قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن هناك منهجا بيننا وبين الخلق، هذا المنهج مبني على العفو والصفح والرحمة، {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، أمر في غاية الصعوبة، يحتاج إلى صبر، وإلى تجرع مرارة، كيف تعفو عَمَنْ آذاك، وكيف تعفو عَمَنْ اعتدى عليك، وكيف تتجاوز مَنْ وقف بلا مبرر، يشتمك ويسبك، وكيف لو أنه كان على الباطل، وأنت على الحق، وعلى الرغم من ذلك، فإن العفو والصفح، هو منهج النبيين والصديقين، والعفو والصفح، هو الذي ينبغي أن نتقدم به بيننا وبين الناس، وهو أمر عظيم يوقعنا في نزاع مع أنفسنا، ولكن في النهاية: الأمر لله ولرسوله، وكلام الله ورسوله على أعناقنا، وفوق رؤوسنا.

إذن العلاقة بيننا وبين الخلق، يجب أن تبنى على الصفح، والعفو، والمغفرة ، والرحمة؛ لأننا نحب أن يعفو الله عنا، وأن يغفر الله لنا، وأن يوفقنا، وأن ندخل في محل نظره سبحانه وتعالى، والعلاقة بينك وبين نفسك، مبناها ذكر الله، والنبي ﷺ يقول: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله».


لا حول ولا قوة إلا بالله، والعفو والصفح، والاشتغال بالذكر، إن لم تكن مشتغلًا به، وإن كنت مشتغلًا فَدُمْ عليه، واستمر فيه، فإن الناس قد نسيت ذكر الله، ونسيت العفو والصفح، ونسيت لا حول ولا قوة إلا بالله، إذا فعلنا ذلك، وشعرنا بأن الله يقف معنا، ازداد إيماننا به، وازداد تعلقنا به، جل جلاله، وإذا رأى الله منا ذلك ازداد في التوسعة علينا، في حل أزماتنا، في أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن، في أن يمر بنا بسلام من كل ضيق.

إذا فعلنا ذلك سنشعر بأننا خرجنا من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن نزاعها ونكدها وكدرها، إلى وسيع رحمة الله سبحانه وتعالى.

علقوا قلوبكم بربكم، وأخلصوا دينكم له، تجدوا الدنيا أهون من جناح بعوضة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

جمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا ومفاتيح الجنة

يقول سيدنا رسول الله ﷺ : (مَنْ صَلّى عَليَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ومَنْ صَلّى عَليَّ عَشْرًا صَلّى الله عَلَيْهِ مِئَةً)، ويقول ربنا سبحانه وتعالى رافعًا شأن سيد الخلق ﷺ : (ِإنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما).

أذكار النوم.. كما وردت عن رسول الله جمعة يوضح أهم أسباب قلة البركة في زماننا

وقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن الصلاة من الله سبحانه وتعالى في حقه صلى الله عليه وآله وسلم هي علو شأن ورفعة المقام؛ فقد زاد وشرَّف وكرَّم وعظم سيدنا رسول ﷺ ، وهو حقيق بذلك عند ربه سبحانه وتعالى.

وتابع جُمعة أن سيدنا رسول الله ﷺ هو حبيب الله، وخاتم النبيين، وإمام المرسلين، وهو صاحب الشفاعة يوم الدين، سيدنا رسول الله ﷺ كنز مخفي من أراد باب الله فليلتمسه، ومن أراد عز الدنيا فليتبعه، ومن أراد الجنة فمفتاحها مع سيدنا رسول الله ﷺ ؛ ومن أجل ذلك جعل الله ذِكْرَ سيدنا رسول الله ﷺ من ذكره سبحانه وتعالى، وجعل ذلك في الأمة الإسلامية مفتاحَ خير كثير في قربة العمل، ومن هنا ما جاء عن أبي بن كعب قال: كَانَ رَسُولُ الله إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله. اذْكُرُوا الله. جَاءَتْ الرَاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ). قَالَ أُبَيٌّ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي- يعني من مجلس ذكري ودعائي-؟ فقَالَ (مَا شِئْتَ). قال: قُلْت الرُّبُعَ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ. فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ). قُلْتُ فَالنِّصْفَ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ). قال: قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ)، قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلّهَا؟ قَالَ: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

وأضاف جمعة أنه من هنا فَهِمَتِ الأمة عن سيدنا رسول الله ﷺ وعن ربها - جل جلاله - ما أراده، وكان عندنا الشيخ الشوني قد أنشأ مجالس الصلاة على النبي ﷺ في الأزهر الشريف، وبقيت السنين الطوال، وأدركناها وجلسنا فيها نذكر ربنا بالصلاة على النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ، حتى أدركت البدعة الناس، فنسوا رسول الله مما نسوه من الدين؛ ونسوا كثرة الصلاة عليه ﷺ، وهو الذي يقول لأبى: (إِذًَا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ). فاللهم صَلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد ، ما هبت النسائم وناحت على الأيك الحمائم.

مقالات مشابهة

  • من هو أول نبي قال الله أكبر؟.. ذُكر 69 مرة في القرآن الكريم
  •   الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور
  • هل يجب قراءة سورة الكهف كل جمعة أم يكفي سماعها ؟
  • في ساعة الاستجابة.. دعاء أول جمعة من ربيع الآخر
  • علي جمعة: علمنا رسول الله أن نقدم مصلحة الأمة على كل شئ
  •  دعاء أول جمعة في ربيع الثاني.. «اللهم اغفر ذنوبنا»
  • أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ
  • علاج الحزن والاكتئاب من آيات الله لرسوله
  • جمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا ومفاتيح الجنة
  • «الإفتاء» توضح بالأدلة حكم ختم القرآن للميت جماعة