طرحت الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد تكالة إلى روسيا بعد عودته مباشرة من أمريكا بعض الأسئلة عن هدف الخطوة، وما إذا كانت استقواء بحلفاء دوليين لمواجهة نفوذ مجلس النواب ورئيسه، عقيلة صالح.

ووصل تكالة إلى روسيا رفقة وفد من المجلس الأعلى في زيارة غير معلنة، مؤكدا فور وصوله إلى موسكو أن زيارته إلى روسيا تأتي ضمن مساعي بحث سبل تسوية الوضع في ليبيا والتشاور مع الأطراف الدولية للوصول إلى إجراء انتخابات عامة في أقرب فرصة ممكنة، وفق وكالة الأنباء الروسية (تاس).



لقاءات متعددة
في حين أكد السفير الروسي في طرابلس، أيدار أغانين، أن "زيارة تكالة والوفد المرافق له بدأت الإثنين وتستمر  4 أيام وأنها جاءت بهدف عقد اجتماعات مع مسؤولين في مجلسي الاتحاد والدوما، وكذلك وزارة الخارجية الروسية، والإدارة الروحية لمسلمي روسيا، لمناقشة العلاقات الثنائية، والعملية السياسية في ليبيا، والوضع الإقليمي، والوضع الراهن في قطاع غزة، وفق وكالة "ريا نوفستي".



وجاءت زيارة تكالة إلى روسيا بعد أيام قليلة من زيارة مماثلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاء عدة مسؤولين في الكونجرس والخارجية الأميركية، لتطرح تساؤلا حول أهداف الزيارة لموسكو في هذا التوقيت وما إذا كانت تضر بالعلاقة مع تركيا.

روسيا لاعب أساسي

من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة وأحد أعضاء الوفد الذي زار أميركا، محمد معزب إن "النهج الذي انتهجته القيادة الجديدة للمجلس الأعلى هو التواصل المباشر مع دول القرار وليس عبر وسطاء محليين أو إقليميين أو دوليين، ففي زيارتنا لأمريكا اكتشفنا الكثير من المغالطات تصل لهذه الدول عبر الوسطاء، والليبيون أصحاب القضية هم من يفهمون الأوضاع الداخلية الفهم العميق والصحيح".

وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "فكرة التواصل المباشر مع الأطراف الدولية جاءت لتصحيح المفاهيم المغلوطة وطرح رؤية المجلس الأعلى مباشرة، وليس الأمر انتقاصا للدول الإقليمية أو تجاوزا للدور الذي تقوم به وإنما لقطع الطريق أمام من يصطادون في الماء العكر ويحاولون تشويه شخصيات بعينها والتشكيك في مواقف وطنية جادة يمكنها أن تخرج ليبيا من أزمتها"، وفق قوله.

وحول المصالح مع روسيا الآن، قال إن "وجود قوات فاغنر في ليبيا يشكل علامة فارقة في تاريخ العلاقة بين البلدين، وروسيا بحكم هذا التواجد تشكل طرفا أساسيا في حل الأزمة الليبية ولايمكن تجاهلها، أما العلاقة مع تركيا فهي حليف فعال وسبق أن قام وفد رسمي للمجلس بزيارتها ولقاء الرئيس أردوغان"، حسب تعبيره.

ضمان البقاء في المشهد

في حين، قالت عضو هيئة صياغة الدستور الليبي، نادية عمران إن "ما نشاهده من تحركات دبلوماسية ولقاءات وآخرها اللقاءات المرتقبة لرئيس مجلس الدولة في روسيا كلها تدور في إطار الضغوطات التى تمارسها بعثة الأمم المتحدة لعقد اجتماع الكبار كما تسميه لحلحلة الإشكاليات المعطلة للعملية الانتخابية".

وأشارت عمران في تصريحها لـ"عربي21" إلى أن "هذه المبادرات والحلول تحاول من خلالها هذه الأطراف إيجاد نوع من التوافق مع كل المتنفذين في الأزمة الليبية وحلول شرط أن لا تقصيهم بل تضمن استمرارهم في المشهد مع إدراك البعثة التام أن الحل لا يمكن أن يكون عبر المسيطرين في المشهد في ليبيا، لذا كل ما يحدث من زيارات ولقاءات هو استماتة للبقاء ولتذهب المبادئ ومصالح الشعب للجحيم"، وفق تعبيرها.

