"قبقاب وعود بخور".. آخر ما تبقى من سيرة ريا وسكينة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
"ريا وسكينة وحسب الله وعبد العال" الأسماء وحدها كفيلة أن تجعل الخوف يتسلل إلي قلبك، هم سارقي الذهب وقتلة النساء في الإسكندرية، أشهرهم "ريا" وشقيقتها "سكينة" السفاحتان اللاتي هزت جرائهما "حي اللبان".
رحلة السفاحتان من الصعيد إلي اللبانجاءت "ريا وسكينة" من الصعيد واستقرا في الإسكندرية تلك المدينة الهادئة التي لم يعكر صفو هدوئها سوى "ريا" التي تزعمت عصابة روعت أهل "حي اللبان" وضمت زوجها حسب الله وشقيقتها سكينة وزوجها محمد عبد العال وعرابي وعبد الرازق بعد تردي الأوضاع الاقتصادية التى مرت بها مصر بعد الحرب العالمية الأولى.
اختارت "ريا" وعصابتها الطريق الأسرع لجني المال من تسهيل الدعارة وتعاطي المخدرات والخمور إلي قتل السيدات من أجل سرقة النقود والذهب، كانتا "ريا وسكينة" يجلبان السيدة التي شاء حظها العثر إلي بيتها الكائن في "حي اللبان" ويشتركان جميعا في قتلها وسرقة مصوغاتها الذهبية بينما يتولى "حسب الله وعبد العال" تكمن مهمتها الأخيرة في دفن الجثة.
عود بخورضحايا ريا وسكينة تتزايد وتضج بهم الحفرة الموجودة أسفل بيتهم بينما "ريا" تطلق النار في أعواد البخور لتغطي على رائحة الجثث التي وصلت إلي 11 جثة، بينما بلاغات الاختفاء تتوالى على قسم اللبان عن "نظلة أبو الليل وخضرة محمد اللامي ونبوية جمعة وأنيسة رضوان" وغيرهن، لم تشك الشرطة مطلقاً في كون المجرمين من السيدات، وركزت التحريات عن المشتبه فيهم من الرجال بالإضافة إلي ظاهرة هروب السيدات من عائلاتهن بسبب الفقر أو العشق.
حل اللغزلم تتوقف جرائم ريا وسكينة للضحايا التي وصل عددهن إلي 17 سيدة في الوقت الذي يحاول فيه اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم اللبان حل اللغز الذي كشفته الصدفة عندما عثر أحمد مرسي الرجل ضعيف البصر على جثة أثناء حفره لإجراء السباكة في بيت بالقرب من قسم اللبان، دلت التحريات أن المستأجر يدعى محمد أحمد وكان يقوم بتأجير حجرات البيت من الباطن لحسابه، ومن بين المستأجرين كانت "سكينة" وهي أخر من استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل على الجثة أسفل البلاط، وتركتها الغرفة بعد أن طردها صاحب البيت بحكم قضائي وحاولت العودة ولكن صاحب البيت رفض، تمسك "سكينة" بغرفتها ومحاولاتها بإغراء صاحب البيت وبكل الطرق دفع اليوزباشي للشك في أنها وراء قتل الضحية.
بديعة تقود العصابة إلي حبل المشنقةمع الحفر عثر رجال الشرطة على جثث 11 سيدة مقتولة، وقبض علي ريا وعصابتها ووجهت لهم تهمة القتل العمد لـ 17 سيدة، ورغم إنكارهم في بداية التحقيقات إلا أن بديعة ابنة ريا من زوجها حسب اعترفت بكل جرائم العصابة أمام اليوزباشي إبراهيم حمدي، وتم إدانتهم من قبل المحكمة، ونفذ في حقهم حكم الإعدام في 21 و 22 ديسمبر 1921، وباتت ريا وسكينة أول سيدتين يتم تنفيذ حكم الإعدام عليهن في تاريخ مصر الحديث.
إعدام ريا وعصابتها وآخر ما تبقى منهامرت أكثر من 100 عام على إعدام عصابة ريا وسكينة وحكاياتهم لا تنتهي، ألهمت قصتهما كتاب السينما والمسرح وتناولتها في عدد من الأفلام والمسلسلات ومسرحية وحيدة وهي "ريا وسكينة" من بطولة شادية وسهير البابلي، وبعيدا عن شاشة السينما لم يتبقى من سيرة ريا وسكينة سوى "مكحلة وقبقاب وأبريق وبخور" توارثها صاحب مقهى وواحد من أبناء حي اللبان عن أجداده الذين عاصروا فترة القبض علي العصابة التي هزت الإسكندرية ووصل صدى الهزة إلي جميع أنحاء المحروسة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ريا وسكينة ریا وسکینة
إقرأ أيضاً:
ريّا وسكينة.. من قيد الجريمة إلى لحظة الإعدام تاريخ لا يُنسى
في زوايا التاريخ، تبقى ذكرى ريا وسكينة مشهداً دامياً، حيث تتساقط أسماء الضحايا في صفحات الماضي، ويظل السؤال عن العدالة والتاريخ يطرح نفسه بإلحاح.
في مثل هذا اليوم، تمر ذكرى إعدام ريا وسكينة، اللتين هزّت جريمتهما القلوب وأثارت الفزع في أرجاء البلاد.
امرأتان من طنطا، تحوّلتا إلى أسطورة من أساطير الجريمة، كانتا تمثلان القسوة والجشع، بينما كانتا في الوقت نفسه نماذج مؤلمة للضعف الإنساني تحت وطأة الظروف.
لقد كانت جريمة "ريا وسكينة" واحدة من أشنع الجرائم التي وقعت في القرن العشرين، حيث دارت أحداثها في منتصف العشرينات، واهتزّت لها أرجاء البلاد، إثر قتل النساء في جريمة بشعة تحت ستار التجارة والثراء السريع.
ريا وسكينة، اللتان كانتا يبيعان الأوهام ويغزلان الأكاذيب، استقطبتا ضحاياهما في قلب الإسكندرية، وفي كل مكان كانتا تمارسان فيه الحيلة والخداع، حتى انتهى بهما الأمر في قفص الاتهام، حيث تم إعدامهما، في لحظة لا يمكن أن يمحوها الزمن من الذاكرة.
إعدام ريا وسكينة لم يكن نهاية الجريمة، بل بداية للحديث عن القيم، الإنسانية، والعدالة في المجتمع.
مشاركة