ما سيقوله لودريان للبنانيين هذه المرّة خطير جدًّا
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قد تكون زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان للبنان هذه المرّة مختلفة كليًا عن الزيارات السابقة. وهذا الاختلاف يعود في الأساس إلى خطورة ما سيقوله "صديق لبنان" إلى جميع اللبنانيين. هذا ما يعتقده كثيرون. وهذا ما توحي به الظروف غير الطبيعية التي تمرّ بها المنطقة على وقع الحرب على غزة، وإن تخللتها "هدنة إنسانية".
ووفق بعض الذين يعتبرون أنفسهم على تماس شبه يومي مع الاليزيه فإن ما يحمله لودريان معه من معطيات وتوجيهات هي خلاصة ما تجمّع لدى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من معلومات أكيدة بالنسبة إلى ما يُخطّط للمنطقة انطلاقًا من حرب غزة الشديدة التعقيد،بعدما دخل على خطّها أكثر من معطىً وأكثر من تطور وأكثر من "سيناريو" لما بعد الهدنة. ومفاد هذه الخلاصة الفرنسية أن أمام اللبنانيين فرصة مؤاتية لانتخاب رئيس لجمهوريتهم، وعليهم عدم اضاعتها هذه المرّة، لأنه يُخشى أن تسبقهم التطورات المتوقعة والمحتملة وتضيع منهم فرصة أن يكون لديهم رئيس، مع ما يعنيه هذا الأمر سياسيًا ودستوريًا وميثاقيًا وانتظامًا للعمل المؤسساتي.
فعدم وجود رئيس لجمهورية لبنان يعني بالنسبة إلى الفرنسيين تغييب لبنان عن المشاركة في تقرير ما يمكن أن يُرسم له من أدوار من ضمن المخطّطات الكبرى، التي ستجد طريقها إلى التنفيذ بطريقة أو بأخرى. ومن دون هذا الرئيس المطلوب أن يُنتخب اليوم قبل الغد، بغض النظر عمّن سيقع عليه الاختيار، ستبقى كل المؤسسات الدستورية معطّلة، وهي لن تستطيع بالتالي أن تكون مشاركة في اتخاذ أي موقف بشأن مصير القرار 1701، خصوصًا أن لا شيء مضمونًا حتى الآن بالنسبة إلى توسعة الحرب في الجنوب لتشمل كل لبنان، وإن كان يبدو هذا الاحتمال أقل من السابق، ولكن لا يمكن إسقاطه من الحسبان.
فلبنان يقف الآن على شفير هاوية. هكذا تراه فرنسا. وهذه هي حاله في غياب دور فاعل للمؤسسات بفعل استمرار تغييب رئيس الجمهورية المفترض أن يكون ضابط إيقاع.
ففرنسا التي لعبت أدوارًا مهمة بالنسبة إلى ما أبدته من حرص أكيد على هوية لبنان القائمة على توازنات دقيقة لا تزال ترغب في مساعدة لبنان للخروج من أزماته. ولا تزال تعتقد أن أقصر الطرق لهذا الخروج، الذي لا يزال ممكنًا ومتاحًا، هو الطريق المؤدي إلى بعبدا.
فأمام اللبنانيين فرصة قد تكون تاريخية لكي يتوافقوا على رئيس يكون مستعدًّا للعب دور "الفدائي"، لأن ما هو منتظر منه يفوق قدرة من هم عادّيون ويصلحون لزمن غير هذا الزمن. المسؤولية كبيرة وتحتاج إلى رجل دولة تكون أكتافه عريضة لكي يستطيع أن يمرّر ما يمكن أن يتعرّض له لبنان من متغيّرات بأقل ضرر ممكن.
ويأتي تحرّك لودريان في هذا الظرف بالذات بعدما بلغ إلى مسامع الفرنسيين بأن الدوحة تتحضّر لدور ناشط على الخطّ الرئاسي بعدما نجحت في إرساء "هدنة إنسانية" في غزة بمواكبة أميركية – إيرانية مباشرة. وقد يكون لتحرّك فرنسا تجاه لبنان علاقة بما نتج في مراحل سابقة من سوء فهم للدور الفرنسي، خصوصًا من قِبل بعض الأطراف المسيحية، التي سبق لها أن وصفت "المبادرة الفرنسية" بـ "المنحازة" لغير الخيار، الذي يعتقده بعض المسيحيين مخالفًا لتاريخية تعاطي فرنسا مع لبنان.
