أطلقت وزارة الاقتصاد بالشراكة مع دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، برنامج "قادة التجارة العالمية للمستقبل"، وتهدف هذه المبادرة الوطنية إلى تعزيز مشاركة الكوادر الشابة، من العاملين في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والمناطق الحرة والمؤسسات ذات الصلة، في مختلف قطاعات التجارة الخارجية للدولة، إضافة إلى تعزيز الاستعدادات لاستضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي في فبراير(شباط) 2024 والمشاركة في الفعاليات التجارية متعددة الأطراف مستقبلاً.

ويأتي إطلاق البرنامج تلبيةً للأهمية المتزايدة التي تحظى بها التجارة الخارجية لدى دولة الإمارات، باعتبارها مساهماً رئيسياً في مضاعفة الاقتصاد الوطني وتحقيق المستهدفات المتعلقة بتنويع القاعدة الاقتصادية، وتسريع نمو الناتج المحلي الإجمالي وتحفيز الصادرات غير النفطية، ودعم الابتكار وإعداد الجيل القادم من أصحاب المواهب والكفاءات والأفكار الخلاقة، وهو ما تم ترجمته عبر إطلاق الدولة برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، بهدف تقليل الحواجز التجارية وتعزيز العلاقات مع الشركاء التجاريين الاستراتيجيين، ما أدى إلى تحقيق نمو قياسي في حجم التجارة الخارجية غير النفطية بنسبة 14.4% لتصل إلى أكثر من 1.2 تريليون درهم وذلك خلال النصف الأول من عام 2023.

نظام عالمي 

وأكّد وزير دولة للتجارة الخارجية، رئيس المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أهمية الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الكوادر الإماراتية الشابة في تحقيق مستهدفات التجارة الخارجية للدولة، والتي تسعى إلى زيادة قيمة التجارة غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم بحلول 2031، مع مواصلة المساهمة في حشد الجهود الدولية لبناء نظام تجاري عالمي عادل ومنصف ومستدام لجميع الدول.
وقال: "في بيئة التجارة العالمية سريعة التغير، تدرك الإمارات الدور الجوهري الذي تلعبه الكوادر التجارية الشابة في تحويل التحديات الجيوسياسية والبيئية والتكنولوجية إلى فرص لتحقيق النمو المستدام. واليوم، نطلق برنامج قادة التجارة العالمية للمستقبل لتزويد هذه الكوادر الشابة بالمهارات اللازمة لفهم هذا المشهد الحيوي العالمي والتأثير فيه وتوجيهه بما يحقق مصالح جميع الأطراف".
وأضاف أن البرنامج يجسد النهج الاستباقي للدولة تجاه استشراف المستقبل، وسيساهم بشكل كبير في تحقيق التزامها بمواصلة حشد الجهود الدولية لبناء نظام تجاري عالمي حديث وشامل ومستدام يحقق المنفعة لجميع الدول، لافتاً إلى أن التجارة تعد محركاً أساسياً للنمو، ومن خلال إشراك جيل جديد من قادة التجارة في الدولة في برامج رفيعة المستوى ومنتديات عالمية رئيسية، مثل المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية وغيره، فإن الإمارات تعيد التأكيد على تبني التجارة كقوة دافعة لنمو وازدهار الاقتصاد العالمي.
من جهته قال رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي أحمد جاسم الزعابي،  إن الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها بوصفها مركزاً عالمياً للتجارة والأعمال والاستثمارات، وفي هذا السياق، أطلقت إمارة أبوظبي العديد من المبادرات والبرامج لتسهيل التجارة وضمان سهولة ممارسة الأعمال عبر خفض الوقت والتكاليف والمتطلبات وتسهيل الإجراءات وتمكين التكامل السلس للخدمات الحكومية، الأمر الذي أسهم في زيادة التدفقات التجارية.
وأضاف : "تُعد التنمية البشرية أولوية قصوى بالنسبة لنا، ونرى أن برنامج قادة التجارة العالمية للمستقبل يُسهم في تزويد المواهب الشابة بالمهارات والقدرات التي تُعزز المكانة الريادية للإمارات في التجارة الدولية، والمساهمة بفعالية في التحول نحو اقتصاد ذكي ومتنوع ومستدام. ويلعب هذا البرنامج دوراً حيوياً في ترسيخ التنويع الاقتصادي للدولة وتوفير الظروف الملائمة لتطوير المواهب للمحافظة على موقعها القيادي كمركز تجاري رائد".

