فريق عمل مخصص للإشراف على التوصيات والسياسات

القمة تقدم برنامجا مركّزا يشجع الحوار حول الذكاء الاصطناعي

6 محاور متميزة في النسخة 11 من القمة.. وجهودنا تمتد على مدار العام

استكشاف الأسئلة الملحة حول دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم

كشفت شهد مازن دولة، مسؤولة المنظومات الحاضنة للتعليم في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) أن عن تشكيل فريق عمل بالنسخة الحادية عشرة من المؤتمر الذي ينطلق اليوم، للإشراف على توصيات السياسات التي تطرح في القمة هذا العام، وأكدت أن الجلسات الواسعة والمتنوعة والحلقات النقاشية المزمع عقدها خلال القمة ستكون  نقطة انطلاق للتقارير المنشورة التي يُكشف عنها بحلول فبراير 2024.

 
وقالت شهد دولة في حوار مع «العرب»  إن النسخة الحادية عشرة من «وايز» تتضمن برنامجا ثريا يسمح بتحديد المجالات التي تتطلب المزيد من العمل المشترك وتبني السياسات النافعة، لافتة إلى أن القمة تجمع بعضًا من أبرز الشخصيات المتميزة في العالم في مجال التعليم، يناقشون برنامجا متعمقا ومركّزا يشجع الحوار والنقاش حول الذكاء الاصطناعي، حيث تتناول النسخة الحادية عشرة من مؤتمر وايز ستة محاور متميزة.
 وإلى نص الحوار:

= ما هي أهم التطورات في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)؟
تسعى نسخة العام الحالي، وهي النسخة الحادية عشرة من قمة وايز، إلى تقديم برنامج متعمق ومركّز يشجع الحوار والنقاش حول الذكاء الاصطناعي، الذي يعد أحد أهم الموضوعات الملحة التي تؤثر على المجتمعات على مستوى العالم. وقد ركزت المناقشات التي شهدناها حتى الآن على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، ولكن لا يوجد شيء جوهري فيما يتعلق برسم طريق المستقبل. ومن خلال النسخة الحادية عشرة من قمة وايز، نهدف إلى التعامل مع هذه النقطة. 
وقد صُمم مؤتمر القمة لتقديم برنامج واسع وثري ومؤثر من شأنه أن يوفر الزخم للمعلمين والمبتكرين وصانعي السياسات والأطراف المعنية الرئيسية لإقامة شراكات بهدف التعاون في إجراء البحوث، وتحديد مجالات جديدة للابتكار، والتعرف على الطرق التي يمكننا من خلالها تسخير القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في وضع الحلول اللازمة لتشكيل مستقبل التعليم.

محاور المؤتمر
= ما هي المحاور الرئيسية التي ستُطرح هذا العام؟
سوف تستكشف القمة محور «طلاقة الإبداع: الازدهار البشري في عصر الذكاء الاصطناعي» لفهم الدور الذي يمكن أن تؤديه الأدوات والأنظمة والإستراتيجيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات البشرية في عالم التعليم.
وفي إطار هذا المحور الرئيسي، ستتناول النسخة الحادية عشرة من مؤتمر وايز ستة محاور متميزة يستكشف كل منها بعض الأسئلة الملحة حول دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم. وتشتمل هذه المحاور على:
1. فصول المستقبل - هل سيتطلب الذكاء الاصطناعي إعادة التفكير بشكل جذري في طرق التدريس والتعلم؟ 
2. الذكاء الاصطناعي والسيادة الرقمية - كيف يمكن لأنظمة التعليم الحفاظ على استقلاليتها في مواجهة القوى العظمى الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
3. بناء الذكاء الاصطناعي الأخلاقي - كيف يمكننا التأكد من أن أدوات الذكاء الاصطناعي تعكس القيم والثقافة المجتمعية الأساسية؟
4. إعادة التفكير في التعليم العالي والوظائف في عالم يحركه الذكاء الاصطناعي - كيف نزود خريجينا بمهارات المرونة المطلوبة في المستقبل؟
5. التوسع لضمان المساواة وتيسير سبل الوصول - هل الذكاء الاصطناعي هو الحل للتحدي الدائم المتمثل في توفير التعليم الجيد للجميع؟ 
6. تحول الأنظمة - كيف يمكن إصلاح التعليم لتوفير بيئات تعليمية أكثر إنصافًا وشمولاً وفعاليةً؟

1000 مشارك
= كم عدد الحضور الذين حضروا مؤتمر وايز الأخير؟، وكم عدد الحضور من دولة قطر؟
مؤتمر «وايز» منصة دولية متعددة القطاعات للتفكير الإبداعي والنقاش والعمل الهادف في مجال التعليم. وفي إطار جهودنا التي تمتد على مدار العام، فإننا نجمع بنشاط الأطراف المعنية الرئيسية في مجال التعليم من خلال فعاليات مركزة، مثل المؤتمرات والمنتديات، لدفع الحوارات قدمًا وتوفير الحافز اللازم لتعزيز التعاون في مكافحة المشاكل التي تؤثر على التعليم على مستوى العالم. وقد تناولت آخر فعالية عقدناها في شهر مايو من العام الجاري، وهي فعالية وايز بمدينة ميدلين في كولومبيا، سبل استفادة المؤسسات التعليمية من البرامج والموارد والمساحات الإضافية في محيطها لتوسيع فرص التعلم. واستقطبت هذه الفعالية حوالي 1000 مشارك.
وفي وقت سابق من العام الحالي، استضفنا أيضًا فعالية أيام الدوحة للتعلم، وهو مهرجان مجتمعي يقدم للعائلات والشباب وعامة الناس في قطر فرصة للانهماك في التعلم التجريبي غير الرسمي. وقد استقطب هذا الحدث الذي استمر لمدة ثلاثة أيام أكثر من 3500 فرد من الجمهور، بما في ذلك المتعلمين والمعلمين.
وشهدت قمتنا الأخيرة، «وايز 2021»، على الرغم من نسقها المختلط، مشاركة أكثر من 2000 شخص من الأطراف المعنية والمبتكرين في مجال التعليم، وهو ما ساهم في نجاح هذه القمة بشكلٍ منقطع النظير.
فريق عمل مخصص
= ما هي النتائج المحتملة لتوصيات قمة «وايز» على العملية التعليمية؟
بصفتها منصة مخصصة للتفكير الإبداعي القائم على الأدلة والنقاش والعمل الهادف في مجال التعليم، تركز قمة «وايز» بشكل مكثف على البناء على تراثها لإتاحة إمكانية تحقيق نتائج طويلة المدى تعزز القطاع التعليمي في جميع أنحاء العالم.
وفي إطار هذه المهمة، شكل «وايز» فريق عمل مخصص للإشراف على توصيات السياسات التي طُرحت في القمة هذا العام. وستوجه الجلسات الواسعة والمتنوعة المزمع عقدها خلال النسخة الحادية عشرة من قمة وايز الحلقات النقاشية المتعلقة بالسياسات. وستكون هذه نقطة انطلاق للتقارير المنشورة التي - نأمل - في الكشف عنها بحلول فبراير 2024. وسوف نحرص على مواءمة جهودنا في إطار دورة مدتها سنتان ستستمر خلالها مخرجات البحوث في توجيه عملية تطوير السياسات في مجال التعليم، باستخدام بيانات البحوث والنتائج المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي. ونتوقع أن تسمح لنا توصيات السياسات التي تنبثق عن هذه القمة بتقدير وتبني الإستراتيجيات التي تركز على الذكاء الاصطناعي في بيئات التعلم والاستفادة من هذه الحلول المتقدمة للتغلب على التحديات المستمرة بما في ذلك نتائج التعلم الضعيفة ونقص المعرفة الحاسوبية، من بين أمور أخرى.

