يزال في طور الاستكشاف والتطوير. وفي هذا السياق، تسعى الحكومة المصرية إلى خلق بيئة استثمارية محفزة من خلال تسوية معظم المستحقات المالية المتأخرة للشركات الأجنبية، مما أدى إلى تعزيز ثقة المستثمرين ودفعهم لاستئناف عمليات التنقيب والإنتاج بوتيرة أسرع.
ومن بين الشركات التي زادت من نشاطها في مصر، تبرز شركة كايرون بتروليم، التي أعلنت عن تحقيق زيادة بنسبة 33% في إنتاجها من النفط والغاز. فقد ارتفع إنتاجها من 20 ألف برميل يوميًا عام 2020 إلى 120 ألف برميل يوميًا حاليًا، مع خطة طموحة للوصول إلى 160 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2025.
خطط استكشافية وطموحات كبيرةوكشفت "كايرون" عن خططها لحفر سبع آبار استكشافية جديدة خلال العام الحالي، منها ست آبار في الصحراء الغربية، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للبترول والشركة القابضة للغاز الطبيعي (إيجاس).
وتأتي هذه الخطوة في إطار الاستراتيجية الحكومية لاستعادة معدلات الإنتاج السابقة وتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي لمصر، بما يضمن تأمين احتياجات السوق المحلي وزيادة فرص التصدير.
استثمارات ضخمة لتعزيز الإنتاجوخصصت شركة "كايرون" 300 مليون دولار خلال الأشهر المقبلة لتمويل عمليات الحفر والتطوير، مع خطط لزيادة عدد منصات الحفر في مناطق الامتياز الخاصة بها.
كما أن الاتفاقيات التي وقعتها مصر مؤخرًا مع الهيئة المصرية العامة للبترول تدعم هذه الجهود، حيث تهدف إلى تحقيق ذروة الإنتاج من النفط والغاز بحلول عام 2026.
مصر على خارطة الطاقة العالميةوتحظى مصر بموقع استراتيجي فريد، إضافة إلى بنية تحتية متطورة تشمل موانئ بحرية وشبكات نقل متكاملة، ما يجعلها مركزًا جذابًا للاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة.
كما أن الإصلاحات الاقتصادية المستمرة، إلى جانب التسهيلات التنظيمية والدعم الحكومي، تسهم في تعزيز قدرتها على أن تصبح محورًا رئيسيًا في سوق الغاز الطبيعي، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على المستوى العالمي أيضًا.
ومع استمرار عمليات التنقيب والتطوير، تدخل مصر مرحلة جديدة من النمو في قطاع الطاقة، مما يفتح المجال أمام تحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة، ودعم مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيدًا من الاستثمارات والاكتشافات التي ستعزز من قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي، مما يعزز دورها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي.