المسعِفون في غزة.. يد الإنسانية وأبطال الحرب في الصفوف الأمامية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
الرؤية- الوكالات
يخوض المسعفون في قطاع غزة معركتهم الخاصة منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر، معركةٌ يبذلون فيها قصارى جهدهم تحت القصف الصاروخي والمدفعي والرشاشات لإنقاذ حياة الفلسطينيين الذين استهدف الاحتلال منازلهم منذ السابع من أكتوبر، مخلفًا أكثر من 20 ألف شهيد وأكثر من 40 ألف مصاب.
ولقد سطّر هؤلاء المسعفون بطولات غير عادية خلال أيام الحرب التي أوقفتها هدنة إنسانية لمدة 4 أيام وتم تمديدها ليومين آخرين، وكتبوا اسمهم بحروف من نور ضمن قائمة أبطال الحرب الأخفياء إلى جانب الأطقم الطبية الأخرى ورجال الدفاع المدني.
ولم يكن عمل المسعفين في غزة شاقاً بسبب قلة الأدوات والوقود الذي يُحرّك السيارات أو لمواصلة العمل لأيام دون راحة أو نوم، بل كان عملا فدائيا لأنهم كانوا هدفًا للقصف الإسرائيلي الذي انتهج- كعادته- نهج مجرمي الحرب في إبادة كل من يتحرك في شوارع غزة، سواء كانوا أطفالا أو نساء أو حتى سيارات الإسعاف التي تقوم بعملها الإنساني لإنقاذ المصابين في الشوارع وتحت ركام المنازل.
ويعيش المسعفون في غزة واحدة من أكثر الحروب دموية إلا أنهم واجهوا هذه الحرب الغاشمة بالتحدي والصمود، وتحملوا أعباء نفسية وجسدية غير عادية في ظل ضعف الإمكانات وما يتعرضون له من مخاطر في سبيل أداء مهامهم وواجبهم على أكمل وجه ودون خوف من الموت، علما بأن القانون الإنساني الدولي يحمي المستشفيات والمدارس والمدنيين وعمال الإغاثة.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد ارتقى 205 شهداء من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، إلى جانب أكثر من 215 جريحا من العاملين في المجال الصحي، كما تم الهجوم على أكثر من 60 مركبة إسعاف، تضررت 55 منها وخرجت عن الخدمة، وذلك ضمن إحصائية منشورة في الثامن عشر من نوفمبر.
وقال الدكتور محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي، إن "الأطباء والمسعفين وطواقم التمريض يعملون في ظروف استثنائية شديدة الصعوبة بسبب الكم الهائل من المصابين والقتلى، فضلاً عن كونهم لم يغادروا المستشفيات بسبب قصف منازلهم أو تهجيرهم".
وأضاف أن عاملين في فرق طبية ومسعفين استقبلوا شهداء أو مصابين من أفراد عائلاتهم ومن أصدقائهم، موضحا: "رأينا من صُدم أثناء عمله عندما استقبل جثة زوجته التي ماتت في القصف، وآخر استقبل جثة ابنه وكان في وضع نفسي صعب للغاية، ورأينا أحد المسعفين استقبل شقيقه المصاب في القصف ووضعه على جهاز تنفس صناعي لإنقاذه لكنه فارق الحياة أمامه، ولم يقتنع الرجل بأنَّ شقيقه مات، وظل يحاول إسعافه ساعتين رافضا تقبل فكرة موته هكذا أمام عينيه".
من جهته، أشار الدكتور ينال العجلوني رئيس جمعية الإسعاف والطوارئ الأردنية، إلى أن الحرب في غزة وضعت المسعفين في ضغط كبير كما أنهم وجدوا أنفسهم يعملون لساعات طويلة في ظل الافتقار للمياه والطعام وصعوبة التواصل مع أهاليهم، ونقص المستلزمات الطبية والاحتياجات الإسعافية.
وذكر العجلوني أن المسعفين يجدون أنفسهم في الخطوط الأمامية لتقديم المساعدة الطبية والإسعافية للمصابين، تحت مستوى عال من الخطورة، ووسط القصف الإسرائيلي المتواصل وأمام القناصين الإسرائيليين الذين لا يترددون في استهداف كل من يقدم على إسعاف المصابين.
كما تحدث عن الآثار النفسية التي يصاب بها المسعفون وتعرضهم المستمر للصدمات، لأنهم يشهدون الكثير من الحالات التي تستشهد على أيديهم وهم يحاولون جاهدين إنقاذ أرواح الفلسطينيين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش عرض الاوضاع مع المكاري.. والتقى درغام
استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ثم النائب أسعد درغام، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان.
كما استقبل مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي ومفتي بعلبك - الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وجرى التداول في شؤون مختلفة.