طائر العنقاء .. كيف فاجأ سكان غزة والمقاومة العالم خلال الهدنة؟
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
سرايا - كطائر العنقاء صدمت غزة العالم محبا لها وكارها على حد سواء، بعد أن نهضت بين الركام والأنقاض وكأنها طود شامخ لا ينحني، رغم اكتظاظ النائبات، فكانت هي غزة التي يعرفها الجميع وعلى رأسهم أعداؤها، فهي التي تحمل إرث النكبة والمقاومة معا، ليجتمع الإرث ظاهرا في أيام الهدنة حيث صمود السكان المصممين على البقاء الواقفين خلف مقاومتهم.
بعد 50 يوما من القصف التدميري وتوغل جيش الاحتلال في عدة مناطق من غزة، فاجأت كذلك المقاومة الفلسطينية الجميع خلال أيام الهدنة بمحافظتها على قوتها العسكرية وإدارتها لدفة الصراع وتفاصيل الهدنة.
وأسهب جيش الاحتلال طوال أيام الحرب بالإعلان يوميا عن استشهاد العشرات من قادة وعناصر المقاومة وعن تدمير أنفاق ومقار قيادة وبنية تحتية حتى يظن القارئ، أن المقاومة في غزة فقدت زمام المبادرة وباتت نهايتها حتمية.
ويناقض الاحتلال رواياته في ذات الوقت بالحديث عن حرب طويلة الأمد قد تمتد شهورا وربما سنوات نظرا لقتامة الوضع في غزة، ومع انقطاع الاتصالات وأجواء الحرب العنيفة باتت الأسئلة عن الوضع خصوصا في مناطق شمالي القطاع أكثر إلحاحا خصوصا أن جيش الاحتلال توغل هناك وتحدث عن سيطرة كاملة.
وبدت المقاومة الفلسطينية طوال المعركة محافظة على رباطة جأش الخطاب الإعلامي والعمل العسكري على الأرض، وبرز ذلك جليا في أيام الهدنة.
سيطرة لم تتزعزع
مع كل يوم تتم فيه صفقة تبادل للأسرى ترسل المقاومة رسائل بالغة الأهمية يفهمها أولا الاحتلال وداعموه من خلفه، ويطمئن بها الفلسطينيون ومن يناصرهم، فدقة توقيت وصول الأسرى للصليب الأحمر وإتقان القسام لكل تفاصيل العملية فضلا عن المعاملة الحسنة والصحة الجيدة التي ظهر بها الأسرى، كلها رسائل تؤكد أن المقاومة لم تتأثر على الإطلاق بالعدوان رغم شراسته.
وبدا الأمر أكثر وضوحا في اليوم الثاني عندما أخرت القسام تسليم دفعة من الأسرى لديها حتى التزام الاحتلال بالشروط، وهو ما دفع الأخير للرضوخ وتمت العملية بسلاسة.
وجاء اليوم الثالث مساء الأحد، حاملا معه جملة رسائل من قلب مدينة غزة، التي أشاع الاحتلال أنها باتت خارج سيطرة حماس، إذ أتمت كتائب القسام، تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى وسط استعراض للقوة لم يكن ليتم بدون جهوزية أمنية وعسكرية عالية.
وبثت قناة الجزيرة صورا ومقاطع مصورة، لكتائب القسام في ساحة فلسطين وسط مدينة غزة، مترافقة مع عرض عسكري لم يُعهد في اليومين الماضيين كما ظهر التفاف الغزاويين حول المقاومة بتجمع عفوي للسكان احتفاء بكتائب القسام التي أثبتت قدرتها على سيطرتها على الميدان ومفاجأة الاحتلال.
وأفرجت الكتائب عن الأسرى بعد نقلهم من مناطق شمالي غزة التي توغل بها الاحتلال وزعم أنها باتت خارج سيطرتها.
وتمثل ساحة فلسطين التي سلمت بها القسام الدفعة الثالثة من الأسرى، قلب مدينة غزة، التي وصلتها قوات الاحتلال عدة مرات ثم تراجعت نحو شارع الجلاء تحت ضربات المقاومة.
فوارق الهدنة
أبرزت الهدنة تفاوتا كبيرا بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال على عدة صعد، لعل أهمها الذي بدا جليا مصداقية فصائل المقاومة التي أكدت قبل الهدنة بساعات أنها تملك زمام المبادرة وتتحكم بمجريات المعركة، وبين انكشاف مغالطات جيش الاحتلال الذي كان يتحدث عن نجاح عمليته في تقويض قوة حماس داخل غزة المدينة.
كما ظهر خلال الهدنة التفاف الحاضنة الشعبية حول المقاومة رغم القصف والدمار الذي لحق بالقطاع وأعداد الشهداء الكبيرة، وعلى النقيض كانت الأوضاع في "تل أبيب" حيث طافت التظاهرات الشوارع منددة بفشل حكومة نتنياهو ومحملة إياه مسؤولية عدم الإفراج عن الأسرى كما طالبت بإبرام صفقة للإفراج عنهم.