برنامج شامل 

و يعمل البرنامج التدريبي الشامل، الذي يستمر ثلاثة أشهر، ويدمج بين التعلم النظري والعملي، إلى تزويد 30 كادراً حكومياً إماراتياً شاباً بالمعرفة المتخصصة والخبرات والمهارات اللازمة للمشاركة بشكل كامل وفعال في قصص النجاح التي تعيشها الدولة في الحاضر والمستقبل.

وسيتم ذلك من خلال استقطاب المرشحين الذين يعملون حالياً في وظائف ترتبط بالتجارة العالمية ضمن الهيئات الحكومية الاتحادية والمحلية، والمناطق الحرة في الدولة وغيرها من الجهات المنخرطة في التجارة العالمية.

ويلتحق المشاركون في برنامج قادة التجارة العالمية للمستقبل بسلسلة من الجلسات التدريبية التي يقودها خبراء من الجهات الدولية والمحلية، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية والمنتدى الاقتصادي العالمي ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، والتي تغطي مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالتجارة، بدءاً من السياسة التجارية والتمويل إلى التجارة الرقمية والمستدامة. كما ستتاح لهم فرصة التواصل مع كبار المسؤولين الحكوميين في دولة الإمارات.
ويوفر البرنامج للمرشحين كذلك تدريباً عملياً من خلال عدة زيارات ميدانية للجهات الرائدة في مجال التجارة العالمية في الدولة، بما في ذلك المنطقة الحرة في جبل علي (جافزا)، ومجموعة كيزاد التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، بالإضافة إلى اجتماعات مع عدد من مجالس الأعمال الأجنبية بالدولة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات التجارة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

“الاقتصاد” ورابطة الدوري الإسباني تُطلقان مشروع إنشاء “مختبر مكافحة القرصنة”

 

 

 

وقّعت وزارة الاقتصاد اتفاقية مع رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم “لاليغا”، لإطلاق مشروع إنشاء “مختبر مكافحة القرصنة” لحجب المواقع الإلكترونية المنتهكة لحقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف والنشر والمحتوى الإبداعي في دولة الإمارات، وتطوير التكنولوجيا والأدوات الرقمية للكشف عن الاستخدام غير القانوني للمحتوى الصوتي والمرئي.

وسيُقام هذا المشروع في مدينة دبي للإعلام التابعة لمجموعة تيكوم، وستعمل الوزارة والرابطة على تنفيذ المشروع بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.

وقّع الاتفاقية سعادة عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، وسعادة خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، وذلك بحضور سعادة اللواء الدكتور عبدالقدوس العبيدلي، مساعد القائد العام لشؤون التميز والريادة في شرطة دبي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للملكية الفكرية، وسعادة عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم، وسعادة ماجد السويدي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – مدينة دبي للإعلام.

وأكد سعادة عبدالله آل صالح، حرص الإمارات على تطوير منظومة متكاملة للملكية الفكرية وفق أفضل الممارسات العالمية، وبناء بنية تشريعية لها هي الأكثر مرونة وتنافسية على المستوى الإقليمي والدولي، بما أسهم في ترسيخ مكانة الدولة كوجهة رائدة عالمياً للأعمال الإبداعية والمبتكرة، وبما يتماشى مع رؤية “نحن الإمارات 2031″، بأن تصبح الإمارات المركز العالمي للاقتصاد الجديد، والمجتمع الأكثر ازدهاراً عالمياً بحلول العقد المقبل.

وقال إن توقيع الاتفاقية يأتي استكمالاً لجهود وزارة الاقتصاد في تعزيز الحماية المتكاملة للملكية الفكرية وأصحاب الأعمال الإبداعية في الدولة، حيث تهدف الشراكة مع “لاليغا” إلى تطوير أنظمة الحجب للمواقع المنتهكة لحقوق الملكية الفكرية في الدولة وفق أفضل الممارسات المتبعة عالمياً، وتعزيز شراكات الإمارات في مكافحة التعديات على حقوق الملكية الفكرية ودعم الجهود الدولية في هذا الصدد، كما سيدعم هذا المشروع الجديد مبادرة “InstaBlock” التي أطلقتها الوزارة في فبراير الماضي ضمن مبادرات منظوماتها الجديدة للملكية الفكرية.

يُذكر أن وزارة الاقتصاد من خلال مبادرة “InstaBlock” استطاعت حجب 1117 من المواقع التي تنتهك حقوق نشر المحتوى الإبداعي على المنصات الرقمية، وذلك خلال شهر رمضان المُبارك لعام 2024 مقارنةً بـ 62 موقعاً في رمضان 2023.

