سوري وتونسي و"ليلة الطائرات الشراعية" الأولى في العمق الإسرائيلي
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
استخدمت الطائرات الشراعية في شن عمليات داخل العمق الإسرائيلي في مناسبة شهيرة يعود تاريخها إلى 25 نوفمبر عام 1987، فيما بات يعرف بـ "ليلة الطائرات الشراعية".
إقرأ المزيد صوت بلا صورة يتوعد إسرائيل.. من خلف الكوفية؟صحيفة "واشنطن بوست" كانت لفتت في 9 أكتوبر 2023 في معرض تغطيتها لهجوم 7 أكتوبر إلى أن الطائرات الشرعية كانت استخدمت قبل 35 عاما، وحينها تمكن طيار في عام 1987 من قتل ستة جنود بعد أن هبط بطائرته الشراعية بالقرب من قاعدة للجيش الإسرائيلي، في حين تذكر المصادر الفلسطينية أن حصيلة ذلك الهجوم الجوي بالطائرات الشراعية تمثلت في مقتل وإصابة أكثر من 35 جنديا.
الصحيفة الأمريكية روت تفاصيل تلك الحادثة الشهيرة قائلة إن "طائرتين للعدو أقلعتا في وقت متأخر من 25 نوفمبر 1987، بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان، عازمتين على غزو المجال الجوي الإسرائيلي. لم تكن مقاتلات نفاثة أو طائرات مروحية أو حتى مناطيد. كان المقاتلون الفلسطينيون يحاولون مهاجمة بلد يحميه أحد أقوى الجيوش في العالم، بطائرات شراعية بالكاد أن تكون طائرات ورقية مجهزة بمراوح ومحركات بحجم آلة جز العشب".
تفصيليا، شارك في عملية الطائرات الشراعية والتي تعرف أيضا باسم "شهداء قبية" أربعة مقاتلين من منتسبي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بينهم سوري يدعى خالد أكر، والتونسي ميلون بن ناجح.
المصادر العبرية تتحدث عن "ليلة الطائرات الشراعية" باعتبارها هجوما إرهابيا على الرغم من أن العملية الجوية استهدفت معسكرا للجيش الإسرائيلي، "سيارة وقاعدة للواء ناحال بالقرب من كريات شمونة في 25 /11/1987، والذي انتهى بمقتل ستة جنود إسرائيليين وإصابة ثمانية أو عشرة".
ذلك الهجوم الجوي باستخدام الطائرات الشراعية وُصف في ذلك الوقت بأنه واحد من أكثر الهجمات غرابة على أهداف إسرائيلية، كما أفيد بأن المقاتلين السوري والتونسي كانا مسلحين ببنادق كلاشنكوف ومسدسات وبقنابل يدوية.
وأفيد وقتها بأن تلك العملية المبتكرة في أسلوبها لم تكن الأولى، إذ سبقتها واحدة في مارس عام 1981. مصادر عبرية روت تلك الحادثة قائلة: "وصل مسلح على متن طائرة شراعية آلية إلى خليج حيفا وأسقط عدة قنابل محلية الصنع، لكنه اضطر إلى الهبوط بسبب نفاد الوقود وتم اعتقاله".
الرواية الإسرائيلية ذكرت أن السوري خالد أكر لم يتمكن من الوصول إلى الهدف، حيث سُمع ضجيج محرك طائرته الشراعية وأطلقت صفارات الإنذار، وتعقبته الكشافات الضوئية وأعمت بصره وأجبرته على الهبوط بالقرب من موقع للجيش الإسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، وهناك تبادل إطلاق النار مع الإسرائيليين إلى أن قتل.
أما التونسي ميلود بن ناجح فقد حالفه النجاح وعبر، حسب رواية عبرية، "الحدود وهبط في حقل بالقرب من معسكر غيبور التابع لواء ناحال بالقرب من كريات شمونة. خرج الإرهابي الذي نزل إلى طريق سريع قريب وفتح النار على سيارة عسكرية عابرة، ونتيجة لذلك قتل جندي وجرح آخر. بعد ذلك، هاجم بن ناجح بوابة المخيم، التي كانت على بعد حوالي مائتي متر، وألقى قنبلة يدوية وفتح النار من بندقية رشاشة. الحارس روني ألموغ البالغ من العمر 19 عاما، لسبب ما لم يتفاعل مع إطلاق النار على الطريق السريع ولم يدق ناقوس الخطر، والآن تخلى تماما عن مكان تمركزه وهرب من دون حتى فتح النار في المقابل. ونتيجة لذلك، اقتحم المسلح المخيم من دون عائق، وأطلق النار وألقى قنابل يدوية على الخيام، ما أسفر عن مقتل خمسة وجرح سبعة جنود إسرائيليين".
العسكري الإسرائيلي الذي هرب من موقعه من دون مقاومة، حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات "بتهمة الجبن"، في حين أفيد بإقالة رئيس قسم العمليات في لواء ناحال من منصبه في وقت لاحق، على خلفية ضغط عام!
