دمشق-سانا

سلط الدكتور الباحث نبيل طعمة من خلال محاضرته بعنوان “فائض القوة بين الإنسانية والبشرية” الضوء على المراحل التي مر بها الإنسان في حياته ومعارفه التي اكتسبها من خلال وجوده في الطبيعة وتعرفه إلى الحيوان والنبات والجماد.

وبين طعمة في محاضرته بثقافي أبو رمانة أن الإنسان تطور إلى أن وصل إلى البشرية متحولاً من شيء ثم إلى إنسان ثم إلى بشر، لافتاً إلى أن “كلمة بشر اختزلت معاني الشر والشهوة والشراهة”.

ورأى طعمة أن فائض القوة البشرية شكل إرباكاً نوعياً للحركة الكونية من خلال ظهور الاضطرابات المناخية والاحتباس الحراري والاضطراب في الغلاف الجوي ونقص الأمن الغذائي العالمي بسبب الخلل الاقتصادي.

وأضاف طعمة: إن أفكار الليبرالية الحديثة استهدفت القيم والأخلاق إلى أن أصبح كل شيء مشاعاً بين أيادي الصغار أخلاقياً الذين إن تمكنوا من القوة أحدثوا اضطراباً مضافاً بدءاً من الفرد والمجتمع وانتهاء بالدولة.

وأشار الباحث نبيل طعمة إلى أنه من المؤكد أن أمريكا هي أخطر من ساهم بوجود الليبرالية الحديثة مع القوة الغربية في المنطقة، مبيناً أن سورية هي محور المواجهة المقصود في كل التطلعات الأخرى.

وحسب طعمة فإن العالم اليوم بسبب القوة الفائضة وعدم التعامل معها بشكل صحيح دخل في العتمة الشاملة، نتيجة الاهتراءات الاقتصادية والاجتماعية التي تنشئ فراغات وهوات سلبية النتيجة دون أن يكون للأخلاق والقيم وجود فلا بد من الحذر والوعي وانطلاق قوة المواجهة.

الدكتور فرحات الكسم الذي أدار المحاضرة لفت إلى ضرورة البحث عن إثبات الذات في مرحلة سيطرة الظروف المادية على الإنسان التي حولته إلى جماد، فلا بد أن يواجه ويثبت وجوده من خلال القيم والعقل.

حضر النقاش والحوار والمحاضرة مهدي دخل الله عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وسليم حرداوي عضو قيادة مدينة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي والشاعر خليل يوسف، وعدد من أعضاء مجلس الشعب الذين شاركوا في الحوار وإغناء الرؤى المطروحة.

وقدم المشاركين في المحاضرة رئيس المركز الثقافي في أبو رمانة عمار بقلة معرفاً بالمعاني والأسس التي من المفترض أن يسيروا من خلالها الإنسان.

وفي تصريح لـ سانا قالت مديرة ثقافة دمشق نعيمة سليمان: عندما يمتلك الإنسان القيم والأخلاق والعقل بإمكانه أن يحول فائض القوة إلى خدمات إيجابية تفيد الإنسان وحياته، وذلك من خلال سيطرته على ذاته في تطبيق ما يحول المجتمع إلى قوة تسعى في تطورها إلى الخير والمحبة والأمان.

يذكر أن المحاضر الدكتور نبيل طعمة عضو مجلس الشعب وعضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين، وهو مؤلف للعديد من كتب الفلسفة وعلم النفس من مؤلفاته فلسفة التكوين الفكري وجدلية التصوف، وأشرف على إنتاج العديد من الأعمال الدرامية.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

منظمة حقوقية: الحوثيون يختطفون أكثر من 75 شخصاً في صنعاء وصعدة بتهمة التخابر مع أمريكا

أفادت منظمة حقوقية، باختطاف جماعة الحوثي أكثر من 75 شخصاً في صنعاء وصعدة، خلال الأيام الماضية، بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة.

 

وقالت منظمة سام للحقوق والحريات ـ في بيان لها إن الجماعة شنت حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات المدنيين في 26 و27 مارس 2025، في كل ٍ من صنعاء وصعدة، بتهم "التخابر مع الطيران الأميركي" عقب الغارات الجوية التي استهدفت مواقع حوثية في مناطق مختلفة".

 

ونقلت المنظمة عن مصادر مطلعة قولها إن أجهزة الأمن التابعة للجماعة أقدمت على احتجاز أكثر من 75 شخصًا، بعضهم لمجرد تصفحهم الهواتف أثناء الغارات، بينما اتهم آخرون بالتواصل مع جهات أجنبية.

 

وأكدت أن هذه الانتهاكات تعكس منهجية متزايدة للقمع وتكميم الأفواه، وتهدد السلم المجتمعي في اليمن، وتمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية،

 

وطالبت منظمة "سام" بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفيًا الذين تم اختطافهم دون أي مسوغ قانوني، لافتةً إلى أن استمرار سياسة الإخفاء القسري والاحتجاز خارج إطار القانون يمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية، وهو أمر لا يمكن القبول به أو التغاضي عنه...".

 

ودعت إلى ضرورة إجراء تحقيقات دولية مستقلة وشفافة في جميع الانتهاكات المرتكبة، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، محذرةً من أن الإفلات من العقاب يشجع على تكرار الجرائم، ويزيد من معاناة الضحايا وعائلاتهم، وهو ما يستدعي وجود التزام جاد من قبل المجتمع الدولي بمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم.

 

كما طالبت المنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفاعل للضغط على جميع الأطراف المتورطة في الانتهاكات، وضمان احترام حقوق الإنسان في اليمن، واتخاذ خطوات عملية حقيقية تضمن وقف هذه الجرائم، سواء من خلال فرض عقوبات على الأفراد والجهات المسؤولة عنها، أو من خلال دعم آليات المراقبة والمساءلة، معتبرةً أن تحقيق السلام والاستقرار في اليمن لا يمكن أن يتم في ظل استمرار الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان.


مقالات مشابهة

  • كيف تقلل مخاطر تناول الفسيخ والرنجة والكحك في العيد؟.. الدكتور مصطفى شعبان يجيب
  • صاروخ “ذوالفقار” يضرب مطار “بن غوريون” وملايين المستوطنين يتدافعون إلى الملاجئ
  • حماس: قتل الأطفال يوم العيد يكشف عن فاشية الاحتلال وتجرده من القيم الإنسانية
  • الجنبية النجرانية.. إرث ثقافي حاضر في الأعياد والمناسبات
  • منظمة حقوقية: الحوثيون يختطفون أكثر من 75 شخصاً في صنعاء وصعدة بتهمة التخابر مع أمريكا
  • فائض ميزانية جنوب أفريقيا يصل إلى 1.33 مليار دولار في فبراير
  • مظاهر العيد.. عادات عمانية راسخة تعبّر عن القيم والأصالة
  • احدهم القى رمانة يدوية.. القبض على 5 متهمين بقضايا قانونية مختلفة في بغداد
  • منال عوض: الاستجابة لـ78 شكوى لمواطنين بالمحافظات بوحدة حقوق الإنسان
  • نبيل عبد الله: قواتنا بسطت سيطرتها على سوق ليبيا بأم درمان