سد النهضة .. وفرة الأمطار تقلل من مخاطر الملء الرابع
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
خففت وفرة الأمطار في الموسم الحالي على المنطقة الاستوائية من تأثيرات الملء الرابع لـ سد النهضة على مصر، وسط ترقب جولة جديدة من المفاوضات، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في ديسمبر المقبل.
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في سبتمبر الماضي، نجاح إتمام الجولة الرابعة من ملء سد النهضة، في إجراء رفضته مصر، وقالت إنه يعتبر “استمرارا للنهج الإثيوبي الأحادي” المخالف للقانون الدولي.
فيما قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي إن “موسم الأمطار الحالي على بحيرة فيكتوريا (السودانية) بالمنطقة الاستوائية أعلى من المتوسط، ومعظم المياه تأتي إلى مصر، ويواصل منسوب البحيرة ارتفاعه تدريجياً حيث وصل إلى 1136.08 متر فوق سطح البحر في 20 نوفمبر الحالي، بنسبة زيادة 16 سنتيمتراً عن العام الماضي عندما سجل المنسوب 1135.92 متر، وما زال آخذاً في الزيادة”.
رغم التخزين الرابع لـ سد النهضة| الخير قادم إلى مصر بشأن المياه.. بشرى سارة موعد الملء الخامس.. آخر تطورات سد النهضة الإثيوبي .. فيديوجراف موعد انتهاء الأعمال الخرسانية.. خبير يكشف تطور جديد في سد النهضة تطور جديد في سد النهضة.. مخاطر التحركات الأحادية على الأمن المائي متبقي أقل من 10 أمتار.. خبير يكشف مفاجأة حول سعة سد النهضة إثيوبيا تفتح بوابة التصريف الثانية | خبير يعلن مفاجأة بشأن سد النهضة السيسي: استعرضت مع سلفا كير مسار مفاوضات سد النهضة للتوصل لاتفاق قانون ملزم سد النهضة.. صور فضائية تكشف خطوة إثيوبية جديدة استعدادا لـ التخزين الخامس خبير: سد النهضة الثامن على العالم.. ومصر لا تحتمل كمية التخزين الكبيرة خبير: غياب الأطراف الدولية يصعب مفاوضات سد النهضة وإثيوبيا تستغل أزمة فلسطينوأضاف الدكتور عباس شراقي، في منشور على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، إن بحيرة فيكتوريا والمنطقة الاستوائية تسهمان بنسبة 15 % من إجمالي إيرادات مياه النيل، بينما 85% من المياه تأتي من إثيوبيا.
موسم الأمطار الأصغر
ويسمى الموسم الحالي (موسم الأمطار الأصغر) ويستمر على المنطقة الاستوائية من أكتوبر حتى ديسمبر، بينما يستمر موسم الأمطار الأكبر من مارس حتى يونيو، ليبدأ بعدها موسم الجفاف حتى سبتمبر.
وجرى البدء في تدشين سد النهضة في عام 2011، وقال وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم خلال مؤتمر “أسبوع القاهرة للمياه”، أوائل شهر نوفمبقر الجاري، إن “موارد مصر المائية تقدر بـ59.6 مليار متر مكعب سنوياً، وتبلغ الاستخدامات الحالية نحو 80 مليار متر مكعب سنوياً، ويعاد استخدام نحو 21 مليار متر مكعب لتعويض الفجوة بين الموارد والاحتياجات”.
وتسعى مصر للتوصل لاتفاق ملزم حول سد النهضة يضمن حقوق كل الأطراف، وسط ترقب جولة مفاوضات جديدة مع الجانب الإثيوبي في أديس أبابا، بمشاركة السودان، تعقد في ديسمبر المقبل، إذ انتهت الجولة السابقة التي عقدت بالقاهرة في أكتوبر الماضي دون التوصل لاتفاق.
وأوضح الدكتور عباس شراقي أن بوابات السدود السودانية فُتحت على مصراعيها؛ ما أسهم في تدفق المياه إلى مصر، متوقعاً أن تستمر الأمطار على المنطقة الاستوائية أعلى من معدلاتها حتى نهاية الشهر المقبل طبقاً لمراكز التنبؤات، مؤكداً أن السدود السودانية لا تشكل مشكلة، ولا تؤثر في حصة مصر؛ لأنها سدود صغيرة، فمثلاً تبلغ سعة تخزين سد الروصيرص 7 مليارات متر مكعب.
وقال الدكتور عباس شراقي أنه من المتوقع الانتهاء من جميع الأعمال الخرسانية لـ سد النهضة قبل موسم الأمطار المقبل.
وأكد خبير المياه أن معظم هذه المياه تأتي حاليًا إلى بحيرة ناصر بعد اقتراب ملء خزانات السدود السودانية، وقد بدأ وصول أول بشائر مياه النيل الأزرق إليها منتصف أكتوبر الماضى.
