تقرير: غزة تعيش في "فوضى مطلقة" وسط أوضاع مأساوية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قالت منظمات إغاثية، إن قطاع غزة يقع في "فوضى مطلقة"، وأشارت إلى أن وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس، سمح بوصول موجة من المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، لكن جماعات الإغاثة الإنسانية والمدنيين في القطاع تقول إن القوافل ليست كافية لتلبية احتياجات سكان القطاع، البالغ عددهم مليوني نسمة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أنه على الرغم من توقف القتال، يقول السكان إن الفلسطينيين في غزة يحرقون إطارات الأبواب وأكوام القمامة لطهي الطعام، وينامون متكدسين في الفصول الدراسية بالمدارس ومنازل الغرباء، ويتدافعون على الشاحنات التي تجلب المساعدات من مصر، في محاولة يائسة للحصول على الإمدادات.
وأوضحت أن وقف إطلاق النار أتاح لسكان غزة فرصة لدفن الموتى، وتقييم أحياء بأكملها تحولت إلى أنقاض، خلال 7 أسابيع من القصف الإسرائيلي.
The cease-fire in Gaza has brought relief, but it has also provided a glimpse of the problems that could follow once the war ends. “We’re dealing with a completely new reality in Gaza.” https://t.co/WDAp7Iduq1 https://t.co/WDAp7Iduq1
— The Wall Street Journal (@WSJ) November 28, 2023 ضغوط دوليةوحسب تقرير الصحيفة، زادت الأزمة الإنسانية في غزة من الضغوط الدولية على إسرائيل وحماس لتمديد وقف إطلاق النار المبدئي لمدة 4 أيام، للسماح بتدفق المزيد من المساعدات وتحقيق استقرار لوضع المدنيين في غزة.
وقال وسطاء مصريون وقطريون، أمس الإثنين، إنه تم تمديد التهدئة يومين آخرين، حتى يوم الأربعاء، وأكدت حماس في وقت لاحق التمديد الذي سيسمح بالإفراج عن المزيد من الرهائن.
وفي هذه الأثناء، نزح 1.7 مليون شخص داخلياً، معظمهم محشورون في النصف الجنوبي من قطاع غزة، بعد أن طالبت إسرائيل المدنيين بمغادرة الشمال، بعد أيام من بدء هجومها العسكري الشهر الماضي. ويقول البعض إنهم فقدوا الأمل.
وقالت بلسم هشام (35 عاماً)، وهي أم لـ 6 أطفال فرت من الشمال وتعيش في خيمة في الجنوب: "لا أريد مساعدات إنسانية، أريد العودة إلى منزلي في مدينة غزة، أتمنى لو قُتلت في غزة، ولم أضطر إلى عيش هذه الحياة هنا".
حصار كاملوبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يُسمح للمنظمات الإنسانية بإرسال 200 شاحنة يومياً إلى قطاع غزة، وهو أكبر عدد سجل من أي وقت مضى خلال الحرب.
وتشمل القوافل تسليم الوقود لمولدات الطاقة في المرافق، بما في ذلك المستشفيات. ولا يحصل قطاع غزة على إمدادات منتظمة من الكهرباء منذ إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقالت إسرائيل، التي أعلنت ما أسمته "الحصار الكامل" على قطاع غزة في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إنها تسهل تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال رئيس إدارة التنسيق والارتباط في غزة التابعة للجيش الإسرائيلي، موشيه تيترو، في مقطع فيديو نُشر على موقع إكس، الأحد: "نحن نركز حالياً على المساعدات الإنسانية على وجه التحديد لفصل الشتاء، مثل الخيام والبطانيات والمراتب".
