رصد أول حالة في المملكة المتحدة.. مخاوف من عودة انفلونزا الخنازير إلى البشر
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أبلغ مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة عن إصابة شخص بسلالة أنفلونزا A(H1N2) توجد عادة في الخنازير، وهي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف هذا النوع في إنسان في البلاد، بحسب مجلة "تايم".
وتقوم وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) بتتبع جهات الاتصال الوثيقة لمنع انتشار الفيروس. وليس من المعروف في هذه المرحلة مدى قابلية السلالة على الانتقال أو ما إذا كان من الممكن أن تكون هناك حالات أخرى في المملكة المتحدة.
وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة في بيان، الاثنين، إنها تعمل على تحديد أي مخاطر قد يشكلها الفيروس على صحة الإنسان. وذكرت الوكالة أن الشخص المصاب لم يعانِ سوى من مرض خفيف وتعافى تماما.
لكن موقع "بي.بي.سي" أوضح أنه ليس من المعروف ما إذا كان الشخص المصاب قد عمل مع الخنازير، وستبحث التحقيقات في مصدر العدوى ومخاطرها على صحة الإنسان.
ووفقا للمجلة، تم اكتشاف الحالة في المملكة المتحدة كجزء من المراقبة الروتينية وتقوم السلطات الصحية الآن بمتابعة اتصالات المريض.
وقالت ميرا تشاند، مديرة الحوادث في وكالة الأمن الصحي: "هذه هي المرة الأولى التي نكتشف فيها هذا الفيروس لدى البشر في المملكة المتحدة، رغم أنه يشبه إلى حد كبير الفيروسات التي تم اكتشافها في الخنازير. ونحن نعمل بسرعة لتتبع الاتصالات الوثيقة وتقليل أي انتشار محتمل."
مخاطر التفشيوذكرت "تايم" أنه ليس من غير المعتاد أن تنتقل فيروسات الأنفلونزا إلى أنواع أخرى من الكائنات الحية مثل هذا الفيروس الذي انتقل من الخنازير للإنسان، لكن الخبراء يراقبون مثل هذا الحدث بحذر شديد خوفًا من أن يتكيف العامل الممرض مع المضيف الجديد ويصبح قابلاً للانتقال بين البشر ويتحول إلى جائحة.
وتسبب فيروس أنفلونزا الخنازير في حدوث جائحة عام 2009، والذي أثر على ملايين الأشخاص على مستوى العالم وأصاب الحيوانات والطيور.
ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا بتجنب الاتصال بالآخرين، وخاصة كبار السن أو الضعفاء، الذين يعانون من حالات صحية أخرى، وفقا لـ"بي.بي.سي".
وقالت كبيرة الأطباء البيطريين كريستين ميدلميس لـ"بي.بي.سي": "نحن نعلم أن بعض أمراض الحيوانات يمكن أن تنتقل إلى البشر، ولهذا السبب فإن المعايير العالية لصحة الحيوان ورفاهيته والأمن البيولوجي مهمة للغاية".
وأضافت أنه يجب على أصحاب الخنازير الإبلاغ عن أي علامات لأنفلونزا الخنازير في قطعانهم إلى الطبيب البيطري المحلي.
وقال بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا، إن فيروس A(H1N2) لا يسبب أي مرض أكثر خطورة من أنواع الأنفلونزا المنتشرة الأخرى.
ونقلت "بي.بي.سي" عن أستاذ علم الفيروسات في جامعة ريدينغ، إيان جونز، قوله إنه "من المستبعد جدًا" أن تمثل الحالة الفردية "أي شيء أكثر مما شوهد في الماضي"، مضيفًا أن العدوى الخفيفة "تتوافق أيضًا مع التجربة السابقة".
ما هي انفلونزا الخنازير؟فيروسات الأنفلونزا A(H1) متوطنة في الخنازير في معظم مناطق العالم. وعندما يتم اكتشاف فيروس الأنفلونزا الذي ينتشر عادة في الخنازير لدى شخص ما، يطلق عليه اسم "فيروس الأنفلونزا المتغير"، وفقا لموقع وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة.
