ساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في زيادة فرص العمل بشكل كبير للمتخصصين فيه، الأمر الذي يعد مفارقة كبيرة بين آثاره السلبية على الوظائف والعمالة بشكل عام وبين خلق وظائف جديدة كليًا، حيث كشفت دراسة حديثة أن هناك أكثر من 10 آلاف وظيفة شاغرة تتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي هذا العام وحده. 

 

وبحسب دراسة أجرتها شركة الأبحاث Lightcast التي حللت الوظائف الشاغرة، قالت ليلى أوكين، كبيرة الاقتصاديين في الشركة، لموقع Business Insider"لقد فوجئنا برؤية انتشار مهارات الذكاء الاصطناعي التوليدية المطلوبة في الوظائف التي لا تعمل على تطوير هذه التقنيات".

 

 

وأضافت “يشير هذا إلى أن العمال وأصحاب العمل يقومون بالفعل بتعديل احتياجات عملهم وطرق العمل لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة”. حيث كان علماء البيانات، ومهندسو التعلم الآلي، وكتاب المناهج الدراسية من بين أهم المسميات الوظيفية للوظائف التي تشير إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي.

 

وفقًا لـ Lightcast فإن هناك عدد من الشركات التي لديها  قوائم لوظائف متخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، في الفترة من سبتمبر 2022 إلى سبتمبر 2023  وأبرزها : 

 

 شركة Capital One 

وقامت الشركة بتعيين رئيس قسم الذكاء الاصطناعي للمؤسسات كجزء من جهود البنك لتحسين تجارب العملاء باستخدام الذكاء الاصطناعي، وحاليًا، تقوم الشركة بالتوظيف لمجموعة من المناصب المكلفة ببناء ونشر منتجات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك عالم البيانات، ومهندس الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومدير البرنامج الفني، وكل منصب له نطاقات راتب تتجاوز 200 ألف دولار.

 

شركة Chegg : نحو 377 وظيفة في 12 شهرًا

وتحتوي الشركة المتخصصة في التعليم على أكثر من 12 وظيفة متعلقة بالذكاء الاصطناعي مفتوحة على بوابة الوظائف الخاصة بها، بما في ذلك كتاب المناهج الدراسية في موضوعات مثل التحليل المالي والأمن السيبراني والتسويق الرقمي.

 

شركة Meta “ميتا”    

وأصدرت Meta عددًا من مشاريع الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ونظارات Ray-Ban الذكية، وتقوم الشركة حاليًا بتعيين مهندس أبحاث متعلق بالذكاء الاصطناعي، وعالم أبحاث تطبيقية، ومدير برنامج فني للمنتج. 

 

شركة أمازون:  نحو 181 قائمة من الوظائف

في سبتمبر، طرحت أمازون Amazon Bedrock، وهو عبارة عن مجموعة من النماذج اللغوية الكبيرة، لعملاء AWS في أجزاء من الولايات المتحدة وآسيا، وأعلن عن استثمار يصل إلى 4 مليارات دولار في شراكة مع Anthropi، منافسة OpenAI. 


تقوم أمازون حاليًا بتعيين عالم بيانات ذكاء اصطناعي منتج للعمل ضمن فريق AWS، ومن المتوقع أن يتمتع المرشح، وفقًا للقائمة، بخبرة عملية في إنشاء نماذج مثل GPT.

 

كما  إنها تبحث أيضًا عن خبير استراتيجي في الذكاء الاصطناعي لمساعدة العملاء على دمج الذكاء الاصطناعي في نماذج أعمالهم. يمكن أن تتجاوز الرواتب لكلا الدورين 200 ألف دولار، حسب المنطقة الجغرافية.


شركة "Nvidia" إنفيديا: نحو 162 قائمة من الوظائف

ارتفع الطلب على وحدات معالجة الرسوميات من Nvidia - وهي الرقائق التي تعمل على تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي - بشكل كبير، ويتم توظيفها لمواكبة ذلك.

 

وقال متحدث باسم Nvidia لـ Insider في منتصف نوفمبر: "لدينا حاليًا أكثر من 120 دورًا مفتوحًا مرتبطًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي"، وتشمل هذه الوظائف الشاغرة مهندس أداء توليدي للذكاء الاصطناعي، ومدير منتج، ومهندس حلول كبير، لكل منصب نطاق راتب يتجاوز، في الحد الأقصى، 200 ألف دولار.


