السومرية نيوز – دوليات

خلال الحرب الدائرة على قطاع غزة والتي تلت طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، شارك العديد من الألوية الإسرائيلية في توغلات في قطاع غزة.
من بينها كل من لواء الغفعاتي ولواء الغولاني، بالإضافة إلى لواء ناحال، خلال هذه التوغلات خسر الاحتلال الاسرائيلي العديد من جنوده من بينهم أبرز قادة هذه الألوية؛ إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل قائد لواء "ناحال" يوناتان شتاينبرغ خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية على حدود القطاع.



كما قال متحدث الجيش، دانييل هجاري، عبر حسابه على منصة "إكس": "سمح للنشر بأن قائد لواء ناحال المقدم يوناتان شتاينبرغ، قُتل خلال مواجهة بالقرب من معبر كرم أبو سالم".

يعتبر لواء "ناحال" أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، فما هو تاريخ تأسيسه وما الحروب التي شارك فيها؟

ما هو لواء ناحال الإسرائيلي؟
تأسس لواء ناحال سنة 1982 كوحدة مستقلة رداً على الحاجة المتزايدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لقوات مشاة قبل بداية حرب لبنان سنة 1982، تتكون الوحدة بشكل رئيسي من الجنود القادمين أو ما يسمى بالجنود في الخدمة، بالإضافة إلى جزء من المتطوعين في الخدمة العسكرية.
يعرف جنود لواء ناحال بقبعاتهم الخضراء الفاتحة، مما حقق لهم لقب "العصي الخفيفة". تتألف الكتيبة من 4 كتائب نشطة وهي "50 و931 و932 و934 التي تسمى بـ"كتيبة الاستطلاع" بالإضافة إلى الشراكات المختلفة في قاعدة التدريب، التي تشكل معاً الكتيبة 933.

يعمل اللواء بشكل دوري على حدود المناطق المحتلة من قبل إسرائيل مثل (لبنان، سوريا وغزة)، فضلاً عن المناطق في الضفة الغربية. تتمثل مهامها في الدوريات العادية وعمليات المراقبة، بالإضافة إلى الدعم التكتيكي لعمليات التوغل الإسرائيلي في تلك المناطق.

شاركت الكتيبة في العديد من الحروب والعمليات العسكرية منذ تأسيسها، من بينها كل من حرب لبنان والانتفاضتين الأولى والثانية والحرب الأخيرة بعد طوفان الأقصى.

لواء ناحال وخسائر حرب 1982
في 10 يونيو/حزيران 1982، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية عربة لواء ناحال بالخطأ ظناً منها أنها وحدة سورية؛ إذ هاجمت طائرة الفانتوم F-4 التابعة للاحتلال الإسرائيلي الكتيبة رقم 931، التي كانت تتقدم في مركبات مفتوحة في جنوب شرق لبنان.

تعرضت الوحدة لمقتل 24 جندياً وجرح 108 آخرين، بالإضافة إلى 30 جندياً آخرين فاصلين. كانت هذه الحادثة الأسوأ في تاريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي 4 سبتمبر/أيلول سنة 1982، هاجمت فرقة فلسطينية مكونة من أربعة أفراد منصباً للمراقبة كان يديره ثمانية جنود من كتيبة ناحال. سلم جميع جنود الاحتلال الإسرائيلي أنفسهم دون إطلاق رصاصة واحدة.

اضطر على إثرها الاحتلال الإسرائيلي للجوء إلى صفقتي تبادل منفصلتين من أجل الإفراج عما يقرب من 6 آلاف أسير فلسطيني مقابل الجنود المحتجزين من كتيبة ناحال.

اعتبر العديد من الإسرائيليين هذه الصفقات بأنها مبالغ فيها للغاية بسبب العدد الكبير الذي تم الإفراج عنه، فيما اعتبروا سلوك الكتيبة قليلة البطولة وأطلقوا عليه خلالها وحدة "ثمانية جبناء".

الانتفاضتان الأولى والثانية وخسارات اللواء
في نوفمبر/تشرين الثاني 1987، تمكّن اثنان من مقاتلي جبهة التحرير الشعبية الفلسطينية من الوصول إلى الحدود اللبنانية والأراضي المحتلة. تم القبض على أحدهما واستُشهد على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

فيما نجح الثاني الذي يدعى ميلود نجاح، من أصل تونسي، في تفادي القبض وهاجم قاعدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي خارج كريات شمونة في شمال الأراضي المحتلة التي كان يتمركز فيها جنود لواء ناحال.

خلال تبادل لإطلاق النار استمر قرابة دقيقتين، نجح "ميلود نجاح" في قتل ستة جنود من كتيبة ناحال وجرح عشرة آخرين، تم الاحتفال على نطاق واسع بالنصر الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وساهم ذلك في اندلاع الانتفاضة الأولى.

عرفت هذه الانتفاضة أيضاً باسم انتفاضة الحجارة؛ إذ جُلب هذا اللقب من استخدام الحجارة كأداة هجوم ودفاع من قِبَل المقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكان الأطفال المشاركون في رمي الحجارة يُعرفون باسم "أطفال الحجارة".

