لوفيغارو: الوضع الإنساني في غزة مأساوي رغم الهدنة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قالت صحيفة "لوفيغارو" إن الهدنة التي طال انتظارها من قبل المدنيين بغزة، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، لم تتح لهم سوى القليل من الراحة بعد 7 أسابيع من القصف المكثف، ولكن الوضع لا يزال يائسا كما كان.
وأوضحت الصحيفة –في تقرير بقلم مراسلها في القدس غيوم دي ديولوفو- أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة خلال اليومين الماضيين لم ترحم الخيمة الخربة المصنوعة من المتوفر في خان يونس، حيث لجأت أم مع أطفالها الستة إلى باحة إحدى مدارس الأونروا، تحت القماش المشمع الذي مددوه فوق بضعة قضبان خشبية مهترئ يرفرف بفعل الريح، ولا يمنع قطرات الماء من التهاطل من خلاله.
وهنا تمتد الطوابير "لأكثر من كيلومترين، حيث ينام الناس هناك طوال الليل"، على أمل الحصول على أسطوانة غاز، يقول أوتشا "هناك تقارير تفيد بأن الناس يحرقون الأبواب أو إطارات النوافذ من أجل الطهي"، و"بشكل عام، نحن المواطنين لم نستفد سوى توقف القصف والهجمات. على الأقل ننام بسلام"، كما تقول المعلمة أسماء أبو صيام من خان يونس.
نقص الوقود
وأعلنت الأونروا أنها حصلت على 268 ألف لتر من الوقود خلال يومين، وتمكنت نحو 250 شاحنة من دخول الأراضي الفلسطينية بين يومي الجمعة والاثنين، وأحضرت معها الطعام ومياه الشرب والخيام والبطانيات والأدوية والبنزين، لكن ذلك مجرد قطرة في محيط، مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية المستمرة، وقد "تم توزيع البنزين للمساعدة في توزيع المواد الغذائية، وتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وشبكة المياه والملاجئ"، ولكن ذلك في الجزء الجنوبي من قطاع غزة فقط.
تقول تحرير النقلة القادمة من حي الشجاعية في مدينة غزة، والتي وجدت ملجأ لها مع نحو 3000 شخص في مدرسة الأونروا "حصلنا هذا الصباح على علبة من الحمص وأخرى من السردين"، وتضيف "زوجي عامل. لم يعمل منذ بداية الحرب، وليس لدينا المال. الحياة صعبة حقا. ليس لدينا سرير ولا بطانيات ولا ملابس دافئة للأطفال. إنهم مرضى وليس لدي دواء لعلاجهم".
جوناثان: التكلفة الحقيقية لهذا الصراع ستقاس بعدد أرواح الأطفال المزهوقة
ويقول المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في فلسطين جوناثان إن الأطفال هم أول ضحايا هذه الحرب، حيث قتل نحو 6 آلاف طفل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن "التكلفة الحقيقية لهذا الصراع ستقاس بعدد أرواح الأطفال".
وختم الكاتب بأن وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن الأطفال تمكنت خلال الهدنة، من إيصال المعدات الطبية إلى المستشفيات في شمال قطاع غزة التي كانت لا تزال تعمل، ومع ذلك تشعر اليونيسيف بالقلق من انتشار الأمراض الناجمة عن استهلاك المياه غير الآمنة، ومن الصدمة النفسية أيضا على المدى الطويل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بشرى كركوبي.. الضابطة المغربية التي تقود نهضة التحكيم الإفريقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعتبر المرأة المغربية نموذجاً للعطاء والتميز، استطاعت عبر العصور أن تواجه كل التحديات، تمتلك قدرات استثنائية تمكنها من التفوق في العديد من المجالات وتجعلها مصدر إلهام عربي وعالمي.
بشرى كركوبي، الحكم الدولي في كرة القدم، واحدة من ألمع النماذج المغربية، جمعت بين التميز المهني والتميز الرياضي، استطاعت أن تحقق إنجازات رائدة محلياً وقارياً ودولياً، إيمانها بأحلامها وقدراتها كان حافزاً قوياً لتحدي الصعوبات والقيود الاجتماعية بغرض الوصول إلى القمة، تزاوج بين مهامها المهنية في الشرطة برتبة "مفتش شرطة ممتاز"، حيث تعمل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس المغربية، وبين حملها للشارة الاحترافية كحكم دولي.
ولدت بشرى عام 1987، بمدينة تازة المغربية الواقعة بين جبال الأطلس المتوسط وجبال الريف، أحبت كرة القدم منذ صغرها لكن عائلتها المحافظة وقفت ضد رغبتها، مما جعلها تتمرد على الصورة النمطية للمرأة وتقرر مزاحمة الرجال في مجالات كانت حكراً عليهم خلال سنوات عديدة، ليلمع اسمها كأول امرأة أفريقية تتأهل كحكم الفيديو المساعد الفار(VAR)، هذه التقنية الذي تفرد بها المغرب أفريقياً في السنوات الماضية.
انضمت بشرى إلى المؤسسة الأمنية كضابطة شرطة، هذا الجهاز القوي الذي يرأسه السيد عبداللطيف الحموشي والذي يعد أبرز الشخصيات المغربية لتمتعه بشعبية كبيرة لدى المغاربة، حيث يتبنى رؤية حديثة انعكست على مسيرة بشرى كركوبي، إذ لا تقتصر مهامه على حفظ الأمن بل الإسهام في دعم وبناء قدرات المنتسبين لهذه المؤسسة الأمنية ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم من خلال توفير بيئة محفزة، الأمر الذي دفع بهذه الضابطة إلى التشبث بطموحها الرياضي وتحقيق التميز في مجال تحكيم كرة القدم، وبشخصيتها القوية وإدارتها الجيدة في الملعب كحكم، استطاعت لفت انتباه عشاق المستطيل الأخضر ودخول التاريخ بتتويجات مهمة.
انطلقت بشرى في مجال التحكيم عام 2001 من خلال مباريات محلية، وانضمت بعد ذلك إلى قائمة الحكام الدوليين المعتمدين لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، لتكون أول خطوة نحو مشاركات عالمية وقارية مهمة، وبفضل كفاءتها العالية، أصبحت بشرى كركوبي أول امرأة في تاريخ المغرب تدير نهائي كأس العرش سنة 2022، أما الحدث الأكبر عندما وقع عليها الاختيار وأصبحت أول امرأة تدير بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجال في 2024، كما أنها اختتمت نفس السنة بتتويجها بجائزة أفضل حكم في أفريقيا خلال حفل الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم الذي أقيم مؤخرا في مدينة مراكش.
لبنة أخرى في مسار التفوق المغربي في المجال الرياضي يتجسد في شخص بشرى كركوبي التي أكدت أن المرأة المغربية تستطيع أن تثبت حضورها في مواقع القرار سواء داخل جهاز الشرطة أو على المستطيل الأخضر، نجاحها لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة كفاح ومثابرة لسنوات طويلة، هي اليوم نموذج ملهم ليس فقط في المغرب، بل على مستوى القارة الأفريقية والعالم.
*كاتبة وإعلامية مغربية