السومرية نيوز – دوليات

تُعد مدينة رفح إحدى أقدم مدن العالم، إذ يمتد تاريخها لآلاف السنين، وقد شهدت تعاقب العديد من الحضارات الكبرى التي سيطرت في وقت من الأوقات على مجرى التاريخ.
في هذا التقرير نستعرض أبرز الحقائق عن مدينة رفح، وكيف تم تقسيمها بين مصر وفلسطين، إضافة إلى الوقوف على أهم المحطات التي مرت بها المدينة العتيقة عبر التاريخ.



موقعها والتركيبة السكانية
رفح هي مدينة فلسطينية حدودية، تقع في أقصى جنوبي قطاع غزة. تم تقسيمها إلى جزأين: أحدهما فلسطيني والآخر مصري، في أعقاب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، في 17 سبتمبر/أيلول 1978، بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.

تقع رفح في أقصى جنوبي السهل الساحلي الفلسطيني على الحدود الفلسطينية المصرية، وتبعد عن ساحل البحر الأبيض المتوسط 9 كيلومترات، وعن مدينة غزة 38 كيلومتراً، وعن خان يونس 13 كيلومتراً، وعن قرية الشيخ زويد في سيناء 16 كيلومتراً، وعن مدينة العريش المصرية 45 كيلومتراً.

يعود معظم سكان رفح في الأصل إلى مدينة خان يونس الفلسطينية، وإلى بدو صحراء النقب وصحراء سيناء، وقد نزح إليها اللاجئون الفلسطينيون بعد نكبة 1948، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في بناء تركيبتها السكانية التي هي عليها اليوم.

وقد احتلت المدينة أعلى نسبة في زيادة السكان بمناطق السلطة الفلسطينية، وبلغ عدد سكانها نحو 122 ألف نسمة، وفقاً لتعداد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2007.

سبب التسمية
يعود اسم مدينة رفح نسبة إلى مدينة رافيا الفرعونية القديمة، وهي حصن شرقي وقع قديماً في مصر، حيث يُعتقد أنها سُميت كذلك بأسماء عديدة.

إذ ترجع تسمية المدينة إلى العصور القديمة المتعاقبة التي مرت بالمنطقة، ويُشار إلى أنَّ المصريين القدماء سموها "روبيهوي"، والآشوريين سموها "رفيحو"، بينما سماها الرومان بـ"برافيا". ويعود اسمها الحالي بحسب الصحف المصرية إلى الاسم العربي الذي أطلقه عليها العرب.

مدينة رفح عبر التاريخ
مرّت مدينة رفح بأحداث تاريخية هامة منذ قديم العصور، ويرجع ذلك لامتيازها بموقع فريد وحساس يُعتبر هو البوابة الفاصلة بين مصر والشام.

ففي عهد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد، حدثت فيها معركة عظيمة بين الآشوريين والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة، وآل النصرُ في هذه المعركة للآشوريين، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وفي عام 217 قبل الميلاد، حدثت معركة في رفح بين حكام مصر من البطالمة من جانب، وحكام الشام من السلوقيين من جانب آخر، حينها خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة لمدة 17 عاماً إلى أن عاد السلوقيون واسترجعوها.

وفي العهد المسيحي، تم اعتبار منطقة ومدينة رفح مركزاً للأسقفية إلى أن فتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عُمر بن الخطاب.

وفي التاريخ الحديث، مرّت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بالمدينة عام 1799، حينما وصلت إلى بلاد الشام.   ترسيم الحدود وتقسيم المدينة في العام 1906 حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام. ثم بحلول عام 1917 خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين، تمهيداً لتسليمها لليهود.

وفي عام 1948 دخل الجيش المصري رفح بعد إعلان دولة إسرائيل، وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلها اليهود في العام 1956، ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957، واستمر الوضع بهذا الشكل حتى عام 1967، حينما وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

لكن شكل المدينة وحدودها تغيرا كلياً بعد هذا بفترة وجيزة، فبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد استعادت مصر سيناء ووضعت الأسلاك الشائكة لترسيم الحدود وفصل رفح سيناء عن رفح الأم على الأراضي الفلسطينية.

وتُقدّر مساحة ما تم ضمه إلى مدينة رفح على الجانب المصري بنحو 633 ألف كيلومتر مربع تقريباً.


المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: مدینة رفح بین مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

مآسـاة المـدينة

مأســـــاة المــدينـــة / من ديواني الحادي عشـر

أما و قد بسر الصباح الكالح المشئوم في قلب المدينة
و غزا التتار الأشقياء جحافلا تملأ قلوبهم الضغينة
غزوا مدينتي من كل صوب،
يحطمون و يقتلون و ينهبون و يستحلون الحرائر
من كل فج قدموا، المجرم ، النهاب و المعتوه،
و كل مغتصـب و جـائر
في ذلك الصبح البغيض،
و سحائب الدخان تنذر بالمآسي من بعيد
و البأس في الأرجاء يرعـد
و تضــــج أرتال الحـــديد ،
هل كما كان يعود الحـال يا خرطوم يوما من جديد
و البقعـة الشماء يوما هل تعود لحالها!
هل يعود النيل كما كان و مقرنك السعيد!!!
فرحان مبتسمان يـأتلقان يـوما ،
مثل قســـــمات الولــــيد!
يا لمآسـاة المدينة الآمــــنة ،
يا لحـرمة البلد الجـريح المسـتباح
و يا لحسرة شعـــبه!
إجتاحه الأوباش في ذاك الصـباح!
يا لهـول القرح و المأساة و الكفـر البواح،
و الكره و البغضاء وهيمـنة الســلاح ،
بطش و ظـلم و انكســــار ،
بين أنهــــار الدمـوع
لم يرقـبوا في أهـله إلا ولا ذمـة!
كان الناس في أكنافـه يتبضـعون
بين غدو و رواح، أمنون
و فجأة و بلا انتظــار ،
أجـــتاحهم سيل العـرم،
حطام في حطام !!!
يحمـل المــــوت الــذؤام ،
يا لأحكـــــام المنون ،
ذاك كهـل عـاجز ،
يحـبو و يعجزه الفرار
و هذي امـرأة تجر رضيعهـا
و بعضا من متاع ،
هذ و قد سقط الإزار!
و المـوت يغشـى كل دار !
يا لاحكام القضـاء ،
من كـان يرجـو أن يحـل بهذه القرية الخـراب!
ما بين ليل و نهـار ،
إخــــتل كل نظـامها و غدا اضطـراب في اضطراب!
خلت السجـون من العـتاة المجـرمين ،
يبغون في الأرض الفســاد ،
و ينشـرون الرعـب و الفحـشاء في كل البلاد!
دخلوا السجون و حرروا الأنذال و الباغي الأثيم
لله ما اقسـى الوحـوش ،
كم حـرة عبث الوحـوش بعـرضها الغالي العفيف
في الجو رائحة الهزيمة و طعمها
شيء مخـيف!
هجر الألوف البائسين ديـارهم قسـرا،
يرومـون الحـياة!!!
هجـروا الديـار الباكـــيات على أمل،
غصــبا و قـد عـز البقــاء!
و على المــــآقيى همـت الدمعات حزنـا!!!
بكى الرجـال مع النســــــاء
بكـوا على هجـر الديـار!
و ربمـا هجـر الحــياة،
ذكـريات حلـوة مــرت!
غـــدت تطـــوف بالخــيال!
و الناس أســــــرى للأمـل
أمـل سـراب أن يعـودوا!
ربـاه هـلا من أمـل او بعض طوق للنجـــاة!!

صــلالة، الجمعة 23 / 8/ 2024

oshibrain@myyahoo.com

   

مقالات مشابهة

  • تاريخها يعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. “الطابونة” التونسية تحمل الهوية القرطاجية
  • وفد من حركة الفصائل الفلسطينية يعقد لقاء مع رئيس المخابرات المصرية
  • الصين تكتشف مصدر طاقة غير محدود يمكنه تزويد البلاد لآلاف السنين
  • جدلية الدولة والفكر.. هل تصنع سوريا الجديدة تاريخها أم يعيد التاريخ نفسه؟
  • مصطفى يدعو لتبني خطة إعمار غزة "الفلسطينية المصرية" عربيا وإسلاميا
  • مصطفى يدعو لتبني خطة إعمار غزة “الفلسطينية المصرية” عربيا وإسلاميا
  • تقرير: ارتفاع عدد المتابعين في قضايا الاتجار بالبشر بالمغرب مع توالي السنين
  • إعصار ألفريد يضرب بقوة.. أوامر إخلاء عاجلة لآلاف السكان!
  • مآسـاة المـدينة
  • القمة العربية واليوم التالي في غزة وفلسطين