كيف تساهم الطاقة النووية في حل مشاكل المناخ؟.. خبير يوضح
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قال الدكتور ماهر عزيز عضو مجلس الطاقة العالمى، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر المجتمع الدولي من تأجيل اتخاذ التدابير اللازمة بشكل عاجل لحماية الغلاف الجوي للأرض من تغير المناخ، مؤكداً أن "التقاعس يعني الموت". في إشارة إلى حقيقة أنه لا تزال حالة الطوارئ المناخية قضية ملحة، والتأخير في معالجة هذه القضية قد يؤدي إلى تدمير العالم.
وتابع عزيز أنه بحسب آخر البرامج المناخية لمختلف البلدان، فإنه في حال استمرت السياسة المتبعة حالياً، فإن درجة حرارة الأرض سترتفع بمقدار 2.8 درجة مئوية. وهذا أعلى بكثير من الحد الأقصى وهو "درجتان مئويتان"، وهو ما يعتبر مؤشراً حرجاً.
ومع ذلك هناك فرصة لتقليص الفجوة في انبعاث الغازات الدفيئة إلى ما يقرب من 16-22 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على سقف درجة الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستثمار في سبع تقنيات رئيسية في محفظة الطاقة:
• كفاءة الطاقة.
• الطاقة الشمسية.
• طاقة الرياح.
• الطاقة الحرارية الجوفية.
• طاقة الكتلة الحيوية.
• الطاقة النووية.
• التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون.
وأشار عزيز أنه من الضروري تطبيق هذه التقنيات قبل عام 2050 لتحقيق استقرار في مستوى انبعاث الغازات الدفيئة على المدى القصير إلى المتوسط. ومن بين هذه التقنيات، تحتل الطاقة النووية مكانة رائدة وتمثل أحد الحلول الأكثر فعالية للحد من انبعاث الغازات الدفيئة وضمان إنتاجية مستقرة للطاقة.
ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن الطاقة النووية يمكن أن تلعب دورًا في تحقيق نظام الطاقة المتوازن، مما يوفر الاستقرار والنظافة البيئية. وهنا لابد من التأكيد على حقيقة أن الطاقة النووية لا تسبب انبعاث ثاني أكسيد الكربون أو الإشعاع أو ملوثات الهواء أثناء التشغيل.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للطاقة النووية أن تعمل مع مصادر الطاقة المتجددة لتوفير تغذية أساسية وموثوقة للطاقة الكهربائية وتسريع التحول إلى مصادر طاقة أنظف من المصادر التقليدية التي يتم استخدامها على نطاق واسع في الوقت الحالي.
ونظراً للظروف الجيوسياسية الحالية والأهمية القصوى للحفاظ على المناخ ومتطلبات تحويل الطاقة، فإن التغييرات الجذرية مطلوبة في نظام الطاقة العالمي. كما إنه يتعين بذل المزيد من الجهود لتحقيق الأهداف المناخية الطموحة وضمان الحصول على الطاقة النظيفة. ويمكن للطاقة النووية، بل ويجب عليها، أن تلعب دورًا رئيسيًا في هذه العملية، حيث توفر إنتاجًا مستقرًا وفعالاً للكهرباء للعالم أجمع.
كل هذه العوامل تشير إلى الدور المتزايد على نطاق واسع للطاقة النووية في المستقبل، وخاصة ضمن سيناريوهات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الموجهة نحو تحقيق درجة حرارة تتراوح بين 1.5 و2 درجة مئوية بحلول عام 2050. وستلعب الطاقة النووية دورًا مهمًا في توازن الطاقة العالمي وتلبية الطلب العالمي على الطاقة الكهربائية.
وأكد ماهز عزيز إنه مع مواكبة الاتجاه العالمي، تمضي مصر قدمًا بشكل فعال في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية في محافظة مطروح بالتعاون مع شركة روساتوم الروسية الحكومية، وستتكون محطة الضبعة للطاقة النووية من 4 مجموعات للطاقة النووية بقدرة إجمالية 4.8 جيجاواط. توفر هذه القدرة توليد حوالي 31.2 تيراواط/ساعة سنويًا من الطاقة منخفضة الكربون، مما سيقلل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون في مصر بمقدار 15 مليون طن - أي حوالي 7% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد.
تمثل برامج الطاقة طويلة الأمد الحالية طيف واسع من الأساليب الخاصة بإدارة الطاقة وتغير المناخ. وهي تتراوح بين الخطط التي تتوقع تغييراً طفيفاً أو عدم حدوث تغيير على الإطلاق في سياسات الطاقة والمناخ، إلى تلك التي تقترح أساليب معقدة ولكنها مجدية من الناحية الفنية لمكافحة تغير المناخ، وتحسين الحصول على الطاقة والحد من تلوث الهواء.
يلعب توازن الطاقة في هذه البرامج دوراً هاماً، لأنه يحدد إمكانية استخدام مصادر الطاقة النظيفة التي يمكن أن تكون متاحة على الصعيدين الوطني والعالمي. ومن بين هذه المصادر مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية والهيدروجين كحامل للطاقة.