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التوليدي الذكاء الاصطناعي وظائف الذكاء الاصطناعي أدوات الذكاء الاصطناعي مهارات الذكاء الاصطناعي ميتا أمازون الذکاء الاصطناعی التولیدی بالذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي (1- 3)

 

 

 

عبيدلي العبيدلي **

 

أصبح تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي أمرًا أساسيًا في ساحة المنافسة الكونية بين الدول. ولم يأتِ هذا التطور التاريخي من العدم، ولم تندلع الصراعات الجيوسياسية، والمسارات المستقبلية المحتملة لسباق التسلح التكنولوجي هذا بين الدول الرائدة، ولا سيما الولايات المتحدة والصين، من الفراغ.

إضافة إلى ذلك، ونحن في سياق سبر معالم التطور التاريخي لمنظومة الذكاء الاصطناعي، لا بُد من التوقف عند العوامل التي مكنت الصين من تجاوز الدول الأوروبية في تقدم صناعة الذكاء الاصطناعي، واقتصادياته، والتحديات التي تحول دون التعاون الكبير بين قوى الذكاء الاصطناعي الكبرى. وأخيرًا، لا بُد من الإشارة إلى الاصطفاف والعواقب الدولية المحتملة لسباق الذكاء الاصطناعي المستمر.

بدايةً.. لا بُد من الاتفاق على تحول التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وبشكل متزايد، كتقنية استراتيجية ستشكل مستقبل الاقتصادات والأمن والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. إن التطور السريع لنظم وتقنيات الذكاء الاصطناعي ليس مسعىً علميًا وتكنولوجيا فحسب، بل هو أيضا عنصر حاسم في ديناميكيات القوة العالمية. ومن هنا، ينبغي التعامل مع سباق الذكاء الاصطناعي بين اللاعبين العالميين الرئيسيين، والعوامل التي تدفع منافستهم، وآثاره على المستقبل الدولي والإقليمي بشكل عام، وعلى مستوى كل دولة على حدة، بما فيها الصغيرة منها، على وجه خاص.

الخلفية التاريخية والمعالم الرئيسية

ولفهم آفاق تطور مراحل سباق الذكاء الاصطناعي، لا بُد من التوقف عند محطاته الرئيسية، وعلى وجه الخصوص المفصلية منها، على امتداد الحقب التاريخية التي عاشتها صناعة الذكاء الاصطناعي:

1950-1970: أبحاث الذكاء الاصطناعي المبكرة: في هذه الفترة، بدأت أبحاث الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث وضع الرواد الأوائل مثل آلان تورينج وجون مكارثي الأسس النظرية. وقادت الولايات المتحدة تمويل الذكاء الاصطناعي من خلال (وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (“DARPA”: Defence Advanced Research Projects Agency)؛ وهي وكالة بحث وتطوير تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. وهي مسؤولة عن تمويل وتطوير التقنيات الناشئة للتطبيقات العسكرية والأمنية الوطنية.  ومارست دورًا حاسمًا في التقنيات الرائدة مثل الإنترنت ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأبحاث الذكاء الاصطناعي المبكرة. تأسست الوكالة في العام 1958 ردًا على إطلاق الاتحاد السوفيتي "سبوتنيك". وهو أول قمر اصطناعي ينطلق إلى الفضاء. أطلقه الاتحاد السوفيتي إلى مدار الأرض المنخفض في 4 أكتوبر 1957 في إطار برنامج الفضاء. 1980-1990: (الذكاء الاصطناعي الشتاء والإحياء): حدثت فترات انخفاض التمويل والاهتمام بسبب قوة الحوسبة المحدودة والتقدم البطيء. ومع ذلك، فإن مشروع "أنظمة الحاسوب من الجيل الخامس" في اليابان أعاد تنشيط الاهتمام بأبحاث الذكاء الاصطناعي. 2000- إلى الوقت الحاضر (التعلُّم العميق، ونظم الذكاء الاصطناعي الحديثة): أدى ظهور التعلم العميق، والبيانات الضخمة، والتقدم في القوة الحسابية، إلى تعزيز التقدم السريع الذكاء الاصطناعي. كما قادت الاختراقات في الشبكات العصبية ومعالجة اللغة الطبيعية والروبوتات إلى زيادة استثمارات الحكومة والقطاع الخاص في قطاعات الذكاء الاصطناعي المختلفة.

الصراع الجيوسياسي بين القوى العظمى في الذكاء الاصطناعي

برزت الولايات المتحدة والصين كلاعبين مهيمنين في تطوير الذكاء الاصطناعي، ويستفيد كل منهما من نقاط قوته:

الولايات المتحدة: موطن لمؤسسات أبحاث الذكاء الاصطناعي الرائدة وعمالقة التكنولوجيا من أمثال (Google وMicrosoft وOpenAI) ونظام بيئي صديق للابتكار. يعزز الدعم القوي لرأس المال الاستثماري وتاريخ من الريادة التكنولوجية مكانتها. الصين: استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تقودها الحكومة الصينية مع قدرات هائلة لجمع البيانات والتمويل المدعوم من الدولة والتكامل السريع مع الذكاء الاصطناعي. وتساهم شركات مثل Baidu وAlibaba وTencent في تقدم الذكاء الاصطناعي في الصين. الاتحاد الأوروبي: رغم بعض التقدُّم على طريق بناء منظومة الذكاء الاصطناعي الأوروبية، لكن بقيت الأبحاث محدودة، والنظم القائمة على مرتكزات الذكاء الاصطناعي لا تقارن بنظيراتها في الصين والولايات المتحدة؛ ما أدى لتخلُّف الاتحاد الأوروبي عن الركب في تسويق الذكاء الاصطناعي.

الصدارة الأمريكية

مقابل ذلك، وخلال الخمسين سنة التي تلت الحرب الكونية (العالمية) الثانية، تبوَّأت الولايات المتحدة صدارة العالم في أبحاث وتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لعدة عوامل رئيسية ساعدت على تعزيز ريادتها في هذا المجالي مكن رصدها في العوامل التالية:

متانة ورسوخ منظمات البحث والتطوير الأكاديمي تقوم في الولايات المتحدة أفضل الجامعات والمؤسسات البحثية في العالم، مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة ستانفورد وجامعة هارفارد. وجميعها تمارس دورا محوريًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. دعم حكومي وأكاديمي كبير لمراكز الأبحاث مثل DARPA، التي تموّل مشاريع الذكاء الاصطناعي ذات التطبيقات العسكرية والمدنية. استثمارات ضخمة ورأس المال المغامر يتوفر في الولايات المتحدة نظام استثماري قوي يدعم الشركات الناشئة؛ حيث تستثمر كبرى شركات رأس المال المغامر (Venture Capital) في تقنيات الذكاء الاصطناعي.  شركات مثل OpenAI، Google (DeepMind)، Microsoft، Amazon، وMeta  تقود الابتكار في الذكاء الاصطناعي بميزانيات ضخمة. تفوُّق الشركات التكنولوجية الكبرى يُعد وادي السيليكون مركزًا عالميًا للابتكار، ويضم شركات تكنولوجية تمتلك بنية تحتية متقدمة في الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، مما يعزز تطوير الذكاء الاصطناعي. شركات التكنولوجيا الأمريكية تقود تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة مثل ChatGPT (OpenAI) وGemini (Google) وClaude (Anthropic).

** خبير إعلامي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أول كمبيوتر محمول من شاومي يعمل بالذكاء الاصطناعي إليك أهم مواصفاته
  • علي بابا تستثمر 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • علي بابا تعتزم استثمار 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • GoPro تعلن عن كاميرتها الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في التأمين على السفن الذكية؟
  • السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي (1- 3)
  • وداعًا للمصورين: الذكاء الاصطناعي يهدد الملايين من الوظائف
  • أول مزاد مخصص لأعمال فنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • «مايكروسوفت» تطلق Muse لدعم الألعاب بالذكاء الاصطناعي
  • انخفاض أسعار الكمأ في الأنبار.. المحرگ الأكثر طلباً لسهولة تنظيفه (صور)