سودانايل:
2025-01-31@01:02:48 GMT

الــــطوفــــان !!

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

تمدد قوات الدعم السريع وتوسع نطاق تحريرها للحاميات والفرق العسكرية الواحدة تلو الأخرى، لا يوجد شبيه له سوى الطوفان الذي يبتلع الجماد والحيوان، ولا يأتي التسونامي إلّا بعد أن يعم المجون والفساد الأرض المعنيّة فيضربها الإعصار الهائج المائج، الذي لا يبقي ولا يذر، وبما أن أرض السودان هي مقر ومستقر الكيانات الصوفية لقرون مضت، فإنّ استصحاب الرؤية الباطنية لأصحاب الكشف من الأئمة والأقطاب لابد منه، وكما نصح الأستاذ محمود محمد طه رفاق دربه وهم في معتقلات الدكتاتور الأسبق جعفر النميري، وأركبهم مركباً صعباً حين زج بهم في حرج اتخاذ أحد خيارين، إمّا الاستسلام لطغيان الطاغية أو الإصرار على تحديهم للجبروت، إلى أن يقوم النميري بضرب عنق أحدهم، إيماناً من الأستاذ محمود بأن البلاء والطاعون والحاكم الظالم لا يُزال إلّا بالقربان العظيم، كالتضحية بالنفس التي يقدمها أحد الصالحين من رموز المجتمع، فما كان يوجد بين رفاق السجن من هو كفؤ لحمل المسؤولية غير الأستاذ نفسه، فحدث الانفراج بعد شهرين وبضعة أيام من إعدامه، وزالت الغمة فانبلج نور الحرية والانعتاق، وهكذا تقول الحقيقة الباطنة للمتصوفة، وما حجة الشيخ فرح ببعيدة عن الأذهان، ولا حكمة الشيخ البرعي غائبة على مر الأزمان، وليس أمراً معتاداً أن يصمد شيخ الأمين في وجه العدوان، مؤمناً بأن من يقدم القربان دائماً هو كبير القوم، وشيخهم وزعيمهم، فهل يكون الأمين هو ذلك القربان العظيم الذي سيُفدى به الوطن السقيم بجراح بنيه؟
الفساد الكبير الملازم للطغمة المتدثرة برداء الدين لمدى زمني تجاوز ربع القرن من الزمان، لن يتمدد أكثر من التمدد الذي بموجبه طفت للسطح طبقات طفيلية غارقة في أكل أموال الناس بالباطل، فالعلو الكبير كما أخبرنا الكتاب الحكيم الذي به أحسن القصص، لابد وأن يعقبه السقوط إلى أسفل السافلين، وليس هذا بالأمر الذي يجادل فيه اثنان، فاختلاس أموال الذهب الأسود بأيدي رموز الحزب المختطف للجيش والدولة، وتسخيرها للرفاه الشخصي للرموز وعلية القوم الحزبيين، أوجد للظلم مدافعون خُلّص ما يزالون يدفعون بما تبقى من كل مورد مالي نهبوه لتزويد فتيل الحرب بالوقود، ومنذ الأزل هنالك سدنة أقوياء لدولة الظلم لا تأخذهم رأفة بتمزيق أحشاء الأطفال، وبقر بطون الحوامل والعجزة والمسنين بقذائف الطائرات المقاتلة، قلوبهم لا تستشعر الأسى الذي يخرج أنيناً صارخاً من أفواه المواطنين العزل القاصدين الأسواق المركزية صباحاً، ومن أراد الاستشهاد بماضي الطغيان والطاعون البشري فلينظر لما فعل صعاليك مكة بعمار بن ياسر وبلال بن رباح، إنّه ذات الجرم الذي اتخذه الذين بشرونا بشرع الله ثلاثون عاماً، ثم ختموا صنيعهم المنسوب للرب كذباً بمجازر بشعة بحق الإنسان تجعل القلوب تقفز من الصدور، ومن بين صفحات كتاب الجزاء من جنس العمل، نقرأ الكلمات الواصفة للقصاص الذي حاق بكتائب الجيش (المقدس)، لقد أعاد سيف الحق جميع الفارين من سجون الدنيا إلى مقصلة الحق، فاجتثت رؤوس كانت قد فعلت بسكان الجنوب الأفاعيل، وما زالت اعاصير الطوفان تعصف بقلاع الظلم.


المذبوح له فرفرة والمحتضر له حشرجة، وما شاب الفاسدين من ذهول ودهشة وفغر أفواه، يندرج تحت طائلة قرب بداية مرحلة الفراق والتفاف الساق بالساق، والهروب الكثيف لدعاة (الجهاد) وتوليهم يوم الزحف، يصب في وعاء التغيير الشامل الذي يعقب الطوفان، فكل المؤشرات المادية والروحية تدل على حتمية التحوّل الكلي، واستحالة التقهقر نحو المحطة الأولى، وقاطرة الخلاص الوطني قد سارت ولا تبالي بالرمال، وكل من برأسه شيء من العناد والمكابرة سيكون مثله كمثل الحجارة المحطمة تحت عجلة القاطرة، والأنهر السريعة الجريان لا يصمد في وجه موجها المعاندون والمكابرون، وقد عاصرنا حرب الشهور الستة الأولى وأيقنا أن الأمر جد والقول قول فصل وليس بالهزل، وان كيد الكائدين ما انفك يرتد إلى نحورهم بتكبدهم الخسائر في الأرواح والعتاد، وما هو ملاحظ ان الأيام المقبلة سوف تزيد من اوار اشتعال بركان الطوفان، ويبدو أنه لا عاصم للطغاة من هذه الرياح الهوجاء ذات الرعد والبرق الخاطف، فلا رمال مدينة الفاشر قادرة على صد الأمواج العاتية لهذا الاعصار، ولا جبال البحر الأحمر مؤهلة لكبح جماح هذا الموج العاتي الجبّار، ومثل المتعنتين والمتخندقين كمثل بن نوح الذي لم تنقذه التخيلات الميتافيزيقية فهلك، و(بلابسة) قومنا الحاضرين أيضاً لن تجديهم الأكاذيب والتلفيقات والتزويرات، فالأمر جلل ولا مجال فيه للإنصرافيات والنكات العارية وسط زحام الرصاص.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حبس حارس أمن متهم بسرقة عملات من سيارة نقل أموال بعين شمس


قررت نيابة عين شمس حبس حارس أمن متهم بسرقة عملات من سيارة نقل أموال في منطقة عين شمس، 4 أيام على ذمة التحقيقات.

أمام النيابة العامة، اعترف المتهم بسرقة العملات الأجنبية من خزينة السيارة أثناء تأديته عمله، مشيرًا إلى أنه كان قد خطط لهذه السرقة منذ فترة طويلة. وأضاف أنه بعد سرقته للمبلغ المالي، قام باستبداله مع شخص آخر، وهو عامل بمحل أدوات كهربائية كان يعرفه مسبقًا، حيث سلم له جزءًا من الأموال مقابل الحصول على مبلغ مالي آخر. 
وأكد الحارس أنه كان يعتقد أنه سيتخلص من أي دلائل قد تربطه بالجريمة بسهولة، ولكن الأمور لم تسير كما كان يخطط.
كما أقر الحارس في اعترافاته أنه اختار هذا التوقيت لتنفيذ السرقة بسبب انشغال باقي أفراد الطاقم في مهام أخرى، ما منحه فرصة سرقة المبلغ من الخزينة دون أن يلاحظه أحد. وأضاف أنه لم يكن يتوقع أن يتم اكتشاف الجريمة بهذه السرعة.
تعود الواقعة إلى ضبط حارس الأمن في إحدى شركات نقل الأموال بدائرة قسم شرطة عين شمس، حيث قام بسرقة مبلغ مالي من خزينة السيارة المعين حراستها. وعُثر بحوزته على مبالغ مالية (محلية وأجنبية)، هاتف محمول، وعدد من الإيصالات التي كانت تستخدم لتغطية عملية السرقة. وبمواجهته، اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر أيضًا بأنه استبدل بعض العملات الأجنبية مع شخص آخر (عامل بمحل أدوات كهربائية)، الذي تم ضبطه لاحقًا وبحوزته المبلغ المسروق.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة.

مقالات مشابهة

  • حماس لـايران: الطوفان كان علامة فارقة لدحر الاحتلال
  • رئاسة الجمهورية تصدر توضيحا بشأن المعتقل بتهمة الرشوة: حماية وليس سكرتيرا
  • الطوفان في ما خفي أعظم يشغل الإعلام الإسرائيلي ويثير دهشته
  • حبس حارس أمن متهم بسرقة عملات من سيارة نقل أموال بعين شمس
  • خالد مشعل يتحدث عن تأثيرات طوفان الأقصى .. ويدعو لوحدة وطنية على أسس صحيحة
  • التمرد السريع أصبح منذ مدة تهديداً أمنياً .. وليس تهديداً عسكرياً
  • خالد مشعل يتحدث عن تأثيرات طوفان الأقصى.. ويدعو لوحدة وطنية على أسس صحيحة
  • من الحصاحيصا وأبو عشر وحتي الخرطوم وجبل أولياء.. الميليشيا.. الهروب من الطوفان!!
  • الإعلام الحكومي: دخول كمية محدودة من غاز الطهي لغزة والشمال منذ بدء الطوفان
  • شاهد| قراءة في خطاب السيد القائد في ذكرى  شهيد القرآن.. من الثورة إلى الطوفان