فيصل الهاجري مدير الجناح القطري بـ «إكسبو» لـ «العرب»: مسابقات وعروض شعبية أسبوعية للجماهير
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
يتواصل الاقبال على الجناح القطري في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، الذين يتوافدون للتعرف على أحدث وأبرز الابتكارات القطرية الحديثة في مجالات الزراعة وحماية البيئة، وأبدى الزوار انبهارهم بتصميم الجناح المستوحى من رأس بروق، حيث يجمع الجناح بين التراث القطري والتصميم العصري. وقال السيد فيصل الهاجري مدير الجناح القطري في تصريحات لـ «العرب»: إن الجناح اطلق فعاليات في عطلة نهاية الأسبوع تتضمن عروضا شعبية مثل العرضة القطرية والألعاب الشعبية ومسابقات لجميع الاعمار، وأضاف: أن الاقبال على الجناح فاق كل التوقعات لا سيما مع اعتدال المناخ وفي عطلة نهاية الأسبوع، موضحاً ان الاقبال الجماهيري متنوع من المواطنين والمقيمين ودول مجلس التعاون والزوار الذين جاءوا للبلاد من اجل معرض إكسبو، وأشار إلى أن اقسام الجناح لاقت استحسان الزوار لاسيما غرفة العرض ثلاثي الابعاد وغرفة الزراعة.
وفي سياق متصل قال الهاجري: إن الجناح صمم بطريقة تحاكي التلال في رأس بروق في زكريت، ويجمع في تصميمه الخارجي والداخلي بين التراث القطري والتصميم العصري، وأضاف يتألف الجناح من 5 مناطق تستعرض محاور المعرض مثل الزراعة الحديثة والاستدامة والتكنولوجيا والابتكار والتوعية، بالإضافة إلى أحدث وأبرز الابتكارات القطرية الحديثة في مجالات الزراعة وحماية البيئة. وأضاف: يبدأ الزائر رحلته في جناح قطر في المنطقة الأولى بمحور التوعية البيئية، الذي يمثل البذرة الصغيرة التي تنبت في ظل أزمات عالمية، أهمها التصحر والتغير المناخي، وتغير منسوب المياه وحدوث الفيضانات، التي يكتشف الزوار من خلالها مدى خطورة هذه التحديات على العالم. وأردف: حيث يتم عرض 3 مقاطع فيديو؛ الأول يوضح التحديات التي يفرضها التغيّر المناخي وتأثيرها على العالم ككل، بينما يظهر الثاني كيفية تأثير التغير المناخي على دولة قطر وتربتها، أما المقطع الثالث فيتحدث عن كيفية قيام دولة قطر بحل الإشكاليات المتعلقة بالتغير المناخي عن طريق التكنولوجيا والابتكارات الحديثة. وأوضح الهاجري أنه بعد الانتهاء من القسم الأول ينتقل الزوار خلال الرحلة المترابطة إلى المنطقة الثانية وهي ركيزة الاستدامة، حيث تنمو البذرة من خلال التنوع البيولوجي الموضح في العرض، وعن طريق مجموعة أخرى من الفيديوهات عن مناطق الاستدامة في قطر مثل مشيرب والخليج الغربي وجزيرة بن غنام وزكريت، حيث تضم هذه المنطقة غرفة ثلاثية الأبعاد تعرض إمكانات هذه المناطق، وأيضا تعرض مقاطع فيديو عن قطر سابقا، وأخرى تعرض صورا افتراضية عن قطر في المستقبل بعد تنفيذ عدد من المشاريع التي تعزز الاستدامة. وقال إن المنطقة الثالثة تستعرض حلول مشاكل التصحر والتحول إلى مستقبل أخضر، فتظهر نقطة التحول نحو قطر الخضراء من خلال وضع مقاطع فيديو عن الأمن الغذائي والتحديات التي واجهت قطر وكيفية حلها، ودور الباحثين في التغلب عليها، وتحويل قطر إلى مدينة خضراء، وأيضا يتم عرض فيديوهات توضح دور وزارة البلدية، وما واجهته من تحديات فرضها التصحر، وكيفية التغلب عليها بطرق مبتكرة. واستعرض الهاجري أيضا المنطقة الرابعة في الجناح والتي تحمل عنوان الزراعة الحديثة قائلاً: يضم القسم مجموعة من طرق الزراعة الحديثة، حيث تزدهر البذرة مع التقائها بأساليب الزراعة الحديثة، ويتم خلال هذه المنطقة عرض طرق الزراعة الذكية في إنتاج نباتات وأشجار، ثم تنتهي رحلة الزوار في المنطقة الخامسة الخاصة بالتكنولوجيا والابتكار، وفيها يتعرف الزوار على جميع التقنيات الصديقة للبيئة والابتكارات الجديدة التي تستخدمها قطر، ومنها وسائل التكنولوجيا والابتكارات، وأنواع الطاقات النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى الحديقة القطرية التي تحوي جميع أنواع النباتات والأشجار التي تزرع في دولة قطر.
