ماسك ونتنياهو.. لقاء التصالح والمصالح خلال الحرب على غزة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
القدس المحتلة – رأت وسائل إعلام إسرائيلية أن زيارة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، إلى إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة، تأتي في سياق تصالح والتقاء مصالح مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووجهت وسائل الإعلام الإسرائيلية انتقادات شديدة اللهجة إلى حفاوة الاستقبال الذي حظي به ماسك وجولته مع نتنياهو أمس الاثنين في مستوطنات "غلاف غزة"، وسط الاتهامات الموجهة له بـ"معادة السامية" وتضخيم الكراهية المعادية لليهود على منصة إكس مقابل السماح بتغريدات التضامن مع غزة خلال الحرب والانحياز للفلسطينيين.
وكانت المقاومة الفلسطينية شنت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عملية طوفان الأقصى على المواقع العسكرية والمستوطنات في غلاف غزة، وقتلت أزيد من 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 250، ردا على جرائم الاحتلال بحق المقدسات والمدنيين في القدس والضفة الغربية وغزة.
ومن جانبها، شنت إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة أدت لاستشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
وقدرت تحليلات الإسرائيليين أن ماسك من خلال جولته مع نتنياهو في بعض مستوطنات "غلاف غزة" يهدف إلى فتح صفحة جديدة مع إسرائيل والجاليات اليهودية، واستعداده لتقديم الدعم لإسرائيل والاستثمار بها بعد الحرب على غزة.
والتقى ماسك أيضا بالرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ووفد عن عائلات الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ورأى محللون إسرائيليون أن ماسك يهدف من هذه اللقاءات للتخلص من تداعيات تغريدة له وصفت ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بـ"إبادة جماعية"، وتدارك المقاطعة التي فرضتها كبرى الشركات العالمية على منصته، حيث امتنعت عن نشر إعلاناتها على المنصة بعد اتهامه بـ"معاداة السامية".
ووجه الصحفي في "هآرتس" سياغي كوهين انتقادات شديدة اللهجة لنتنياهو، واتهمه بأن يقوم بتبيض صفحة ماسك الذي "حرض" على اليهود وانتقد العلميات العسكرية الإسرائيلية في غزة ويسمح باستمرار معادة السامية على منصة إكس.
وأوضح أن الاجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين، في وقت تعارض فيه الجاليات اليهودية بأميركا وحول العالم نهج وسياسة ماسك، تمنحه الشرعية، وكل ذلك مقابل مصالح تجارية واستثمارية يطمح لها نتنياهو في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في إسرائيل بسبب الحرب على غزة.
وكان من المتوقع أن تكون إسرائيل في طليعة الصراع ضد ماسك وشركاته، والضغط عليه لشطب كل المحتوى المعادي للسامية واليهود لإسرائيل على منصة إكس، لكن "في إسرائيل على وجه التحديد، يتم استقبال ماسك بشرف الملوك"، حسب تعبير كوهين.
اتفاق أوليورأى أن اجتماعات كبار القادة السياسيين مع ماسك تعكس طمعهم في استثماراته المستقبلية بإسرائيل وإنقاذ اقتصادها، مشيرا إلى أن مثل هذه الاستثمارات المتوقعة قد تحفز على تسريع إنهاء القتال.
وفي محاولة من ماسك ونتنياهو طي صفحة الماضي، أعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي عن اتفاق مبدئي مع ماسك، يقضي بعدم تشغيل الإنترنت الفضائي في البلاد وقطاع غزة إلا بموافقة الحكومة الإسرائيلية.
ويرى الصحفي الإسرائيلي أيضا أن هذه الزيارة بمثابة اتفاق أولي لإمكانية توسيع العلاقات التجارية مع الملياردير الأميركي وجذب المزيد من استثماراته للبلاد.
ويعتقد كوهين أن ماسك يريد أن يظهر لأميركا وللجاليات اليهودية حول العالم أن إسرائيل تستقبله بحفاوة، كما أن هدفه الأهم هو إزالة مقاطعة المعلنين التي تسبب أضرارا مالية هائلة لشركته.
يعزز هذا الطرح ما استعرضه محرر صحيفة "ماركر" الاقتصادية حجاي عميت، الذي أكد أن الملياردير الأميركي أتى إلى إسرائيل خلال الحرب من أجل القيام بأعمال وصفقات تجارية، ولعل أولها إلغاء المقاطعة لمنصة إكس، التي تخسر بسبب مقاطعة المعلنين إيرادات بعشرات الملايين من الدولارات شهريا.
