لعبة التقسيم مابين الدعم السريع والجيش
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
الويل لنا بعد كل هذه الملايين المشتتة مابين النزوح واللجوء وعدد القتلى بالآلاف أن يخرج علينا المجتمع الدولي باللعبة التي يجيدها ... لعبة التقسيم مابين الدعم السريع والجيش ... وعلي الساحل يحقق البرهان حلمه ويضرب ( طناش ) عن بقية أنحاء القطر وعن الشعب صاحب
إن كان المتنبي رغم نبوغه وشعره الذي شغل به الدنيا والناس هذا النظم فريد عصره الذي حلق بعيداً في الثريا وسارت بسمعته الركبان أن كان هذا الشاعر الفيلسوف ورغم عبقريته التي هام بها الناس وهام بها هو نفسه واوصلته الي شط الغرور حتي قال في نرجسية واضحة :
( انا الشاعر المحكي .
وقال أيضاً :
( وما الدهر إلا من رواة قصائدي ...
اذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا ...
فسار به من لايسير مرددا ...
وغني به من لايغني مغردا ... ) !!..
هذا الشاعر بكل هذا الوزن والقافية كانت عقدة حياته أن يكون حاكما لولاية مجرد ولاية وبسبب هذه العقدة رضي أن يكون مداحا في بلاط بعض الملوك والأمراء العرب وخاصم بعضهم لدرجة أن هجاهم بفاحش القول مثلما فعل مع كافور الاخشيدي الذي قال فيه علي سبيل المثال :
( ومثلك يؤتي به من أماكن بعيدة ...
ليضحك ربات الحجول البواكيا ... ) !!..
طيب اذا كان المتنبي بكل مايحمل من اسرار اللغة ومفاتيحها السحرية الفاتنة وإذا كانت هذه الموهبة العالية والفهم المتدفق يؤهلانه أن يكون استاذ كرس للغة العربية وآدابها وفنونها في ارقي جامعات العالم وأن يعيش في بحبوبة من محاضراته وريع كتبه التي تتلغفها الأيدي طازجة من المطابع هذا خلاف السكن المريح علي شواطئ البحار والارصدة المتلتلة في البنوك ... يترك المتنبي كل هذا العيش الكريم وتقدير الناس ليلهث وراء ولاية يحكمها وبهذا اللهاث الذي شكل له عارضا مرضياً حير عقل الطبيب المداويا وظل علي هذه الحال العصبية الي ان وثب عليه قطاع طرق بقيادة الخارج عن القانون فاتك الأسدي وقتلوه في بادية السماوة وكانت قافلته تحتوي علي بعير محمل بكامل مكتبته التي تصاحبه في حله وترحاله ...
طيب اذا كان المتنبي المثقف القارئ النهم الفيلسوف الذي يجالس الأمراء ويمدح نفسه أولا ويتكرم عليهم ببقية القصيدة كان يريد بكل لهفة وشوق أن يكون حاكما لولاية مهما كلفه الأمر ...
طيب نلوم البرهان وحميدتي ليه علي إشعال هذه الحرب اللعينة العبثية من أجل كرسي الرئاسة وهما ليس عندهما مايشغلهما من علم وفلسفة وشعر رصين وبهذه البدلة العسكرية وعصاة المارشالية يظنان أن حكم البلاد استحقاق حصري لهما ولو رامه أحد غيرهما لزلزلت الأرض زلزالها ...
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أن یکون
إقرأ أيضاً:
هجمات للدعم السريع غربي السودان تودي بحياة العشرات
قتل 18 شخصا وأصيب خمسة آخرون بجروح أمس السبت في هجومين منفصلين لقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور غربي السودان، وفقا لجماعة طبية ومسؤول حكومي.
وقالت شبكة أطباء السودان أن 15 شخصا قتلوا وأصيب خمسة آخرون جراء هجوم نفذته قوات الدعم السريع على منطقة برديك وقرى قريبة.
ووفقا لوكالات الأنباء، قال مدير عام الوزارة إبراهيم خاطر “إن المستشفى السعودي بالفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تعرض اليوم للقصف بالمدفعية الثقيلة من قبل الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص”.
وأكد خاطر أن الفرق الطبية العاملة بالمستشفى لم تصب بأذى.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على المدنيين في السودان، بينما قالت بريطانيا إنها ستضغط من أجل إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن الصراع المستمر منذ أكثر من 18 شهرا.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف نيسان/ أبريل 2023 بسبب صراع على السلطة قبل الانتقال إلى الحكم المدني، ما تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم.
وأدت الحرب الدائرة حاليا إلى اندلاع موجات من العنف العرقي أُلقي باللوم في معظمها على قوات الدعم السريع.
وقال نشطاء إن قوات الدعم السريع قتلت ما لا يقل عن 124 شخصا في قرية بولاية الجزيرة الشهر الماضي، في واحدة من أكثر الهجمات إزهاقا للأرواح خلال الصراع.
وتتهم قوات الدعم السريع الجيش بتسليح المدنيين في ولاية الجزيرة. وكانت قوات الدعم السريع قد نفت في وقت سابق إلحاق الضرر بالمدنيين في السودان واتهمت جهات أخرى بالوقوف وراء هذه الهجمات.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن غوتيريش يشعر بالفزع إزاء "التقارير التي تتحدث عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين واحتجازهم وتشريدهم، وممارسة العنف الجنسي بحق النساء والفتيات، ونهب المنازل والأسواق وحرق المزارع".
وأضاف: "مثل هذه الأفعال قد تمثل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. يجب محاسبة مرتكبي مثل هذه الانتهاكات الخطيرة".
وأشار الأمين العام بقلق إلى استمرار تدهور الوضع في السودان، مع انتشار الجوع والأمراض واحتياج نصف السكان إلى المساعدات.
وطلب من جميع أطراف الصراع، تيسير الوصول الإنساني الآمن والعاجل ودون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين، عبر كل السبل الضرورية، بما يتماثل مع التزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني.
وجدد الأمين العام دعوته لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين السودانيين.