وسبق أن أوضح الدكتور عباس شراقي أنه “تمت تعلية جانبي سد النهضة إلى منسوب 635-640 م ومتبقي أقل من 10 أمتار للوصول إلى المستوى النهائي 645 م وسعة تخزينية مقدارها 74 مليار م3، وفى حالة ترك ممر أوسط (مفيض مفتوح بدون بوابات) عند منسوب 640 م فإن التخزين النهائى سوف يكون عند نفس المستوى بحد أقصى 64 مليار م3”.
وتابع الدكتور عباس شراقي: أعمال الاستعدادات للتخزين الخامس والأخير بدأت نهاية أكتوبر الماضي بفتح بوابة التصريف الشرقية لتصريف المياه التي تتدفق أعلى الممر الأوسط بعد توقف التوربينين منتصف سبتمبر الماضي، إلا أن المياه ما زالت مستمرة أعلى الممر ما أدى إلى فتح بوابة التصريف الثانية لسرعة تجفيف الممر الأوسط، ويبلغ إجمالى التصريف اليومي حاليا نحو 70 مليون م3، وبالفعل انخفضت كمية المياه أعلى الممر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سد النهضة الملء الرابع الامطار أديس أبابا عباس شراقي الدکتور عباس شراقی موسم الأمطار سد النهضة متر مکعب
إقرأ أيضاً:
توترات بين السودان وإثيوبيا وسط تصعيد جديد.. التفاصيل الكاملة
تصاعدت التوترات بين السودان وإثيوبيا مجددًا على خلفية ملف سد النهضة، حيث استدعت وزارة الخارجية الإثيوبية السفير السوداني، الزين إبراهيم، للاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية السوداني المكلف، علي يوسف.
وأشار الأخير خلال مقابلة مع قناة مصرية إلى أن السودان قد يدعم مصر عسكريًا إذا فشلت المفاوضات، مؤكدًا أن خيار الحرب يظل مطروحًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق دولتي المصب في مياه النيل.
الموقف الإثيوبي: رفض التصعيدفي بيان رسمي، أعربت الخارجية الإثيوبية عن استيائها من تصريحات الوزير السوداني، معتبرة أنها تزيد الأزمة تعقيدًا وتؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية. وأكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، نبيات غيتاشو، على أهمية الحفاظ على العلاقات "الاستراتيجية والمتطورة" بين البلدين، مشددًا على ضرورة تجنب التصريحات الإعلامية التي تؤدي إلى تصعيد الأوضاع.
خلفية الأزمةيمثل سد النهضة مشروعًا استراتيجيًا لإثيوبيا، لكنه يثير قلقًا بالغًا لدى السودان ومصر منذ الإعلان عنه في 2011. ويعود ذلك إلى رفض إثيوبيا التوقيع على اتفاق قانوني ملزم حول إدارة السد وحصص المياه، ما أدى إلى فشل المفاوضات المتكررة التي قادها الاتحاد الأفريقي وجهات دولية.
وفي خطوة أحادية الجانب، أكملت إثيوبيا مؤخرًا الملء الرابع للسد، متجاهلة اعتراضات السودان ومصر، مما زاد من مخاوف البلدين بشأن تأثيرات السد على حصتهما المائية واستقرارهما البيئي والاقتصادي.
تأثيرات إقليمية ودوليةيرى المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد أن تصريحات وزير الخارجية السوداني تسلط الضوء على التعقيدات الإقليمية والدولية المرتبطة بسد النهضة. وأوضح أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث أن المياه تمثل مصدرًا استراتيجيًا لدول حوض النيل، وتحديدًا السودان ومصر.
وأشار أبو زيد إلى أن القوى الدولية، لا سيما الولايات المتحدة، تتابع بقلق تطورات الأزمة، نظرًا لأهمية منطقة القرن الأفريقي لمصالحها الاستراتيجية.
التداعيات المحليةعلى الصعيد الداخلي، أوضح أبو زيد في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن تصريحات الوزير السوداني قد تحظى بتأييد من القوى السياسية التي تدعو إلى موقف صارم لحماية الحقوق المائية للسودان، بينما قد تُواجه بمعارضة من أطراف أخرى. أما في مصر، فمن المتوقع أن تُقابل هذه التصريحات بترحيب، مع التركيز على تعزيز التعاون بين الخرطوم والقاهرة في مواجهة تداعيات السد.
دعوات لتحريك المفاوضاتأكد أبو زيد أن التصريحات قد تدفع باتجاه تفعيل المفاوضات المجمدة حول سد النهضة. ودعا إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية، بما في ذلك دور الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، للتوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم يضمن حقوق السودان ومصر.
مستقبل الأزمةمع استمرار تعنت إثيوبيا، يرى الخبراء أن التصعيد قد يدفع المجتمع الدولي إلى زيادة الضغوط على أديس أبابا لتجنب تفاقم الأزمة. وخلص أبو زيد إلى أن حل أزمة سد النهضة يتطلب تحركًا دبلوماسيًا عاجلًا يضمن حقوق دولتي المصب ويمنع أي أضرار مستقبلية قد تنجم عن تشغيل السد دون اتفاق.