ولا يزال عدد الشاحنات أقل من نصف المعدل اليومي الذي كان يدخل غزة قبل الحرب. ومن بين المشاكل التي تفاقم الأزمة في غزة أن الحرب أدت إلى توقف الاقتصاد، حيث يتم جلب الكثير من المواد الغذائية إلى غزة عن طريق الشاحنات من إسرائيل ومصر، وقامت الحكومة الإسرائيلية بقطع جميع الشحنات عبر المعابر من إسرائيل رداً على هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
تحديات كبيرةوتقول الأمم المتحدة ومنظمات أخرى إنها تضطر إلى التدخل لصالح القطاع الخاص، الذي انهار بسبب الحرب والحصار الذي تفرضه إسرائيل، وقد أدى ذلك إلى زيادة التحدي المتمثل في الحفاظ على سكان غزة خلال ما يتوقع أن يستمر لعدة أشهر أخرى من الحرب.
وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، منسقة الشؤون الإنسانية في غزة، تمارا الرفاعي: "إذا لم تكن هناك سلع تجارية في المتاجر، فإن ما نفعله بفعالية هو تحويل السكان بالكامل إلى الاعتماد حصرياً على المساعدات الغذائية، وهذا خطأ كبير فيما يتعلق بإدارة غزة".
وحتى خلال الأيام الأربعة الأولى من وقف إطلاق النار، يقول سكان غزة إن الزيادة في توصيل المساعدات لم تحدث فرقاً في حياتهم.
وضع يائسوأشارت الصحيفة، إلى أن الوضع في شمال قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، يائس بشكل خاص.، بعد أن حثت إسرائيل أكثر من مليون شخص يعيشون في شمال غزة على مغادرة المنطقة، لإعطاء الجيش الإسرائيلي حرية أكبر في العمل.
وتقول جماعات الإغاثة إن التقديرات تشير إلى أن عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف، بقوا في البلاد، لافتة إلى أن العديد منهم بقي مع أقاربهم المرضى أو الجرحى أو المسنين الذين لم يتمكنوا من الحركة.، فيما اختار آخرون البقاء خوفاً من عدم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.
وقالت بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في منظمة أوكسفام الخيرية لمكافحة الفقر: "إننا نتعامل مع واقع جديد تماماً في غزة، لقد كانت لمحة عن مستقبل ما ستكون عليه غزة بعد الحرب، وهي فوضى مطلقة. ليس هناك سيادة القانون. لا توجد شرطة. الناس يدافعون عن أنفسهم."
وفي جنوب غزة، أصبح الغذاء والضروريات الأخرى متاحاً بسهولة أكبر، لكن عدداً متزايداً من الفلسطينيين هناك يقولون إنهم لا يستطيعون تحمل الأسعار المرتفعة للضروريات مثل الدقيق والخضروات.
مصير مجهولويقول الفلسطينيون في المنطقة إنهم ينتظرون ساعات، ويبقون في بعض الأحيان في طوابير طوال الليل، للحصول على الضروريات مثل الخبز والماء. ويمتد خط واحد لغاز الطهي في مدينة خان يونس الجنوبية لأكثر من ميل، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقالت سهى محمود (45 عاماً)، التي تقيم في إحدى جامعات خان يونس، بعد أن فرت عندما اقتربت الدبابات الإسرائيلية من منزلها بالقرب من الميناء البحري في مدينة غزة: "كل شيء باهظ الثمن، وليس لدينا المال. لم نحصل على أي مساعدات إنسانية".
ومثل العديد من الفلسطينيين الآخرين، غادرت محمود منزلها وهي تحمل القليل من الممتلكات فقط.، وأوضحت أنها ذهبت إلى متجر محلي لشراء مجموعة من الملابس الدافئة لابنتها البالغة من العمر 7 سنوات، لتجد أن ثمنها يكلف 50 شيكل إسرائيلي، ما يقارب 13 دولاراً.
وأضافت "لا نعرف ما الذي سيحدث بعد هذا التوقف، إذا كنا سنعود إلى ديارنا، أو إذا كنا سنحصل على أي مساعدة"، وتابعت "إننا نتجه نحو المجهول".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأمم المتحدة وقف إطلاق النار قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً: