معاليه يدشن إستراتيجية القطاع المالي.. رئيس الوزراء: تعزيز مكانة قطر كمركز عالمي في الخدمات المالية
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
دشن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أمس الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي التي أطلقها مصرف قطر المركزي وبحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار المسؤولين والقائمين على القطاعين المصرفي والمالي في الدولة.
وأكد معاليه أن أطلاق الخطة الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي لدولة قطر يهدف إلى الابتكار والتنوع والتي تعزز مكانة دولتنا كمركز عالمي متقدم في مجال الخدمات المالية.
وقال سعادة الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، إن إطلاق الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي يُشكّل فصلاً آخر من التميز والنجاح، وروحِ الابتكار والتجديد، الذي تدعمه الأسس القوية لاقتصادنا الوطني، تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله.
وأضاف المحافظ بالتأكيد على أن الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي لن تكون مجرّد حبر على ورق، بل انعكاسًا لتطلّعات بنموٍ قويٍ خلال السنوات المقبلة، حيث تشير تقديراتنا إلى ارتفاع المساهمة الإجمالية للقطاع بنحو 45%، لتصل إلى نحو 84 مليار ريال، وبمعدل نمو مركّب يزيد على 4.7%.
حلول تحمي المستثمر
وقال ان إطلاق الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي، يمثل داعِمًا لاقتصادنا ولمؤسساتنا الماليّة، ولتُفعّل دور القطاع المالي ليتميز بالابتكار والكفاءة ويُقدّم حلولًا تحمي المستثمر وتُساعدَ على النمو.
وأشار إلى ما حققته قطر من إنجازاتٍ كبيرةٍ في مجالاتٍ عدة، كُلّلت باستضافةٍ ناجحةٍ لكأس العالم قطر 2022، واليوم، ونحن نفتخر بتلك الإنجازات، فإن الواجِبَ الوطني يُملي علينا مواصلة العمل الدؤوب للمحافظةِ على ما تحقق واستكمال مسيرة النمو بفكرٍ مُعاصرٍ يواكب التحوّلات المتسارعة، عبر التخطيط الاستراتيجي السليم المبني على أفضلِ الممارسات والمعايير الدوليّة.
وأضاف محافظ المركزي لطالما قامت بُنُوكنَا بدور حيوي في مسيرة التنمية، وحظيت بمكانةٍ مرموقةٍ عالميًا، وتأتي اليوم استراتيجيتنا لتُساهم في تطوير الخدمات البنكيّة، بما في ذلك، الخدمات الاستشارية والاستثمارية والتمويلية لتُلبيَ الاحتياجات الداخلية والخارجية، وتُحقق تطلعات المواطنين والمقيمين والمستثمرين الأجانب وتُعزّز تنافسيتها ضمن قائمة أكبر البنوك العالمية.
ولذلك، سنعمل على تطوير التشريعات والأطر التنظيمية، حتى نضمن قوة القطاع المصرفي والذي يُشكل أولى ركائز استراتيجيتنا الثالثة للقطاع المالي.
وقال ولقد شهد قطاع التأمين وإعادة التأمين بِشِقّيّْهِ التقليدي والتكافُلي تقدُمًا ملموسًا، نتيجة مجموعةٍ من المتغيرات التي شهدناها خلال السنوات الأخيرة، والتي وضعتهُ على قائمة اهتمامات القطاع المالي، إلا أننا نحتاجُ إلى دعم هذا القطاع، عبر نشر ثقافة التأمين بين أفراد المجتمع، حيث إنّهُ يُشكّل الركيزةَ الثانية ضمن استراتيجيتنا.
وفي هذا الإطار، فإننا نهدُف إلى جعل قطاع التأمين رائدًا في المنطقة، يتميز بتنوّع المنتجات والخدمات التأمينية التي تُساعد على تلبيةِ الاحتياجات الداخلية ودعمهُ في التوسع في الأسواق الخارجية، الأمر الذي سيعودُ بالنفع على نمو القطاع وزيادة ربحيّتهُ من خلال تقديم حلول ومنتجات تكنولوجيا التأمين القائمة على قواعد وتشريعات تأمينيّة تواكب أحدث المعايير الدوليّة.
بنية تكنولوجية عالية الجودة
وأكد ان قطر تتمتعُ بِبُنيةٍ تكنولوجيّةٍ عالية الجودة تُساعد على التحوّل نحو اقتصادٍ رقمي تنافُسي، ولم يدّخر مصرف قطر المركزي جُهدًا طيلة الفترة الماضية لتطوير رقمنة الخدمات المصرفية والمالية، حيث قاد مبادراتٍ رائدةٍ، وقدّم الدعم اللامحدود لإطلاق المختبرات التكنولوجية، كمختبر الأصول الرقمية ومركز قطر للتكنولوجيا المالية.
مضيفا وإيمانًا بأهميّة منظومة الخدمات المالية الرقمية في دعم مسيرة التنمية، فقد اعتمدنا هذه المنظومة كركيزةً ثالثةً ضمن استراتيجيتنا، لقيادة التحوّل الرقمي المالي، حتى تكون الخدمات المالية رائدةً في تَبني التقنيات الحديثة.
وقال إن أسواق رأس المال هي المرآة العاكسة لحجم اقتصاد الدولة، لذلك عليها أن تُواكب التطوّرات، وذلك من خلال خلق سوقٍ تُساعد على تنوّع مصادر التمويل وتُعطي مجالاتٍ أوسع للمستثمرين المحليين والأجانب، أضاف وتُساهم في زيادةِ السيولة المتداولة وتُعزز من نشاط السوق بما يخدُم أكبر عددٍ من المستثمرين ويجذب المزيد من التدفقات الاستثمارية الأجنبية، ومن أجل تحقيق الأهداف المرجوّة لأسواق رأس المال التي تُشكّل الركيزةَ الرابعة لاستراتيجيتنا، فإننا سنُكثف العمل خلال الفترةِ المُقبِلَة على تطوير البُنيةِ التحتية والأُطر الرقابية والتشريعية لأسواق المال في الدولة لخلق بيئة جاذبة للاستثمارات المحلية والعالمية.
وقال وحرصًا منَّا على تحقيق هذه الأهداف، فقد تمّ تحديد خمسةَ محاور تدعم الركائز الأربع للاستراتيجيّة، وتأتي في مُقدِمَتِها الحوكمة والرقابة التنظيميّة للقطاع المالي لتمنحَ مؤسساتنا المالية القوة والشفافية بما يُعزّز تصنيفها على الصعيد العالمي.
كما سَنُفَعّلُ دورَ التمويل الإسلامي لِجَعلِ الدوحة وجهةً للخدمات المالية الإسلامية لتحقيق نموّ هذا القطاع الواعد، أما المحور الثالث، فيتعلق بالابتكارات الرقميّة والتكنولوجيا المتقدّمة عبر تحفيز المبادرات الرائدة في السوق المحلي، وتُشكّل الحَوْكَمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية المحور الرابع الذي يُعدّ مكوّناً رئيسيّاً في التعاملات الماليّة والمصرفيّة بما يُحقّق الاستدامة للأجيال المقبلة.
وإدراكًا منا لقيمة الكادر البشري في تحقيق التنمية الاقتصادية، فإن المواهب والكفاءات التي تُعدّ ضمن المحور الخامس، ستحظى بالأولويةِ القُصوى لنُنشئ جيلاً مصرفيًا من المواطنين القادرين على الإبداع والابتكار وقيادةَ القطاع المصرفي والمالي.
ارتفاع صادرات الخدمات المالية
وأوضح لن تَكُونَ هذه الاستراتيجية مُجرّد حبرٍ على ورق، بل انعكاسًا لتطلّعات بنموٍ قويٍ خلال السنوات المقبلة، حيث تُشير تقديراتُنا إلى ارتفاع المساهمة الإجمالية للقطاع بنحو 45%، لتصل إلى نحو 84 مليار ريال، وبمُعدّل نمو مُركّب يزيد على 4.7%، مع ارتفاع إجمالي صادرات الخدمات المالية بأكثر من 75%، ونظراً لأهميّة المحافظة على الاستقرار المالي الذي يُشكّل إحدى أولوياتُنا، فسوف يتم إقرار آلياتٍ وإجراءاتٍ تدعمهُ بشكلٍ أكبر.
وقال ونحن نُطلق استراتيجيتنا الثالثة للقطاع المالي، فإننا عاقدون العزم على المضي قُدمًا على درب النجاح والتقدُم، ودافعُنا في ذلك التميّز والابتكار والنمو المستدام.
ومعًا، نبدأ هذه المرحلة، بروح المبادرة لنُحوّل التحديات إلى فرص، والتطلّعات إلى حقائقَ ملموسة، تَدعم مكانة قطاعنا المالي إقليميًا وعالميًا، وتُحقق أهداف ورؤية قطر 2030.
وتُقدّم الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي خريطة طريق واضحة المعالم تساهم في تحديد الفرص واجتياز التحديات المتوقّعة خلال السنوات المقبلة، حيث تتّسم هذه الاستراتيجية، التي تم إعدادها وفقًا للمعايير العالمية، بمقاربة جامعة تهدف إلى تقوية القطاع المالي، وتعزيز نموّ الاقتصاد الوطني، وتحقيق الاستقرار المالي من خلال وضع إطار عمل رقابي، يتميّز بالمتانة والفعالية.
وتستند الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي إلى أربع ركائز أساسية، وهي القطاع المصرفي، وقطاع التأمين، ومنظومة الخدمات المالية الرقمية، وأسواق رأس المال، وتدعم تلك الركائز خمسة محاور مشتركة، أولاً الحوكمة والرقابة التنظيمية للقطاعات الماليّة، وثانياً تعزيز دور التمويل الإسلامي، وثالثاً الابتكارات الرقمية والتكنولوجيا المتقدّمة، ورابعاً الحوكمة البيئيّة والاجتماعيّة والمؤسسيّة والاستدامة، وخامساً المواهب والكفاءات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر رئيس مجلس الوزراء الخدمات المالیة ة للقطاع المالی القطاع المالی خلال السنوات ت ساعد التی ت
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: الصناعة قاطرة التنمية لمستقبل مصر.. ونسعى لزيادة قيمة الصادرات لـ 145 مليار دولار
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن قطاع الصناعة يعد قاطرة التنمية الأساسية للاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن الحكومة تولي هذا القطاع أهمية كبيرة كجزء من استراتيجيتها لتحفيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر دخله.
جاء ذلك خلال كلمته في الحلقة النقاشية الأولى ضمن فعاليات الملتقى والمعرض الدولي للصناعة الذي نظمه اتحاد الصناعات المصرية، حيث تحدث عن رؤية الحكومة في دعم وتطوير القطاع الصناعي في مصر.
في بداية كلمته، أكد الدكتور مدبولي على أن قطاع الصناعة لا يعمل في عزلة، بل يعتمد على مجموعة من القطاعات الأخرى التي تشكل بنية تحتية أساسية، مثل الطاقة بمختلف أنواعها، الأراضي، الموانئ، وسائل النقل، بالإضافة إلى القوانين والتشريعات التي تم تصميمها لتسهيل عمل المستثمرين.
وأوضح أن الحكومة تركز جهودها على تطوير هذه البنية التحتية لضمان بيئة استثمارية مواتية لتنمية قطاع الصناعة، وأضاف أن هذه الجهود تأتي في إطار سلسلة من الإصلاحات الحكومية التي تهدف إلى تقوية القاعدة الصناعية في مصر وتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع.
وأشار مدبولي إلى أن الظروف الحالية تعد "ذهبية" لانطلاق قطاع الصناعة في الفترة المقبلة، وذلك بفضل الدعم الحكومي المستمر، كما أوضح أن تشكيل الحكومة الجديدة وتعيين نائب لرئيس الوزراء إلى جانب مجموعة وزارية متخصصة يعكس اهتمام الحكومة العميق بتحفيز القطاع الصناعي من خلال تحجيم البيروقراطية وتبسيط الإجراءات.
وتابع رئيس مجلس الوزراء حديثه عن أهمية تعميق الصناعة المحلية والاستفادة من النماذج الناجحة في هذا المجال، وأوضح أن نسبة المكون المحلي في الصناعات المصرية لا تتجاوز 40%، وهي نسبة غير كافية لتحقيق الطفرة المطلوبة، لافتا إلى أن الهدف الأساسي للحكومة هو رفع هذه النسبة لتصل إلى 70% أو حتى 80%، وهو ما سيساهم بشكل كبير في تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المحلية في الأسواق العالمية.
وأكد مدبولي أن الحكومة تعمل على تقليل الواردات بحيث تصبح هدفًا أساسيًا لتحفيز وتعميق المنتج المحلي، بالإضافة إلى تعزيز جودة المنتجات الوطنية، كما شدد على ضرورة العمل على زيادة الصادرات المصرية لتصل إلى 145 مليار دولار، وهو الهدف الذي تسعى الحكومة لتحقيقه من خلال تبني سياسات تحفيزية وداعمة للقطاع الصناعي.
دور القطاع الخاص والإصلاحات الحكوميةوفي سياق متصل، أشار الدكتور مدبولي إلى أن قطاع الصناعة في مصر يقوده في الأساس القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن الحكومة تسعى لتوفير كافة الإمكانيات التي تسهم في نمو هذا القطاع.
وأضاف مدبولي أن الحكومة تعمل على عدد من الإصلاحات الضريبية والاقتصادية التي تستهدف تسهيل الأعمال وتوفير الحوافز للمستثمرين الصناعيين، مثل توحيد إجراءات التراخيص وتسريع الإجراءات المتعلقة بالأراضي.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تراجع حاليًا جميع الرسوم والموارد المالية التي كانت تدفع لعدد من الجهات الحكومية في الماضي، بهدف تبسيط هذه الإجراءات وجعلها أكثر فعالية، حيث يتم تحويلها لتدفع في جهة واحدة فقط، مما يساهم في توفير الوقت والجهد للمستثمرين.
أحد النقاط الهامة التي تطرق إليها الدكتور مدبولي هي مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي، وأشار إلى أن مساهمة الصناعة في الاقتصاد المصري لا تتجاوز 14%، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالدول الكبرى التي تحقق نسبًا أعلى بكثير.
وأوضح مدبولي أن الحكومة تسعى لرفع هذه النسبة بشكل ملحوظ لتصل إلى أكثر من 30%، وهو ما يتطلب تكثيف الجهود في تحسين بيئة العمل، وتطوير البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار الصناعي.
وشدد مدبولي على أن تحقيق هذه الأهداف لن يكون ممكنًا إلا من خلال التعاون المشترك بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى التزام الحكومة بتقديم الدعم الكامل للقطاع الصناعي المصري لتحقيق نقلة نوعية في قدراته الإنتاجية.
وفي ختام كلمته، أكد رئيس مجلس الوزراء أن التحديات التي يواجهها القطاع الصناعي في مصر تحتاج إلى حلول جذرية وتعاون فعّال بين جميع الأطراف المعنية، وقال: "إنه في ظل هذه الإصلاحات، لدينا فرص كبيرة لتحقيق النجاح في هذا القطاع، ويجب علينا العمل معًا لخلق بيئة صناعية مواتية تشجع على الاستثمارات وتحفز نمو الصناعات المحلية".
وأشار إلى أن الحكومة ستستمر في العمل على دعم الصناعة، وتوفير كافة الإمكانيات لتحقيق الاستدامة في هذا القطاع الحيوي، مشدّدًا على أن القطاع الصناعي هو محور أساسي في خطة مصر لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.