الرؤية- الوكالات

يخوض المسعفون في قطاع غزة معركتهم الخاصة منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر، معركةٌ يبذلون فيها قصارى جهدهم تحت القصف الصاروخي والمدفعي والرشاشات لإنقاذ حياة الفلسطينيين الذين استهدف الاحتلال منازلهم منذ السابع من أكتوبر، مخلفًا أكثر من 20 ألف شهيد وأكثر من 40 ألف مصاب.

ولقد سطّر هؤلاء المسعفون بطولات غير عادية خلال أيام الحرب التي أوقفتها هدنة إنسانية لمدة 4 أيام وتم تمديدها ليومين آخرين، وكتبوا اسمهم بحروف من نور ضمن قائمة أبطال الحرب الأخفياء إلى جانب الأطقم الطبية الأخرى ورجال الدفاع المدني.

ولم يكن عمل المسعفين في غزة شاقاً بسبب قلة الأدوات والوقود الذي يُحرّك السيارات أو لمواصلة العمل لأيام دون راحة أو نوم، بل كان عملا فدائيا لأنهم كانوا هدفًا للقصف الإسرائيلي الذي انتهج- كعادته- نهج مجرمي الحرب في إبادة كل من يتحرك في شوارع غزة، سواء كانوا أطفالا أو نساء أو حتى سيارات الإسعاف التي تقوم بعملها الإنساني لإنقاذ المصابين في الشوارع وتحت ركام المنازل.

ويعيش المسعفون في غزة واحدة من أكثر الحروب دموية إلا أنهم واجهوا هذه الحرب الغاشمة بالتحدي والصمود، وتحملوا أعباء نفسية وجسدية غير عادية في ظل ضعف الإمكانات وما يتعرضون له من مخاطر في سبيل أداء مهامهم وواجبهم على أكمل وجه ودون خوف من الموت، علما بأن القانون الإنساني الدولي يحمي المستشفيات والمدارس والمدنيين وعمال الإغاثة.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد ارتقى 205 شهداء من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، إلى جانب أكثر من 215 جريحا من العاملين في المجال الصحي، كما تم الهجوم على أكثر من 60 مركبة إسعاف، تضررت 55 منها وخرجت عن الخدمة، وذلك ضمن إحصائية منشورة في الثامن عشر من نوفمبر.

وقال الدكتور محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي، إن "الأطباء والمسعفين وطواقم التمريض يعملون في ظروف استثنائية شديدة الصعوبة بسبب الكم الهائل من المصابين والقتلى، فضلاً عن كونهم لم يغادروا المستشفيات بسبب قصف منازلهم أو تهجيرهم".

وأضاف أن عاملين في فرق طبية ومسعفين استقبلوا شهداء أو مصابين من أفراد عائلاتهم ومن أصدقائهم، موضحا: "رأينا من صُدم أثناء عمله عندما استقبل جثة زوجته التي ماتت في القصف، وآخر استقبل جثة ابنه وكان في وضع نفسي صعب للغاية، ورأينا أحد المسعفين استقبل شقيقه المصاب في القصف ووضعه على جهاز تنفس صناعي لإنقاذه لكنه فارق الحياة أمامه، ولم يقتنع الرجل بأنَّ شقيقه مات، وظل يحاول إسعافه ساعتين رافضا تقبل فكرة موته هكذا أمام عينيه".

من جهته، أشار الدكتور ينال العجلوني رئيس جمعية الإسعاف والطوارئ الأردنية، إلى أن الحرب في غزة وضعت المسعفين في ضغط كبير كما أنهم وجدوا أنفسهم يعملون لساعات طويلة في ظل الافتقار للمياه والطعام وصعوبة التواصل مع أهاليهم، ونقص المستلزمات الطبية والاحتياجات الإسعافية.

وذكر العجلوني أن المسعفين يجدون أنفسهم في الخطوط الأمامية لتقديم المساعدة الطبية والإسعافية للمصابين، تحت مستوى عال من الخطورة، ووسط القصف الإسرائيلي المتواصل وأمام القناصين الإسرائيليين الذين لا يترددون في استهداف كل من يقدم على إسعاف المصابين.

كما تحدث عن الآثار النفسية التي يصاب بها المسعفون وتعرضهم المستمر للصدمات، لأنهم يشهدون الكثير من الحالات التي تستشهد على أيديهم وهم يحاولون جاهدين إنقاذ أرواح الفلسطينيين.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

وفد عماني يشارك في البرلمان العربي للطفل بالشارقة

يشارك مجموعة من طلبة مدارس محافظة الداخلية كممثلين عن سلطنة عمان في الدورة الرابعة للبرلمان العربي للطفل، التي تُعقد في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتستمر حتى 24 فبراير الجاري.

تأتي هذه المشاركة في إطار جهود البرلمان العربي لتعزيز ثقافة الحوار والتعبير عن الرأي. وقد أعدّت الأمانة العامة للبرلمان برنامجًا متكاملا يشمل جلسات نقاشية، وحلقات عمل، وزيارات ميدانية، بهدف صقل مهارات الأعضاء وتوسيع آفاقهم في القضايا المطروحة للنقاش.

ويضم الوفد العماني أربعة أعضاء يمثلون مختلف المراحل التعليمية، وهم إلياس بن عوض المعني من مدرسة مالك بن فهم (الصفوف 11-12)، وناصر بن طلال الحسيني من مدرسة محمد بن جعفر (الصفوف 5-10)، والعفراء بنت سيف العوفية من مدرسة آمنة بنت الأرقم (الصفوف 5-10)، وزلفى بنت أحمد الرواحية من مدرسة زينب بنت الرسول (الصفوف 1-10). يرافقهم منى بنت محمود البوسعيدية مشرفة الأنشطة المدرسية من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية، التي ستتولى مهام الإشراف والتوجيه خلال مشاركتهم.

تهدف هذه المشاركة إلى تعزيز قيم الديمقراطية والنقاش البناء لدى الأطفال، وتنمية مهاراتهم القيادية والتواصلية، بالإضافة إلى تعزيز وعيهم بالقضايا المجتمعية، مما يسهم في إعداد جيل قادر على المساهمة في الحياة العامة مستقبلا. كما توفر الفرصة للأطفال للتفاعل مع أقرانهم من مختلف الدول العربية، وتبادل الخبرات والمساهمة في مناقشة قضايا تهم الطفولة العربية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • جامعة سوهاج: استمرار استقبال مصابي غزة وتقديم الرعاية الطبية لهم
  • وفد عماني يشارك في البرلمان العربي للطفل بالشارقة
  • تكايا أم درمان تسهم في تخفيف آثار الحرب الإنسانية
  • هذا ما نعرفه عن البروتوكولات الإنسانية في الحروب والنزاعات المسلحة
  • كنوز خضراء في سيوة.. أكثر من 40 نوعًا من النباتات الطبية والرعوية
  • مسؤول أممي ليورونيوز: وقف إطلاق النار يجب أن يصمد في ظل الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة
  • صحافة عالمية: غزة تعيش صدمة جماعية بعد 15 شهرا من القصف
  • اعتراف إقليمي ودولي بصمود السودان وشعبه في مواجهة المحنة الإنسانية
  • مصدر رسمي: مصر توفر نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة