احاول ابسط المسألة
وقت جات الانقاذ فى ١٩٨٩ كانت من اهم مشاريعا حاجه اسمها اسلمة المجتمع ودا بيعنى تحويل المجتمع كفاعل اساسي وحامل للمشروع الاسلامى وقدمت اهم كوادرا على عثمان محمد طه الرجل الثانى فى الحركة وقائد كتلة المعارضة فى اخر برلمان قبل الانقلاب قدمته كوزير لوزارة للتخطيط الاجتماعى ودى كانت اهم وزارة ورأس الرمح فى المشروع الحركي.

..ومن اسمها واضح المطلوب منها اعادة هندسة المجتمع بما يتوافق مع المشروع الاسلامى وطبعا فشل فى المهمة كما فشل فى كل المهام الاخرى كالعادة لانه كان طامح للوزارات ذات البريق والاسم اللامع (لاحقا اصبح وزير خارجية ونائب للرئيس) واحدة من مطلوبات المجتمع كفكرة مركزية عرضا حسن الترابي كتير جدا كانت القيام بواجبات (الجند) باعتبار الاصل فى العسكرة الاسلامية انها حركة مجتمع بيقوموا بيها الناس بمختلف مهنهم مزارعين ورعاة وتجار وطلاب وغيرهم متى دعى داع الحرب ومتى انتهى واجب الحرب بيعودوا للوظائف الطبيعية حقتم فانت محتاج لمجتمع قادر على حمل السلاح تطوعا كواجب اجتماعى.. ودى بتخدم حاجتين الحاجة الاولى بتقلل من اعداد الجند الاحترافى فى مؤسسة الجيش وبتقلل من سطوة الجيش كمؤسسة لانهم كانوا واعين بالجيش المستخدم فى الفعل السياسي (انقلابات) فعاوزين يكسروا الهاجس دا .. فحصل تطهير لمؤسسة الجيش على مستوى القيادة واحلال وادخال للعناصر الاسلامية بداية من الدفعة ٣٩ وحتى اخر دفعة صبيحة سقوط الانقاذ يعنى طوال ٣٠ سنه ..
والفكرة انك محتاج ضباط اسلاميين للقيادة والسيطرة تقود بيهم مجتمع اسلامى متطوع قادر على تحقيق مطلوبات الحرب ..
فمن جهة بتسيطر على الفعل العسكرى بالكوادر الاسلاميه ومن جهة بتكسر المؤسسة كمهدد وبتستعيض عن الافراد (المشاة) بالجندى المقاتل المتطوع عشان كدا انتشرت معسكرات الدفاع الشعبي ولاحقا مشروع الخدمة الوطنية ما قبل الجامعة.. لا ككيان مساعد للجيش وانما كبديل حقيقي للجيش.. وعند الحرب كانت غالب الاستجابة من كوادر الاسلاميين.. بداية من متحركات صيف العبور فبتلاحظ فى مراحل مفصلية كانوا هم القوة الضاربة مثلا فى لواء القعقاع ١٩٩٥ كانوا اكثر من حداشر الف وفى ١٩٩٧ تم نقل المجاهدين من جنوب النيل الازرق جزء مشى الاستوائية (الميل اربعين) وجزء مشى الشرق (جنوب طوكر) للاستفادة من قدراتم القتالية الشاهد انه حركات السحب والتحويل والاعتماد كانت على الكوادر الحركية على حساب العسكرى الاصيل وبقى فى تدريب نوعى وتشوين نوعى بل ووحدات ومجموعات خاصة بالكامل من المجاهدين مجموعات اتدربت مدرعات ومظلات وعمل خاص سرايا الخضراء و(مجموعة ابو فاطمة والبرق الخاطف) وغيرهم.. حتى تحرير جنوب طوكر عقيق وعقيتاى كانت القوة الضاربة مجموعة (اولاد بورتسودان).. واتحول دعم الجيش لتدليل الضباط والسيطرة اكثر عبر الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة الماسكنها كوادر الحركة الاسلامية..
فتدمير الجيش المؤسسة كان مقصود وفى نفس اللحظة الابقاء عليهم تحت السيطرة بما يناسب مطلوبات القيام بواجب الحرب المؤسس على المقاتل الحركى كان مقصود..
طبعا فشل تحويل المجتمع للقيام بالواجب الحركى وظل الاعتماد على المقاتل الاسلامى الى ان حدثت ازمة المفاصلة الاسلامية ١٩٩٩ وانقسام التنظيم وذهاب اغلب المقاتلين والشباب والطلاب الى جناح المؤتمر الشعبي عشان كدا بتلاحظ الاستنفارات بعد المفاصلة كانت اقل زخما واقل استجابة وحصل جمود وعدم تقدم فى محاور العمليات ودا (ربما) كان سبب اساسي للاتفاق مع الحركة الشعبية جنوب السودان على اتفاق السلام الشامل.. بل لاحقا اتضرب العمق الداخلى فى ابوكرشولا وابوجبيهة .. فحاولوا يستعوضوا بقوات جاهزة من ضمنها (الجنجويد) موسى هلال والسافنا ودقلو لاحقا وادخالم فى صراع دارفور عشان الجيش (ما قادر)..
بعد داك جات مخاوف صراع الاجنحة داخل الحركة وامكانية استخدام الجيش (القيادة) فتم وضع الجنجويد كمكافئ فى القوة قادر على المواجهة..
الخلاصة ان عملية تكسير الجيش كمؤسسة قتالية اصيلة كانت عملية مقصودة لخدمة مشروع الحركة الاسلامية فالأزمة مافى القيادة وانما فى المؤسسة نفسها كحامى للمشروع الاسلامى على مستوى الضباط وكمدمر من ذات المشروع الاسلامى على مستوى الجنود والانتشار.. الجيش الانسحب من القواعد والمعسكرات فى الحرب الاخيرة هو ذاته المنسحب من نمولى الى جوبا ومن قرورة الى طوكر ومن جنوب النيل الازرق ومن دارفور فى مواجهة الحركات..
هذه امكانياته وهذه قدراته التى صنعتها الحركة الاسلامية لتسيطر عليه على حساب الوطن.. الموضوع كان فلسفى ومقصود وليس خبط عشواء... وتحاول اليوم الاعتماد عليهم ضد الجنجويد الذين صنعتهم ايضا لمواجهة الجيش اذا تمرد عليهم فى يوم ما..
وبمشاريعهم الخاصة أفضوا بالوطن الى هذه المأساة بتلك الملهاة.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الشيخ الرزامي يرفع برقيات التهنئة للسيد القائد والامة الاسلامية

