ذكرت صحيفة "الأهرام" أنه الدرس الأهم المستخلص من الحرب الدائرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى لعل هو أن القوة والعنف لا يمكن أن يحقق الأمن أو الاستقرار، وأن سياسة الأمر الواقع والتهويد ومصادرة الأراضي والعدوان على الفلسطينيين والممارسات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والانتهاكات المستمرة في المسجد الأقصى ومصادرة الأراضي وهدم البيوت والاعتقال المتواصل لا يمكن أن تحقق الأمن لإسرائيل بل تغذي بيئة العنف والصراع الذي يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء من النساء والأطفال، كما أن تواري القضية الفلسطينية وغياب أي أفق للتسوية قاد إلى دوامة العنف المستعرة منذ سنوات بين الجانبين .

وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ بعنوان "فرصة يجب اغتنامها لتحقيق السلام والاستقرار"- أنه لذلك، يمكن أن تشكل حرب غزة والهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها نتيجة للجهود المصرية الدؤوبة فرصة يجب اغتنامها للتوجه نحو حل جذري لهذا الصراع وإزالة أسبابه، والعمل ليس فقط على وقف شامل لإطلاق النار أو تثبيت الهدنة، وإنما أيضًا البدء فورًا في المسار السياسي وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم عبر تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا هو السبيل الوحيد فقط لإنهاء هذا الصراع التاريخي والقضاء على دورة العنف التي تشتعل كل فترة وتؤدي إلى الدمار الشامل.

وأكدت الصحيفة أنه لذلك، من المهم توظيف حالة الزخم الدولية الحالية والقناعة بأهمية تفعيل حل الدولتين، والتحرك بشكل فعال لاستئناف المفاوضات، وأن يكون مستقبل غزة بعد الحرب في إطار الحل السياسي الشامل الذي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها دوليًا وتضم القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة لتعيش إلى جوار إسرائيل في سلام، وبما يعزز بيئة التعاون وتحقيق الازدهار والتنمية للجميع.

ونوَّهت صحيفة "الأهرام" بأنه لا شك في أن ما حدث في السابع من أكتوبر وما بعده يؤكد ما حذرت منه مصر مرارًا وتكرارًا بأن القضية الفلسطينية هي مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن غياب أفق للتسوية السياسية واستمرار العدوان على الفلسطينيين سيقود إلى الانفجار الذي يدفع ثمنه الجميع، ولذلك، كانت الرؤية المصرية المبكرة في تقديم خريطة طريق واضحة لحل هذا الصراع عبر حل الدولتين، ولذلك، الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي -خاصة أمريكا- للتحرك بشكل جدي وفعال لتحقيق السلام العادل ووقف دوامة العنف.
 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الأهرام: حماية العقول من الفوضى في الفتاوى جزء من الأمن القومي للوطن

ذكرت صحيفة "الأهرام" أن المواطن في المجتمع لن ينتمي لوطنه، إلا إذا استقرت أفكاره ووعيه ووثق في القيم التي تحملها تلك الأفكار.. مشيرة إلى أن حماية العقول من الشذوذ والفوضى في الفتاوى، جزء من تحقيق الأمن القومي العام للوطن.
وأضافت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /السبت/ بعنوان (انضباط الفتوى واستقرار المجتمع) - أن أخلاقيات المصريين وسلوكياتهم في حياتهم اليومية قائمة على دينهم؛ فإذا سادت وتفشت الفتاوى الكاذبة المضللة تاه الناس، واضطربت حياتهم، ومن هنا تأتي حتمية ضبط عملية الإفتاء، بتركها للدارسين المتخصصين المتعمقين في دراسة الفقه وأسس الشريعة.


وأشارت إلى أن عملية الانضباط في الفتوى لا تتم بالشعارات ولا بالخطب الرنانة، وبلاغة الخطاب، وإنما من خلال خطط وبرامج واضحة المعالم، يشرف على وضعها علماء الأزهر الشريف، ودعاة وزارة الأوقاف، كل في تخصصه.


وأوضحت "الأهرام" أن الفكر الإنساني يتطور بسرعة هائلة وها نحن نرى ونسمع عن الذكاء الاصطناعي، الذي سيغزو العقول خلال سنوات قليلة، فيقلب كل المفاهيم رأسا على عقب، وسيكون العقل المصري، سواء المسلم أو المسيحي، أمام تحديات ذهنية لاحدود لها، وما لم تسارع عملية الإفتاء لوضع كل شيء في نصابه فلسوف نخسر عقولنا، وربما أرواحنا نفسها لذلك آن أوان اليقظة".

مقالات مشابهة

  • الأهرام: حماية العقول من الفوضى في الفتاوى جزء من الأمن القومي للوطن
  • ما حجم النفط الذي يمكن أن يضخَّه ترامب؟
  • معهد أمريكي: ما الذي يمكن أن يخلفه سقوط الأسد من تأثير مباشر على اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • فريق بايدن يدفع بقوة نحو تحقيق السلام في السودان
  • مصر ولبنان تؤكدان حرصهما على استقرار سوريا وتحذران من توسع دائرة الصراع
  • رئيس الوزراء البريطاني: حل الدولتين السبيل لوقف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • مصر وتركيا: إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية الضمانة الأساسية لاستعادة الاستقرار
  • وزير خارجية نيجيريا: إقامة الدولة الفلسطينية سيمنع أي تصعيد وسيجلب الاستقرار للمنطقة
  • السفير الصيني بالقاهرة: مصر والصين يساندان القضية الفلسطينية ويدعوان إلى تحقيق السلام الشامل
  • شاهد | ما الذي يخطط له العدو في الضفة، وكيف يستفيد من التناقضات الفلسطينية؟