الكف عن النقد المباح في زمن الصمت النبيل
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
ثمة إرهاصات قوية، ومؤشرات مشجعة للغاية، تفيد بجنوح،طرفي الصراع ،القوات المسلحة وقوات الدعم السريع،نحو السلام..وتوافر الرغبة ،في إيجاد حل للأزمة السودانية و"أن يتحقق الأمن والأستقرار وايجاد الحلول لكل المشاكل للازمة السودانية "..والكلام الاخير وهو ما عبر به رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ،مؤخرا، في اجتماعه مع الرئيس الجيبوتي ، الرئيس الحالي لمنظمة الايقاد.
هذه المرحلة المتقدمة من "الرغبة " في وقف الحرب وتحقيق السلام، نعرف أنها لم تكن الأولي في تصريحات الزعماء، ولكننا نطمح بأن تكون الأخيرة المفضلة والمفعلة ،حتي تنطلق منها خطواتنا الجادة نحو السلام..فقد اجهضت كل الأماني النبيلة السابقة في مهدها إما من أصحاب المصلحة في استمرار الحرب، وإما من أصحاب القلم الجارح أو مدعي المعرفة أوالتحليلات السالبة والتجريح والتهكم والسخرية والنقد اللاذع غير المسئول..بجانب شاعلي مواقد الفتنة والنزاع ...وما أكثرهم.
صحيح..هناك دوائر كثيرة متداخلة ومتقاطعة وتدخلات أجنبية ، لها مصالحها الخاصة' في استمرار القتال وانهاك السودان..لكن يبقي القرار الوطني الشجاع بوقف الحرب عند قائدي هذا الصراع ونعني بهما البرهان وحميدتي..هما من يملك القرار اما في استمرار اشتعالها أو اخماد جذوتها..
هناك دعوات وتصريحات مبشرة من طرفي النزاع ورغبتهما في وقف الحرب،وبغض النظر عن صدق تلك النوايا أو كذبها،فيجب علينا التحفظ في تعليقاتنا وعدم البحث في النوايا وما وراء السطور..
يجب علي وسائل الإعلام السودانية ،بالذات ،في هذه المرحلة الحرجة ، الكف عن التحليلات السالبة، بل يجب حث وتشجيع الأطراف المتنازعة بالأسراع والسير قدما نحو السلام..والابتعاد تماما عن مآلات السلام علي المتحاربين بأن مصيرهم من المحاسبة سيكون عسيرا.. وهو حق قانوني لا يملكه الا أصحابه من المواطنين.
نتمني ، أن تكلل مساعي السلام بالتوفيق والنجاح..سواء أكانت عبر( منبر جدة)..أو من خلال اللقاء الشجاع المباشر بين قائدي الصراع..فليس في ذلك هزيمة أو خسران بل هو الفوز والنجاح بعينه والعبور بالسودان نحو الاستقرار والبناء والعمران.
د.فراج الشيخ الفراري
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مع استمرار الهجمات على إسرائيل.. هل فشل العراق في تفادي الحرب؟
رغم تأكيدات الحكومة العراقية على إبعاد شبح الحرب عن البلاد ومحاولة إنهاء التوترات في المنطقة، لم تتمكن الحكومة العراقية حتى الآن من الحد من الهجمات التي تشنها المليشيات الموالية لإيران بشكل شبه مستمر على إسرائيل والمصالح الأميركية.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، نهاية أكتوبر الماضي في لقاء مع رؤساء عشائر بمحافظة واسط جنوب شرق بغداد، على أن قرار الحرب والسلم تتخذه الدولة بمؤسساتها الدستورية، مضيفا أن "كل من يخرج عن ذلك سيكون بمواجهة الدولة التي تستند إلى قوة الدستور والقانون في تنفيذ واجباتها ومهامّها".
وأعلنت مجموعة المقاومة الإسلامية في العراق التي تتبنى الهجمات الصاروخية على إسرائيل، الاثنين الماضي، استهداف موقع حيوي في أم الرشراش (إيلات) في اسرائيل، بواسطة طائرات مسيّرة، مؤكدة في بيان لها استمرار هجماتها ضد إسرائيل.
ويعتبر المحلل السياسي، الناصر دريد، أن تشكيل الحكومة العراقية من قبل مليشيات موالية لإيران تسبب في عجزها عن التحرك لإيقاف هذه الهجمات.
