من قوة صاعدة وخطة طموحة إلى انهيار شامل.. ما الذي جرى لكرة القدم في الصين؟
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
نشرت صحيفة "صن" (The Sun) البريطانية تقريرا مطولا عن انهيار شامل لقطاع كرة القدم في الصين، بعد أن شكلت قبل سنوات وجهة للاعبين بارزين كان يدفع لهم رواتب بملايين اليوروهات.
وأضاف تقرير الصحيفة البريطانية أن القيود القاسية التي فرضت بسبب تفشي جائحة "كوفيد-19" والاقتصاد المتعثر والتخطيط المتسارع حول الدوري الصيني الذي استقطب نجوما من أمثال الأرجنتيني كارلوس تيفيز والبرازيليين هالك وأوسكار إلى مقبرة من الملاعب المهجورة والنوادي المنهارة.
وبدأ حلم كرة القدم في الصين بخطة طموحة للرئيس شي جين بينغ الذي كان لديه أحلام كبيرة في أن تصبح بلاده قوة كروية عظمى بحلول عام 2050.
وفي مطلع القرن الـ21، حلمت الصين في اللعب بكأس العالم وأيضا استضافة البطولة واحتلال مركز متقدم في تصنيف "الفيفا" (ضمن أفضل 20 فريقا) وحتى تصبح في النهاية بطلة للعالم.
وخططت بكين أيضًا لبناء 50 ألف مدرسة متخصصة لكرة القدم في 7 سنوات، وإدخال 50 مليون تلميذ فيها لإنشاء جيل يشكل مستقبل كرة القدم في البلاد.
وسار الدوري الصيني الممتاز مع تطلعات الرئيس شي الجريئة، وسرعان ما أصبح أكبر المنفقين على التعاقد مع اللاعبين في نافذة الانتقالات الشتوية 2016-2017.
وجذبت البطولة الأنظار بالأجور الفلكية التي عرضت لاستقدام بعض أفضل لاعبي العالم، في محاولة لتحقيق الهدف المنشود.
View this post on InstagramA post shared by Oscar Emboaba (@oscar_emboaba)
واستثمرت مبلغًا ضخمًا بلغ 376 مليون يورو، من ضمنها 70 مليون يورو لنقل لاعب خط وسط تشيلسي أوسكار بعيدا عن الدوري الإنجليزي الممتاز إلى فريق "شنغهاي".
وقال تشارلز كاردوزو وكيل لاعبين ورئيس نادي أغواس دي سانتا باربارا البرازيلي، للصحيفة إنه "في ذلك الوقت، كان توقيع أوسكار حلم العديد من لاعبي كرة القدم والوكلاء.. اعتقد الجميع أن الصين هي الشيء العظيم التالي الذي يحدث في كرة القدم".
وتابع "كان جنونا مطلقا في سوق الانتقالات. أراد الجميع إرسال لاعبيهم إلى هناك لأن المال الوفير كان متوفرا".
بدوره، انتقل النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز من يوفنتوس إلى فريق "شنغهاي شينهوا" في عام 2016، بعقد وصل راتبه الأسبوعي فيه إلى 767 ألف يورو، أي أكثر من يورو واحد في الثانية.
ولكن هذا الصعود السريع قابله انهيار دراماتيكي وتلاشى التفاؤل في عام 2016 بالسرعة التي بدا بها تقريبًا.
وقال كاردوزو "اعتقد الجميع أنه سيكون منجم ذهب، لكنهم لم يخططوا بشكل جيد ولم يكن لديهم القدرة على إدارة كل شيء".
View this post on InstagramA post shared by Shanghai Port 上海海港 (@shanghaiport)
وبعد أكثر من عقد من الزمان منذ أن أعلن شي عن حلمه، أصبحت البلاد الآن مقبرة للملاعب المهجورة وذكريات لما كان في السابق موطنا لأفضل اللاعبين في العالم من حيث الأجور.
وفشل المنتخب الوطني للرجال في التأهل لمونديال قطر وانخفض ترتيب الفريق في تصنيف الفيفا إلى المرتبة الـ78، وفشل فريق السيدات في اقتحام المراكز العشرة الأولى.
ففريق غوانغزهو إيفرغراند الفريق الأكثر نجاحًا في تاريخ الدوري الصيني الممتاز، تراكمت عليه ديون بقيمة 282 مليار يورو، مما أثار تساؤلات جدية حول مستقبل النادي.
كما ظهرت قصص عن لاعبين لم يتقاضوا أجرا منذ أشهر، حتى أن بعضهم يأخذون ملابسهم معهم إلى منازلهم، لتنظيفها في محاولة لتجنب أي فواتير أخرى.
وأنهيت أيضا عقود كبار لاعبي كرة القدم الأجانب مثل ريناتو أوغوستو وفرناندو مارتينز، وبعضهم قدم شكوى إلى "الفيفا" بشأن المدفوعات التي لم تصل أبدا.
ويعزو كاردوزو أسباب هذا الانهيار إلى أن "الصين نمت من دون بنية تحتية كبيرة وتنظيم مالي مناسب.. اعتقد الصينيون أن سوق كرة القدم بأكمله في البلاد سوف يسود بسبب الوضع المالي للصين ومن خلال وجود اقتصاد قوي على مستوى العالم".