26 سبتمبرنت: خاص//

رفع الشيخ العلامة المجاهد/ عبدالله عيضة الرزامي برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف للعام ١٤٤٦هـ

وبارك الشيخ الرزامي للشعب اليمني والأمة الإسلامية كافة هذه المناسبة الدينية المباركة بذكرى مولد خاتم الأنبياء رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نور الأمة ومنبع الهداية ورحمة الله إلى العالمين.

وأشار إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة فرصة لأبناء العالم الإسلامي في العالم كافة للتعبير عن الحب والتعظيم والاجلال لرسول الله وتوقيره ونصرته والمضي على نهجه القويم، وتأكيد الولاء له وآل بيته، والاقتداء بهم وكذا تأكيد الثبات في مواجهة الاستكبار العالمي والتغيرات العالمية ومايدعوا له الغرب الكافر من انحلال وظلام وفي ظل ماتعيشه اليوم فلسطين من عدوان سافر وجرم بشع نسأل الله لهم الثبات والنصر ، وأيضا تدفعنا هذه المناسبة العظيمة لمواصلة الجهاد انتصاراً لكل المظلومين والمستضعفين في العالم ورفع كلمة الله على ذات النهج الاسلامي الذي أمر به الله ورسوله ،

كما أن الاحتفال في هذه المناسبة الدينية العظيمة يجسّد تمسك الشعب اليمني بنهج المصطفى -صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين.

ولفت الشيخ الرزامي إلى أن ذكرى المولد النبوي، تجسّد معاني مكارم الأخلاق المحمدية، وتغرس في النفوس الخصال الإسلامية الحميدة تربوياً وثقافياً واجتماعياً، كما أنها محطة هامة للتزوّد بقيم وأخلاق رسول الإنسانية والسلام، وتعزيز التآخي والتعاون والتكافل. كما لفت الشيخ الرزامي الى انه صلح حال الأمة برسول الله وكتاب الله وعلينا العودة إلى النهج القويم بإحياء المولد النبوي حبًا في رسول الله...

وبين أن هذه الذكرى تشكل محفلاً توعوياً سنويا يستلهم منها الإنسان معاني الإيمان به ورسالته والشعور بالمسؤولية تجاه نفسه ودنياه وآخرته وعاملا موجّها لكل إنسان يمني، خاصة في حمل قضية الشعب ومظلومية لمواجهة قوى الطاغوت ومقارعة قوى الظلال، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها الوطن، جراء العدوان والحصار، ومايعيشه الاشقاء في فلسطين.

وتطرق الشيخ الرزامي إلى تفرّد اليمن عن سائر الشعوب في إحياء هذه المناسبة الدينية، ما يعزز ارتباط اليمنيين برسولهم الكريم -صلوات الله عليه وآله وسلم، كما كان أجدادهم الأوس والخزرج أول المناصرين له، وتعميق الروح الإيمانية في الاقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم- وإحياء لسنته ومنهجه والسير على خطاه وتعميق الحب والنصرة والجهاد في قلوب الاجيال من ابناء هذه الامة الاسلامية على ذات التوجيه الاسلامي والديني الذي جاء به رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله اجمعين . ‎

مقالات مشابهة

  • إصابة 2 بطلق نارى فى مشاجرة بدار السلام جنوب شرقى بسوهاج
  • الجيش الصومالي يحبط هجوماً إرهابياً لـ«الشباب»
  • خطوة حاسمة.. الجيش الإسرائيلي يستعد لفرض منطقة عازلة في جنوب لبنان!
  • قيادي بحماس: الحركة تريد "حكما فلسطينيا مشتركا" لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب
  • “اتركوا منازلكم”.. الجيش الإسرائيلي يلقي مناشير فوق جنوب لبنان (صورة)
  • صورة: الجيش الإسرائيلي يُطالب سكان مناطق في جنوب لبنان بالإخلاء
  • الجيش الإسرائيلي يدعو سكان الوزاني في جنوب لبنان إلى إخلاء منازلهم وعدم العودة إليها قبل نهاية الحرب
  • «الجنجويد» القادم.. «حركات محاصصة جوبا حليفة الحركة الإسلامية»  
  • الجديد: جمعية الدعوة الاسلامية أصبحت باباً للارتزاق
  • الشيخ الرزامي يرفع برقيات التهنئة للسيد القائد والامة الاسلامية