إطاحة بالتوافق وقوانين الانتخابات

المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة والمحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف قال من جانبه إن "تكالة حينما فاز برئاسة المجلس تحالف مع كتلة معارضة للتوافق مع مجلس النواب وانتقل من تيار التوافق إلى تيار التأزيم الرافض لإجراء الانتخابات وهذا ما جعله يعلن مواقف مناقضة لمواقفه السابقة".


ورأى أن "تكالة يحاول التفلت من التزامات مجلس الدولة حيال التشريعات النافذة التي أصدرها مجلس النواب بموافقة مجلس الدولة حسب التعديل الدستوري الثالث عشر المتفق عليه والقوانين الانتخابية الصادرة من اللجنة المشتركة 6+6 بين المجلسين"، وفق رأيه.

وأضاف لـ"عربي21": "حاول تكالة خلال زيارته للولايات المتحدة أن يبحث عن طريقة لإقناع الإدارة الأميركية بنقض القوانين الانتخابية لكنه لم يجد آذانا صاغية في واشنطن مما حدا به إلى التوجه إلى موسكو لعله يجد من يقتنع برؤيته التي تدفع في اتجاه إطالة أمد الأزمة الحالية وتطيح بالتوافق الواقعي الممكن حول القوانين الانتخابية"، كما قال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تكالة روسيا طرابلس تركيا امريكا تركيا روسيا طرابلس تكالة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الأعلى إلى روسیا فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

رئاسي ليبيا يشترط النصاب القانوني لاعتماد اتفاق المركزي.. هل ينجح البرلمان؟

طرح اشتراط المجلس الرئاسي الليبي اكتمال النصاب القانوني وكذلك عقد جلسة علنية لمجلس النواب للقبول بتعيين محافظ جديد ونائب له؛ أسئلة حول تكرار إشكالية اكتمال النصاب داخل البرلمان بخصوص اعتماد القرارات الهامة وما إذا كان رئيسه "عقيلة صالح" سيحشد الأعضاء لتحقيق ذلك.

وطالب مستشار المجلس الرئاسي الليبي، زياد دغيم في رسالة موجهة للبعثة الأممية في ليبيا ضرورة انتخاب المحافظ الجديد واعتماده وفق الاتفاق السياسي والنصاب الموصوف في جلسة علنية شفافة، موضحا أن النصاب القانوني للتصويت يتطلب موافقة 110 عضو من إجمالي العدد الحالي لأعضاء مجلس النواب البالغ 165 نائبا.

"التشاور مع الأعلى للدولة"
كما ينص الاتفاق السياسي الليبي على ضرورة تشاور مجلس النواب مع المجلس الأعلى للدولة في تعيين وانتخاب وترشيح شاغلي المناصب السيادية ومنهم منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي وذلك خلال 30 يوما من اقتراح الاسم المرشح، بحيث يكون التعيين أو الإعفاء من هذه المناصب موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب.

وطالما تُقابل قرارات مجلس النواب بالطعن القانوني لعدم بلوغ الجلسة النصاب القانوني، وبخصوص ملف حساس ومثير للجدل مثل محافظ المصرف المركزي سيكون التركيز كبيرا على الجلسة العلنية المقررة الإثنين.


"اتفاق معلق"
ووقع ممثلي مجلسي النواب والدولة في ليبيا بالأحرف الأولى على وثيقة اتفاق بخصوص حل أزمة المصرف المركزي بعد إقالة المجلس الرئاسي للمحافظ، الصديق الكبير في خطوة مفاجئة، ونص الاتفاق على تعيين "ناجي عيسى" محافظا جديدا للمصرف المركزي، وتعيين "مرعي البرعصي" نائبا له، على أن يحول الاتفاق إلى مجلس النواب لاعتماده في جلسة رسمية مرتقبة.

ورأى بعض أعضاء البرلمان أن المخرج الوحيد من إشكالية النصاب القانوني هو تعديله في أول الجلسة من قبل رئيس البرلمان، عقيلة صالح كونه يملك صلاحية ذلك، وفق قولهم.