تقليل القيود غير الضرورية
= كيف ترين مستقبل التعليم في ظل تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؟
يؤثر الذكاء الاصطناعي بسرعة على جميع الجوانب في حياة الإنسان ولا يمثل التعليم استثناءً من هذه القاعدة. ويميل الطلاب والمعلمون في جميع أنحاء العالم نحو الأدوات التي تركز على الذكاء الاصطناعي لتقليل بعض القيود غير الضرورية والمتكررة في عملية التعليم والتعلم.
ونحن ننظر إلى هذا المجال بنظرة متفائلة، حيث ندرك الآثار الأخلاقية المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، ولكننا نعتقد أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود الجماعية لمعالجة مخاطره المحتملة. ومن خلال جلسات القمة المتنوعة والتفاعلية، نسعى إلى تعزيز الاستخدام المسؤول والفعال والآمن للذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية لتحسين نتائج التعلم. وتتمتع التطبيقات التي تركز على الذكاء الاصطناعي والمنتشرة داخل بيئات التعلم بالقدرة على التخفيف من المشكلات الحالية المتعلقة بتيسير سبل الوصول ونقص المعلمين وضعف نتائج التعلم، من بين أمور أخرى. ومن المهم أيضًا أن نتذكر الأهمية الحاسمة للذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالتفكير الحسابي والدقة والسرعة، فضلاً عن التعلم الشخصي، الذي يعزز بلا شك عملية التعلم للطلاب مع تمكين المعلمين في الوقت نفسه. 

 «كورونا» و1.6 مليار متعلم
= ما هي التأثيرات البارزة لجائحة كوفيد-19 على التعليم، محليًا وعالميًا؟
أثرت الجائحة على ما يقرب من 1.6 مليار متعلم في أكثر من 190 دولة. وقد ذكرت تقارير صحفية أن الجائحة مثلت أكبر مصدر إرباك للتعليم على مستوى العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وبطبيعة الحال، سلطت عمليات إغلاق المدارس على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم الضوء على الحاجة إلى تحديد واستخدام أساليب مبتكرة لمواصلة عملية التعلم بشكل عاجل. وكما رأينا، على المستوى المحلي، بذلت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية جهودًا جديرةً بالثناء لتنفيذ نماذج التعلم عن بعد، وتقديم الدروس الإلكترونية للأطفال لإبقائهم على اتصال مع معلميهم، وقدمت لاحقًا نهج التعلم المدمج الذي يدعم احتياجات التعلم للطلاب عبر مزيج من الفصول الحضورية والإلكترونية. 
ونظر هذا النهج بعين الاعتبار إلى عوامل محددة مثل إمكانية وصول الطلاب إلى الفصول الإلكترونية والتفاعل والرفاهة، وقد حقق هذا النهج نجاحًا ملحوظًا بناءً على فهمنا. فقد رأينا المتعلمين الصغار يجتمعون مجددًا مع أقرانهم في الفصل الدراسي لمواصلة رحلة التعلم بدافع ومنظور جديدين حول أهمية المجتمع.

= ماذا عن الخطط المستقبلية لمؤتمر وايز؟
تهدف النسخة الحادية عشرة من مؤتمر وايز إلى وضع خارطة طريق لمجتمع التعليم للعمل بشكل استباقي نحو مستقبل يحقق فيه استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئات التعلم أكبر قدر من الفوائد للمتعلمين والمعلمين. ومع هذا التركيز الأساسي، نعتقد أن البرنامج الثري لمؤتمر قمة وايز سيسمح لنا بتحديد المجالات التي تتطلب المزيد من العمل المشترك وتبني السياسات النافعة. 
وسوف تجمع القمة بعضًا من أبرز الشخصيات المتميزة في العالم في مجال التعليم لإجراء تقييم شامل للعوامل المعقدة والحلول المحتملة لتعزيز تجارب التعلم وجودة التعليم في المنظومات التعليمية من خلال القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي.
ونحن نعتقد أن النسخة المقبلة من مؤتمر وايز ستعزز التعاون المحلي والدولي حول العمل السياسي المركز والأبحاث المتعمقة في هذا المجال. ستشكل بعض هذه الشخصيات المشهورة في مجال التعليم أيضًا مجموعات عمل السياسات التي سلطت الضوء عليها سابقًا لتعزيز مهمتنا في الاستخدام المسؤول والآمن للذكاء الاصطناعي في التعليم.
واقع تعليمي جديد
= هل تتوقعين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق واقعًا جديدًا للتعليم؟
أثبتت التجربة التي خضناها إبان فترة انتشار جائحة كوفيد-19 القيمة الهائلة للتكنولوجيا الرقمية في إتاحة إمكانية استمرار العملية التعليمية. وفي ذلك الوقت، كان هناك الكثير من التوقعات حول كيف سيجبرنا الوباء على إعادة تصور طريقة طرح المناهج التعليمية مع الاعتماد المتزايد على أدوات التعلم الرقمية. ومع ذلك، مما نراه الآن، هناك عودة واضحة لظهور المناهج التعليمية التقليدية من حيث الفصول الدراسية، والحضور الفعلي، وما إلى ذلك. وبالمقارنة، في حالة الذكاء الاصطناعي، نشعر أن الاتجاه يؤثر بسرعة على المشهد التعليمي العالمي مع إدراك المزيد من الأشخاص للقيمة التي تضيفها هذه التكنولوجيا المتقدمة إلى العملية التعليمية وأنظمتها، عبر معالجة المخاوف المتعلقة بالقيود الزمنية والكفاءة والدقة والسرعة في التعلم. ورغم أن هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي يقدم حلاً واحدًا مناسبًا للتعامل مع جميع التحديات الحالية في التعليم، إلا أنه يشير بالتأكيد إلى تأثير طويل المدى على الطريقة التي تواصل من خلالها الأطراف المعنية في قطاع التعليم العمل داخل المنظومة التعليمية. وهذا هو الهدف الأساسي لنسخة العام الحالي من قمة وايز، حيث نسعى لفهم الثغرات وتحديد الفرص التي يمكن من خلالها للحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تطلق العنان لتحقيق نتائج واعدة للمتعلمين والمعلمين.
وتجسد النسخة الحادية عشرة من وايز رؤيةً للمستقبل تشمل تعزيز فهم أعمق لإمكانات الذكاء الاصطناعي وتحدياته؛ وتزويد المشاركين بالمعرفة اللازمة للتبحر في مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ وتسهيل الشراكات للتوصل إلى حلول قابلة للتنفيذ؛ ودعم قضية توفير التعليم الشامل والمنصف.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الذکاء الاصطناعی فی التعلیم على الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی فی فی مجال التعلیم السیاسات التی عملیة التعلیم التعلیم ا المزید من فریق عمل فی إطار من خلال

إقرأ أيضاً:

الصواريخ الدقيقة.. تأثير الذكاء الاصطناعي والتحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية

يمانيون – متابعات
الصواريخ الدقيقة أو الصواريخ الموجهة بدقة تمثل قمة التكنولوجيا في مجال الأسلحة نظراً إلى قدرتها العالية على إصابة الأهداف بدقة متناهية. هذه الدقة لا تأتي من فراغ، بل هي نتيجة استخدام نظم ملاحة متطورة تسمح بتعديل مسار الصاروخ بشكل ديناميكي خلال الطيران. إليكم نظرة مفصلة إلى أبرز هذه النظم:

1- نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)
يعد نظام GPS من أكثر الأنظمة استخداماً في الصواريخ الدقيقة نظراً إلى قدرته على تحديد المواقع بدقة في أي مكان على سطح الأرض.

الصواريخ المزودة بنظام GPS تستقبل إشارات من الأقمار الصناعية التي تساعد في تحديد موقعها بدقة وتعديل مسارها بناءً على المعلومات المستمرة عن موقع الهدف والمعطيات الجغرافية.

2- الأنظمة القائمة على الليزر
تستخدم الصواريخ الموجهة بالليزر جهاز استشعار يتبع الإشارة المنعكسة من الهدف المضاء بشعاع ليزر. هذا النوع من الأنظمة يتميز بقدرته على تحقيق دقة عالية جداً في الإصابة، ويمكن للمشغل أن يوجه الليزر نحو الهدف بدقة. ويحافظ الصاروخ على مساره نحو الهدف بتتبع هذا الشعاع.

