لبنان ٢٤:
2024-07-04@13:48:08 GMT

ما سيقوله لودريان للبنانيين هذه المرّة خطير جدًّا

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

ما سيقوله لودريان للبنانيين هذه المرّة خطير جدًّا

قد تكون زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان للبنان هذه المرّة مختلفة كليًا عن الزيارات السابقة. وهذا الاختلاف يعود في الأساس إلى خطورة ما سيقوله "صديق لبنان" إلى جميع اللبنانيين. هذا ما يعتقده كثيرون. وهذا ما توحي به الظروف غير الطبيعية التي تمرّ بها المنطقة على وقع الحرب على غزة، وإن تخللتها "هدنة إنسانية".

على أغلب الظنّ أن الموفد الفرنسي سيحمّل جميع القوى، وإن بنسب متفاوتة، مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وقد مضى على الشغور الرئاسي سنة وشهر.  
ووفق بعض الذين يعتبرون أنفسهم على تماس شبه يومي مع الاليزيه فإن ما يحمله لودريان معه من معطيات وتوجيهات هي خلاصة ما تجمّع لدى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من معلومات أكيدة بالنسبة إلى ما يُخطّط للمنطقة انطلاقًا من حرب غزة الشديدة التعقيد،بعدما دخل على خطّها أكثر من معطىً وأكثر من تطور وأكثر من "سيناريو" لما بعد الهدنة. ومفاد هذه الخلاصة الفرنسية أن أمام اللبنانيين فرصة مؤاتية لانتخاب رئيس لجمهوريتهم، وعليهم عدم اضاعتها هذه المرّة، لأنه يُخشى أن تسبقهم التطورات المتوقعة والمحتملة وتضيع منهم فرصة أن يكون لديهم رئيس، مع ما يعنيه هذا الأمر سياسيًا ودستوريًا وميثاقيًا وانتظامًا للعمل المؤسساتي. 
فعدم وجود رئيس لجمهورية لبنان يعني بالنسبة إلى الفرنسيين تغييب لبنان عن المشاركة في تقرير ما يمكن أن يُرسم له من أدوار من ضمن المخطّطات الكبرى، التي ستجد طريقها إلى التنفيذ بطريقة أو بأخرى. ومن دون هذا الرئيس المطلوب أن يُنتخب اليوم قبل الغد، بغض النظر عمّن سيقع عليه الاختيار، ستبقى كل المؤسسات الدستورية معطّلة، وهي لن تستطيع بالتالي أن تكون مشاركة في اتخاذ أي موقف بشأن مصير القرار 1701، خصوصًا أن لا شيء مضمونًا حتى الآن بالنسبة إلى توسعة الحرب في الجنوب لتشمل كل لبنان، وإن كان يبدو هذا الاحتمال أقل من السابق، ولكن لا يمكن إسقاطه من الحسبان. 
فلبنان يقف الآن على شفير هاوية. هكذا تراه فرنسا. وهذه هي حاله في غياب دور فاعل للمؤسسات بفعل استمرار تغييب رئيس الجمهورية المفترض أن يكون ضابط إيقاع.  
ففرنسا التي لعبت أدوارًا مهمة بالنسبة إلى ما أبدته من حرص أكيد على هوية لبنان القائمة على توازنات دقيقة لا تزال ترغب في مساعدة لبنان للخروج من أزماته. ولا تزال تعتقد أن أقصر الطرق لهذا الخروج، الذي لا يزال ممكنًا ومتاحًا، هو الطريق المؤدي إلى بعبدا. 
 فأمام اللبنانيين فرصة قد تكون تاريخية لكي يتوافقوا على رئيس يكون مستعدًّا للعب دور "الفدائي"، لأن ما هو منتظر منه يفوق قدرة من هم عادّيون ويصلحون لزمن غير هذا الزمن. المسؤولية كبيرة وتحتاج إلى رجل دولة تكون أكتافه عريضة لكي يستطيع أن يمرّر ما يمكن أن يتعرّض له لبنان من متغيّرات بأقل ضرر ممكن. 
 ويأتي تحرّك لودريان في هذا الظرف بالذات بعدما بلغ إلى مسامع الفرنسيين بأن الدوحة تتحضّر لدور ناشط على الخطّ الرئاسي بعدما نجحت في إرساء "هدنة إنسانية" في غزة بمواكبة أميركية – إيرانية مباشرة. وقد يكون لتحرّك فرنسا تجاه لبنان علاقة بما نتج في مراحل سابقة من سوء فهم للدور الفرنسي، خصوصًا من قِبل بعض الأطراف المسيحية، التي سبق لها أن وصفت "المبادرة الفرنسية" بـ "المنحازة" لغير الخيار، الذي يعتقده بعض المسيحيين مخالفًا لتاريخية تعاطي فرنسا مع لبنان. 
  
