28 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
حيدر الموسوي
من اعظم العناوين ان يصل المرء إلى هذه المنزلة لذلك كان هناك العديد ممن ذهبوا إلى الحرب ولم ينالو هذه المنزلة العظيمة التي كان رجال دين يقبلون أيادي المجاهدين لم ينالوها.
ولكن هنا نعود إلى تفصيلة مهمة في الواقع الشيعي.
كانت الشهادة مترابطة تاريخيا مع الطائفة الشيعية منذ استشهاد ال بيت الرسول وحتى يومنا هذا مرورا بحقب وادوار مختلفة.
بعد حقبة ٢٠٠٣ وتحديدا بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انها دولة احتلال حدث نوع من الحراك في الداخل العراقي تمثل بمقاومة المحتل هذا الأمر اول من رفع شعاره في الداخل الشيعي بعض الأطراف وكان أهمها التيار الصدري في وقتها غير ان الصورة لم تكن جدا واضحة لدى الآخرين فقبال ذلك كان هناك رأي آخر تمثل بمرجعية النجف التي ترى بأن القوى غير متكافئة ويجب ان يكون الضغط على قوى المحتل الأمريكي بطرق اخرى عبر مفاوضات من قبل الحكومة الرسمية.
استمرت تلك الجدلية حتى عام ٢٠١١ عندما وقعت اتفاقية الاطار الاستراتيجي ابان حكومة المالكي بين البلدين والتي قضت بخروج جميع القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى من العراق.
غير انها ما لبث ان عادت تلك القوات بعدد اقل وصفات وعناوين اخرى بطلب من حكومة العبادي في احداث الحرب على د ا ع ش واستمر التمديد لها حتى يومنا هذا بطلب حكومي رسمي باستثناء قرار البرلمان بعد جريمة المطار والذي تم بموجبه التصويت بخروج تلك القوات إلا انه كان قرار غير ملزم باعتبار ان اتفاقيات مبرمة وتحتاج وقت للتفاهم حول الية انسحابهم من البلاد.
الأطراف المقاومة استمرت بين فترة وأخرى باستهداف تلك الاماكن التي تأوي تلك الوجودات العسكرية.
ولكن احيانا يكون هناك هدوء لان الحكومة تطلب من تلك الأطراف ترك تلك الاستهدافات لاجراء مفاوضات لحين انسحابهم من البلاد
واستمر النقاش حول شكل وتوصيف وجود قوات قتالية ام فقط مدربين ومستشارين إلى الان حتى اصبح الامر مزعج جدا لجميع من يأتي لاستلام زمام امور الحكم في البلاد.
بعد تصاعد احداث غزة قرر تشكيل المقاومة الاسلامية بالعودة إلى استهداف المصالح الأمريكية من اجل توحيد ساحات المقاومة في المنطقة والضغط على واشنطن لكي تعمل على وقف إطلاق النار او فك الخناق والتضييق على حماس ، واستمر الأمر لأكثر من شهر وكانت واشنطن تحذر من انها سترد على تلك الهجمات وحدث بالفعل ذلك حينما تم استهداف مكانين منفصلين واستشهد فيه عدد من ابناء ال ح ش د الشعبي.
هنا ياتي الموقف المنقسم داخل البيت الشيعي السياسي وحتى الديني فما زالت مرجعية النجف التي أعطت فتوى بوجوب كفائي للدفاع عن العراق موقفها من تلك الاستهدافات هو ذاته لم يتغير ما بعد ٢٠٠٣.
اي انها تعتمد الاطر الرسمية في المفاوضات مع واشنطن ولا تحبذ الذهاب إلى التصعيد لانها تعتقد ان المعادلة غير متوازنة فضلا عن تداعيات تلك الضربات وردود الفعل الانتقامية الاجرامية التي ستخرج من البيت الأبيض.
فيما يرى اخرين ان الشيعة واولادهم هم مشاريع استشهاد ويجب الذهاب إلى هذه القضية وهذا الأمر فيه كلام واراء اخرى لانه لا يوجد اي منطق يقول بان اولاد الشيعة ولدوا لكي ينالو الشهادة أبدا ولا يقول به فقيه ولا عالم دين.
بالتالي هناك فرق بين قتال من جاء اليك ليقتلك مثل ما حدث مع ال ق ا عدة و داع ش.
وبين من هو لا يستهدفك وهناك امكانية لعقد اتفاقيات ممكن ان تسهل عملية خروجه مستقبلا بعيدا عن الدخول في اتون الحرب وتجنيب البلاد والناس سيل من الدماء.
رحم الله جميع الشهداء ومازلنا نعتقد بأن الموقف المتمثل بالحكومة هو من يحسم الأمر خاصة وانها مخولة من جميع الأطراف السياسية في البلاد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ندوة ثقافية حول ثقافة الجهاد والاستشهاد بجامعة صنعاء
يمانيون../
نظمت كلية التربية و ملتقى الطالب الجامعي بجامعة صنعاء اليوم ندوة ثقافية بعنوان ” ثقافة الجهاد والإستشهاد ثقافة حياة ومقاومة ” تحت شعار شهداؤنا عظماؤنا “.
تناولت الندوة التي حضرها نخبة من الأكاديميين وجمع من الطلبة ، ست أوراق عمل ، تضمنت قراءة في نتائج تضحيات الشهداء التي أثمرت نصراً وعزاً وقوة قدمها عميد الكلية الدكتور سعد العلوي ، فيما تطرق الدكتور عبدالله الخالد إلى مفهوم الشهادة والاستشهاد ، واستعرض الدكتور طه الأهدل دلائل ومعاني الجهاد والتأكيد بأن ثقافة الجهاد ثقافة حياة ومقاومة وعنوان للحياة الأبدية .
وتطرق الدكتور غالب عامر إلى التربية الجهادية وموقعها القرآني والنصوص النبوية ، واستعرض الدكتور بشير مفرح، والتربية الجهادية في فكر السيد القائد التي قدمها في محاضراتها الرمضانية وتركيزه على الجانب الإيماني، والسلوكي والتقني، والتربية الجهادية عبر الانتقال من الحالة الفردية إلى الحالة العامة، والجهاد إحسان للمجتمع ، فيما تطرق الدكتور محمد تقني، والدكتور عبدالله طالب إلى موقع ومكانة الشهداء عن الله تعالى “.
وأكد المشاركون أن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات ومن أعظم الطاعات لما يترتب عليه من إعلاء كلمة الدين ومواجهة الطاغوت ، ووعد الله للمجاهدين بنيل إحدى الحسنيين إما نصر من الله تعالى في الدنيا ونصرة الحق والدين وإما الشهادة والفردوس الأعلى.
وأشاروا إلى منزلة ومكانة الشهداء عن رب العالمين الذين باعوا أنفسهم من أجل الله و استرخصوا الحياة في سبيل إعلاء كلمة الله العليا ونيل رضاه ونصرة المستضعفين ومواجهة الطغاة والمستكبرين .. موضحين أن سنة الله اقتضت أن يصطفى من عباده من يشاء فيرفع درجاتهم ويعلي شأنهم ويزيد فضلهم ومكانتهم لتصبح منزلة الشهداء ومقام الشهادة في سبيل الله من أعلى المقامات والدرجات عن الله تعالى.
ولفتوا إلى أن الجهاد يصنع وعي المجتمع ويخرجه من حالة التزييف والضلال إلى حالة الوعي والبصيرة، .. مشيرين على ان العدو استطاع أن يلغي آيات الجهاد ومواضيع التي تتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي من مناهج التعليم في أكثر من 12 دولة عربية التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع الكيان الصهيوني.
وشدد المشاركون على ضرورة ترسيخ مفهوم ثقافة الجهاد والاستشهاد في نفوس ووجدان الأجيال والاضطلاع بالواجبات في مختلف الميادين والتحرك الجاد في كل المسارات الإدارية والعلمية والجهادية لمواجهة الظلمة والمستكبرين .
تخلل الندوة التي حضرها أعضاء هيئة التدريس وجمع من الطلاب والطالبات ، مداخلات حول أهمية إحياء هذه المناسبة بما يليق بعظمة الشهداء وجعلها ذكرى مُقدسة تمجيداً لعطاء الشهداء الذي يعد أرقى عطاء وأسمى ما يجود به الإنسان لحاضر الأمة ومستقبلها و لعزة والنصر والحرية والكرامة وتعزيز مبدأ الشهادة في نفوس الأجيال .