موقع أمريكي: هيمنة الصين الاقتصادية العالمية بدأت تتلاشى.. والشرق يشرق
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
نشر موقع "أويل برايس" الامريكي تقريرًا تحدث فيه عن تراجع الهيمنة الاقتصادية العالمية للصين بعد أن شهدت خلال العقود الماضية نموًا اقتصاديًا متسارعًا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن صعود الصين كقوة اقتصادية عظمى بدأ يتراجع وسط تنبؤات بأن القصة العالمية الأكبر في نصف القرن الماضي قد انتهت.
بدأ انفتاح الصين على العالم خلال ثمانينيات القرن الماضي، بعد فترة ركود في عهد ماو تسي تونغ في الستينيات والسبعينيات.
وارتفعت حصتها في الاقتصاد العالمي بنحو عشرة أضعاف من أقل من 2 في المائة في سنة 1990 إلى 18.4 في المائة في سنة 2021، علمًا بأنه لم يسبق لأي دولة أن حققت ارتفعًا في النمو بهذه السرعة، بحسب الموقع.
وأضاف أن الأمور بدأت تتغير في سنة 2022 عندما تقلّصت حصة الصين في الاقتصاد العالمي قليلًا.
ومن المتوقّع أن تتقلص هذه النسبة بشكل ملحوظ هذه السنة لتصل إلى 17 في المائة، وهذا الانخفاض البالغ 1.4 في المائة لمدة سنتين هو الأكبر منذ الستينيات.
وأوضح الموقع أن هذه الأرقام بالقيمة الاسمية للدولار أي أنها غير معدلة للتضخم - وهو المقياس الذي يصور بدقة القوة الاقتصادية النسبية للدولة.
وتهدف الصين إلى استعادة المكانة الإمبراطورية التي كانت تتمتع بها في الفترة من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر، عندما بلغت حصتها في الناتج الاقتصادي العالمي ذروتها بحوالي الثلث، ولكن هذا الهدف ربما أصبح بعيد المنال.
وذكر الموقع أن انحدار الصين قد يعيد ترتيب موازين القوى في العالم، فمنذ تسعينيات القرن العشرين، نمت حصة البلاد من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بشكل رئيسي على حساب أوروبا واليابان، اللتين شهدتا ثبات حصصهما بشكل أو بآخر على مدى العامين الماضيين، والفجوة التي خلفتها الصين تم سدها بشكل رئيسي من قبل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الناشئة.
من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بمقدار 8 تريليونات دولار ما بين 2022 و2023 ليصل إلى 105 تريليونات دولار. ولن تحصل الصين على أي من هذه المكاسب، وسوف تمثل الولايات المتحدة 45 في المائة، والدول الناشئة الأخرى 50 في المائة، وفق الموقع
كما وسيأتي نصف المكاسب التي ستحققها الدول الناشئة من خمسة فقط من هذه البلدان: الهند، وإندونيسيا، والمكسيك، والبرازيل، وبولندا. وهذه علامة صارخة على تحولات محتملة في القوى الاقتصادية في المستقبل.
وأضاف الموقع أن حصة الصين المتراجعة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بالقيمة الاسمية لا تعتمد على مصادر مستقلة أو أجنبية. ويتم نشر الأرقام الاسمية كجزء من بيانات الناتج المحلي الإجمالي الرسمية لذا فإن صعود الصين ينعكس من خلال حساب بكين الخاص.
ومن بين الأسباب وراء عدم ملاحظة ذلك حقيقة أن أغلب المحللين يركزون على نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، الذي يتم تعديله حسب التضخم.
ومن خلال التكيف بشكل إبداعي مع التضخم، تمكنت بكين منذ فترة طويلة من الإعلان عن أن النمو الحقيقي يصل بشكل ثابت إلى هدفه الرسمي، الذي يبلغ الآن حوالي 5 في المائة.
هذا بدوره يبدو وكأنه يؤكد، كل ربع سنة، الرواية الرسمية بأن "الشرق يشرق"، ولكن معدل النمو الحقيقي المحتمل في الأمد البعيد في الصين ــ مجموع العمال الجدد الذين يدخلون سوق التشغيل والناتج لكل عامل ــ أصبح الآن أقرب إلى 2.5 في المائة.
وأشار الموقع إلى أن أزمة المواليد في الصين خفّضت بالفعل حصتها من السكان في سن العمل على مستوى العالم من ذروة 24 في المائة إلى 19 في المائة، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 10 في المائة على مدى السنوات الخمس والثلاثين المقبلة. ومع تقلص حصة العاملين في العالم، يكاد يكون من المؤكد تسجيل حصة أقل من النمو.
وأضاف الموقع أن حكومة الصين أصبحت أكثر تدخلًا في الاقتصاد، خلال العقد الماضي، وأصبحت ديونها مرتفعة تاريخيًا بالنسبة لدولة نامية.
إلا أن هذه العوامل تؤدي إلى تباطؤ نمو الإنتاجية، التي تقاس بناتج كل عامل، وهذا المزيج ــ عدد أقل من العمال، والنمو الهزيل في الناتج لكل عامل ــ من شأنه أن يجعل استعادة الصين حصتها في الاقتصاد العالمي أصعب.