View this post on InstagramA post shared by Shanghai Port 上海海港 (@shanghaiport)
وتابع "هذا ليس كل ما يضمن النجاح في كرة القدم. هناك حاجة أيضا إلى إدارة وتخطيط مناسبين.. بدأت كرة القدم في الصين تتلقى الكثير من الاستثمارات، لكن بعد موسم واحد فقط توقفت بسبب غياب الرؤية".
وختم أن "فكرة شي جين بينغ لم تكن سيئة، لكن المشكلة كانت تكمن في الأشخاص الذين نصحوه. بسبب التخطيط السيئ والافتقار إلى الرؤية والأزمة المالية والوباء، تبخرت كرة القدم عمليا من الصين".
في غضون ذلك، استبعد كاردوزو أن تكرر المملكة العربية السعودية -التي أصبحت وجهة لأبرز اللاعبين في العالم حاليا- الأخطاء التي ارتكبتها الصين.
وأضاف أن "السعودية وجهة واعدة للنجوم، والسوق بدأت بالفعل في التحسن قبل التعاقد مع كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد في ديسمبر/كانون الأول الماضي".
وكشف كاردوزو أنهم "سيقومون بعمل جيد بالتأكيد، ليس فقط لأنهم تمكنوا من إقامة علاقة رائعة مع كرة القدم، بل لأنهم أيضا يعرفون أين وكيف يستثمرون الأموال فيها".
وتابع "انظر فقط إلى باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، على سبيل المثال. على عكس الصين، لديهم إستراتيجية بالإضافة إلى القوة المالية.. أعتقد حقا أن الشرق الأوسط بالفعل الشيء الكبير في الوقت الحالي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
افتتاح منافسات النسخة 12 من كأس منصور بن زايد لكرة القدم
شهد “ملعب فندق قصر الإمارات” بأبوظبي أمس الافتتاح الرسمي للنسخة الـ12 من بطولة “كأس منصور بن زايد لكرة القدم 2025” بحضور معالي راشد سعيد العامري، مستشار مكتب رئيس الدولة للشؤون الإستراتيجية، رئيس اللجنة الرياضية.
كما حضر الافتتاح معالي سلطان ضاحي الحميري، مستشار مكتب رئيس الدولة للشؤون الإستراتيجية، مدير مكتب رئيس ديوان الرئاسة التنفيذي، وسعادة عبدالله ناصر الجنيبي، رئيس رابطة المحترفين الإماراتية، وسعادة محمد عبدالله هزام الظاهري، الأمين العام لاتحاد الإمارات لكرة القدم، وعدد من المسؤولين في ديوان الرئاسة، وممثلو الشركات الراعية، ومختلف وسائل الإعلام، والقطاع الرياضي في الدولة.
وثمّن معالي راشد العامري حرص الجهات المختلفة على المشاركة في هذه البطولة التي تحمل اسم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة ، مشيدًا بما يلقاه القطاع الرياضي والشباب في الدولة من دعم كريم ورعاية شاملة من سموه.
وتوجّه بالتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، داعيًا بالتوفيق والسداد للقيادة الرشيدة التي خصّصت عام 2025 عامًا للمجتمع، وأشاد بالنجاحات المتواصلة التي حققتها البطولة في نُسخِها السابقة، مؤكدًا أهمية الفعالية في تعزيز الثقافة الرياضية بمجتمع ديوان الرئاسة والجهات المشارِكة، وتنمية المواهب وتشجيعها، وتقوية الروابط الاجتماعية وضمان استدامتها بين الموظفين في الديوان.
وشهد معالي راشد العامري ومعالي سلطان الحميري المباراة الاستعراضية التي أُقيمت خلال الافتتاح، كما شهدا المباراة التي أقيمت بين “مكتب الأمين العام” و”مكتب الشؤون الخاصة”، والمباراة التي جرت بين “مكتب البعثات الدراسية” و”مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء”.
وشارك في المباراة الاستعراضية نجوم منتخب الإمارات أبطال “خليجي 18” بقيادة إسماعيل مطر، ضدّ أبطال “خليجي 21” بقيادة عمر عبدالرحمن، وانتهت المباراة بالتعادل بهدفيْن لكلّ منهما.
وكان زملاء إسماعيل مطر قد تقدّموا بهدفيْن في الشوط الأول عن طريق هلال سعيد وحيدر ألو علي، في حين تمكّن أبطال “خليجي 21” من إدراك التعادل في الشوط الثاني عبر إسماعيل الحمادي وخميس إسماعيل.
وعقب المباراة التقط نجوم كرة القدم الإماراتية الصور التذكارية مع الجماهير، وتواجد اللاعبون في منطقة “فان زون” التي تُنظّم بالتعاون مع “رابطة المحترفين الإماراتية”.
ويشارك 16 فريقا في البطولة التي تستمر حتى 20 مارس الجاري، وتقام بنظام المجموعات “دوري من دور واحد”، وتم خلالها تقسيم الفرق المشاركة إلى 4 مجموعات، يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى ربع النهائي.
ويدير مباريات البطولة، حكام دوليون من اتحاد الإمارات لكرة القدم، فيما تشهد المنافسات مشاركة لاعبين محترفين من مختلف أنحاء العالم، علما بأن كل فريق يملك في قائمته 13 لاعبا فوق الـ 18 عاما، من ضمنهم 3 لاعبين مواطنين بحد أدنى بحسب لوائح اللجنة المنظمة.