نظمت الهيئة القبطية الإنجيلية برئاسة الدكتور القس أندريه زكى اليوم ندوة بعنوان "معا نحو المستقبل.. المشاركة والعمل" بحضور الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، والدكتور عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ، والكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، ومجموعة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والشخصيات العامة.

 

وقال الدكتور القس أندريه زكي - في كلمته خلال افتتاح الندوة - “اسمحوا لي بدايةً أن أرحب بوزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة نيفين القباج، وأن أعرب عن تقديري لحضورها معنا اليوم، وحرصها المستمر على مشاركتنا في أهم الفعاليات، كما أشيد بدورها الفعال وعملها المخلِص المبني على أسس علمية، وخبرة عملية ثَرِيَّة؛ فهي باحثة متخصصة في مجال المجتمع المدني، وشاركت في الكثير من المبادرات وتعاونت مع العديد من الجهات والمؤسسات في العمل المجتمعي مُتَبَنِّيةً قضايا إنسانية واجتماعية ووطنية؛ مثل قضايا تمكين المرأة المصرية، وقضايا ذوي الإعاقة، وتقديم الدعم والتنمية للقرى والأسر الأكثر احتياجًا”.

ورحب أيضًا الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ والخبير في الشؤون السياسية، وهو أستاذ أكاديمي كبير، له العديد من المؤلفات والمقالات المهمة في الشأن السياسي، والإعلامي القدير حمدي رزق، وهو إعلاميٌّ رائدٌ، ذو فكر مستنير، وكاتب مبدع، وهو يقود مناقشة اليوم. خالص الشكر والتقدير.  

وأضاف: أود في بداية كلمتي أن أشيد بالجهود المبذولة من الدولة المصرية خلال السنوات الماضية لتدعيم مفهوم المواطنة، وترسيخ دعائمها، لحفظ التماسك الاجتماعي ودعم دور المواطنة الفاعلة وتعزيز المشاركة الإيجابية للمواطنين في كل ما يختص بشؤون بلادهم؛ لأن الوطنَ وطنُنا جميعًا ومسؤوليَّتُنا جميعًا.

وأشار زكى إلى أن المتابع الجيد للظروف الإقليمية والدولية يمكنه أن يدرك بسهولة عِظَم حجم التحديات والصراعات والنزاعات الجيوسياسية، التي تحيط ببلادنا، وبالإضافة إلى هذا، فقد أكدت التحدِّيات والظروف الراهنة أيضًا على أهمية الوعي المجتمعي لدى المواطنين، مما يعزز بدوره التكاتف والتعاون بين المواطنين، ويدعم قيمة الحوار وتعزيز الثقة بين الأفراد والمؤسسات، ويشجع على المشاركة الإيجابية المبنية على إدراك قوي لحجم المسؤوليات الفردية والمجتمعية.  

وتابع قائلا، إن الحديث عن المشاركة الإيجابية للمواطن يتطلب أولًا معرفة جيدةً وشاملة لمفهوم المواطنة؛ فلا يمكن حصر المواطنة في معنًى سياسيٍّ فقط، لذا يمكننا تعريف المواطنة باعتبارها "عملية شاملة تتجاوز المساواة لتصلَ إلى العدالة بواسطةِ ربطِ الحقوق السياسية بالحقوقِ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وبأنها تفاعلٌ بينَ الناس والجغرافيا، تتعلقُ بحقوق المواطنين وتتصلُ بالمكانِ المقيمين عليه، وتعززُ من شرعيَّةِ كلٍّ من المفهوم الإقليمي والوطني.

ونوه بأن هذا المفهوم الشامل للمواطنة يؤكد على تأثير مشاركة المواطن الإيجابية، باعتباره جزءًا من قضايا الوطن وطرفًا فاعلًا ومؤثرًا في تقرير مصير بلاده، ومن خلال الأرضية المشتركة، يسعى الجميع للعمل معًا في تكاتف مجتمعي يسهم في تحقيق التنمية وتعزيز الهوية الوطنية وحفظ أمن المجتمع واستقراره، في سبيل تحقيق مجتمع المتانة والمرونة.

