تعرف على القديس دانيال كمبوني في ذكراه
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
ولد دانيال كمبونى في 15 مارس سنة 1831 في مدينة ليمون شمال ايطاليا كان والداه من الطبقة العاملة العادية وهما لويس كمبونى ودومينيك باتشة ،رزقهما الله بثمانية أطفال رابعهم هو دانيال.
نال دانيال سر المعمودية في اليوم التالي لولادته وتعلم منذ صغره ثقافة إنسانية ودينية عميقة و تتلمذ في المدرسة الإكليريكية كتلميذ غير مقيم بسبب فقر أسرته و تخرج منها كاهنا.
اعتاد دانيال منذ صغره الذهاب يوميا إلى الكنيسة ليصلى و كان شغوفا بالوعظ وكان أقرانه يرونه أحيانا ذلك الشاب الصغير النحيل واقفا على كرسي أو فوق احد الصخور وذراعاه مبسوطتان ويعظ بأعلى صوته وبكل حماس.
عندما بلغ من العمر 15 سنة كان ملما بتاريخ الشهداء اليابانيين وقد شجعه سلوك هؤلاء الشهداء المبشرين على تكريس حياته للتبشير في اليابان ولكن الرب اختار له مكان أخر للتبشير بالإنجيل في أفريقيا عامة وبالسودان خاصة.
سنة 1849 أسس الأب فينكو من معهد انتشار الإيمان إرسالية في الخرطوم وفى نفس الوقت قرر كمبونى أن يكرس نفسه لخدمة التبشير في أفريقيا وهو في سن 26 أبحر مع كهنة آخرين متجهين إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة وبعد زيارة الاراضى المقدسة توجهوا إلى الخرطوم وأقاموا بإرسالية الصليب المقدس حيث اضطروا أن يحيوا حياة بسيطة وقاسية في منطقة غير صحية وغير مكتشفة
وفي وسط كل الصعوبات و الأحداث الأليمة بوفاة والداه وفشل جميع المحاولات لإقامة إرسالية بأفريقيا واصل تفكيره بتكريس حياته للتبشير في أفريقيا وقال عبارته الشهيرة " أفريقيا أو الموت " إلى أن ألهمه الله بفكرة
" إنقاذ أفريقيا بواسطة أفريقيا " واعد خطة لإعداد كهنة من الأفارقة أنفسهم و أسس كمبونى مع أسقف فيرونا " معهد من اجل إرساليات أفريقيا الوسطى".
وفي سنة 1872 أسسا كمبونى رهبانية " الراهبات بي مادرى ديلا نجريتسيا " أي أمهات الرحمة للزنوج وكان لفظ الزنوج يشير إلى إفريقيا في العصور الوسطى ويعرف اليوم باسم " راهبات كمبونى للتبشير" وتحقق حلم كمبونى سنة 1879 بقبول إحدى الشابات السودانيات كأول راهبة طموحة في السودان.
وفي مايو 1872 اعتمد مجمع انتشار الإيمان معهد فيرونا و أصبح كمبونى مستحقا للقب " النائب الرسولي وفي عام 1887 أقامه البابا يبوس التاسع " أسقفا رسوليا لأفريقيا الوسطى " واستمرت خدمته في السودان لمدة أربعة أعوام اتسمت هذه الأعوام بعدة أحداث مأسوية من جفاف إلى مجاعة إلى أمطار غزيرة أدت إلى تدمير كل شئ تقريبا واضطر السكان ومعهم كمبونى إلى النوم في العراء وشاهد موت كل رفاقه وتدهورت صحته وازدادت معاناته الجسمية و المعنوية .
و في 10 أكتوبر 1881 توفى كمبونى بعد أن طمأن أبنائه قائلا "لا تخافوا فانا أموت و لكن عملي لن يموت "ويحكى انه في نفس هذه الليلية شوهد في مدينة ليمون مسقط رأسه صليبا كبيرا يسطع بالضوء و يتألق في السماء باتجاه أفريقيا و شيعت جنازته رسميا في اليوم التالي لوفاته في الخرطوم و عند إعلان وفاته هتف البابا ليون الثالث عشر صائحا "يا إفريقيا المسكينة يا لها من خسارة سببها موتك يا كمبونى وفي عام 1927 عرض على المراقبين اللاهوتيين طلب إعلان قداسته وفي سنة 1943 فحصت النصوص و اعتمدت سنة 1953 وسنة 1989 تحديدا في 7 أكتوبر قدم إلى جمعية القديسين ردا وثيقا على الاستجواب المتعلق بفضائله و بتأسيسه رهبنة مبشري كمبونى .