وتعد H1N1 وH1N2 وH3N2 أنواعًا فرعية من فيروسات أنفلونزا الخنازير A الموجودة في الخنازير وتصيب البشر أحيانًا، عادةً بعد التعرض المباشر أو غير المباشر للخنازير أو البيئات الملوثة.
وأوضحت "بي.بي.سي" أنه تحدث حالات عدوى بشرية بفيروسات أنفلونزا الخنازير، إذ تم الإبلاغ عن 50 حالة من حالات الإصابة بفيروس A(H1N2) على مستوى العالم خلال العشرين عامًا الماضية منذ عام 2005.
وأشارت "تايم" إلى أنه تم العثور على هذا المتغير لأول مرة لدى قاصر في ولاية ميشيغان الأميركية في أغسطس الماضي.
لكن صحيفة "غارديان" ذكرت أن الحالة الجديدة هي الأولى التي يتم اكتشافها في المملكة المتحدة ولا علاقة لها وراثيًا بالحالات السابقة.
وبناءً على المعلومات المبكرة، فإن العدوى المكتشفة في المملكة المتحدة هي نوع فرعي أو شكل متميز – 1ب.1.1 – والذي يختلف عن الحالات البشرية الأخيرة لفيروس H1N2 في أماكن أخرى من العالم، لكنه يشبه الفيروسات الموجودة في خنازير المملكة المتحدة، بحسب "غارديان".
ونقلت "بي.بي.سي" عن مسؤولي الصحة قولهم إن العدوى الموجودة في المملكة المتحدة تختلف قليلاً عن الحالات البشرية الأخيرة لأنفلونزا الخنازير على مستوى العالم، لكنها تشبه الفيروسات الموجودة في الخنازير في المملكة المتحدة.
وأوضحت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة أنه في عام 2009، عندما حدثت جائحة بين البشر ناجمة عن فيروس الأنفلونزا ) influenza A H1N1(pdm09)) يشار إليها عادة باسم "أنفلونزا الخنازير". ويحتوي هذا الفيروس على مادة وراثية من الفيروسات التي كانت تنتشر في الخنازير والطيور والبشر في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتنتشر الآن أنفلونزا H1N1 (pdm09) بين البشر بشكل موسمي ولم يعد يشار إليها باسم أنفلونزا الخنازير، وهي تختلف عن الفيروسات المنتشرة حاليا في الخنازير.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أنفلونزا الخنازیر الخنازیر فی الموجودة فی فی الخنازیر بی بی سی
إقرأ أيضاً:
نهاية عصر المؤامرة
المقصود بالمؤامرة تدبير أفراد أو جماعات أو حكومات لعمل معادٍ ضد الآخرين
تتعايش القضايا السلبية والإيجابية وتتداخل في كل العصور، لكن قد تطغى واحدة بعينها في وقت ما فيتصف العصر كلّه بها، كما هو الأمر بالنسبة لسنوات الحروب والسلام والرخاء والشدة والمجاعة والأوبئة، وتغيرات المناخ.. وغيرها.
تسمية العصور بما يقع فيها من أحداث في فترة ما من التاريخ، ترتبط بالعلم ومنجزاته، وبالثقافة وتنوعها، وبالأديان وخلافات أتباعها، وبمنظومة القيم وأبعادها الإنسانية والحقوقية، وبمستوى الوعي الإنساني، ومع ذلك فقد يعاني البشر في عصر ما من عدم فهم؛ أو غياب شروح وافية للأحداث والوقائع وللظواهر الاجتماعية وللمواقف السياسية، وفي تلك الحالة يبحثون عن سبيل للخروج ممَّا هم فيه، خاصة إذا طغى على حياتهم غير المتوقع أو المأمول، ونقلوا من اليقين إلى الشك والظن.
