وقعت الشركات الأميركية اتفاقيات بقيمة تزيد على 128 مليار دولار، خلال معرض دبي للطيران، بما في ذلك صفقة طيران الإمارات وبوينغ بقيمة 52 مليار دولار، بحسب ما أعلنت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى دولة الإمارات مارتينا سترونغ.

وشددت السفيرة سترونغ على أهمية السوق الإماراتي للشركات الأميركية، قائلة "تعد دولة الإمارات موطناً لأكثر من 1500 شركة أميركية، العديد منها من الشركات الرائدة ذات الشهرة العالمية في الصناعات الخاصة بها، وتنجذب هذه الشركات إلى دولة الإمارات بسبب موقعها الاستراتيجي وبيئتها الداعمة للأعمال وإمكانية الوصول إلى الأسواق المتنامية في المنطقة"، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية.

وأضافت أن بيئة الاستثمار في الولايات المتحدة تتسم بالقوة، وتتميز بسوق ديناميكية وإطار تنظيمي قوي يعزز النمو والابتكار، بالإضافة إلى ذلك يمثل التنوع أمرا مهما جداً عند الحديث عن القوى العاملة.

وأوضحت: "في وقت سابق من هذا العام، شارك وفد يضم 58 عضواً من كبار رجال الأعمال الإماراتيين - بقيادة وزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي، في قمة الاستثمار SelectUSA في الولايات المتحدة، والتي استضافتها وزارة التجارة الأميركية، وتدل هذه المشاركة الإماراتية القوية على التزام الإمارات بالاستثمار في الولايات المتحدة والذي لا يساهم في النمو الاقتصادي فحسب، بل يعزز أيضاً أسس علاقتنا التجارية".

وفيما يخص معرض دبي للطيران الذي عقد بين 13 و17 نوفمبر، قالت السفيرة الأميركية "تفخر الولايات المتحدة بمشاركة أكبر وفد من الشركات الأميركية في معرض دبي للطيران هذا العام".

وتابعت: "أظهرت كل من هذه الشركات ريادتها في مجال الابتكار وهندسة وتكنولوجيا الطيران المتطورة، فضلاً عن شراكاتها الدائمة مع نظيراتها في دولة الإمارات".

وأكدت مارتينا سترونغ، أن الشراكة التجارية والاستثمارية القوية بين كل من الإمارات والولايات المتحدة تعمل على تعزيز الابتكار، وتسهم في تقديم المنتجات والخدمات الأكثر حداثة وابتكاراً والعالية الجودة لما فيه مصلحة البلدين.

وحول التعاون فيما يخص التكنولوجيا الخاصة بالطاقة المتجددة، أفادت السفيرة سترونغ، أن دولة الإمارات والولايات المتحدة تعملان معاً لمعالجة أزمة المناخ من خلال الاستثمارات والسياسات الاستراتيجية لتسريع عملية إزالة الكربون والتخفيف من آثار تغير المناخ.

وقالت: "تعد الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة (PACE) شراكة مميزة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، إذ تهدف إلى حشد أو استثمار 100 مليار دولار في الطاقة النظيفة بحلول عام 2035 لتعزيز التحول في مجال الطاقة وتحقيق أقصى قدر من الفوائد المناخية، وتتعاون الشركات الأميركية مع دولة الإمارات تحت مظلة PACE لتقديم تقنيات وحلول عالمية المستوى إلى دولة الإمارات ودول أخرى".

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تفخر بشراكتها مع برنامج الطاقة النووية المدنية في دولة الإمارات لتوفير طاقة آمنة ومنخفضة الكربون للمستهلكين والصناعة، إن شراكتنا في المجال النووي عميقة، حيث تعمل الوكالات الأميركية، بما في ذلك اللجنة التنظيمية النووية، والإدارة الوطنية للأمن النووي الأميركي، ومختبرات أيداهو الوطنية، جنباً إلى جنب مع شركاء دولة الإمارات لتعزيز السلامة، وتعزيز الأمن السيبراني، وضمان مكافحة الانتشار المنسق، وتطوير التقنيات النووية الجديدة، بما في ذلك المفاعلات المعيارية الصغيرة.

وذكرت أن شركة مصدر للطاقة المتجددة تحتفظ في الولايات المتحدة باستثمارات متعددة في مرافق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لافتة إلى أن قانون الرئيس بايدن للحد من التضخم يوفر فرصاً وحوافز كبيرة لتعميق التعاون بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في هذا المجال.

وقالت مارتينا سترونغ: "مع اقتراب مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، تظل الاستدامة ضرورة حتمية، وكنا فخورين بعرض ابتكارات وقود الطيران المستدام وغيرها من الحلول المستدامة والمجدية تجارياً في معرض دبي للطيران".

وأضافت: "تقود التقنيات التي طورتها الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة العالم في تشكيل اقتصاد الطاقة النظيفة في المستقبل".

وحول أفق المشاريع المشتركة بين البلدين في المجالات التكنولوجية والابتكارية، قالت السفيرة الأميركية: "تشترك الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في رؤية جريئة لمستقبل يقوده البحث والابتكار العلمي والتكنولوجي".

وأوضحت أن التعاون بين البلدين يرتكز على أكثر من خمسة عقود من التعاون الوثيق، لافتة إلى أن شركات التكنولوجيا والهندسة الأميركية عقدت شراكة مع نظيراتها في دولة الإمارات لتطوير البنية التحتية المادية والرقمية لدولة الإمارات.

وقالت: "تُمثل مناقشاتنا حول النظم البيئية التكنولوجية الموثوقة وإمكانات التكنولوجيا المتقدمة لتحسين رفاهية الإنسان في الإمارات والشرق الأوسط بعداً جديداً لعلاقاتنا الدبلوماسية وشراكتنا الثنائية القوية".

وأضافت: "بينما تستثمر دولة الإمارات لتحسين صحة ورفاهية سكانها، يقدم مزودو الرعاية الصحية وشركات الطب الحيوي الأميركية رعاية علاجية عالية الجودة، ويسعون إلى تحقيق علاجات متقدمة، وتطوير التقنيات الصحية، التي من شأنها تحسين حياة الإماراتيين والأمريكيين وإطالة أمدها على حد سواء".

وفيما يخص التعاون بين الإمارات والولايات المتحدة في قطاع الفضاء، أفادت السفيرة سترونغ أن الفضاء يمثل أحد الأمثلة الأكثر وضوحا على تعاوننا الثنائي.

وقالت: "في عام 2020، كانت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة من الموقعين المؤسسين على اتفاقيات أرتميس، وهي اتفاقية تحدد مبادئ الاستكشاف الآمن والسلمي والمستدام للفضاء، ومنذ ذلك الحين، عمل البلدان معاً في عدة مبادرات لتعزيز أهداف اتفاقيات أرتميس، بما في ذلك تطوير تقنيات فضائية جديدة لإعادة البشر إلى القمر واستكشاف المريخ".

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة تعملان معاً، من خلال استكشاف الفضاء والاكتشافات العلمية، على تعميق الفهم الإنساني للكون، وتتعاون الولايات المتحدة والشركات الأميركية مع دولة الإمارات لتوفير التكنولوجيا والحلول المتقدمة بما في ذلك تدريب رواد الفضاء ومنصات الإطلاق وتكنولوجيا الأقمار الصناعية".

وحول التعاون المشترك في مجال التكنولوجيا الزراعية وضمان الأمن الغذائي، أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الدولة أن الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة تمتد إلى العديد من القطاعات، بما في ذلك الزراعة والأمن الغذائي.

وأفادت بأن أحد الأمثلة البارزة على هذه الشراكة هو مهمة الابتكار الزراعي من أجل المناخ (AIM for Climate)، وهي مبادرة مشتركة بين الولايات المتحدة والإمارات تعالج تغير المناخ والجوع العالمي من خلال توحيد المشاركين لزيادة الاستثمار بشكل كبير وغير ذلك من الدعم للزراعة الذكية مناخياً وابتكار النظم الغذائية.