3- الأنظمة القائمة على الأشعة تحت الحمراء
تعمل هذه الأنظمة عن طريق الكشف عن الحرارة المنبعثة من الهدف. الصواريخ المزودة بأنظمة الأشعة تحت الحمراء تتبع الهدف بناءً على توقيعه الحراري، ما يسمح لها بإصابة الأهداف التي تنبعث منها حرارة مرتفعة، مثل المركبات المحركة أو الأجهزة التي تعمل بنشاط في وقت الإطلاق.

تمكّن هذه الأنظمة المتقدمة الصواريخ من تعديل مسارها بكفاءة خلال الطيران، ما يزيد إمكاناتها في التعامل مع الأهداف المتحركة أو المحمية بشكل جيد، ويوفر ميزة تكتيكية هائلة في ساحة المعركة.

دور الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي (AI) يحول دوره من مجرد أداة تقنية إلى عامل رئيسي في تعزيز كفاءة الأسلحة الدقيقة مثل الصواريخ الموجهة. يساهم الذكاء الاصطناعي في هذه العمليات بعدة طرق مهمة:

1- تحليل بيانات متقدم
يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعات لا يمكن للبشر مجاراتها. يشمل ذلك البيانات المتعلقة بالأرصاد الجوية، والطوبوغرافيا، والتحركات الميدانية، ما يساعد في التنبؤ بأفضل مسار للصاروخ وتحديد الوقت المثالي لإطلاقه.

2- التعرف إلى التغيرات البيئية والتكتيكية
أحد أهم الجوانب التي يعززها الذكاء الاصطناعي هو قدرته على تفسير التغيرات الفورية في البيئة المحيطة أو الأهداف المتحركة. يمكن للنظم الذكية التعرف إلى الأهداف المتحركة وحساب تحركاتها المستقبلية، ما يمكّن الصاروخ من تعديل مساره في الوقت الحقيقي لضمان الإصابة.

3- تحسين التوجيه الذاتي
تستخدم الصواريخ المتطورة الذكاء الاصطناعي لتحسين قدراتها على التوجيه الذاتي. يسمح ذلك بتقليل الاعتماد على الإشارات الخارجية مثل الـ GPS الذي قد يتعرض للتشويش. بدلاً من ذلك، يمكن للصاروخ استخدام البيانات المجمعة من مستشعراته الخاصة لتعديل مساره بناءً على التحديات الفعلية التي يواجهها خلال الطيران.

4- التعامل مع التدابير المضادة
يزيد الذكاء الاصطناعي قدرة الصواريخ على التعامل مع التدابير المضادة المختلفة، مثل الإعاقات الإلكترونية أو الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ. يمكن للنظم الذكية تحليل الإشارات الواردة واتخاذ قرارات فورية لتجنب التشويش أو التحايل على أنظمة الدفاع.

في النهاية، يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تحقيق مستويات عالية من الدقة والفعالية في صواريخ العصر الحديث، ما يجعله عنصراً لا غنى عنه في التكتيكات العسكرية المعاصرة.

معدل الخطأ
على الرغم من التقدم التكنولوجي الهائل في تطوير الصواريخ الدقيقة، لا تزال هناك عدة تحديات تؤثر في دقة إصابة هذه الأسلحة، ما يؤدي إلى وجود معدل خطأ معين. هذه العوامل تشمل:

1- الظروف الجوية
الأحوال الجوية مثل الرياح الشديدة والأمطار والضباب أو العواصف الرملية يمكن أن تؤثر بشكل كبير في مسار الصواريخ ودقتها. حتى مع الأنظمة المتقدمة مثل توجيه GPS أو الأشعة تحت الحمراء، قد تتأثر قدرة الصاروخ على تحديد الموقع الدقيق للهدف أو الحفاظ على مساره بسبب العوامل الجوية السلبية.