بالاضافه الي انه في 12 أكتوبر 1993 جدد اللاهوتيون تأييدهم الكامل وشرعية رسالة كمبونى واعترفوا بفضائله وعرضوا بيانا مفصلا لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني وفي 9 يونيو 1994 اقر المجلس الطبي أولى معجزات الشفاء لإحدى السيدات البرازيليات وأعلنت محكمة علماء اللاهوت بان الشفاء كان اعجازيا و هو بشفاعة دانيال كمبونى.
وشهد 25 أكتوبر 1995 أعلن تطويب دانيال كمبونى و في 20 ديسمبر 2002 جرت معجزة الشفاء الثانية لسيدة غير مسيحية سودانية وأيضا اعترف بها المجلس الطبي وأقرت بأنها معجزة لان السيدة صلت من اجل شفائها وطلبت شفاعة كمبونى ويوم الأحد 5 أكتوبر 2003 اعلم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني (المتنيح) قداسة دانيال كمبونى معلنا انه مثال حي يستحق التكريم على المذابح .
اليوم توجد في العالم 162 جماعة من الرهبانية الكومبونية وعلى الرغم من اختيار كمبونى التبشير في أفريقيا إلا أن روحانيته انتشرت في كل العالم بجانب الرهبان والراهبات و الكهنة تأسست جمعية العلمانيات باسم "مرسلات كومبونى العلمانيات "سنة 1950 وفي مصر يوجد رهبانية المرسلين الكومبونيان لقلب يسوع (الآباء الكمبونيان ) وقد وصلوا إلى مصر سنة 1857 وكذلك راهبات الكمبونيات في مصر بييه مادرى ديلا نجريتسيا-أو الراهبات المرسلات الكمبونيات وكن قد وصلن إلى مصر سنة 1877
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
أبرز المعلومات عن صوم الميلاد.. يستمر 43 يوما
بدأ الأقباط الأرثوذكس اليوم، صوم الميلاد 2024 وذلك لمدة 43 يومًا، إذ بترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يوم 6 يناير، قداس عيد الميلاد بكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية، وفقا للاعتقاد المسيحي.
كل ما تريد معرفته عن صوم الميلادوبالتزامن مع احتفال الأقباط بصوم الميلاد، فيما يلي، أبرز 10 معلومات عن الصوم وفقًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
1- رتب البابا خرستوذولوس البطريرك الـ66 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صوم الميلاد ليكون 43 يومًا، بعد أن كان يُصام فقط اليوم السابق للعيد المعروف باسم «البرامون».
2- يمتد صوم الميلاد لمدة 43 يومًا، ثلاثة أيام لتذكار معجزة نقل جبل المقطم، وأربعون يومًا لاستقبال ميلاد المسيح كما استقبل موسى النبي لاستلام ألواح الشريعة.
3- يُسمح للأقباط خلال صوم الميلاد بتناول الأسماك، بالإضافة للأطعمة النباتية، على أن يمتنعوا عن الأطعمة الحيوانية.
4- يعد صوم الميلاد من أصوام الدرجة الثانية وتشمل: «صوم الميلاد، صوم الرسل، صوم العذراء» المسموح فيها بتناول السمك للتخفيف عن الأقباط.
طقس صوم الميلاد5- يتضمن صوم الميلاد شهر كيهك، الذي تقيم فيه الكنيسة أحد أبرز طقوسها الاستثنائية وهي «سهرات كيهك»، وتخصصها لمدح السيدة مريم العذراء، وتستمر من الساعة 12 ليلًا وحتى صباح اليوم.
6- يسمى اليوم السابق لعيد الميلاد البرامون، ويمتنع فيه الأقباط عن تناول الأسماك.
7- ينتهي صوم الميلاد يوم 7 يناير 2025، عقب نهاية «قداسات عيد الميلاد» في الكنائس وفقًا للاعتقاد الكنسي.
8- يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، «قداس عيد الميلاد» يوم 6 يناير بكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية.
9- تختلف الطوائف المسيحية في مواعيد صوم الميلاد، إذ تبدأ كنيسة الروم الأرثوذكس يوم 15 نوفمبر، والقبطية يوم 25 نوفمبر، والكاثوليكية يوم 10 ديسمبر المقبل.
10- تختلف مواعيد الاحتفال بعيد الميلاد أيضًا بين الكنائس، وذلك لاختلاف التقويم الذي تعتمد عليه كل كنيسة، فالقبطية تعتمد على التقويم القبطي.