النهضة يتأهل لنصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي

تأهل نادي النهضة ممثل الأندية العمانية وبشكل رسمي إلى الدور نصف النهائي لغرب القارة الآسيوية لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي في نسختها التاسعة عشرة، وذلك بعد تفوقه على نادي العهد اللبناني بهدفين مقابل هدف، ضمن مباريات الجولة الخامسة للمجموعة الأولى، ليتصدر النهضة فرق المجموعة برصيد 12 نقطة، وأحرز أهداف نادي النهضة في المباراة اللاعبان بلال بن ساحة (32) وعمر المالكي (34).

وجاءت البداية لمدرب نادي النهضة حمد العزاني بتشكيلة مكونة من: إبراهيم المخيني في حراسة المرمى وغانم الحبشي وجونيور نجيدي قلبي ارتكاز وأحمد الكعبي وعبدالعزيز الغيلاني على الأطراف مع تواجد حارب السعدي وعبدالله فواز في عمق الوسط، يساعدهم كل من صلاح اليحيائي وبلال بن ساحة وعمر المالكي الذي يميل للهجوم برفقة المهاجم عصام الصبحي، بينما دخل الفريق اللبناني بقيادة المدرب رأفت محمد إلى المباراة بتشكيلة من مصطفى مطر في حراسة المرمى وفي الدفاع لعب محمد بوحشيش ونور منصور وخليل خميس وحسين زين وجورجي ملكي، وفي خط الوسط كل من محمد حيدر وحسن سرور ومحمد المرمور وفي الهجوم لي اروين ومحمد الحلاق.

وكانت نوايا العزاني الهجومية والوصول لمرمى المنافس واضحة من البداية من خلال الرسم التكتيكي الذي اعتمده على أرضية الملعب، على عكس رأفت محمد الذي بدأ بحذر شديد واعتمد على دفاع المنطقة وإغلاق المساحات على النهضة مع الاعتماد على السرعة في تنفيذ الكرات الهجومية المرتدة، ولم تثمر الدقائق الأولى للمباراة عن جدية حقيقية للتسجيل من كلا الفريقين، حيث تم الاكتفاء بالمناوشات على مستوى خط الوسط، لتمضي دقائق الربع الأول من الشوط دون خطورة حقيقية على الحارسين، باستثناء رأسية عمر المالكي عند الدقيقة 9 التي أبعدها الحارس اللبناني بسهولة، والذي عاد للتألق من جديد وأبعد بصعوبة هدفا محققا للنهضة من تسديدة قوية للاعب صلاح اليحيائي، لتمضي بعدها الدقائق شن فيها النهضة هجمات متوالية من الأطراف والعمق رغم الكثافة العددية والدفاع الكبير المنظم لنادي العهد.

اللاعب بلال بن ساحة ظهر عند الدقيقة 20 عبر عرضية قوية متقنة عبرت من أمام مرمى المنافس دون أن تجد متابعة من لاعبي النهضة، لتستمر أفضلية صاحب الضيافة نادي النهضة في الاستحواذ والانتشار واللعب الهجومي، ليظهر صلاح اليحيائي في فاصل مهاري تجاوز من خلاله مدافعي الفريق اللبناني قبل أن يمرر كرة جميلة يخطفها المدافع اللبناني قبل أن تصل للمهاجم عصام الصبحي.

هدفان للنهضة

الدقيقة 32 من عمر الشوط الأول كانت مفتاح النجاح في هز شباك حارس العهد اللبناني عبر رأسية اللاعب بلال بن ساحة التي عانقت الشباك دون أن يحرك لها الحارس مصطفى مطر أي ساكن، ليفرض بعد ذلك نادي النهضة أفضليته بالطول والعرض، قابله تراجع دفاعي غير مبرر من العهد اللبناني، وأثمر ضغط لاعبي النهضة عن هدف ثان بعد أقل من دقيقتين عن طريق رأسية جديدة للاعب عمر المالكي الذي استفاد من عرضية متقنة من زميله بلال بن ساحة.