ويتابع دريد لـ"الحرة"، "أصبحت الميليشيات جزءا من هذا النظام فهي ليست طرفا خارجيا حتى تقوم الحكومة أو أي حكومة عراقية بمواجهتها، في الواقع هي ليست مجرد جزء من هذا النظام بل هي أصبحت الجزء المهيمن عليه وذلك بسبب تراجع الدور الأميركي عن تسيير الوضع الداخلي في العراق بعد الانسحاب الأميركي".
ويرى الناصر أن السوداني يواجه ضغطا دوليا واضحا في هذه الفترة خاصة أن الضغط الأميركي بدأ خلال العامين الأخيرين من إدارة الرئيس جو بايدن، وتمثل في العقوبات التي فرضتها واشنطن على عدد من المصارف والشركات العراقية المتورطة بعمليات تبييض الأموال وتهريب العملة إلى إيران.
عقوبات وضغوط
ويتوقع الناصر أن تواصل الإدارة الأميركية الجديدة فرض العقوبات الاقتصادية على المؤسسات والبنوك العراقية وربما سيواجه العراق ضغطا أميركيا أكبر خلال الفتره المقبلة، بعد استلام الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم في يناير المقبل.
وبعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة حماس على بلدات جنوبي إسرائيل، أدى لشنّ الأخيرة عملية عسكرية في قطاع غزة مستمرة حتى الآن، نفذت مليشيات عراقية تحت اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"هجمات ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا.
ويؤكد رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، إحسان الشمري أن الحكومة العراقية الحالية حاولت في بادئ الأمر الحفاظ على مبدأ التوازن ما بين الولايات المتحده وإيران لكن فشلت في الحفاظ على التوازن وبالتالي، ظهرت في كثير من الأحداث على أنها أقرب إلى إيران منها إلى الولايات المتحدة.
ويوضح الشمري لـ"الحرة"، أن "هناك رغبة أميركية تحول دون وقوع فوضى أمنية، أو حتى ارتباك أمني في المشهد العراقي، لذلك أطلقت واشنطن من خلال الحوارات مع الحكومة ضمانات بالتأثير على إسرائيل وساهم هذا الأمر إلى حد ما في تأجيل الضربة الاسرائيلية وليس إلغاءها".
وأضاف المتحدث أنه بعد فشل وعجز حكومة السوداني من القيام بتأثير حتى بشكل محدود على الفصائل المسلحة فإن الولايات المتحدة فيما يبدو لم تعد قادرة على إعطاء ضمانات لإسرائيل والسبب في ذلك أن السوداني لا يستطيع مواجهة داعميه السياسيين متمثلا بالإطار التنسيقي الذي ركيزته الفصائل المسلحة".
وكشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، حصول العراق على تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه للهجوم على إسرائيل، في حال أي رد من طهران على هجوم إسرائيل الأخير.
وقال حسين خلال مقابلة متلفزة، في 8 نوفمبر الحالي، إن "السوداني، اتصل بالجانب الإيراني، وأكدوا له أنهم لن يستخدمون الأراضي العراقية منطلقا للهجوم على إسرائيل".
شبح الحرب
لكن عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، ياسر إسكندر، يلفت إلى أن العراق استطاع أن يبعد شبح الحرب عن أرضه بحكمة كبيرة.
وأوضح إسكندر في حديث لـ"الحرة"، أن "الجولات المكوكية التي أجراها السوداني وكابينته الوزارية في عدد من الدول كان لها التأثير في إبعاد العراق عن الصراعات بجميع جبهاتها ونحن في لجنة الأمن والدفاع نوصي بتطبيق التشريعات التي تضمن النأي بالبلاد عن الحروب والصرعات."
وأوصلت الحكومة العراقية رسائل إلى طهران عبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي مفادها تأكيد العراق على البقاء خارج دائرة الحرب التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من عام.
وقال الأعرجي في منشور على صفحته على منصة إكس: "نؤكد مجدداً الموقف العراقي الرافض لاستخدام الأراضي والأجواء العراقية منطلقاً للاعتداء على أي دولة، وسنعمل بكل قوة وجهد لإنجاح دور العراق البارز في تهدئة الأوضاع وعدم الذهاب نحو التصعيد وجر المنطقة إلى أتون الحرب الشاملة".