ووفق الاجواء الفرنسية المحيطة بزيارة لودريان فان باريس تعتقد انه من الممكن احداث خرق جديد في جدار ازمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني في هذه المرحلة، لكن من المهم ايضا ان يدرك اللبنانيون ان لا أحد يستطيع ان يحل محلهم وان المسؤولية في انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق النواب وسائر الكتل النيابية.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بالنسبة إلى

إقرأ أيضاً:

انتخابات الرئاسة والمبادرات المجمَّدة.. هل يكون تموز حاسِمًا؟!

 
قد يكون المشهد "الانتخابي" الطاغي في المنطقة والعالم، رغم الأجواء الملبّدة بالحروب والصراعات، "مستفزًا" للكثير من اللبنانيين، العاجزين عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ تشرين الأول 2022، ففي إيران، سيُنتخَب رئيس جديد للجمهورية في غضون أيام قليلة، بعد فترة بسيطة على الشغور المفاجئ الذي أصاب المنصب بفعل مصرع الرئيس السابق إبراهيم رئيسي إثر حادث تحطّم طائرته.
 
أما في الولايات المتحدة، فالأجواء الانتخابية تبقى مسيطرة، في ظلّ المنافسة الحامية بين الرئيس الحالي جو بايدن عن الحزب الديمقراطي، والسابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، بعد أيام من مناظرة أولى جمعتهما، وشغلت العالم بأسره، في سياق السباق المحموم نحو البيت الأبيض. ولا تبدو أوروبا بعيدة عن هذه "العدوى"، وسط جو انتخابي يعمّها، وإن ترافق مع "هواجس" أثارها صعود اليمين، والذي وُصِف بـ"الزلزال".
 
أما في لبنان، فلا انتخابات ولا من يحزنون، لأنّ الانتخابات الرئاسية التي كان يفترض أن تُنجَز قبل زهاء سنتين، مهمَّشة، حتى إنها لم تعد تحظى بأولوية الاهتمام، والمبادرات على خطّها شبه مجمّدة، ولو أنّها "تتحرّك" بين الفينة والأخرى، من دون أن تُحدِث أيّ "خرق" فعليّ، فهل من جديد على مستوى الرئاسة، وهل يكون شهر تموز الحالي "حاسِمًا" على خطّها، وفقًا لتصريح رئيس مجلس النواب، الذي أعطي أبعادًا رئاسيّة؟!
 
تموز "الحاسم"
 
حين قال رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أيام، إنّ شهر تموز "حاسِم ومفصليّ"، أثير الكثير من الجدل عن "مغزى" كلامه، ولا سيما أنّ هناك من وضعه في خانة التأكيد على احتمالات "الحرب" التي كانت طبولها تُقرَع، ليهدّئ المحسوبون على الرجل من "الضجّة المفتعلة"، ويؤكدوا أنّه لم يكن يقصد حصرًا الوضع الأمني الناشئ عن العمليات العسكرية في الجنوب، وإنما قصد أيضًا ملفات واستحقاقات أخرى، من بينها رئاسة الجمهورية.
 
وفقًا لهؤلاء، فإنّ شهر تموز يجب أن يكون "حاسِمًا ومفصليًا" رئاسيًا للكثير من الأسباب، من بينها ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن في سياق مواجهة السيناريوهات المُعَدّة للمنطقة وللبنان، ولمواجهة احتمالَي الحرب والتسوية على حدّ سواء، في ظلّ اعتقاد بضرورة حسم الخيار في الأمد المنظور، علمًا أنّ الموفدين الدوليين كانوا قد أكدوا مرارًا أنّ عدم انتخاب رئيس سيفوّت على لبنان فرصة الحضور على طاولة المفاوضات.
 