نادي النهضة ظهر بصورة فنية مثالية من خلال الاستحواذ وتناقل الكرات البينية، الأمر الذي سهل من مهمة الوصول للمناطق الخلفية للعهد، خاصة بعد استقباله هدفين واستشعاره بالخطر من خلال التقدم للأمام، وكاد المهاجم عصام الصبحي أن يضيف الهدف الثالث للنهضة لو استغل كرته المرتدة والتسديد المباشر، ليعلن بعدها الحكم الإيراني عن 4 دقائق وقت إضافي للشوط الأول، التي كاد من خلالها النهضة أن يزيد غلة الأهداف لولا استعجال الصبحي من جديد في الإنهاء أمام المرمى اللبناني، لتنهي صافرة الحكم الإيراني تفاصيل الشوط الأول بتقدم النهضة بهدفين نظيفين.

العهد يسيطر والنهضة يكسب

دخل نادي العهد أكثر جرأة وتقدما للأمام وتغير الرسم التكتيكي لمدرب الفريق من خلال رفع النسق الهجومي في محاولة العودة للمباراة من جديد، وظهرت بدايات الفريق مختلفة عن الشوط الأول وأجرى المدرب تغييرين سريعين بدخول اللاعبيّن حسين دقيق وكريم درويش بدلا من بو حشيش وحسن سرور، وكان للمدرب ما أراد مع الضغط الكبير الذي مارسه الفريق في المناطق الخلفية لنادي النهضة.

وكادت الدقيقة 57 أن تشهد الهدف الأول للفريق الضيف لولا تعملق الحارس إبراهيم المخيني في الإبعاد قبل أن يشير حكم اللقاء لحالة تسلل قبل التسديد. دقائق كانت سريعة جدا خصوصا من نادي العهد الذي حاول في أكثر من كرة وتمكن من شل الحركة الهجومية لنادي النهضة، الذي لم يظهر هجوميا في هذا الشوط إلا عند تسديدة حارب السعدي التي تصدى لها حارس العهد في الدقيقة 63.

ضغط الفريق اللبناني أثمر عن كتابة هدف التعديل من تسديدة قوية من اللاعب البديل علي الحاج سكنت شباك الحارس إبراهيم المخيني عند الدقيقة 65، وشدد الفريق من ضغطه الهجومي طامعا في تسجيل الهدف الثاني وتعديل نتيجة الشوط الأول والعودة للمباراة مجددا، مستفيدا من تأثر نادي النهضة الواضح من خروج لاعبّي خط الوسط عبدالله فواز وبلال بن ساحة الاضطراري بعد إصابتهما.

أفضلية نادي العهد في اللعب الهجومي استمرت طوال دقائق هذه الحصة مع التراجع غير المبرر لنادي النهضة والاعتماد على الكرات المرتدة التي لم تشكل أي خطورة تذكر على مرمى الحارس اللبناني، الدقائق التي شعر من خلاله المدرب حمد العزاني بالخطورة من تسجيل الفريق المنافس مع الدقائق الأخيرة، ليدفع بأحمد المطروشي كمدافع جديد بديلا للاعب عمر المالكي، لتستمر مناورات الفريق اللبناني الهجومية على مرمى إبراهيم المخيني إلا أن الحضور الذهني والتركيز العالي للاعبي النهضة في الخط الخلفي كان جيدا.

ليعلن الحكم الإيراني بيجان حيدري عن 6 دقائق كوقت بدل للضائع للشوط الثاني، الدقائق التي ظهر من خلالها نادي النهضة مجددا وشكل خطورة حقيقية على الحارس اللبناني، وكاد البديل المنذر العلوي أن يسجل حضوره بتسجيل الهدف الثالث وكذلك تسديدة صلاح اليحيائي التي ارتطمت بالمدافع، لتأتي صافرة النهاية والختام من الحكم الإيراني معلنة فوز نادي النهضة على نادي العهد اللبناني بهدفين مقابل هدف.