وأضاف أن بناء المستقبل والحضارة يعتمد على الإنجازات المادية والإنشائية -فهي شديدة الأهمية وذات فاعلية أكيدة- ويعتمد أيضًا على ما استطاعت هذه الحضارات أن ترسخه من قيم ومبادئ تسهم في جعل المجتمع مستوعبًا للجميع، ومحفزًا للإبداع والتطوير والإنجاز، فمن خلال العمل على عقل الفرد وقابليته للتغيير ينتعش العقل الجمعي في مفهوم حضاري متكامل الأركان.

وأوضح الدكتور القس أندريه زكى أن مشاركة المواطن الإيجابية تُعَد مفتاحًا لبناء مجتمعٍ قويٍّ ومستدامٍ؛ إذ يفهم الفرد دوره في المجتمع ويتحمَّل المسؤولية تجاهه، وتصبح لديه القدرة على تغيير الحاضر وتشكيل مستقبل أفضل؛ لأن تفعيل الإمكانيات الفردية في إطار جماعي يعزز التضامن ويؤسس لمستقبل يعتمد على التفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع. ويتطلب هذا اتباع استراتيجيات متعددة لبناء القدرات الاجتماعية للمواطن، لترسيخ الثقة بأهمية المشاركة باعتبارها مسؤوليةً وواجبًا، وحقًّا في الوقت ذاته. وتسهم المشاركة أيضًا بدور فعال في تنمية الشعور بالانتماء والولاء للمجتمع.  

وتابع أن المواطنة تاتي نتاجًا للتفاعل بين المجتمع المدني والديمقراطية، فتصير أداة اتزان يمكن أن تسهم في تطوير العلاقة بين المواطنين والدولة، فتعمل المنظمات غير الحكومية بين الجماهير والجماعات الفقيرة، وتعلم السكان كيف يتعاملون بشكل إيجابي مع مؤسسات الدولة لكي يحصلوا على خدماتهم ومصالحهم المستحقين لها. وتدعم أيضًا مفاهيم المشاركة الإيجابية السياسية والمجتمعية.  

وثمن زكى دور الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، التي عملت منذ تأسيسها على تنمية الوعي واهتمت بقضايا التنمية والحوار، اهتمامًا بالغًا، كما ساهم منتدى حوار الثقافات عبر تاريخه في رسم نموذج إيجابي لقيمة المشاركة المجتمعية ودور المواطن والمجتمع المدني، من خلال ترسيخ مفاهيم المواطنة والعيش المشترك والتماسك المجتمعي والحوار والتعددية وقبول الآخر.  

وأكد أن الهيئة القبطية الإنجيلية تستثمر كل ما لديها من آليات وإمكانات في الخروج بهذه الأفكار من قاعات اللقاءات، فتهتم بالعمل والشراكة مع كافة الجهات الحكومية والتنفيذية، وعلى رأسها وزارة التضامن الاجتماعي، والمشاركة معها في المبادرات التنموية، التي تعكس إيمانها بأن التنمية محور رئيسي من محاور تنمية المواطنة وتعزيز تماسك المجتمع، كما تتبنى الهيئة شراكات مع منظمات مجتمع مدني أخرى، لأجل تعظيم الفائدة من المجهودات المبذولة في تصميم وتنفيذ مبادرات مجتمعية تستهدف الفئات الفقيرة والمهمشة ثقافيًّا، واستخدام مُدخلات متنوعة تشمل الفنون وجلسات الحوار وتبادل الخبرات ليتلامس الحوار مع أرض الواقع والوصول للقاعدة الجماهيرية.  

واختتم كلمته قائلأ، إن الانطلاق نحو المستقبل ينبغي أن يبدأ من استلهام الماضي، وتأسيس الحاضر، بتحديد الأهداف، ودراسة القضايا والتحديات بدقةٍ، وإدراك الفرص المتاحة، للتوصُّل إلى قرارات سليمة. وأؤكد أن هذه ليست مسؤولية الدولة فقط، بل هي مسؤوليةٌ متعددةُ الأطراف، وواحد من أهم أطرافها هو المواطن.
 

