د. آمال جبور أفضت الدراسة الحديثة التي استهدفت 1000 عينة  من الشباب أردني، والتي أعلنت عنها مؤخرا مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية، بنتائج غير مأمولة على مستوى اهتمام الشباب الاردني بالسياسة، إذ تشير استطلاعات الرأي في الدراسة إلى أن 70٪ من الشباب الأردني غير مهتم بالسياسة. تحت عنوان  “الشباب والشابات في الأردن”  للدكتور محمد أبو رمان ووليد الخطيب، وأعلنت نتائجها مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية والمعهد المحلي المسؤول عن العمل الميداني في الأردن مركز نماء للاستشارات الاستراتيجية.

وتعاكس في مخرجاتها الرغبة السياسية العليا والتوجهات الإصلاحية التي تقوم بها الدولة الأردنية منذ سنوات لتطوير وتحديث المنظومة السياسية والاقتصادية والإدارية في الأردن، والتعديلات الدستورية التي جاءت لتصب في صالح الشباب والمرأة وحثهم على الانخراط في العمل السياسي والحزبي. الدراسة التي ركزت على ثلاثة أسئلة رئيسة، يتعلق السؤال الأول منها حول التوجه الديني للشباب الأردني وقيمهم الاجتماعية، فيما تعلق السؤال الثاني بمواقف الشباب من موضوع الديمقراطية والسياسات الأردنية، والثالث حول المناخ، تثير نتائجها تساؤلات حول ثلاثية الدولة والدين والسياسة في ذهنية الشباب الأردني، بين قناعات وتناقضات في آن واحد، ونظرة هذه الشريحة الاجتماعية الواسعة للعمل السياسي والأنظمة الديمقراطية وانتماءاته الدينية. وقد أشارت الدراسة في بند الدين، التي شملت الفئة العمرية من (16-30 ) إلى ارتفاع ملحوظا لأهمية الدين لدى الشباب الأردني وانتشار النزعة المحافظة لديهم ، وأعتقد 85٪ من الذكور و82٪ من الاناث أن الإسلام يجب أن يلعب دوراً كبيرا في الحياة العامة. وهذه النتيجة لها دلالاتها المستقبلية لما ستؤول له اصطفافات الشباب الأردني الذي يشكل أكثر من 60%  من المجتمع وخياراته السياسية القادمة وأيّ أحزاب سينخرط بها الشباب ذو النزعة الدينية المحافظة حسب نتائج الدراسة. وأضاف بند الدين بالدراسة ايضاً مؤشرا ً جديداً، يرى به الشباب أنفسهم أكثر تدينا مما كانوا عليه قبل خمس سنوات، و إلى انتشار الدين والنزعة المحافظة بين الشباب، والتي ستؤثران بلا شك على نظرتهم للحكومة. أما في بند السياسة والديمقراطية ضمن الدراسة، تبين أن نسبة 31٪من الذكور و23٪ من الاناث يفضلون بشدة نظاماً حكوميا قائما على الشريعة الإسلامية، أو نظاما ديمقراطيا واسلاميا مشتركاً، على حساب نظام ديمقراطي بحت وبنسبة 12٪ ذكور  و 11٪إناث. وما يجب أن يلفت نظر الدولة وأجهزتها التي تعمل منذ سنوات على تطوير منظومتها السياسية والاقتصادية والإدارية، ان أغلبية الشباب يرى أن الوضع السياسي العام في الأردن يتدهور، وأنّ  اكثر من 70% من الشباب غير مهتم بالسياسة، إضافة إلى تزايد ثقة الشباب الأردني في المؤسسات التقليدية مثل الأسرة والعشيرة والجيش، مقابل تناقص الثقة ذاتها تجاه مؤسسات الدولة مثل مجلس النواب والمجتمع المدني وفق نتائج الدراسة. وهذه دلالة أخرى يجب التأكيد عليها ، بالرغم من إهتمام الدولة في سلسلة إصلاحات قانونية ودستورية وإرساء أرضية جديدة لادماج الشباب سياسياً، إلا أنّ نتائجه لم تظهر بالدراسة، مما يستدعي  النظر بجدية لما آلت اليه نتائج الدراسة و توظيفها في كسب هذه الشريحة الواسعة كثروة وثورة في نفس الوقت لبناء الدولة المدنية الحديثة. والمشهد الذي يستقر خلف مخرجات الدراسة يضرب الجرس أمام الدولة ويضيء مستوى آخر من التحليل والتفكير وتغيير النهج العام في التعامل مع كل القضايا التي طُرحت، فلا يأتي الإصلاح من العقول التي أنتجت الثغرات، والجيل القادم بحاجة إلى عقل جديد مبني على المعرفة ويجري استثماره للصالح العام وليس لمصالح ضيقة آنية، هذا الجيل الذي عبرت عنه نتائج الدراسة يلوذ إلى مساحات في نظره اكثر آمنا وثقة من جميع إصلاحات الدولة و برامجها، فهل نحن على مقربة من دولة حديثة مدنية كما تريدها الدولة الأردنية مع تراجع رصيدها من الولاءات بأشكالها المتعددة ، أم أمام مواجهة مباشرة مع حشود غفيرة من الشباب الموجه والمتجه نحو أحزاب العشيرة والعقيدة، أم سيقترب الشباب أكثر إلى الحزب الواحد والفكر الواحد كما هو الحال في تجارب دول الجوار، التي أفضى بالنهاية إلى تجاهل رغبات الآخر المختلفة، و ساهمت في انفجارها؟ كاتبة وصحفية اردنية