شقيق التونسي بن ناجح الأكبر كان روى لـ "منصة الاستقلال الثقافية" في ديسمبر عام 2021 أن شقيقه الذي أفرج عن جثمانه في عام 2008 ودفن في تونس " انطلق من مخيم الوافدين في سوريا إلى الجنوب اللبناني الذي كان محتلا في العام 1987، باتجاه معسكر (غيبور) في شمال فلسطين، وكان برفقته اثنين فلسطينيين لا يزالان مجهولي الهوية، والسوري خالد أكر .. المعسكر استنجد بقوات الصهاينة في تل أبيب، وبدأ إطلاق القنابل المضيئة، وعلى إثر ذلك قرر ميلود أن يشكل درعاً واقياً للفدائيين الفلسطينيين، خاصة بعد استشهاد الفدائي السوري، حتى حلقا كل بطائرته الشراعية، وحين حلق هو كان دون حماية، فأطلق الصهاينة النار باتجاه طائرته الشراعية وأصابوا جانبها الأيمن بصاروخ، فسقط في جبال حلتة بجنوب لبنان، وهي منطقة محتلة، آنذاك، وهناك حدثت مواجهة مسلحة بينه وبين مجموعة من الجنود الصهاينة، واستشهد في صباح الخامس والعشرين من نوفمبر العام 1987".
تلك هي تفاصيل الهجوم الجوي الأول بالطائرات الشراعية عبر الحدود اللبنانية ضد معسكر للجيش الإسرائيلي في عام 1987، والذي تكرر بصورة أوسع في سياق عملية "طوفان الأقصى"، انطلاقا من غزة إلى مستوطنات الغلاف.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة طوفان الأقصى قطاع غزة الطائرات الشراعیة بالقرب من عام 1987
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإسرائيلي: المحتجزون في خطر
أعلن الرئيس الإسرائيلي “إسحاق هرتسوغ”، أن المحتجزون في خطر داهم ويجب التوصل لصفقة بشكل سريع، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
رتيبة النتشة: المجتمع الدولي لا يمتلك إرادة حقيقية لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بغزة عماد الدين حسين: إسرائيل هي العدو الأساسي لعدم تقدم المنطقة
وفي وقت سابق، تظاهر مئات الإسرائيليين، اليوم الأربعاء وقاموا بإغلاق شارعا مؤديا لوزارة الدفاع بتل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة تبادل، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية.
وعلى صعيد آخر، اتهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بالكذب والتراجع عن التفاهمات السابقة في رده على البيان الصادر عن الحركة بخصوص تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وكانت حماس قد أعلنت الأربعاء عن تأجيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بسبب "شروط جديدة" وضعتها إسرائيل على الاتفاق.
في بيان صدر عن مكتب نتنياهو، اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن حركة حماس تواصل خلق الصعوبات أمام المفاوضات وتبتعد عن التفاهمات التي تم التوصل إليها سابقًا، وأضاف البيان: "حماس تواصل الكذب والتراجع عن التفاهمات السابقة التي كانت قد تم الاتفاق عليها، وتستمر في وضع العراقيل أمام أي تقدم في المفاوضات"، وأكد البيان أن إسرائيل ستواصل جهودها بلا كلل من أجل إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.
وكانت حماس قد أصدرت بيانًا في وقت سابق من اليوم الأربعاء أكدت فيه أن المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي تتم في العاصمة القطرية الدوحة تسير بشكل جاد تحت وساطة قطرية ومصرية، وأشارت الحركة إلى أنها أبدت مرونة ومسؤولية في المفاوضات، لكنها في الوقت نفسه أكدت أن "إسرائيل وضعت شروطًا جديدة تتعلق بالانسحاب من غزة ووقف إطلاق النار وعودة النازحين، مما أدى إلى تأجيل التوصل إلى الاتفاق".
وشهدت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، تطورًا نوعيًا ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، تم إحراز تقدم غير مسبوق في المفاوضات، مع ترجيح أن تكون الأيام القادمة حاسمة لتحقيق اختراق في هذه المحادثات غير المباشرة.
وأفادت الهيئة، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن المفاوضات وصلت إلى مرحلة لم تُشهد من قبل، لكنها حذرت من أن أي اتفاق محتمل قد يُبقي بعض الأسرى الإسرائيليين تحت قبضة حماس لفترة أطول، ما لم تقدم إسرائيل تنازلات كبيرة تشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار.
وفي هذا السياق، أكد مسؤول بارز في حركة حماس استعداد الحركة للتنازل عن شرط وقف الحرب الكامل مقابل وقف إطلاق النار.
وأوضح القيادي في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" أن حماس قدمت اقتراحًا يشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا مترافقًا مع تبادل الأسرى، ويتضمن الاقتراح انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، مع استجابة الحركة لمطالب إسرائيلية إضافية.
وتعمل مصر وقطر على تكثيف وساطتهما بين الأطراف المعنية، فيما أكد وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قرب التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يُعد الأقرب لإبرام صفقة منذ نوفمبر 2023.
وفي خطوة أثارت تساؤلات، غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تل أبيب إلى وجهة غير معلومة، ما أثار تكهنات حول زيارته للقاهرة، إلا أن مصر نفت صحة هذه الأنباء