ويكتسب دور القوى النووية أهمية متزايدة في جميع السيناريوهات. إذ إن إمكاناتهم العالية للحد من انبعاث الغازات الدفيئة تجعلهم لاعبين رئيسيين في عملية مكافحة تغير المناخ. ويتم تعزيز هذا الدور في السيناريوهات المناخية الطموحة التي تستهدف تحقيق تخفيض كبير في انبعاث ثاني أكسيد الكربون. وفي مثل هذه السيناريوهات، تصبح القوى النووية جهات فاعلة أكثر أهمية في ضمان توازن الطاقة.
وتشير التوقعات الخاصة بتطور الطاقة النووية إلى أن حصتها من إجمالي إنتاج الطاقة الكهربائية سوف تزداد بشكل حاد مقارنة بالمستويات الحالية. وينطبق هذا بشكل خاص على سيناريوهات اللجنة الحكومية الدولية التي تحدد ارتفاع درجات الحرارة بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية. ويبلغ معدل نمو هذا القطاع نحو 85% في ظل السيناريو الصفري الذي اقترحه خبراء المناخ.
وعلى المستوى العالمي، من المتوقع أن تتجاوز حصة القوى العالمية النووية في ميزان الطاقة الإجمالي 17% بحلول عام 2040، مقارنة بالمشاركة التي بلغت أقل من 5% في عام 2023. وهذا يشير إلى الدور المتزايد للطاقة النووية في مشهد مستقبل الطاقة.
وتسلط هذه البيانات الضوء على أهمية وجدية الدور الذي تلعبه القوى العالمية النووية في مكافحة تغير المناخ وضمان أمن الطاقة العالمي. باعتبار أن الطاقة النووية هي مصدر طاقة مستقر وصديق للبيئة ولا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون أو الإشعاع أو ملوثات الهواء أثناء التشغيل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعمل هذه الطاقة مع مصادر الطاقة المتجددة، مما يوفر تغذية طاقة كهربائية بشكل أساسي ومستقر وتساهم في مزيد من الترويج لمصادر الطاقة المتجددة. وتتمتع الطاقة النووية أيضًا بالقدرة على إنتاج هيدروجين منخفض الكربون بأسعار معقولة ويمكن أن تساعد في تكامل قطاع الطاقة وخلق فرص عمل عالية الجودة.
كل ذلك يشير إلى أن الطاقة النووية سوف تستمر في النمو وتلعب دورًا متزايد الأهمية في تخطيط برامج الطاقة في المستقبل، خاصة في سياق تحقيق الأهداف المناخية الطموحة وتحقيق ميزان الطاقة المستدامة والنظيفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصادر الطاقة المتجددة ثانی أکسید الکربون للطاقة النوویة تغیر المناخ درجة مئویة النوویة فی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
لماذا ثبت البنك المركزي المصري أسعار الفائدة؟ خبير يوضح
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن قرار البنك المركزي المصري بتثبيت أسعار الفائدة للمرة الثانية في 2025، ليُبقي سعر الإيداع عند 24% والإقراض عند 25%، جاء موافقا للتوقعات في ظل تراجع معدل التضخم السنوي الأساسي إلى 11.4% في يونيو مقابل 13.1% في مايو, موضحا أن تثبيت سعر الفائدة مناسب لدعم المسار النزولي للتضخم .
وأوضح غراب, أن قرار البنك المركزي بالإبقاء على سعر الفائدة في اجتماعه الرابع خلال العام الجاري جاء بعد خفض سعر الفائدة مرتين في الاجتماعين الماضيين في أبريل ومايو بنسبة 3.25%, كما جاء بالتزامن مع قرار الاحتياطي الفيدرالي الإمريكي بتثيت سعر الفائدة خلال اجتماعه الأخير في الثامن عشر من يونيو الماضي, موضحا أن اقرار البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة جاء بعد الصراع بين طهران وتل أبيب وآثاره وتداعياته الاقتصادية وحالة عدم اليقين وتبعات هذه الحرب من رفع في أسعار النفط والغاز، خاصة وأن مصر تستورد المواد البترولية والتي زاد سعرها عالميا، إلى جانب زيادة تكلفة السلع الاستراتيجية خاصة الحبوب الغذائية التي تستوردها مصر نتيجة ارتفاع تكلفة رسوم الشحن والنقل البحري وتعطل سلاسل الإمداد، إضافة إلى عدم استقرار التجارة العالمية بعد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب والحرب التجارية بين أمريكا والصين.
وأشار غراب، إلى أنه رغم توقف الصراع بين طهران وتل أبيب إلا أن توابعه لازال تأثيرها السلبي قائما وقد تتسبب في استمرار الضغوط التضخمية العالمية نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز واضطراب سلاسل التوريد والتي قد تتسبب في رفع أسعار السلع الأساسية وزيادة تكلفة الاستيراد, ولذا لجأ البنك المركزي لتثبيت سعر الفائدة رغم أن سياسته كانت تسير في طريق تخفيف حدة سياسة التشديد النقدي, ورغم إنه مع تراجع التضخم لشهر يونيو بعد صعود خلال مايو وأبريل الماضيين إلا أن سعر الفائدة الحقيقي مازال مرتفعا, ورغم أن هناك متسع أمام لجنة السياسة النقدية أن تخفض من سعر الفائدة إلا أنها لجأت إلى تثبيت سعر الفائدة نتيجة التوترات الجيوسياسية وتداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية الاقتصادية .