وأوضحت أن مهمة AIM for Climate تتمتع بموقع فريد يمكنها من بناء قدر أكبر من الاستثمار بين القطاعين العام والخاص وشراكات عبر القطاعات، لافتة إلى أنها ومنذ إطلاقها، قامت AIM for Climate بحشد 13 مليار دولار في مجال الزراعة الذكية مناخياً وابتكار النظم الغذائية وشكلت تحالفاً للزراعة الذكية مناخياً مع أكثر من 500 شريك.

وذكرت السفيرة سترونغ أمثلة على التعاون في مجال الزراعة الذكية والأمن الغذائي، إذ قالت: "أدى التعاون بين شركة كروب وان ومقرها الولايات المتحدة وطيران الإمارات إلى إنشاء أكبر مزرعة عمودية داخلية في العالم، تقوم هذه المنشأة الفريدة من نوعها بزراعة منتجات جاهزة للأكل وطازجة وصحية دون استخدام المبيدات الحشرية أو المواد الكيميائية، وتستخدم كمية أقل بكثير من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، ويزود هذا النموذج المبتكر محلات السوبر ماركت في دولة الإمارات بالفعل، ويمكن تكراره لتعزيز الأمن الغذائي على مستوى العالم".

كما تحدثت عن شركة Aerofarms الأميركية التي جلبت أكبر مركز للبحث والتطوير في مجال المزارع الرأسية في العالم إلى أبوظبي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات السوق الإماراتي الإمارات الاستثمار والابتكار النمو الاقتصادي معرض دبي للطيران الابتكار وتكنولوجيا الإمارات تغير المناخ الطاقة النظيفة برنامج الطاقة النووية الإمارات مصدر الطاقة الشمسية الفضاء أرتميس عدة القمر الزراعية الزراعة الأمن الغذائي طيران الإمارات المبيدات الحشرية معرض دبي للطيران الشركات الأميركية الإمارات وأميركا اقتصاد الإمارات الاقتصاد الإماراتي السوق الإماراتي الإمارات الاستثمار والابتكار النمو الاقتصادي معرض دبي للطيران الابتكار وتكنولوجيا الإمارات تغير المناخ الطاقة النظيفة برنامج الطاقة النووية الإمارات مصدر الطاقة الشمسية الفضاء أرتميس عدة القمر الزراعية الزراعة الأمن الغذائي طيران الإمارات المبيدات الحشرية أخبار الإمارات فی الولایات المتحدة الشرکات الأمیرکیة فی دولة الإمارات معرض دبی للطیران التعاون بین ملیار دولار بما فی ذلک فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

مصادر لـ”رويترز”: الإمارات تجري محادثات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مرحلة ما بعد حرب غزة

غزة – أفادت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” إن الإمارات تناقش مع إسرائيل والولايات المتحدة المشاركة بإدارة مؤقتة لقطاع غزة بعد الحرب إلى أن يتسنى للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها تولي المسؤولية.

وأفاد نحو 12 من الدبلوماسيين الأجانب والمسؤولين الغربيين لـ”رويترز” بأن المناقشات التي تجري خلف الأبواب المغلقة، تشمل إمكانية أن تشرف الإمارات والولايات المتحدة إلى جانب دول أخرى بشكل مؤقت على الحكم والأمن وإعادة الإعمار في غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي حتى تتمكن إدارة فلسطينية من تسلم المسؤولية.

وجسب “رويترز”،  ذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها لأن المحادثات سرية، أنه “بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب، لا تزال إسرائيل تحجم عن تحديد رؤيتها الخاصة لغزة كما أن المجتمع الدولي يجد صعوبة في صياغة خطة قابلة للتطبيق”.

وبين الدبلوماسيون والمسؤولون لـ”رويترز” أن الأفكار الناتجة عن المحادثات مع الإمارات تفتقر إلى التفاصيل ولم يتم تنقيحها في شكل خطة رسمية مكتوبة ولم تقم أي حكومة بتبنيها.

ونقلت “رويترز” عن المصادر قولها إن “أبو ظبي تدعو في المحادثات إلى إصلاح السلطة الفلسطينية من أجل حكم غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في ظل دولة فلسطينية مستقلة”، وهو الأمر الذي تعارضه إسرائيل علنا.

وصرح مسؤول إماراتي لـ”رويترز” ردا على أسئلة حول المناقشات بالقول: “لن تشارك الإمارات في أي خطة لا تتضمن إصلاحا كبيرا للسلطة الفلسطينية وتمكينها ووضع خارطة طريق موثوقة نحو إقامة دولة فلسطينية”.

وأردف: “هذه العناصر، التي لا تتوفر حاليا، ضرورية لنجاح أي خطة لمرحلة ما بعد حرب غزة”.

وتأسست السلطة الفلسطينية قبل ثلاثة عقود بموجب اتفاقيات أوسلو 1993-1995، التي وقعتها إسرائيل والفلسطينيون، ونالت سلطة محدودة على الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا تزال تبسط بعض السيطرة على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، لكن “حماس” أصبحت الحاكمة لغزة لاحقا في 2007.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ”رويترز” إن هناك محادثات مع عدد من الشركاء، ومنهم الإمارات، بشأن خيارات الحكم والأمن وإعادة الإعمار، وإنهم طرحوا مسودات مقترحات وخططا وأفكارا مختلفة.

وتابع المتحدث: “هذه المناقشات مستمرة، ونسعى إلى أفضل السبل للمضي قدما”، رافضا الإدلاء بمزيد من التعليقات على “المحادثات الدبلوماسية الخاصة”.

وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق على هذا التقرير، ولم ترد السلطة الفلسطينية على أسئلة رويترز.

وفضلا عن إصلاح السلطة الفلسطينية، أوضح 4 من الدبلوماسيين والمسؤولين الغربيين لوكالة “رويترز” أن “المسؤولين الإماراتيين اقترحوا الاستعانة بمتعاقدين عسكريين من شركات خاصة للعمل ضمن قوة حفظ سلام فيما بعد الحرب في غزة”.

في حين أكدت مصادر أخرى أنها “اطلعت على ما وصفته بمقترحات الإمارات لما بعد الحرب والتي تضمنت إمكانية الاستعانة بمثل هذه القوات”.

وأشار الدبلوماسيون والمسؤولون الغربيون إلى أن “أي نشر لمثل هؤلاء المتعاقدين سيثير مخاوف الدول الغربية”، ويواجه المتعاقدون العسكريون من الشركات الخاصة، الذين استعانت بهم الولايات المتحدة وحكومات أخرى، اتهامات بالتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة المفرطة وغيرها من المزاعم في العراق وأفغانستان وبلدان أخرى.

ولم يرد المسؤول الإماراتي على أسئلة حول الاستعانة بالمتعاقدين العسكريين.

المصدر: “رويترز”

مقالات مشابهة

  • خسائر حرائق لوس أنجلوس الأميركية تقدر بـ150 مليار دولار
  • الإمارات تتضامن مع الولايات المتحدة وتعزي في ضحايا حرائق كاليفورنيا
  • الإمارات تتضامن مع الولايات المتحدة وتعزي في ضحايا الحرائق
  • الولايات المتحدة تعلن حزمة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا
  • 100 مليار دولار مساهمة البتروكيماويات في اقتصاد الخليج
  • الزيودي: الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة تخطت 35 مليار دولار
  • الولايات المتحدة تدعم قطاع الطاقة في موريتانيا بـ27 مليون دولار
  • الإمارات والولايات المتحدة تواصلان ترسيخ التعاون في التكنولوجيا والابتكار
  • معدل إفلاس الشركات الأميركية الأعلى خلال 14 عاما
  • مصادر لـ”رويترز”: الإمارات تجري محادثات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مرحلة ما بعد حرب غزة