جروح متعفنة يخرج منها الدود.. شهادات للجزيرة نت عن وضع المصابين بغزة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
غزة- بين الممرات وعلى الأسرّة ترتفع أصوات الأنات من الوجع وقلة المسكنات، فلا أدوية ولا ضمادات للجروح الغائرة في مستشفيات قطاع غزة.
وبأنفاسه المتسارعة قال الجريح عماد نصار "وصلنا ليلة أمس من مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة إلى مستشفى ناصر الطبي بجنوب القطاع بعد عذابات لن نستطيع تخيلها ولا تحملها، جاؤوا بنا خلال أيام الهدنة، وقد تعفن جرحي وخرج منه الدود نظرا إلى عدم وجود أطباء ولا ممرضين، بسبب حصار وقصف المستشفيات".
أما والدة الجريح تيتو مسعود فلا الكلمات تسعفها ولا شيء يخفف معاناتها وهي ترى فلذة كبدها وقد يفقد قدمه في أي لحظة كما وصفت، وقالت "كانت قدم ابني متوسطة الحال، ومن الممكن معالجتها لكنها تدهورت، بسبب عدم متابعة الأطباء له جراء خروجهم القسري من مستشفى كمال عدوان الذي هدده الاحتلال الإسرائيلي بالقصف".
القطاع الصحي خارج الخدمةمن جانبه، قال الطبيب نور الدين الخطيب "وصلت إلى مستشفى ناصر الطبي بخان يونس مئات الإصابات من مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي بشمال القطاع، ومعظم هذه الحالات والإصابات جروحها متعفنة لدرجة كبيرة والدود يخرج من بعضها، نظرا إلى نقص المعدات والأدوية المتوفرة لدى الأطباء في مستشفيات شمال قطاع غزة والنقص الكبير في الكادر الطبي"، حيث استشهد 65 عنصرا من كوادر القطاع الصحي جراء القصف الإسرائيلي الوحشي على القطاع.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة "الانهيار التام" للمستشفيات جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في مؤتمر صحفي إن مستشفيات غزة "انهارت بشكل تام بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع"، مشيرا إلى أن "بقاء أبواب المستشفيات مفتوحة لا يعني أنها تقدم الخدمة لطوفان الجرحى المتدفق عليها".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
شهيدان في الشجاعية وإسرائيل تقرر قطع الكهرباء عن قطاع غزة
أفاد مراسل الجزيرة في غزة باستشهاد شخصين وإصابة آخرين، في قصف مدفعي إسرائيلي، استهدف اليوم الأحد فلسطينيين في محيط متنزه القبة بحي الشجاعية شمال قطاع غزة.
وقال أطباء في المستشفى الأهلي العربي المعمداني إن حالة بعض المصابين "خطيرة" بينما أشار مراسل الجزيرة إلى أن القصف جرى في منطقة تصنف أنها آمنة لفلسطينيين كانوا يتفقدون منازلهم المدمرة.
ويأتي ذلك بينما أعلنت إسرائيل أنها قررت وقف تزويد غزة بالكهرباء "فورا" وهو ما علقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقولها إن الكهرباء مقطوعة عن القطاع منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء.
وأفادت بأن كوهين أصدر قرارا بوقف إمداد غزة بالكهرباء "فورا" مما سيؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن القطاع.
وردا على القرار، قال حازم قاسم المتحدث باسم حماس "عمليا، الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء عن غزة منذ اليوم الأول لحربه على القطاع".
وأضاف أن "هذا السلوك يؤكد إمعان الاحتلال في استكمال حرب الإبادة ضد غزة، عبر استخدام سياسة التجويع، في استهتار واضح بكل القوانين والأعراف الدولية".
إعلانودعا قاسم إلى "تطبيق قرارات القمة العربية الرافضة لحصار قطاع غزة وتجويع أهله".
ومن جانبه، قال عومري دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إنهم لا تستبعدون قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة باعتباره وسيلة للضغط على حركة حماس.
والأحد الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الحكومة تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تصعيدية ضد غزة، تشمل قطع الكهرباء والمياه وتنفيذ عمليات اغتيال وإعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه واستئناف الحرب.
وأوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأحد الماضي، وسط تحذيرات محلية وحقوقية من عودة الفلسطينيين إلى مربع المجاعة.
وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل -بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025- إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، يتضمن 3 مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام الأولى، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وقد حوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها منذ منتصف 2006، وأجبرت حرب الإبادة التي تشنها على القطاع الفلسطيني نحو مليونين من مواطنيها -البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون- على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.