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: من الشباب فی الأردن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف عن مخاطر بعض وسائل منع الحمل وتأثيرها على الصحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أظهرت دراسة حديثة قام بها الباحثون بجامعة شيفيلد مخاظر بعض وسائل منع الحمل الهرمونية حيث انها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفقا لما نشرتة مجلة إندبندنت.

وأكد الخبراء أن هذه المخاطر لا تزال منخفضة للغاية ولكنهم شددوا على أهمية إطلاع النساء بشكل كامل على هذه المعلومات عند اختيار وسائل منع الحمل.

ودعت الدكتورة بيكي موسون المحاضرة السريرية في الرعاية الأولية بجامعة شيفيلد النساء إلى عدم الشعور بالقلق من نتائج الدراسة قائلة:لا تتوقفي عن استخدام وسائل منع الحمل بناء على هذه الدراسة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية أثناء الحمل وبعد الولادة أعلى بكثير من المخاطر المذكورة في هذه الدراسة.

وخلال الدراسة قام الباحثون بتحليل السجلات الطبية لأكثر من مليوني امرأة دنماركية تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما خلال الفترة من 1996 إلى 2021 لمعرفة ما إذا كانت وسائل منع الحمل الحديثة تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية والنوبات القلبية مقارنة بالنساء اللائي لا يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية.

ووجدت الدراسة أن معظم وسائل منع الحمل الهرمونية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وكانت أعلى المخاطر مرتبطة بالمنتجات التي تحتوي على هرمون الإستروجين وخاصة حلقة منع الحمل المهبلية ولصقة الجلد حيث زادت الحلقة المهبلية من خطر الإصابة بالنوبة القلبية بمقدار 3.8 أضعاف بينما زادت لصقة الجلد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية بمقدار 3.4 أضعاف أما وسائل منع الحمل التي تحتوي على البروجستين فقط، بما في ذلك الحبوب والغرسات فقد ارتبطت بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وإن كان هذا الخطر أقل مقارنة بالحبوب المركبة ومع ذلك وجدت الدراسة أن اللولب الرحمي الهرموني الذي يحتوي على البروجستين فقط كان الوسيلة الوحيدة التي لم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأي من الحالتين.

وقالت الدكتوراه تيريز يوهانسون : إنه من المهم أن تفهم النساء المخاطر المحتملة مهما كانت صغيرة لوسائل منع الحمل الهرمونية وأضافت من المهم ملاحظة أن الخطر المطلق يظل منخفضا ومع ذلك فإن هذه الآثار الجانبية خطيرة ونظرا لأن نحو 248 مليون امرأة يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية يوميا فإن النتائج تحمل آثارا مهمة.

وأشارت إلى أن اللولب الرحمي الذي يفرز الليفونورغيستريل المعروف تجاريا باسم ميرينا كان الخيار الأكثر أمانا وقالت: وهذا اللولب هو الوسيلة الهرمونية الوحيدة التي لم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ما يجعله خيارا أكثر أمانا.

مقالات مشابهة

  • الصيام المتقطع ليس آمنا للصغار والمراهقين
  • العاهل الأردني يؤكد رفضه تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة
  • العاهل الأردني يلتقي وفدًا من الكونغرس الأمريكي
  • الرئيس السيسي وولي العهد الأردني يحذران من خطورة التصعيد الدائر في الضفة الغربية
  • الرئيس السيسي وولي العهد الأردني يؤكدان على ضرورة البدء الفوري لعملية إعادة إعمار غزة
  • دراسة: النساء أكثر كرما من الرجال
  • بالشماغ الأردني .. كتائب عز الدين القسام توجه رسالة شكر للأردن / فيديو
  • دراسة تكشف سبب النقرس .. ليس ما كنا نعتقد
  • دراسة تكشف عن مخاطر بعض وسائل منع الحمل وتأثيرها على الصحة
  • باحثان إسرائيليان: استمرار الضغوط الأمريكية على المملكة الأردنية سيقوّض مناعتها