ووفق الاجواء الفرنسية المحيطة بزيارة لودريان فان باريس تعتقد انه من الممكن احداث خرق جديد في جدار ازمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني في هذه المرحلة، لكن من المهم ايضا ان يدرك اللبنانيون ان لا أحد يستطيع ان يحل محلهم وان المسؤولية في انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق النواب وسائر الكتل النيابية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بالنسبة إلى
إقرأ أيضاً:
“حماس”: موافقون على تشكيل لجنة لإدارة غزة على أن تكون محلية كلياً
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال القيادي في حركة “حماس”، خليل الحية، الأربعاء، إن الحركة وافقت على تشكيل لجنة لإدارة شؤون قطاع غزة، على أن تكون محلية بشكل كامل.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها “قناة الأقصى” التابعة لـ “حماس” مع الحية، تطرق خلالها أيضاً إلى مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل.
وقال الحية: “الفكرة المطروحة اليوم هي تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، وهو اقتراح قدمه إخوتنا المصريون، ونحن تعاملنا معه بشكل مسؤول ومتجاوب”
وأضاف: “نحن موافقون على هذا المقترح، ولكن مع شرط أساسي؛ أن تدير هذه اللجنة غزة بشكل محلي كامل، وتشرف على كل الأمور المتعلقة بالحياة اليومية هناك”.
ومطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، استضافت القاهرة اجتماعات بين حركتي فتح و”حماس”، لبحث إنشاء لجنة لإدارة شؤون قطاع غزة، فضلاً عن استمرار جهود التوصل لوقف إطلاق نار بالقطاع.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية، وقتها، عن مصدر مصري تأكيده أن “الاجتماعات شأن فلسطيني خالص، والجهود المصرية هدفها توحيد الصف الفلسطيني والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني”.
وأضاف المصدر أن لجنة الإسناد المجتمعي تتبع السلطة الفلسطينية، وتتضمن شخصيات مستقلة، مشيراً إلى أن “فتح” و”حماس” لديهما نظرة إيجابية تجاه التحركات المصرية بشأن تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، رغم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وشدد المصدر على أن لجنة الإسناد تصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتتحمل إدارة قطاع غزة.
ملف تبادل الأسرى
وفي ما يتعلق بمفاوضات تبادل الأسرى بين “حماس” وإسرائيل، قال الحية: “دون وقف الإبادة الإسرائيلية، لا يوجد تبادل أسرى، فهي معادلة مترابطة، ونحن نقول بكل وضوح: نريد أن يتوقف هذا العدوان، ويجب أن يتوقف أولاً لكي يتم أي تبادل للأسرى”.
وتابع: “نحن جاهزون لإبرام وقف إطلاق النار، لكن الأهم وجود إرادة حقيقية لدى الاحتلال”.
وأشار الحية إلى “وجود اتصالات جارية مع الدول والوسطاء (مصر وقطر) لتحريك مفاوضات وقف إطلاق النار”.
وأكد أن “نتنياهو يعرقل أي تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار لأسباب سياسية”.
ويصرّ نتنياهو على السيطرة على محور نتساريم وسط قطاع غزة، ومحور فيلادلفيا، ومعبر رفح بالجنوب، ويرفض وقف الإبادة في القطاع في إطار أي صفقة لتبادل الأسرى، في حين تتمسك “حماس” بانسحاب الجيش الإسرائيلي تماماً.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتُقدّر وجود 101 أسير إسرائيلي بغزة، فيما أعلنت “حماس” مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتتهم عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة والمعارضة نتنياهو برفض إنهاء الحرب والانسحاب من غزة خشية انهيار ائتلافه الحكومي، في ظل تهديد وزراء متطرفين بالانسحاب منه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
(الأناضول)