2- الإجراءات الإلكترونية المضادة
الجيوش الحديثة تستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات للتشويش على الإشارات الإلكترونية التي تعتمد عليها الصواريخ الدقيقة. هذه تشمل الحرب الإلكترونية مثل إرسال إشارات مضللة أو قوية لتعطيل أنظمة التوجيه بالصاروخ، ما يزيد احتمال الخطأ في الإصابة.

3- جودة التكنولوجيا المستخدمة
الفروق في جودة التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ الدقيقة تؤدي دوراً حاسماً في تحديد معدل الخطأ. الصواريخ التي تستخدم أنظمة توجيه وملاحة من الجيل الأحدث والأكثر تطوراً تميل إلى أن تكون أكثر دقة. في المقابل، الأنظمة الأقدم أو تلك الأقل تطوراً قد تكون أكثر عرضة للخطأ.

4- التدريب والخبرة البشرية
العنصر البشري يظل عاملاً مهماً في تشغيل الصواريخ الدقيقة. الخطأ في الحسابات أو في تحديد الهدف يمكن أن يؤدي إلى إخفاقات، حتى مع وجود التكنولوجيا المتقدمة.

5- العوامل البيئية الأخرى
العوائق الجغرافية، مثل الجبال أو الأبنية العالية، يمكن أن تعوق الإشارات أو تتداخل مع أنظمة التوجيه بالليزر أو الأشعة تحت الحمراء.

في النهاية، معدل الخطأ في الصواريخ الدقيقة يعتمد على تفاعل معقد بين العديد من العوامل التكنولوجية والبيئية. الجهود المستمرة في تحسين التكنولوجيا وتدريب المشغلين أساسية لتقليل هذا المعدل وزيادة فعالية هذه الأسلحة.

التحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية في استخدام الصواريخ الدقيقة
في سياق الصراعات المعاصرة، تؤدي الصواريخ الدقيقة دوراً محورياً في استراتيجيات المقاومة، وخصوصاً في ما يتعلق بالمقاومة اللبنانية ضد “إسرائيل”. توفر هذه التقنيات قدرات هجومية معززة، لكنها تأتي أيضاً مع تحديات فريدة من نوعها.

التحديات اللوجستية
التخزين والصيانة: الصواريخ الدقيقة تتطلب ظروف تخزين معينة لضمان فاعليتها وجاهزيتها عند الاستخدام. الحفاظ على هذه الظروف في بيئة مقاومة قد يكون تحدياً بسبب محدودية الموارد والحاجة إلى السرية.

النقل والانتشار: نقل هذه الصواريخ إلى مواقع الإطلاق يمكن أن يكون صعباً، وخصوصاً في مناطق الصراع، حيث يمكن أن تكون الطرق مراقبة أو معرضة للهجمات.

التحديات التكنولوجية
مواجهة التشويش والإجراءات الإلكترونية المضادة: “إسرائيل” تمتلك أنظمة دفاع متطورة قادرة على التشويش على إشارات التوجيه للصواريخ. هذا يتطلب من المقاومة تطوير تقنيات للتغلب على هذه التدابير.

تطوير وصيانة القدرات التقنية: تحديث الصواريخ وصيانتها يتطلب خبرات تقنية وتكنولوجيا متقدمة.

اعتماد المقاومة على الصواريخ الدقيقة: تفاصيل وأمثلة عملية
تستند استراتيجية المقاومة الإسلامية في لبنان بشكل كبير إلى استخدام الصواريخ الدقيقة التي تمتاز بقدرتها على إصابة الأهداف بدقة متناهية، ما يعزز فعالية الهجمات ويقلل الأخطاء. تعتمد هذه الصواريخ على تقنيات متطورة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وأنظمة التوجيه بالليزر، وأنظمة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء.