وإلى هذا السبب الجوهري، ثمّة أسباب تجعل تموز "حاسِمًا"، لأنّ عدم إحراز أيّ تقدّم فيه سيعني "ترحيل" ملف الرئاسة إلى أشهر عديدة لاحقة، وربما إلى مطلع العام المقبل بالحدّ الأدنى، فالعطلة الصيفية على الأبواب، ولا أمل يُرتجى بتفعيل أيّ مبادرات داخلية أو خارجية خلالها، فضلاً عن أنّ العالم سيتفرّغ خلال أسابيع وجيزة فقط، للحملات الرئاسية الأميركية، التي قد يجدها بعض اللبنانيين "مادة رهان" أخرى، تُجمَّد الرئاسة بانتظار نضوج معطياتها.
 
أين المبادرات؟
 
لكن، أبعد من هذه القراءة حول العامل "الحاسم والمفصليّ" في شهر تموز الحاليّ، ثمّة علامات استفهام تُطرَح عن جملة المبادرات الرئاسية المطروحة، والتي تبدو هي الأخرى "مجمّدة"، ولو أنّ القيّمين عليها بالمجمل يصرّون على أنّها لا تزال "مفتوحة"، بدءًا من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى ما يصطلح على وصفه بحراك "الخماسية" العربية والدولية، وصولاً إلى مبادرة كتلة "الاعتدال"، وما تفرّع عنها من مبادرات ووساطات أخرى أيضًا.
 
في هذا السياق، يكثر الحديث هذه الأيام عن احتمال "تفعيل" هذه المبادرات التي سبق أن اصطدمت بحائط "الحوار" المسدود، بكلّ مسمّياته وأشكاله، من دون أن يترجم ذلك خطوات ملموسة، سواء على خط حراك "الخماسية" الذي لم تظهر بوادر تحريكه، كما أشارت بعض التسريبات، وصولاً إلى مبادرة "الاعتدال"، التي يقول البعض إنّ أيّ جديد لم يرشح عنها، ولو أنّ اجتماعًا مرتقب لأعضائها، لتحديد خريطة طريق المرحلة المقبلة.
 
وضمن المعلومات المسرَّبة، يُحكى أيضًا عن جهد يبذله رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي أعدّ "خطة" لتجاوز "الفيتو" على الحوار والتشاور، من دون أن تظهر أيضًا مفاعيلها واحتمالات نجاحها، ليبقى الثابت الوحيد وسط كلّ هذه التسريبات، أنّ المراوحة تبقى سيّدة الموقف، وأنّ كلّ المبادرات تبقى "مجمّدة" حتى إشعار آخر، طالما أنّ الرئاسة لا تحظى بالأولوية، في مقاربة مختلف الأطراف للوضع الحالي.
 
لا جديد رئاسيًا إذاً. قد تكون هذه العبارة المكرّرة منذ أشهر طويلة، الأكثر "استفزازًا" للبنانيين، ولا سيما بعدما ربط المسؤولون انتخابات الرئاسة، بكلّ الاستحقاقات في المحيط القريب والبعيد، والتي لا تبدو الحرب على غزة آخرها، في ظلّ تصاعد الحديث عن "رهانات" على الانتخابات الأميركية لتحديد "مصير" الرئاسة، فمتى يستعيد اللبنانيون زمام المبادرة، ويكفّون عن "الرهان" على خارج يرفض أصلاً أن ينتخب الرئيس مكانهم؟! المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • رسالة من بو صعب إلى الأمم المتحدة.. هذا ما جاء فيها
  • احذر.. أطعمة “عصرية” قد تصيبك بمرض خطير
  • رسالة فرنسية - أميركية لإسرائيل تخصّ لبنان.. ماذا فيها؟
  • الأطعمة المخمرة قد تصيبك بمرض خطير| دراسة تكشف السبب
  • الجميّل التقى السفير الاسترالي: لتحرير قرار لبنان من الهيمنة
  • سليم الصايغ يقرأ في محاضرة فياض: الهواجس الوجودية تصيب الطوائف كلها وهذا هو المطلوب
  • احذر.. أطعمة "عصرية" قد تصيبك بمرض خطير
  • لإجراء محادثات حول لبنان.. هوكشتاين إلى فرنسا وهؤلاء سيلتقي بهم
  • انتخابات الرئاسة والمبادرات المجمَّدة.. هل يكون تموز حاسِمًا؟!
  • كيف يتغير لون اللسان في أمراض القلب والأعضاء الأخرى؟