وفي ختام حديثه لفت الهاجري إلى أن الجناح يستخدم نظم الري عن طريق طائرات الدرون، حيث سيتم ري نماذج الحدائق المنزلية القديمة، والتي كانت تتزين بها المنازل القطرية في السابق، وتضم مجموعة من النباتات مثل المشموم وأشجار من البيئة القطرية. جدير بالذكر أن رأس بروق المستوحى منها تصميم الجناح القطري هي شبه جزيرة تقع على الساحل الغربي لدولة قطر، تأوي بقايا استقرار بشري يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، كما تعتبر هذه المنطقة مكان سكن دائما، وكانت تسكنها في السابق قبائل شبه بدوية، وقد اكتشفت بها حتى الآن مواقع أثرية عديدة من عصور ما قبل التاريخ، كانت تحتضن أمثلة لأدوات مصنوعة من الحجر استخدمت في الصيد، وتمكن البيئة البدائية لشبه الجزيرة الباحثين للتعرف على هذه الحقبة من تاريخ دولة قطر.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر معرض إكسبو 2023 الجناح القطري العرضة القطرية الزراعة الحدیثة الجناح القطری دولة قطر
إقرأ أيضاً:
بين دفتين كتاب حكايات شعبية كورية.. نافذة على التراث والثقافة الكورية
تُعد الحكايات الشعبية جزءًا لا يتجزأ من تراث أي أمة، إذ تعكس قيمها ومعتقداتها وطريقة تفكير شعبها عبر العصور. ومن بين الثقافات الغنية بالقصص والأساطير، تبرز الحكايات الكورية التي تحكي قصصًا عن الحكمة، الخير، الشر، والصراع بين الإنسان والطبيعة. في هذا السياق، يأتي كتاب "حكايات شعبية كورية"، الذي يقدّم مجموعة من القصص الكورية التقليدية مترجمة إلى العربية، ليكون جسرًا ثقافيًا ممتعًا بين الثقافة الكورية والقارئ العربي.
صدر هذا الكتاب عن منشورات ذات السلاسل، وهي دار نشر كويتية معروفة بإصداراتها المتميزة في مختلف المجالات الأدبية والثقافية. وقامت بترجمته إلى العربية فضة عبد العزيز المعيل، حيث عملت على نقل هذه القصص بأسلوب سلس يراعي روح النص الأصلي، مما يتيح للقارئ العربي فرصة الاستمتاع بالحكايات الكورية بطابعها الأصيل.
يضم الكتاب مجموعة من القصص الشعبية القصيرة التي تعكس روح الثقافة الكورية وتقاليدها العريقة. بعض هذه الحكايات تدور حول العلاقات الاجتماعية، بينما تركز أخرى على العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وبعضها يحمل طابعًا أسطوريًا يرتبط بالمعتقدات القديمة في كوريا. تتنوع الشخصيات في هذه القصص بين البشر والحيوانات والكائنات الخارقة للطبيعة، مما يجعلها ممتعة وغنية بالخيال. الحكايات الشعبية ليست مجرد قصص تروى للتسلية، بل تحمل في طياتها رسائل تربوية وأخلاقية تهدف إلى غرس القيم في نفوس الأجيال الجديدة. من خلال هذه الحكايات، يتعرف القارئ على المبادئ الأساسية التي يؤمن بها المجتمع الكوري، مثل احترام الكبار، أهمية العائلة، الإخلاص، والعمل الجاد. كما أن بعض الحكايات تقدم نقدًا اجتماعيًا ذكيًا يعكس التحولات التي مرت بها المجتمعات الكورية عبر التاريخ.
إن أردنا المقارنة بين الحكايات الشعبية الكورية والعمانية فتمثل الحكايات الشعبية الكورية والعمانية تراثًا غنيًا يعكس تقاليد ومعتقدات كل مجتمع. ومع ذلك، هناك بعض الفروقات والسمات المشتركة بينهما، حيث اذا تحدثنا عن الطابع الأخلاقي والتعليمي فالحكايات الكورية غالبًا ما تركز على أهمية الذكاء، الصبر، والعمل الجاد، بينما تتناول الحكايات العمانية دروسًا حول الشجاعة، الأمانة، والإيثار، مع ارتباط قوي بالموروث الديني والتقاليد العمانية. و عند وصف البيئة والسياق، تعكس الحكايات الكورية بيئة الغابات والجبال والعلاقات بين الإنسان والطبيعة، بينما تميل الحكايات العمانية إلى تصوير حياة البحر والصحراء، مما يعكس طبيعة الجغرافيا العمانية. أما بالنسبة للعناصر الأسطورية في الحكايات الكورية، فتلعب الكائنات الخارقة للطبيعة مثل الثعالب ذات الذيل التسعة (Gumiho) والتنانين أدوارًا بارزة، بينما في الحكايات العمانية، يظهر الجن، السحر، والحيوانات المتكلمة بشكل متكرر. واخيراً تشترك الحكايات في تقديم رسائل أخلاقية وتعليمية، لكن الحكايات العمانية غالبًا ما تعكس المجتمع القبلي وقيم الكرم والشجاعة، في حين تسلط الحكايات الكورية الضوء على احترام التقاليد والعلاقات الاجتماعية.
يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة إلى المكتبة العربية، إذ يفتح نافذة جديدة على الأدب الشعبي الآسيوي، الذي لا يحظى بالكثير من التغطية في العالم العربي مقارنة بالأدب الأوروبي أو الأمريكي. من خلال هذه الحكايات، يستطيع القارئ العربي فهم الجوانب الثقافية والفكرية للمجتمع الكوري، مما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.
إضافةً إلى ذلك، فإن ترجمة هذا الكتاب إلى العربية تسهم في نشر الثقافة الكورية وتعريف العرب بها بعيدًا عن الصورة النمطية التي قد تقدمها وسائل الإعلام. فالقصص الشعبية تعكس الحياة اليومية والمعتقدات الحقيقية للمجتمع الكوري، مما يجعلها مصدرًا قيمًا لفهم هذه الثقافة بعمق. إذا كنت من محبي القصص الشعبية والأساطير، فإن هذا الكتاب سيأخذك في رحلة ممتعة عبر الزمن، حيث ستتعرف على شخصيات مثيرة وأحداث مشوقة تحمل معاني عميقة. كما أن أسلوب الترجمة البسيط والممتع يجعله مناسبًا للقراء من مختلف الأعمار، سواء كانوا باحثين عن المتعة الأدبية أو الراغبين في التعرف على الثقافة الكورية بطريقة غير تقليدية.
يمثل كتاب "حكايات شعبية كورية" إضافةً نوعيةً إلى مجال الترجمة الأدبية، حيث يتيح للقارئ العربي فرصة لاستكشاف عالم جديد من القصص والأساطير التي تعكس جوهر الثقافة الكورية. إنه ليس مجرد كتاب للقراءة، بل هو جسر يربط بين حضارتين، ويدعو القارئ إلى الغوص في عالم الخيال الشعبي الكوري الغني بالدروس والعبر. لذا، إذا كنت تبحث عن قراءة ممتعة تحمل في طياتها قيمًا إنسانية وثقافية، فإن هذا الكتاب هو الخيار الأمثل لك.