أمثلة عملية من الحرب الدائرة حالياً
في الحرب الدائرة حالياً منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، استخدم حزب الله صواريخ دقيقة وموجهة تمكنت من تجاوز أنظمة الصواريخ الاعتراضية “الإسرائيلية” مثل القبة الحديدية. في ما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

الهجمات على مواقع استراتيجية: نفذت المقاومة هجمات دقيقة على مواقع استراتيجية “إسرائيلية”، إذ تم استخدام صواريخ متقدمة قادرة على التسلل عبر الدفاعات الجوية “الإسرائيلية” وإصابة الأهداف بدقة. هذه الهجمات أظهرت قدرة الحزب على تجاوز أنظمة الاعتراض والتشويش الإلكتروني.

التكنولوجيا المتطورة: استخدمت المقاومة تكنولوجيا متقدمة لتحسين دقة الصواريخ، بما في ذلك نظم التوجيه الذاتي التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيئة المحيطة وتعديل مسار الصاروخ في الوقت الحقيقي، ما يقلل فعالية الدفاعات “الإسرائيلية”.

أمثلة سابقة على قدرة الحزب على تجاوز العقبات
الحرب “الإسرائيلية” على لبنان 2006: خلال هذه الحرب، تمكن حزب الله من استخدام صواريخ متقدمة لتوجيه ضربات مؤثرة إلى الأهداف “الإسرائيلية”. استطاع الحزب تجاوز العقبات التقنية والإلكترونية، ما أظهر قدرته على التعامل مع التحديات الميدانية وتعزيز قدراته الهجومية.

التطور المستمر في مجال الطائرات المسيّرة: استطاع حزب الله تطوير طائرات مسيرة قادرة على تنفيذ مهام استطلاعية وهجومية بدقة عالية. هذه الطائرات المسيّرة تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية وتوجيه الصواريخ بدقة، ما يدل على قدرة الحزب على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتجاوز العقبات التقنية.

بالتفصيل، يظهر اعتماد المقاومة على الصواريخ الدقيقة والموجهة قدرتها على تجاوز العقبات التكنولوجية والإلكترونية، ما يعزز فعالية الهجمات ويقلل نسبة الخطأ.

استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي يساهم بشكل كبير في تحسين دقة هذه الصواريخ وكفاءتها، ما يجعلها أداة فعالة في استراتيجية المقاومة. الأمثلة العملية من الحرب الحالية ومن حرب 2006 تُظهر بوضوح قدرات حزب الله في استخدام هذه التكنولوجيا لتجاوز العقبات وتحقيق أهدافه.

باختصار، قدرة حزب الله على تجاوز العقبات التكنولوجية واللوجستية باستخدام الصواريخ الدقيقة تظهر بشكل واضح من خلال تصريحات المسؤولين “الإسرائيليين” والتقارير العسكرية. هذا يعزز موقف الحزب ويظهر قوته في التعامل مع التحديات المعاصرة.

نهايةً، بعد الاستعراض المفصل للتكنولوجيا المتقدمة والتحديات العديدة المرتبطة بالصواريخ الدقيقة، تظل الثقة بقدرات المقاومة اللبنانية ثابتة وقوية، إذ تمثل هذه الصواريخ جزءاً مهماً من أدوات الردع التي تمتلكها، والتي تُعزز مكانتها، ليست فقط كقوة عسكرية فعالة، بل كقوة علمية وتكنولوجية قادمة بقوة، وهذا الأمر يعترف به “الإسرائيلي” يومياً وتحذر منه مراكز صنع القرار والبحوث “الإسرائيلية” والغربية.

مقالات مشابهة

  • أدمغتنا تميز بين أصوات البشر والروبوتات
  • أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • من الحروب التجارية إلى الذكاء الاصطناعي: المنافسة الأمريكية- الصينية
  • الصواريخ الدقيقة.. تأثير الذكاء الاصطناعي والتحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية
  • في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الذكاء الاصطناعي وحيد حامد؟
  • ميتا تتيح ابتكار شخصيات ذكاء اصطناعي مخصصة
  • ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي
  • "التعليم": إجازات الخريف والشتاء للمدارس المتميزة فقط/عاجل
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق في الامتحانات ويثير مخاوف النزاهة الأكاديمية
  • خبراء «الذكاء الاصطناعي» يزورون مجمع حمدان الرياضي