من الناحية العملية، يقول عميت إن "ماسك زار إسرائيل للقيام بأعمال تجارية وقد تكون استثمارات مستقبلية، ولا يخدع أحد نفسه بأنه التقى نتنياهو للمساعدة في تحرير الرهائن الإسرائيليين، بل إنه لقاء المصالح بتبيض صفحة ماسك أمام الجاليات اليهودية، والتعويل الإسرائيلي على أن تدفع هذه الزيارة بإجراءات من شأنها كبح التحريض في إكس ضد إسرائيل إلى حد ما".
ويضيف أن المعركة ضد ما وصفه بالتحريض المحتدم على منصة إكس "لا يمكن أن تركز فقط على معاداة السامية. إذ يجب أن تشمل هذه المعركة أيضا وقف التحريض على كل الحركات الاحتجاجية في إسرائيل والأحزاب التي لا تتوافق سياساتها مع رغبة نتنياهو في الاستمرار في الحكم".
انحناء في وقت الحرب
بدورها، تعتقد الباحثة في مجال الاتصال الرقمي عنات بن ديفيد أن القيادة السياسية في إسرائيل اختارت الانحناء أمام ماسك والخضوع إلى سيناريوهات استثمارات الملياردير الأميركي في الاقتصاد الإسرائيلي بعد الحرب على غزة.
وترى أنه "كان ينبغي لنا أن نتهمه بالفشل في منع وقوع جريمة. كل واحد منا ضحية للإرهاب بسبب الطريقة التي سمح بها ماسك للمنصة إكس بنشر الكراهية ومعاداة السامية والمحتوى المسيء والتضليل ورعب العقل"، وفق تعبيرها.
وأوضحت بن ديفيد في مقال لها بمجلة "العين السابعة" أن ماسك الذي يعتبر أغنى شخص في العالم، يحصل على "الوقت الثمين" لقادة إسرائيل في زمن الحرب، لأنه يمتلك منصة إكس، وبذلك هو "المالك لحرية التعبير والنظام المعلوماتي".
وختمت بالقول "يخرج قادة إسرائيل لاستقبال ماسك الذي يحارب المقاطعة ضد شركاته ومنصته بسبب معاداته للسامية، كل شيء مجرد مزحة، يمكنه أن يقول أي شيء، ثم يندم عليه، تحولنا إلى دمى متحركة في مسرح ماسك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرب على غزة على منصة إکس فی إسرائیل أن ماسک
إقرأ أيضاً:
الاحتجاجات تحاصر نتنياهو لوقف العدوان على غزة.. تفاصيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الإعلامي عمرو خليل، إنّ هناك اتساع غير مسبوق في دائرة الاحتجاجات داخل إسرائيل، ليس فقط على المستوى الشعبي، بل داخل المؤسسة العسكرية والأمنية نفسها، رفضًا لاستمرار الحرب على قطاع غزة، موضحًا، أن هذه التحركات تمثل تحديًا مباشرًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولقيادة الجيش التي هددت بفصل أي عسكري يدعم هذه المطالب.
وأضاف "خليل"، مقدم برنامج "من مصر"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الحملة بدأت مع توقيع طياري سلاح الجو الإسرائيلي على عريضة تطالب بوقف الحرب، واعتبروها أداة سياسية أكثر منها أمنية، وسرعان ما تلقّت العريضة دعمًا واسعًا من داخل جهاز الموساد، حيث وقع عليها أكثر من 250 ضابطًا وعنصرًا، بينهم ثلاثة رؤساء سابقين للموساد، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
وتابع الإعلامي، أن صحيفة يديعوت أحرونوت كشفت عن توقيع أكثر من 1600 جندي وقائد سابق في لوائي المظليين والمشاة على رسالة تطالب بإعادة المحتجزين "حتى لو تطلب الأمر وقف الحرب"، مؤكدين في رسالتهم: "لن نترك أي جندي خلفنا".
الاحتجاجات تحاصر نتنياهو لوقف العدوان على غزة
وواصل: "كذلك وقّع نحو 170 من خريجي وحدة "تلبيوت" التابعة للاستخبارات العسكرية على عريضة مشابهة، أدانوا فيها "محاولات إسكات زملائهم"، مؤكدين أن الحرب باتت تخدم "مصالح سياسية وشخصية ضيقة".
وأفاد عمرو خليل بأن نحو 200 طبيب وطبيبة من قوات الاحتياط الإسرائيلي وقعوا أيضًا على رسالة تطالب بوقف القتال، معتبرين أن "استمراره يكلف إسرائيل ثمنًا باهظًا دون أهداف مدنية واضحة".
كما انضم نحو 2000 أستاذ جامعي إلى عريضة الطيارين، مشددين على أن "الاتفاق السياسي وحده هو السبيل لإعادة المحتجزين، بينما الضغط العسكري قد يعرض حياتهم للخطر".