من جانبه قال سعادة خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم “لاليغا”.. إن هذه الشراكة مع وزارة الاقتصاد تمثل أهمية كبرى في تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية وسوف تؤدي دوراً بارزاً في مكافحة أنواع الاختراقات والتهديدات التي تقف أمام نمو هذه الصناعة خلال المرحلة المُقبلة، كما تقدم دولة الإمارات نموذجاً رائداً في تطوير وتنمية أنشطة ومجالات الملكية الفكرية.

وأشار إلى أن المشروع يعد خطوةً تاريخية، ويأتي في وقتٍ نشهد فيه تنامي التهديدات التي تلقي بظلالها على الملكية الفكرية في القطاع الرياضي، مؤكدا أن هذه الخطوة تجسد أهمية التنسيق وتضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص لمواجهة عمليات قرصنة المحتوى المرئي والصوتي، كما تسلط الضوء على دور التكنولوجيا في مكافحة الأنشطة الاحتيالية وأنشطة القرصنة.

من جانبه أشار عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم، إلى أن حماية الملكية الفكرية تُعدّ من الركائز الأساسية لدفع عجلة الاقتصاد القائم على المعرفة، مشيراً إلى الدور الريادي الذي تؤديه دولة الإمارات ودبي في هذا الإطار، بفضل مكانتهما المرموقة كوجهة عالمية رائدة للإبداع.

وقال ” إن قطاع الإعلام التابع لمجموعة تيكوم يضم أكثر من 3,500 عميل ضمن مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج، حيث تتوافق أهدافنا مع الإستراتيجيات الحكومية ذات الرؤية المستقبلية مثل رؤية “نحن الإمارات 2031” الوطنية وأجندة دبي الاقتصادية D33.

وستعمل الوزارة من خلال هذا المشروع على تحفيز الاستثمار في التكنولوجيا والتقنيات الرقمية المتقدمة والخدمات الخاصة بالمختبر، وتحقيق أكبر استفادة ممكنة لحماية أعمال أصحاب الحقوق الإبداعية والابتكارية في الدولة، بما يدعم أهداف الوزارة الاستراتيجية بتحقيق الريادة والتنافسية في الابتكار وحقوق الملكية الفكرية، وتمكين الكفاءات الوطنية المبدعة من استخدام تطبيقات الملكية الفكرية، وبما يسهم في بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار.

وسيتم إنشاء “مختبر مكافحة القرصنة” في مدينة دبي للإعلام على غرار مختبر مكافحة القرصنة في مدريد الخاص بالرابطة، واعتماداً على أفضل الممارسات المتبعة في هذا الصدد وأدوات وخدمات تكنولوجية ورقمية للكشف عن الاستخدام غير القانوني للمحتوى الصوتي والمرئي وتحليله وإزالته.

وأشارت الوزارة إلى أن السبب وراء اختيار المدينة هو أنها تعمل بالتنسيق مع الهيئات والجهات الحكومية المختصة على وضع السياسات والتنظيمات التي تشجع على نمو الصناعات الإبداعية وتعزز من حماية حقوق الملكية الفكرية، كما أن المدينة تساهم في تطوير إطار قانوني وتنظيمي يدعم الابتكار والإبداع في الصناعات الإعلامية.وام


مقالات مشابهة

  • “الاقتصاد” ورابطة الدوري الإسباني تُطلقان مشروع إنشاء “مختبر مكافحة القرصنة”
  • مذكرة تعاون بين «الاقتصاد» و«لاليجا»
  • “سينج أوتو” تطلق علامتها التجارية العالمية من قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي
  • «اقتصادية أبوظبي» وجامعة الإمارات تتعاونان لإطلاق مؤشر الشركات العائلية
  • الإمارات تؤكد دعمها للقطاع البحري والعناية بالبحارة
  • “اقتصادية أبوظبي” وجامعة الإمارات تتعاونان لإطلاق مؤشر الشركات العائلية
  • الصين تطالب الدول والمناطق بتجنب الانخراط في الحمائية التجارية العالمية
  • نهيان بن مبارك يشهد فعالية اليوم العالمي لليوجا بمركز ” أدنيك أبوظبي”
  • وزير الاقتصاد: الإمارات والتشيك تتمتعان بعلاقات اقتصادية متنامية ومتطورة
  • وزير الاقتصاد : الإمارات وتشيكيا تتمتعان بعلاقات اقتصادية متنامية ومتطورة