قادت القيادة الوطنية الموحدة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هذه الانتفاضة التي بدأت في 8 ديسمبر/كانون الأول سنة 1987 في جباليا بقطاع غزة وامتدت إلى جميع أنحاء فلسطين.

تشير التقديرات إلى أن لواء ناحال خسر قرابة 100 جندي خلال الانتفاضة بالإضافة إلى مئات الجرحى، كما يعتبر هذا اللواء من بين أكثر الألوية خسارة خلال الحروب.

خلال الانتفاضة الثانية، شارك اللواء في التوغلات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي قتل خلالها عشرات الجنود وأسر آخرون.

لواء ناحال خلال القرن 21
شارك لواء ناحال في كل من حرب نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بالإضافة إلى الحرب الأخيرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

سنة 2012، قُتل ثلاثة جنود من لواء ناحال في كمين في مدينة الخليل الفلسطينية. وقُتل في الحادث 9 جنود إسرائيليين آخرين من اللواء بالإضافة إلى جنود آخرين، بمن في ذلك العميد وينبرغ، قائد كتيبة الخليل.

اعتبرت المعركة فوزاً للجهاد الإسلامي الفلسطيني، والتي استُشهد فيها ثلاثة مقاتلين فقط خلال هذه الاشتباكات.

خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة شارك لواء ناحال في التوغلات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في القطاع، هذا التوغل أدى إلى مقتل العشرات من الجنود في اللواء من قبل المقاومة الفلسطينية من بينهم قائد اللواء"يوناتان شتاينبرغ".

بالإضافة إلى كل من الرائد إيدو يسرائيل شاني نائب قائد بوحدة الاستطلاع في لواء ناحال والمقدم يوناتان بنيامين تسور قائد كتيبة الاستطلاع في لواء ناحال. 

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی بالإضافة إلى لواء ناحال العدید من قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خسائرُ مالية وعزوفٌ عن القتال في غزة.. الأزمةُ تتفاقمُ في احتياط “جيش الاحتلال”

الجديد برس..|

كشف استطلاع حديث أجرته دائرة التوظيف الإسرائيلية، ونقله موقع “والاه”، عن تصاعد الأزمة الاقتصادية والمعنوية التي يعاني منها أفراد خدمة الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أقر 75% منهم بتعرضهم لأضرار مالية بسبب مشاركتهم في الحرب.

ووفقًا للاستطلاع، أفاد 41% من جنود الاحتياط بأنهم فُصلوا أو أُجبروا على ترك وظائفهم بسبب الخدمة، مما زاد من التوتر الاجتماعي والاقتصادي في الداخل الإسرائيلي.

وفي تطور لافت، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن عشرات جنود الاحتياط تأكيدهم أنهم لن يعودوا إلى القتال في غزة، وهو ما اعتبرته أوساط عسكرية تهديدًا مباشرًا لاستمرار العمليات العسكرية هناك، خاصة فيما يتعلق بمصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة.

من جانبه، كشف يانيف كوبوفيتس، مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”، عن تحذيرات داخل “جيش الاحتلال” من أزمة غير مسبوقة في جهاز الاحتياط، مؤكدًا أن العديد من الجنود يرفضون الاستجابة للاستدعاءات بسبب إجراءات حكومة الاحتلال، إلى جانب استنزافهم المستمر في الحرب على غزة.

وأشار كوبوفيتس إلى أن أزمة الاحتياط تتفاقم مع خطط توسيع القتال، والتي تشمل استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وسط تزايد التراجع في الحافزية للقتال بعد استئناف العدوان على غزة.

وبحسب مراقبين، فإن هذه الأوضاع تعكس مأزقًا عسكريًا وسياسيًا عميقًا لحكومة الاحتلال، حيث يتزايد الاستنزاف البشري والاقتصادي في ظل حرب طويلة الأمد، فيما يتصاعد الغضب الداخلي من السياسات الحكومية التي دفعت بآلاف الجنود إلى مواجهة أوضاع اقتصادية صعبة وانخفاض حاد في الروح القتالية.

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: جيش الاحتلال يعاني من نقص في القوى البشرية والجنود منهكون 
  • بن جفير وعشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي يقتحم باحات المسجد الأقصى
  • استشهاد 322 طفلاً في غزة خلال عشرة أيام من القصف الإسرائيلي
  • 1000 شهيد منذ استئناف الحرب.. والجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في غزة
  • القدس في مارس.. إبعاد جماعي عن الأقصى
  • أكثر من 80 شهيدا في غزة خلال 48 ساعة.. حماس: المجازر أمام العالم
  • توغُّلٌ للجيش الإسرائيلي في عُمق سوريا
  • الاحتلال ينشر نتائج صادمة للتحقيق في اختراق منطقة إيرز خلال طوفان الأقصى
  • خسائرُ مالية وعزوفٌ عن القتال في غزة.. الأزمةُ تتفاقمُ في احتياط “جيش الاحتلال”