إصابات وخروج اضطراري

شهدت مجريات الشوط الثاني تبديلين اضطراريين لمدرب نادي النهضة حمد العزاني، حيث أُجبر على استبدال المحترف الجزائري في الفريق بلال بن ساحة مع الدقائق الأولى للشوط الثاني بعد إصابته القوية عند الدقيقة 52 واستبداله باللاعب المنذر العلوي، وبعدها بدقائق قليلة لجأ المدرب إلى تبديله الاضطراري الثاني بعد إصابة المتألق في خط الوسط عبدالله فواز واستبداله باللاعب علي الهنائي، التغييرات التي كانت أحد أسباب تراجع مستوى الفريق في الشوط الثاني، خصوصا أن اللاعبيّن ظهرا بمستوى فني وبدني عال من خلال مجريات الشوط الأول للمباراة.

حمد العزاني: قدمنا مباراة كبيرة.. والإرهاق أكثر ما يشغلني !

أثنى مدرب نادي النهضة حمد العزاني على المستويين الفني والبدني الكبيرين اللذين ظهر عليهما اللاعبون في مباراتهم أمام العهد اللبناني، مُقدما تهانيه وتبريكاته لهم ومؤكدا استحقاقهم للتأهل والعبور للدور نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. وقال العزاني في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد المباراة: قدمنا شوطا أول مثاليا للغاية واستطاع الفريق الاستحواذ على اللعب واختراق دفاع المنافس الصلب، وخرجنا بأفضلية الأداء والنتيجة وتسجيل هدفين كانا قابلين للزيادة لولا بعض التفاصيل البسيطة في الإنهاء. وعزا مدرب نادي النهضة أسباب تراجع الأداء وشكل الفريق في الشوط الثاني إلى التغييرات الاضطرارية بسبب الإصابات وكذلك عامل الإرهاق الكبير الذي يعاني منه بعض اللاعبين نظرا للمشاركات الكثيرة في مختلف المسابقات وكذلك مع المنتخب الوطني، إلا أن الجميع كان في الموعد وظهروا بروح قتالية عالية. وعن أهمية المرحلة المقبلة في البطولة الآسيوية، أوضح العزاني أن نادي النهضة يعطي الأهمية لكل المسابقات وما زال في البداية ولم يحقق شيئا، فالفريق تنتظره استحقاقات قادمة ومختلفة وعلينا التفكير في كل مسابقة على حدة، والصعوبات مستمرة مع كل مباراة، إلا أن اللاعبين دائما ما يريدون الأفضل والتقدم مع كل مرحلة، وأنا على ثقة تامة بمستواهم وإمكانياتهم وبإذن الله نصل لأقصى مرحلة في هذه المسابقة الآسيوية.

رأفت محمد: بدأنا بداية خاطئة والفرصة ما زالت سانحة

أشاد مدرب نادي العهد اللبناني رأفت محمد بمستوى وإمكانيات نادي النهضة في المباراة التي خسرها فريقه بهدفين مقابل هدف وتضاؤل حظوظه في التأهل، مقدما التهاني لنادي النهضة وأنه فريق يملك مقومات الفوز والتأهل، مُشيرًا إلى أن فريقه لم يقدم المستوى المطلوب والمتوقع في الشوط الأول الذي خسر نتيجته. وأكد مدرب العهد في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: بدأنا بداية خاطئة كلفتنا نقاط المباراة وهي السبب الرئيسي في الخسارة، نعم كانت الرغبة قوية وحاضرة في مجريات الشوط الثاني وسيطرنا على المباراة وحاول الفريق العودة وسعى اللاعبون إلى التسجيل كثيرا مع الضغط الهجومي إلا أن كرة القدم لا تعترف إلا بالأهداف. وقدم المدرب رأفت محمد اعتذاره الشديد للجماهير اللبنانية على النتيجة غير المتوقعة، موضحا أن الفرصة ما زالت سانحة في المباراة القادمة لأن تتحقق ظروف ومعطيات حسابات التأهل كأفضل مركز ثانِ من المجموعات الثلاث.

المصدر: لجريدة عمان