رحلة الحرية والصمود: إسراء الجعابيص أسيرة فلسطينية تخرج رغماً عن إسرائيل
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
نوفمبر 28, 2023آخر تحديث: نوفمبر 28, 2023
المستقلة/- حين يستغرب الغرب عد حب الناس للاحتلال الإسرائيلي ويتهمنا بأننا “أعداء السلام والحياة”، يكفي أن نسرد له قصة إسراء الجعابيص، التي تختصر كل القهر الذي يعيشه الفلسطيني منذ قيام ما يُعرف بـ”دولة إسرائيل”.
فبعد 8 سنوات، أطلقت إسرائيل سراح الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص من سجونها، بعدما عاشت في ظروفٍ صحية صعبة -كانت أقرب إلى تعذيبٍ يومي- نتيجة إصابتها بحروقٍ بالغة منذ لحظة اعتقالها عام 2015، وتعمُّد الاحتلال إهمال علاجها.
وقد أُطلق سراح إسراء ضمن صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في فترة الهدنة الإنسانية التي تمّ الإفراج خلالها عن عشرات السيدات والأطفال والرجال الفلسطينيين.
فمن هي إسراء الجعابيص؟
وُلدت في 22 يوليو/تموز 1986، بمنطقة جبل المكبر في القدس، حيث عاشت وتربت وكبرت. أنجبت ابنها الوحيد معتصم، عندما كانت في الـ23 من عمرها، بعد زواجٍ بمحمد محيي الدين محمد الجعابيص انتهى في العام 2019 وهي داخل سجون الاحتلال.
كان زوج إسراء الجعابيص يحمل هوية فلسطينية لا تمكّنه من دخول القدس إلا بتصريحٍ خاص؛ ورغم محاولات إسراء العديدة تقديم طلبٍ للمّ شملهما، فإن دولة الاحتلال رفضت طلبها مراراً وتكراراً.
عام 2013، دخلت كلية التربية في الجامعة الأهلية ببلدة بيت حنينا-شمالي القدس، حيث تخصصت في مجال التربية الخاصة. وفي الوقت نفسه، كانت تعمل في دارٍ للمسنين وتشارك بفعالياتٍ ترفيهية خاصة بالأطفال والمسنين داخل المدارس والمؤسسات.
في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وفي أثناء عودتها من منزل أهل زوجها بمدينة أريحا إلى القدس، تعطلت سيارتها قرب حاجز الزعيم. فأطلقت قوات الاحتلال النيران على السيارة، ما أدى لانفجار أسطوانة غازٍ كانت بداخلها، فأُصيبت بحروقٍ بالغة.
بيد أن سلطات الاحتلال اعتقلتها بتهمة محاولة قتل جندي إسرائيلي، وحكمت عليها بالسجن 11 عاماً، لا بل أكثر من ذلك. فقد منعتها من تلقي العلاج اللازم الذي تحتاجه، متعمدةً إهمالها، رغم حاجتها لـ8 عملياتٍ جراحية.
كذلك، فقد منعت عنها إدارة السجن المسكنات والأدوية التي تحتاجها، واكتفت بتوفير مرهمٍ وحيد لتبريد الحروق يُصرف لها كل 3 أيام، ولا تزيد سعته على 20 ملم. وهي كمية قليلة جداً، ولا تكفي بالتأكيد لتغطية مناطق الحروق جميعها في جسدها.
وعلى مدى سنوات اعتقالها، حاولت عائلة إسراء الجعابيص الحصول على إذنٍ إنساني من أجل إدخال طبيبٍ لمعالجة ابنتهم متكفلين بكافة المصاريف، إلا أن إدارة السجن الإسرائيلية رفضت الأمر مراراً وتكراراً، رغم جميع الحملات التي طالبت بذلك.
تراوحت حروق إسراء بين الدرجتين الأولى والثالثة، وقد أصابت أكثر من نصف جسدها، كما تسببت بتشوّهٍ في وجهها وظهرها وأدّت إلى التصاق أذنيها برأسها. إضافةً إلى ذلك، بُترت كافة أصابع يديها ولم تعد تقوى على رفعهما عالياً، بسبب التصاق الجلد تحت إبطيها.
قبعت إسراء الجعابيص في سجن دامون-شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم تُحاكم إلا بعد سنتين من اعتقالها. وفي العام 2018، ظهرت في شريطٍ مصوّر خلال محاكمتها هزّ الشارع العربي كلّه، بعدما تغيّرت ملامح وجهها بالكامل.
خلال الفيديو، يحاول عدد من الصحفيين التحدث إلى إسراء والاستفسار عن وضعها الصحي، لتجيب: “فيه أكتر من هيك وجع؟ الوجع مرئي، باين عليّ”، ثم رفعت يديها بعدما قالت “فش أصابع”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: إسراء الجعابیص
إقرأ أيضاً:
رئيس “القدس للدراسات” يكشف خطة إسرائيل لتحويل حماس إلى طرف متعنت في التفاوض
أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن جميع التسريبات التي تخرج عن صفقة التفاوض وتبادل الأسرى والمحتجزين تأتي من الجانب الإسرائيلي.
صفقة التفاوض وتبادل الأسرى رئيس هيئة التفاوض السورية: يجب تنظيم استفتاء على الدستور الجديد وإجراء انتخابات حرة زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة وضمانات أمنية قبل التفاوض مع روسياوشدد “عوض”، خلال حواره عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، على أنه ليس بضرورة أن تكن هذه التسريبات التي تخرج عن صفقة التفاوض وتبادل الأسرى “دقيقة”، مؤكدًا أنه قد لا يكون هدفها نشر المعلومات الموجودة بها، بل إظهار حركة حماس بصورة المتعنت “وشيطانتها” أمام المؤيدين لها والوسطاء والإدارة الأمريكية، وبالتالي يسهل توجيه الضربات لها “أي الهجمات على الفلسطينيين في قطاع غزة”.
وأضاف أن إسرائيل تتبع تكنيك محدد منذ أكثر من عام، ويتمثل في نشر أجواء التفاؤل وتسرب بعض المعلومات وتظهر استعدادها بإتمام الصفقة ولكن حماس ترفض، وبالتالي تتحول حماس طيلة الوقت إلى الطرف المتعنت والرافض، متابعًا: “نتنياهو يدرك كيفية التعامل مع الإدارة الأمريكية، إذ يتقدم بمقترح بشأن صفقة التفاوض، والتي تقابل بالرفض من حماس، وبالتالي يتخلص نتنياهو من الضغوط الأمريكية”.