عمليّة البحث المصحوبة بعدم اليقين لم تكن خاصة بعصر دون غيره، كما أنها لم تقتصر على العلاقة بين البشر على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب والدول والأمم، إنما شملت أيضا علاقة البشر بالكائنات الأخرى غير المرئية، النابعة من الاعتقادات الدينية، مثل: الشياطين والملائكة، أو تلك الآتية من الأساطير والخرافات، وما رافقها من اعتقاد وثني في الكواكب والنجوم، والشجر، والحجر، والحيوانات، وغيرها.
ودون الذهاب بعيداً في رحلات البشر عبر تاريخهم الطويل بخصوص الاعتماد على "الظن الذي لا يغني عن الحق شيئاً"، أو تقديم تفسير لما يحدث سعياً لفهم غير مؤسس على أدلة وبراهين، فإننا نكتفي هنا بالحديث على السائد اليوم ضمن خطابات السياسة والإعلام والثقافة، وهو القول بوجود "مؤامرة"، حيث يأتي هذا القول عند كثير من الناس عند عجزهم عن فهم ما يحدث أو ضعفهم أمامه، أو اكتشافهم أنهم كانوا مغفلين حين أسهموا فيه بدون قصد، أو نظراً لتفاعلهم معه خوفاً أو طمعاً.
والمقصود بالمؤامرة هنا في المعنى العام تدبير أفراد أو جماعات أو حكومات لعمل معادٍ ضد الآخرين، أي تخطيط وتنفيذ أعمال لأغراض ليست شرعية وفي سريّة تامة، ما يعني التصميم على القيام بفعل إجرامي، ومن هذا التعريف تأسس المعنى السياسي للمؤامرة، فأصبحت تشير إلى اتحاد مجموعة من الأشخاص، أو الحكومات بهدف اغتصاب، أو تغيير، أو الإطاحة بسلطة سياسية راسخة، أو دعم قوى معارضة لها، أو العمل على تغيير خريطتها، والقضاء على تماسك جبهتها الاجتماعية.
السؤال هنا: هل إذا تمَّ التصريح العلني بالمؤامرة قبل وقوعها من طرف القائمين بها، مثلما يحدث اليوم لبعض دولنا العربية خاصة، وكثير من دول العالم، ومنها دول الشرق الأوسط تظل "المؤامرة" حاملة لمعناها المتداول منذ عقود، ولتكرار الفعل البشري منذ قرون؟.
واقعنا العربي من خلال تعامل القوى الكبرى معنا، وأيضا من خلال إسهام بعض دولنا في ذلك، لم يعد يعيش عصر المؤامرة، حتى لو قال كثيرون بذلك، بمن فيهم عناصر النخبة، ذلك أن ما تواجهه دولنا عملا استراتيجيا علنياً، يشي بنهاية عصر المؤامرة.
لم نعد اليوم في حاجة لفهم الواقع العربي والدولي اعتمادا على ما ذكره العالم السياسي" مايكل باركون"، حين قال إن "نظريات المؤامرة تعتمد على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاثة مبادئ: لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه"، ذلك لأن الوقائع والشواهد حولت المؤامرة إلى استراتيجية تتطلب المتابعة والدراسة والفهم، وليس التوهم والتخمين، والمثال الأوضح هنا ما تعيشه الدول العربية حاضرا وما ستؤول إليه مستقبلاً، إذ نبلغ به كمسؤولين وشعوباً، ومع ذلك نصرُّ على أن ذلك كله مؤامرة، مع أن كل المعطيات تنفي ذلك تماما.
مهما يكن من التغير المنتظر في منطقتنا، فإن استراتيجية الدول ـ العدوة والصديقة ـ في بلادنا العربية تظهر في بعض الأمثلة منها: تقوية الجماعات الإرهابية وتحويلها إلى منظمات معترف بها، وإضعاف دور الجيوش النظامية والعمل على حلِّها في بعض الدول، والسعي لأجل تحويل دولنا إلى فيدراليات في أحسن الأحوال، وإلى جماعات متقاتلة في أسوأ الأحوال، وإعادة النظر في الخرائط، وتثوير الأقليات، وإحداث الفتن والصراع الإثني والطائفي والديني والمذهبي.. وهذا قليل من كثير.