IMG-20231128-WA0268

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المشارکة الإیجابیة

إقرأ أيضاً:

الحكومة الجديدة 2024.. أول تعليق من وزيرة التضامن الاجتماعي بعد حلف اليمين الدستورية

الحكومة الجديدة 2024.. بعد أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، كشفت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن توليها منصب الوزارة في 3 يوليو يمثل يومًا تاريخيًا للنساء المصريات وله دلالات كبيرة. 

وأعربت عن شكرها للوزيرة السابقة نيفين القباج على جهودها الكبيرة خلال فترة عملها، وكذلك الدكتورة غادة والي، مشددة على أهمية البناء على ما تم تحقيقه من إنجازات.

أول تعليق من وزيرة التضامن الاجتماعي بعد حلف اليمين الدستورية الحكومة الجديدة 2024.. أول تعليق من وزيرة التضامن بعد حلف اليمين الدستوري

وأوضحت مرسي أن الأولوية ستكون لاستكمال ملفات الفئات الأكثر احتياجًا ومبادرات حياة كريمة وبرامج تكافل وكرامة، مع التأكد من وصول الدعم والتمويل لمستحقيه. 

وأكدت أن هدفها الرئيسي هو إخراج الأسر الأولى بالرعاية من دائرة الفقر والعوز، من خلال دراسة الأولويات والفرص الاقتصادية المتاحة وتنفيذ المشروعات التي تدعم هذا الهدف.

التشكيل الوزاري الجديد 2024.. أبرز المعلومات عن مدير مكتب رئيس الجمهورية الجديد عاجل-كل ما تريد معرفته عن التشكيل الوزاري الجديد 2024 التشكيل الوزاري 2024| 19 سيدة في الحكومة الجديدة التشكيل الوزاري الجديد 2024

وأضافت الوزيرة أن العدد الكبير للمستفيدين من برامج تكافل وكرامة يعكس الحاجة المستمرة للدعم، ولكن الهدف الأسمى هو أن يتعلم الأجيال الجديدة الاعتماد على التدريب المهني والعمل بدلًا من الإعانات المادية. 

وأشارت إلى أن هناك تعاونًا وثيقًا بين الوزراء والحكومة تعمل كفريق عمل متكامل، مع التركيز على ملفات مهمة مثل رعاية المسنين ودور الرعاية والحضانات.

وشددت على أنها ستواصل دعم النساء المصريات وخدمتهن بطرق مختلفة من خلال عمل الوزارة وملفاتها المتنوعة. وأشارت إلى أن تجربتها في المجلس القومي للمرأة أضافت لها الكثير من المعرفة والخبرة، مما سيساعدها في تحقيق أهدافها في وزارة التضامن الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن الاجتماعي: ملف الحماية الاجتماعية سيظل على رأس أولويات عمل الوزارة خلال الفترة المقبلة
  • عقب أداء اليمين الدستورية.. وزيرة التضامن الاجتماعي تصل مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية
  • الحكومة الجديدة 2024.. أول تعليق من وزيرة التضامن الاجتماعي بعد حلف اليمين الدستورية
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ مارجريت صاروفيم على توليها منصب نائب وزيرة التضامن
  • «اتحاد شباب كفر الشيخ» يهدي المواطنين الورود احتفالا بذكرى ثورة 30 يونيو
  • نائب وزيرة التضامن: أول أهدافنا هو تخفيف الأعباء عن المواطنين
  • التصالح في مخلفات البناء وحياة كريمة.. أبرز الملفات على طاولة وزيرة التنمية المحلية
  • افتتاح معرض لبيع الكتب فى مكتبة المستقبل
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تطلق حملة التوعية ببرنامج «وعي»
  • وزيرة التضامن تشهد احتفالية نجاح حملة "من بدري أمان"