بالقيمة الاسمية للدولار، فإن الناتج المحلي الإجمالي الصيني في طريقه نحو الانخفاض في سنة 2023، للمرة الأولى منذ الانخفاض الكبير في قيمة الرنمينبي في سنة 1994.
ونظرًا للقيود المفروضة على نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، لن تتمكن بكين في السنوات المقبلة من استعادة حصتها العالمية إلا بارتفاع كبير في التضخم أو في قيمة الرنمينبي - ولكن أيا منهما غير محتمل، وفق الموقع.
وتُعَد الصين واحدة من الاقتصادات القليلة التي تعاني من الانكماش، وهي تواجه أيضًا أزمة عقارية تغذيها الديون، وهو ما يؤدي عادة إلى انخفاض قيمة العملة المحلية.
وأشار الموقع إلى أن المستثمرين يسحبون أموالهم من الصين بوتيرة قياسية، مما يزيد من الضغوط على الرنمينبي. وقد تراجعت وتيرة استثمار الأجانب في المصانع الصينية والمشاريع الأخرى بمقدار 12 مليار دولار في الربع الثالث - وهو أول انخفاض من نوعه منذ بدء السجلات.
ويقوم المستثمرون الصينيون باستثمارات خارجية بوتيرة سريعة إلى حد غير عادي ويجوبون العالم بحثًا عن صفقات عقارية.
في الماضي، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن ثقته القصوى في أن التاريخ يتحول لصالح بلاده، ولا شيء قادر على وقف صعودها. ولم تلمّح اجتماعاته مع جو بايدن والرؤساء التنفيذيين الأمريكيين في قمة الأسبوع الماضي في سان فرانسيسكو إلى الاعتدال، أو على الأقل الاعتراف بأن الصين لا تزال بحاجة إلى شركاء تجاريين أجانب.
ولكن بغض النظر عما يفعله شي، من المرجح أن تتراجع حصة بلاده في الاقتصاد العالمي في المستقبل المنظور.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الهيمنة الاقتصادية الصين امريكا الصين الاقتصاد الهيمنة المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الناتج المحلی الإجمالی فی الاقتصاد العالمی الموقع أن فی المائة فی سنة
إقرأ أيضاً:
موقع إخباري يجر بنكيران للقضاء بسبب الإساءة لرئيس تحريره
قرر موقع العمق المغربي، اللجوء إلى القضاء ضد رئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، طلبا لإنصاف الصحفي خالد فاتيحي رئيس تحرير الموقع، ضد التهم الخطيرة وجهها بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية خلال لقاء حزبي له بفاس، وبثت على المباشر، ضد رئيس تحرير جريدة “الموقع المذكور، والتي ألحقت ضررا نفسيا ومعنويا بالغا بالزميل خالد فاتيحي وعائلته.
وأكد الموقع، تضمانه اللامشروط مع رئيس تحرير جريدة العمق المغربي، وإدانة التصريحات المستفزة والحاطة من الكرامة الإنسانية، التي تفوه بها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بان كيران، بحق الزميل خالد فاتيحي والتي تضمنت عبارات السب والقذف والتشهير، ضد صحافي ذنبه الوحيد أنه أجرى حوارا صحافيا احترم قواعد المهنية مع رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، علما أن طريقة إدارة الحوار تمت بنفس الأسلوب مع جميع ضيوفه السابقين، وآخرهم الناطق الرسمي باسم الحكومة.
ونوه الموقع، بحملة التضامن الواسعة والهبة المهنية المشرقة، التي عبرها عنها الجسم الصحافي المغربي مع الزميل خالد فاتيحي، ضد التصريحات المسيئة لأمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران.
وأعلن الموقع، مقاطعة أنشطة عبد الإله ابن كيران، إلى أن يمن الله على حزب العدالة والتنمية بأمين عام يحترم نفسه وإخوانه وباقي الفاعلين، ويتحلى بالمسؤولية السياسية والأخلاقية.
وأكد على استمرار التعامل مع حزب العدالة والتنمية بكل مهنية ومسؤولية، وعلى قدر نفس المسافة مع جميع الأحزاب السياسية الوطنية.
ونوه الموقع، بالتفاعل الإيجابي والراقي للدكتور ادريس الأزمي الإدريسي رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، والإشادة برحابة صدره وشكرة مرة أخرى على قبول دعوة المشاركة في برنامج “نبض العمق”، مع تثمين تنويه بمجريات الحوار عقب انتهاء الحلقة التي بثت يوم الجمعة 20 دجنبر 2024
كما نوه بمواقف العديد من قيادات الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والوزراء السابقين وأعضاء في الحزب، التي أعلنت تبرؤها من تصريحات ابن كيران المسيئة ضد رئيس تحرير جريدة العمق، والتي أكدت أنها لا تمثل إلا عبد الإله ابن كيران لوحده، ولاتعبر عن الموقف الرسمي لحزب العدالة والتنمية.
وأكد الموقع، على أن هذا التهجم غير المبرر للأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران ضد رئيس تحرير جريدة العمق المغربي، لن يزيد جريدة العمق المغربي، إلا إصرارا وعزيمة على مواصلة رسالتها وواجبها المهني في كشف الحقيقة، ولن يثنيها عن التشبث بحقها في الوصول إلى المعلومة باعتباره حقا يكلفه الدستور.