وكان الفارق بين تعامل المقاومة مع أسرى الاحتلال الذين أقروا رغم التعتيم الإعلامي بتلقيهم معاملة حسنة بدت على وجوههم أمام الكاميرات، وبين ممارسات الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين المحررين وذويهم الذين منعهم حتى من الاحتفال هذا فضلا عن الانتهاكات التي ترتكب داخل السجون.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
تحقيق إسرائيلي: الإجراءات العسكرية كان لها تأثير بمقتل 6 أسرى في رفح
كشف تحقيق عسكري "إسرائيلي"، أن أنشطة لجيش الاحتلال الإسرائيلي كان لها تأثير على قرار حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس قتل ستة أسرى في غزة في آب/أغسطس الماضي.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري حينها، أن الأسرى الرهائن الست قتلوا "قبل وقت قصير من وصولنا إليهم" وأنهم كانوا في نفق بمنطقة رفح.
وخلص التحقيق إلى أن الأسرى قُتلوا على يد خاطفيهم، وأن نشاط الجيش الإسرائيلي "في المنطقة، على الرغم من كونه تدريجيا وحذرا، كان له تأثير في حينه على قرار المسلحين بتنفيذ عمليات القتل.
وأوضح التحقيق أن الجيش لم يكن لديه معلومات مخابراتية مسبقة عن وجود الرهائن الستة في المنطقة.
من جانبه قال منتدى الأسرى والعائلات المفقودة في بيان الثلاثاء، إن "التحقيق الذي نُشر الليلة مرة أخرى يثبت أن عودة جميع الرهائن لن تكون ممكنة إلا من خلال صفقة".
وكان المنتدى قال عقب استعادة جثث الأسرى إن "إسرائيل ملزمة أخلاقيا وأدبيا باستعادة جميع المقتولين وإعادة جميع الرهائن الأحياء".
والأحد الماضي، كشفت القناة 12 العبرية، أن قوات الاحتلال وقعت في كمين وفشل استخباري، قبل نحو عام في قطاع غزة، أثناء عملية لإخراج أحد الأسرى من قطاع غزة.
وقالت القناة، إن الرقابة العسكرية سمحت بنشر تفاصيل ما جرى، في عملية نفذها جيش الاحتلال، لإخراج الأسيرة نوعا أرغماني، لكن المفاجأة كانت أن المعلومات الاستخبارية التي حصلوا عليها كانت خاطئة، ولم تكن الأسيرة في المكان، وكان الموجود هو ساعر باروخ.
ووفق القناة فإن "المقاتلين وصلوا إلى المبنى، وفتحوا باب المدخل، وفورا في اللحظة الأولى فتح المسلحون النار عليهم بوابل كثيف من الرصاص، وتحولت عملية الإنقاذ بشكل مفاجئ إلى عملية لإجلاء الجرحى، حيث أصيب عدد من أفراد الوحدة الخاصة بجروح خطيرة خلال المواجهة".
وبحسب ما كشفت القناة، فإن "المقاتلين عادوا بعد ساعات طويلة، وفي ذلك الوقت تلقى جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) معلومات استخبارية صدمت الجميع حيث اتضح أن الشخص الذي كان في المبنى لم يكن نوعا أرغماني، بل الأسير باروخ، الذي أسر من منزله في بئيري".
وأشارت القناة 12 إلى أنه "خلال عملية الإنقاذ والمعركة الشرسة التي وقعت داخل المبنى، قتل ساهر بإطلاق نار على رأسه، وحتى اليوم، فلا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد قتل على يد المسلحين أو أصيب عن طريق الخطأ بنيران القوات".
ورغم تكتم الاحتلال عن هذه التفاصيل طيلة الفترة الماضية، فإن كتائب القسام، كشفت عن ما جرى منذ اللحظات الأولى لوقوع الاحتلال في الكمين، وكشفت أنه استخدم سيارة نقل تابعة لمنظمة دولية لم يسمها، ويشتبه بأنها الصليب الأحمر، لحمل قواته إلى مكان وجود الأسير.
وكشفت كتائب القسام كذلك أن الأسير الذي قتل هو ساهر باروخ، وعرضت مشاهد لجثته وقالت إنه قتل بنيران جيش الاحتلال، خلال العملية، فضلا عن نشرها مشاهد لدماء كثيفة لجنود الاحتلال غطت المكان بعد تعرضها لنيران "القسام"، وفقدانهم معدات عسكرية وإحدى الأسلحة الخاصة بهم.
وصرحت عائلة سهر باروخ للقناة 12: "الضغط العسكري قد يؤدي إلى مقتل الأسرى، نأمل ألا تحدث وفيات أخرى من هذا النوع، وأن يعود جميع الأسرى في أسرع وقت من خلال صفقة".