"اشتراطات الرئاسي"
واشترط الرئاسي الليبي قبيل انعقاد الجلسة عدة أمور للقبول باعتماد التوافق بين المجلسين بخصوص تعيين محافظ جديد، ومن هذه الاشتراطات: ضرورة حضور البعثة الأممية كمراقب في جلسة التصويت، أن تكون الجلسة خاصة وعلنية وليست جلسة معلقة، أن نصاب الانعقاد للجلسة وفق المادة (7) هو الأغلبية المطلقة من الأعضاء البالغ (84) نائبا وهو نفس النصاب لإقرار الاتفاق، وأن تعيين المحافظ يتطلب موافقة ثلثي الأعضاء أي 108 عضوا وهي الأغلبية الدستورية المحددة نصاً بالمادة (15) من الاتفاق السياسي".

فهل ينجح مجلس النواب ورئيسه، عقيلة صالح من الحشد لاكتمال النصاب القانوني لاعتماد محافظ المركزي الجديد أم تتعرض الجلسة للطعن القانوني بعد ذلك؟

"النصاب غير مطلوب ولا علاقة للرئاسي"
من جهته أكد عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب الليبي، صالح فحيمة أن "جلسة الغد لا تحتاج إلى نصاب قانوني كونها جلسة معلقة، وخطاب دغيم للمبعوثة الأممية غير منطقي وغير قانونى، لأن الورقة التي سيعتمدها مجلس النواب هي ورقة توافق سياسي من أجل حل أزمة عالقة في المصرف المركزي يتم اعتمادها بالطريقة الاعتيادية بنصف عدد الحاضرين زائد واحد، ومجلس النواب غير ملزم بهذا الخطاب، والمجلس الرئاسي لا يملك أن يشترط علينا".


وأشار في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن "المجلس الرئاسي لم يكن طرفا في هذا الاتفاق أو هذه المعادلة، ولم يكن له أي تأثير على المفاوضات، والتوافق تم بين مجلسي النواب والدولة وهما فقط من وقعا عليه، بينما اكتفي المجلس الرئاسي بإحداث المشكلة فقط"، وفق قوله.

وتابع: "الخطوة التي اتخذها المجلس الرئاسي حركت المياه الراكدة، ومنحت المجلسين فرصة لاستبدال المحافظ المقال الذي يوجد عليه كثير من اللغط سواء كان قانوني أو حتي سياسي"، كما صرح.

"رغبة في إنهاء الأزمة"
في حين رأى المحامي الليبي، جمال بن فايد أنه "لو كان لرئيس البرلمان، عقيلة صالح الرغبة في تمرير الاتفاق فإن موضوع النصاب القانوني لن يكون عقبة في طريق اعتماد هذا الاتفاق، بل لن يلتزم به، والأمثلة على ذلك كثيره منها إصدار قوانين دون وجود نصاب ودون الالتزام ببنود الاتفاق السياسي المضمن بالإعلان الدستوري".

وتوقع في تصريحه لـ"عربي21" أن "يتم تمرير الاتفاق واعتماده خاصة وأن المجلس الأعلى للدولة يرغب في تمرير الاتفاق وإنهاء أزمة المصرف المركزي بسبب الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية"، وفق تقديره.

مقالات مشابهة

  • المستشار “صالح ” يبحث مع محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه سبل تطوير القطاع المصرفي
  • وزير السياحة يترأس اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار 
  • النواب الليبي يوافق على اختيار محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي
  • مجلس القضاء الأعلى يدين العدوان الصهيوني على الحديدة ويقر نقل عدد من القضاة
  • رئيس جامعة أسيوط يشارك فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات
  • تكالة والمشري يعلنان موافقة مجلس الدولة على اتفاق المركزي
  •  انطلاق أعمال جلسة مجلس النواب بعد قليل
  • الشاوش لـ«عين ليبيا»: مجلس النوّاب يمضي قدما لحل أزمة المركزي
  • رئاسي ليبيا يشترط النصاب القانوني لاعتماد اتفاق المركزي.. هل ينجح البرلمان؟
  • رئيس مجلس النواب الليبي يدعو لتحقيق المصالحة الوطنية ودعمها